عندما يكون ألمك على يد من يهواه قلبك
يصير الألم قاتل
عندما يعميك الغضب عن الشعور بخافقك
فحياتك بل طائل
فمن الألم يولد الفرح .. و كالنعقاء من
رمادها تولد
فاستمع لقلبك قبل أن يغشيه الإنتقام فيمنع
الحب أن يوجد .ترك أحمد الهاتف .. و ارتمى على السرير وهو يبكي ابنته التي لا يعرف ما أصابها و ما سيصيبها نتيجة أفعالة .
اقتربت منه سلمي و قد سالت الدموع من عينيها بدورها
سلمى : ايه يا عمو .. قالك ايه .. ريناد كويسه .
أحمد فى ألم : واحد عايز ينتقم منى يا سلمى .. وخطف ريناد .. مش عارف هيعمل فيها ايه .. انا هموت يا سلمى لو جرالها حاجه .
أخذت سلمى هاتفها و أوشكت على إجراء مكالمة ووجهها يحمل تصميم
أحمد فى تساؤل : انتى هتعملى ايه ؟!
سلمى : هكلم الضابط .. واحكيله .
أحمد : اوعى .. لو البوليس عرف مش هشوف ريناد تانى .
سلمى : لكن يا عمو....
أحمد : ارجوكى يا سلمى .. اوعى حد يعرف حاجه .. علشان خاطر ريناد .
سلمى : حاضر يا عمو .. اللى تشوفه .
_ اسمعى بقى هنقوله ايه .....
و بعد أن انتهت محادثته مع والد الفتاة .. أسيرته .. أخذت تموج بداخله مشاعر متباينه .. مزيج حاد من كراهية ظهرت بوضوح في مكالمته .. و نفور شديد جعله يكره الشخص الذي حوله لشخص .. حقود .. غاضب .. تحول لرجل آخر لا يعرفه .. رجل .. وقف عند هذا المسمى .. ترى هل يمكن ان يحمل هذا المسمى .. فالرجولة لها علاقه طرديه مع المروءه و الشهامة .. و كذلك علاقة عكسيه مع الخسة و الندالة و امتهان الحرمات ؛ و ما يفعله بعيد كل البعد عن مسميات الرجولة .
و لكن ماذا عنه هو .. أحمد .. هل يلم لأنه يريد الأخذ بثأره ؟ .. هل يلم لأنه ينتقم لأعز ما لديه ؟
.. كل .. الذبيح لا يلم على رقصاته العشوائيه .. المظلوم لا يلم على مطالبته بحقوقه ممن ظلمه
غمغم لنفسه نافيا : معي الحق .. كل الحق .. في المطالبة بما هو لي .. و
بأي وسيلة .
أخرجته طرقات سكرتيرته على الباب تأذن بالدخول من صراعه الأزلي مع نفسه التي بات على خصام معها على الدوام .
دخلت السكرتيره : حبيت ابشرك يا باشمهندس .. ان المناقصه دى كمان احنا خدناها .
ارتسمت السعادة على ملامحه و كل خلجاته و دار بكرسيه فى هو
'' كده تبقى انتهيت يا أحمد بيه .. آخر أمل ليك خسرته .. ولسه .. البقيه تأتى ''
_ شكرا .. يا منى .. اتفضلى على شغلك .
و طوال الطريق للفيلا .. وهو يفكر.. خلاص هانت يا ليلى..
انا هاخدلك حقك ..و قريب جدا
ورغم ان خطته كانت تسير تماما كما خطط لها إلا أن سعادته بتحقيق ما يريد كانت مبتورة .. قرر نسيان نفسه اللوامه
مؤقتا .. أو بمعنى أدق قرر وأدها .
وصل عبدالله لفيلا سالم .. استقبلته ميرنا كالعادة بعيونيها البنيه الواسعه و ابتسامتها الخجوله ، خفقات قلبها التي تخشى أن تفضحها يوما .
ابتسم لها غير واع لما يملأ عليها كيانها : ازيك يا ميرو عامله ايه .
و بسرعة سيارة سباق أطلق لها قائدها العنان زأر محرك قلبها و ازدادت سرعة نبضاتها .. انها المرة
الأولى التي يدللها فيها .. لم يسبق له أن أعارها أي اهتمام ، تدليله لها منحها الجرأه في التطلع
لملامحه الوسيمه بتفحص أكثر من ذي قبل .. ملمح تنطق بالرجوله .. عينان سوداون برموش كثيفة
كرموش الأطفال .. أنف مستقيم .. شفتان صارمتان تميلن في حنو عند أطرافهما .. نتوء فى أحد
خديه كأثر لغمازه وحيدة على خده الأيسر لم ترها من قبل و لكن أثرها موجود .
" ميرنا .. "
انتفضت على صوت والدها الذى وقف خلفها قاطعا تأملتها المتفحصة و هتف " انت لسه على الباب يا عبدالله .. اتفضل."
ارتجفت ميرنا و احمرت خجل " آسفة يا عبدالله .. وقفتك . . اتفضل "
عبدالله فى مرح : أعمل ايه بس .. انتي على طول سرحانه كده .. أنا كنت قربت أمشي .
ميرنا في خجل : معقول !! .. أنا آسفه بجد .
أخرجها أبيها من ارتباكها :سيبك منها يا عبد الله دي بنوته دماغها مش معاها أصل .. اعمليلنا قهوة يا ميرنا .
ضربت الأرض بقدمها في غضب مصطنع و زمت شفتها : بنوته .. عندي ٢٠سنه و لسه بتقول بنوته .
ابتسم عبدالله فظهرت الغمازه على خده الأيسر مما تسبب في خفقان قلبها من جديد : لا لا لا لا.. ملكش حق يا سالم بيه .. ميرنا بقت عروسة و زي القمر كمان .
فكرت .. هذا كثير على قدرتي على الإحتمال .. و بشقاوه هتفت : لاااا .. لما أروح أعمل القهوة شكلكوا هتستلموني النهاردة .
و بعد أن استقرا في المكتب ..
سالم : احكيلي كل اللي حصل .. و بالتفصييل
و بدأ عبدالله الكلام و ابتسامة سعيدة تعلو وجه سالم الذي كان شغوفا .
.............
وبعد عدة أيام .....
استيقظت ريناد على آلام شديدة تغزو جسدها كله ، حاولت التحرك إلا أن قيودها منعتها ، حاولت
الصراخ إلا أن أي فعل تأتيه يزيد من آلامها ، صرخت و لكن ما من مجيب ، الألم كان يزداد في كل لحظه عن التي تسبقها ، حتي أنها تكاد تشعر بغليان الدم في عروقها ، و صرخت: ''ااااه ... اااااه''
و سمعت صرير الباب ايذانا و هتفت : حد يلحقني .. أنا تعبانه أووي .. عايزه
دكتوور .. ااااااااه .
اقترب منها صاحب الخطوات ، و انتفضت ريناد عندما أمسك ذراعها حاولت التملص منه و لكنها لم تستطع ، ثبتها جيداً و شعرت بإبرة تدخل مصل ما لوريدها ، و خلافا للأيام السابقة لم تغب عن الوعي هذه المره ، بل شعرت بالراحه ، بدأت تشعر بانكسار الألم شيئاً فشيئاً ؛ شعور بالراحه و النشوة غمرها حتى أنها ابتسمت ، و نامت
أما أحمد فقد كان يموت في اليوم مائة مرة و هو ينتظر اتصال خاطف ابنته منذ أيام ، لقد نفذ كل ما طلبه ذلك الرجل منه و مع ذلك لم يتصل .
رن جرس الباب و هرولت سلمى باتجاه أحمد و تساءلت في لهفه : ها يا عمو .. مفيش جديد ..
محدش اتصل بيك برده .
اغرورقت عينا أحمد بالدموع : لأ يا سلمى أنا هتجنن عملت كل حاجة طلبها .. الضابط قرفني .. توقع ان اللي خطفها يكون هو اللى طلب مننا نقفل القضية .. عصرني أسئلة لحد مسمعته الرساله الصوتيه اللي كانت ريناد بعتهالي و هي فى بيروت عند قرايب مامتها الصيف اللي فات
سلمى : و طارق كمان طلع عينى و سمعته برده الرسالة اللي بعتتهالى ريناد من بيروت قبل كده ..
كويس أن الرسايل دي متمسحتش و إلا مش عارفين كنا هنقنعهم إزاي.
مرت مسحة حزن على سلمى و شعرت بانقباض في صدرها و قالت بوجل : عمو .. أنا خايفه أوي على ريناد .. خايفه بعد ما نفذنا كل اللي هو عاوزه .. لا قدر الله يعمل حاجه فيها .. خصوصا
مطلبش فلوس .. يبقى خطفها ليه .. و عايز منها إيه .
أحمد في عصبية : أنا أصلاً .. مش عارف الله يخليكي يا سلمى .. أنا مش ناقص خوف .. هتجنن هلقيها منين ولا منين .. من الشغل ولا من اختفاء ريناد .. أنا خلاص مبقتش قادر أستحمل .. واحد بيحاربني في شغلي و قاصد يخسرني كل فلوسي .. و ريناد بنتي اللي مش عارف هي فين ولا حصلها إيه .. أنا حاسس إني هموووت .
اقتربت منه سلمى و أجلسته على المقعد المجاور له : أرجوك يا عمو .. لازم تكون أقوى من كده ..
ريناد محتاجاك .. لو تعبت ولا لا قدر الله حصلك حاجه .. ريناد هيكون مصيرها إيه ؟ .. أنا حاسه كمان انها هترجع ان شاء الله و قريب جدا .
أحمد : يا رب يا سلمى .. يا رب .
دار الكلام الذي أسر به أحمد لها بعقلها .. و تساءلت : عمو .. انت قلتلي ان الراجل اللي كلمك قالك أنه هينتقم منك و هيخسرك كل حاجه صح؟!
أحمد : أيوة .
سلمي : طب ليه ميكونش نفس اللي بيأذيك في شغلك هو هو اللي خطف ريناد .. عشان ينتقم منك و يقهرك عليها .
رفض أحمد الفكرة : لا لا لا معتقدش .. ده رجل أعمال كبير .. مش مجرم
دافعت سلمى عن فكرتها : و تفتكر لو حب يعمل ده هيعمله بنفسه .. أكيد هيجيب بلطجيه تنفذ
أحمد بعد تفكير : معاكى حق .. ازاى مفكرتش فى كده .
......
بدأت ريناد تشعر بالأم يغزو جسدها من جديد ، صارت هي و الألم صحبة يزورها مرة كل يوم و تظل تصرخ و تبكي حتى يأتى صاحب الخطوات ليريحها من عذابها الذى أصبح قاسيا يوماً بعد يوم
صرخت : اااااه .. حد يلحقنى .. انا تعبانه قوى .. اااااه .
فتح الباب ودخل صاحب الخطوات ...
هتفت ريناد : ارجوك .. الحقنى .. انا تعبانه قوى ..اااااه .. فين الحقنه اللى بتسكن الوجع .. تعبانه.
كان أحد المكلفين بحراستها .. و كان المسئول عن إعطاءها الإبر بانتظام ، تقريبأ كان الوحيد الذي يدخل لها محبسها .. كانت تعليمات الريس صارمة ، يجب ألا يدخل عليها أحد إلا فى
مواعيد محددة ، يجب ألا يتواصل معها أحد ، ولا يتكلم معها أحد ، ممنوووع الأقتراب منها إلا للضرورة .
انها ضرورة .. حلل سيد لنفسه اقترابه منها .. نظر لها في اشتهاء .. انها أجمل فتاة وقعت عليها
عيناه .. جميلة كالحلم .. بل أجمل من الحلم نفسه ، نظر إلى ساقيها الممشوقين اللتان تظهران
من تحت فستانها القصير ، تسارعت أنفاسه و هو يتخيل ملمس جسدها البض بين يديه ، أو فى أحضانه ، اتسعت عيناه في شهوه و شعر بالحرارة تسري في جسده ، و اقترب منها ، لم يعد قادر
على مقاومه جمالها أكثر من ذلك .
وضع الإبره على الطاوله القريبة من السرير دون أن يحول ببصره عنها
هتف لنفسه " لم أعد أستطيع المقاومة أكثر من ذلك "
امتدت يداه و أمسكت ساقها في عنف .. صرخت ريناد من المفاجأه ، و انتفضت عندما بدأت يداه
تتلمسها .. صرخت ريناد في ذعر : ابعد عنى يا حقير .. اياك تلمسنى .
لم يتركها رغم محاوالتها التملص من يديه ؛ و لكن قيودها حالت دون ذلك .
بكت و صرخت به : ابعد عنننني .. أرجوووووك .. سيبنننننننني .
سيد : انتي حلوة أووى و أنا مش قادر أستحمل خلاص .. تعبت .
تملصت من يديه التي أمسكت برأسها لتثبته و محاوالته لتقبيلها .
استمرت بالصراخ : ااااااااه .. إلحقووني .. إبعد عني يا حيواااان .
تمتم و هو يحاول تقبيلها في استماته : مش انتي عايزه الحقنه .. أنا هديهالك .. بس لازم تديني حاجه قصادها .. أنا هريحك .. و انتي بطلي تتعبيني .
ريناد : لأ لأ .. ابعد عني .. سيبني أبووس إيدك .. ارحمني بقى .
احتضنها و هي تصرخ و تقاوم باستمامه لا يمنعها سوى قيودها
هتفت و دموعها تسيل غزيرة من عينيها : ياااا رب .. يارب خليك معايا و النبي .
وفجأه سمعت الباب يفتح من جديد و هتاف غاضب : انت بتعمل إيه يا حيواان ؟!
استمرت ريناد بالبكاء و الصراخ الهيستيري و هي تسمع صوت قتال ، بعد أن جذب القادم من كان يحاول الإعتداء عليها فأبعده عنها .
لم يدم القتال طويل .. فلقد انهال عبدالله على فكه بلكمه قوية أردته أرضأ ؛ نكس بعدها رأسه خرج فوراً من الغرفه
نظر إليها عبدالله و هاله ما رآها عليه ؛ انقبض قلبه لمرآها ذابلة مرتعبة ؛ تغرق دموعها وجهها تبكي في هيستيريا و تتلوى ألماً فى نفس الوقت
وجهها هربت منه الدماء من الخوف الذي اختبرته منذ لحظات .
شاهد انحسار فستانها القصير عن ساقيها بفعل مقاومتها المستميته و المعركة التي خاضتها لدقائق ..
أنت تقرأ
خطف قلبى
Romanceالكاتبه مروه ممدوح بدأ الأمر كانتقام .. خطفها ... اذلها جمع كل المتناقضات القسوه و الحنان .. الكره و الحب حوله الانتقام الى شيطان فقابل ملاك ذكره بأنه إنسان . كرهتك كما لم اكره احد من قبل . حملت لك و لكل ما يمت لكة بصله بغضا و حقدا لم اكن اعلم اننى...