العثور على الجثه

352 22 7
                                    


- تم التعديل 2-يوليو- 2018


كان يومآ من أيام شهر أبريل وكان الربيع في بدايته , عرج رجلا كهل في منتصف الستين الى النهر الكبير الواقع في منتصف تاربزيل كان النهر مقصدا للسياح وللسكان المحليين , بيديه أشعل المصباح الموجود في هاتفه وجهه الى الأرض أخد يفتش في الساحل هنا وهناك باحثا عن محفظته التي أوقعها في زيارته للنهر الكبير صباحا , مطرت كثيرا في هذا الصباح مما فرق الزوار وحينما رفع عينيه على الأرض بعد أن أستغرق أكثر من ربع ساعه في البحث لمح شيئا من بعيد , جسم غريب طافي في النهر كان الظلام شديد حاول توجيه المصباح الى النهر لكن النور لم يكن كافيا للوصول الى منتصف النهر ولأن خصال النفس البشرية الفضول قادته رجلاه الى سيارته فتش فيها باحثا عن مصباح رحلات , سلطه على النهر الكبير ليجد جثه طافيه لشابه عشرينيه , ليدخل قلبه الفزع الشديد فأرتعد أوصاله وتسمر في مكانه وأستمر الموقف دقائق ليتماسك ليطلب الشرطة , وبطريقه ما وصل الأمر للصحافة والمراسلين الذين قدموا الى المكان كسيل متدفق بثت المحطة الوطنية هذا الخبر "هنا وكالة أخبار تاربزيل ننقل لكم هذا الخبر العاجل عثر على الشابة المفقودة أغيد كجثه هامدة طافيه في النهر الكبير , أستغرق البحث عن الشابة ما يقارب الشهر "

وفي الصباح الباكر كانت عناوين الصحف يترأسها هذا العنوان " أحلام أغيد ذهبت غرقا في النهر الكبير وكان مضمون الخبر هو العثور على الجثة عند الساعة العاشرة مساءا يوم الأثنين وبجثه مشوهه .

هذه الأخبار لم تمر كأي خبر عادي في المدينة بالطبع فهي جريمة قتل وليست بوفاة عاديه , بدأت الإشاعات تغزو المدينة وبدأ الكثيرون باختلاق القصص , دخلت والدة أغيد المستشفى جراء الصدمة فقد كانت تعيش طوال الشهر التي غابت فيه أغيد على أمل العثور عليها وعودتها للمنزل .

استعانت الشرطة بقارب لانتشال الجثة من النهر وفتح التحقيق في هذه الجريمة , كانت الضحية ترتدي كنزه صفويه بلون أزرق فاتح كانت الكنزة مثقوبة بشكل طويل وكانت عددها خمس ثقوب , استعانت الشرطة بطبيبه شرعيه لتعطي آرائها برأي الطب الشرعي وقفت الطبيبة مندهشة أمام جثه أغيد الذي كانت قد وضعت على طاولة المشرحة وبجسدها الشاحب التي تم تغطيته بقماش أبيض مذهولا من شناعة الجريمة وكأن المجرم حاول إخفاء الدليل , قلبت الجثة لتلاحظ أثار تخثر الدماء في مؤخره الرأس وكأن المجرم حاول بالبداية أيقاف النزيف كانت الصدمة التي تعرضت لها الضحية تضع افتراضا أنها ربما سقطت على مسطح زجاجي فأثار الجرح هي ما تقول هذا , أمسكت الطبيبة بيد الضحية لترى ما أن كان هناك شيء أسفل أظافرها شيء لكن كما توقعت فمياه النهر غسلت كل شيء , أسفل الحجاب الحاجز كان هناك أثار لطعنات أثنان منها عموديه والأخرى كانت أفقيه وكأن المجرم حاول أن يستخدم يديه الاثنتين , لم يكن يوجد أي أثار خنق على عنقها , تفقدت قدميها ولم يكن هناك أثار تقيد أو ما شابه .

لذلك فأن النتيجة أن الضحية ماتت بسبب النزف الشديد . وبينما كانت الطبيبة تغطي الضحية بقماش أبيض يغطى فيه الموتى, طرق الباب رجلا أشعت الشعر طويل القامه عيونه غائره في منتصف الثلاثين , أقبل نحو طاولة المشرحة ممسك بسيجاره أخد نظره خاطفه نحو الجثة المغطاة ثم وقعت عيناه نحو الطبيبة ليسأل – اذا – ماذا كانت النتيجة , لتجيب الطبيبة الضحية يا سيدي المحقق " ماتت جراء النزف الشديد أسفل الحجاب الحاجز أثر خمس طعنات "

وضع المحقق يديه في جيبه ليقل اذا أنها جريمة قتل وأكملت لتقول حرك الجاني السكين بعدة طرق عموديه وأفقيه , تمتلك الضحية أثار اصطدام خلف الجمجمة , و لا وجود لأثار تقييد أو خنق عند العنق وحسب بيوض الحشرات الذي وضعت بيوضها بداخل جروح الضحية و قد فقس بعضها وربما ذهب نصفه في النهر الكبير فأن الضحية قد ماتت قبل خمس عشر يوما .

- رفع المحقق حاجبيه باندهاش فلتوثقي كل هذا بتقرير حتى يوضع في ملف القضية

غادر المشرحة وهو يقلب معطيات الجريمة في عقله , لما أختار المجرم النهر الكبير للتخلص من الجثة ؟ أن السلوك الذي يتبعه غالبيه المجرمون هو اخفاء الجثة مهما حدث , غالبا يعثر على الجثة بالصدفة وبينما كان غارق في تحليل الأمور سمع صوت من خلفه سيدي المحقق. سيدي المحقق حتى أنتبه , لقد بدأت الشرطة بالتحقق من ملابس الضحية , كان مساعد المحقق شابا عشريني بدأ بالعمل منذ سته أشهر وكان ينقصه من المهارة الكثير الا أنه من الممكن الاعتماد عليه بإرشاده كان بمثابه اليد اليمنى للمحقق , أيها المساعد أنا قررت الذهاب الى النهر الكبير بعد الظهيرة أني أريدك أن تقوم بقياده السيارة الى هناك , وهناك منتصبا ناحيه النهر توقفت الرحلات بسبب موسم الأمطار ,غطيت القوارب بأغطية بلاستيكية, مما دفع المحقق بطرح تساءل ما أن كان الجاني قد أستخدمها ليستطيع أن يلقيها في النهر , سيدي المحقق أني اعتقد ان الظروف البيئية بالمكان الذي عثر فيه على الجثة معقدة وكأن القاتل قد تعمد أن يخفي هويته بألقائها بالنهر لا يمكن العثور على أي دليل حتى في الساحل كأثار أقدام فالمكان مليء بالزوار كما أن الأمطار حولت التربة الى الطين فنظر المحقق لحدائه يا اللهي لقد أتسخ حدائي بالطين , بالمناسبة هل بحثت عن عدد زوار النهر الكبير ؟

- نعم يا سيدي في الربيع يصل العدد الى ألف زائر يوميا ويتم تأجير جميع القوارب ولأن البلدية لم تنهي مشروع أناره النهر فيتوقف الاستئجار عند حلول المغرب

-أشعل المحقق السيجارة بدأ ينفث لا بد أن الجاني قام باستخدام قارب و لا بد أن يترك أثرا وعلينا العثور على هذه الهفوه ,

- بالطبع سنفعل يا سيدي

- اذا لابد لنا بالحصول على مذكره تفتيش سنفتش النهر بأكمله ابتداء من القوارب وصولا الى منصه المراقبه والتأجير.

مئتان وخمسين يوما قبل الأعدامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن