١١

16.3K 342 5
                                    

وكأنك لا تعلمين كم أحبك ألا تفهمين ؟!
كم هو غال على قَدرك ألا تشعرين ؟
بقلب لم يخفق إلا لك و بك ألا تدركين ؟!
بأنك عندي كل الحياة و بعدك ممات ألا تعرفين ؟!
أتطالبين بعد كل هذا أن نفترق ألا .... تستحين؟!
رن موبايل عبدالله ... جاءته رساله ... تغيرت ملامحه و نظر ل ريناد في خوف و هو يقرأها .
تطلع حوله في ذعر .. و الرسالة تتردد في ذهنه ... لسه حسابنا مخلصش .
لاحظت ريناد توتره و انشغاله عنها ؛ كان معها و لكن عقله في مكان آخر
ريناد في قلق : عبد الله .. مالك ؟! .. من ساعة ما كنا في المطعم و انت مش مظبوط .. شغلك .. في حاجة ؟!
انكر : لا ابدا مفيش حاجة  .
لم تصدقه بالطبع حاول أن يكون على طبيعته معها إلا أن ذهنه كان يعود لتلك الرسالة مرة تلو المرة .
سحب ذراعه من تحت رأسها في رفق و نهض في هدوء ؛ أغلق الباب خلفه دون صوت .
فتح الرسالة التي قلبت كيانه و أدخلت الرعب إلى قلبه ؛ عاد يقرأ محتواها " لسه حسابنا مخلصش "
انتفض في ذعر مع صوت رسالة واردة جديدة ..
" ده ما كانش اتفاقنا .. انت كده أخليت باللى اتفقنا عليه... المفروض تقهرها وتعذبها .. مش تحبها ...وحسابنا مع ابوها كمان عرفت انك وقفته .. بما انك وقفت انتقامنا معاهم بمزاجك .. انا هكمله غصب عنك .. وخاف على حبيبتك مني .. مستنى منك تكلمنى علشان نتفق هنكمل ازاى "
ارتجف عبد الله و شعور بالخوف يغمره عليها ؛ انه لن يتواني عن إيذائها ؛ لقد ذلل أمامه العقبات لعام كامل فقط ليحظى بانتقامه ؛ ترى ما الذي قد يفعله فيها ؟!
عاد عبد الله بذاكرته لما يزيد عن العام ....
صرخ في الرجلان الذان كانا يبذالن كل طاقتهما لتطويقه دون جدوى محاولين منعه من الوصول
للشركة ثانيةَ : : بقولكوا ايه ... سيبونى .. انا هدخل .. يعنى هدخل .. فاهمين .. مش انا اللى
هتمنع من الدخول .
هتف به أحد رجلي الأمن الذان كانا يحاولان السيطرة عليه : يا تخرج من غير شوشره .. يا اما هنطلب البوليس
  نجحا أخيرا في إلقائه على الدرج الأمامي للشركة جلس يبكي  أخته التي قتلها صاحب تلك الشركة و أمه التي ماتت حزنا علي ابنتها التي ماتت في ريعان شبابها ؛ و ضع يده على رأسه و بكيبحرقة عائلته التي ضاعت منه في لحظة واحدة بسبب أحمد رضوان .. مسح دموعه في سخط و
هتف : بحق الحرقة التي تلهب قلبي سأنتقم .. لن أخذل أمي و أختي .. سآتي بحقهن من صاحب الشركة التي ألقيت أمامها .. سأنتقم منه و من كل يحبهم .. سيدفع الثمن حتى لو كان هذا آخر ما
سأفعله في حياتي .
وقبل أن يمشى ....
نزل رجل وقور فوق الخمسين سنه ....
تعثر الرجل على الدرج و سقط على ركبتيه و هو يهتف : حسبي الله ونعم الوكيل ... حسبي الله ونعم الوكيل .
هب عبد الله لنجدته و عندما اقترب منه لاحظ امتقاع وجهه .. و عينيه أيضا ذاغتا فامتدت يدين مرتعشتان لرابطة عنقه تحلها في توتر طلبا لهواء لا يجده أمسك ذراع عبد الله و غمغم : نفسي ..

مش قادر آخد نفسي .
ساعده على النهوض و مشيا في تثاقل حتى وصل لسيارة عبد الله .
وأخده للمستشفى .... و خارج غرفة العناية المركزة .
'' انت اللى جبت أخويا هنا صح ؟! ''
عبدالله : ايوه
مد الرجل يده وصافح عبد الله في امتنان : انا متشكر جدا .. اخويا كان ممكن يموت .. لولا ان ربنا
بعتك ليه في الوقت المناسب .
عبدالله : لا شكر على واجب .. المهم يبقى بخير .
و بعد بضعة أيام ....
اتصل عبدالله ليطمن على المريض ..
و فى العزاء ...
سالم : عبدالله .. انا مش هسيب حق أخويا .. انا هنتقم من الراجل ده .
عبدالله : وأنا كمان ليا تار عنده .. انا معاك .
و كانت البدايه ...
و خططا سوياللانتقام .. و تم ما خططاه .. و كانت أكبر غلطة ارتكبها في حياته و هي إيذاء ريناد .

خطف قلبى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن