أحيانا لا تمنحنا الحياة كل شيء
قد تمنحنا قلب محب و عشق العمر
قد تمنحنا السعادة فقط لبعض الوقت
و تتركنا بعدها نعاني .. و نتسائل
هل أسئنا الإختيار أم أن الحياة ليست عادلة
تعطينا ما نريد وقتما نريد و تأخذه منا..
وقتما تريد هي .
أوصدت ميرنا حجرتها عليها تحمد ربها أن لا أحد لاحظ غيابها حتى ذلك الوقت و إلا كانت
ستصبح كارثة بحق .
حانت منها إلتفاتة لمرآة غرفتها فاقتربت منها لترى امتقاع وجهها و آثار الدموع التي رسمت الأسى على وجهها غير الدموع التي تحجرت في مقلتيها .
وجهها الذي طالعها في المرآه ذكرها بجرم ما صار فلطمت خديها و انتحبت حتى صارت شهقات
بكاءها مسموعة فكتمت فمها لإخراس أي صوت قد يصدر منها .
لم يسبق لها أن شعرت بالضياع .. كانت تأمر فتجاب .. كانت مدللة أبيها و أخيها .. كاااانت .
و لأول مرة تشعر باليتم .. تشعر بأن الدلال أفسدها .. أبعدوها عن الحياة بشرورها خوفا منهم عليها فواجهت أسوأ ما قد تقع فيه فتاة أرادت من الحياة المزيد فصفعتها الحياة لتكف عن غرورها و طمعها .. لطمتها لتشعرها بأنها ليست
سوى ..
إنسان .
**********************
تطلعت الممرضة بأسى ل عبد الله الذي يرقد بين الشراشف البيضاء في سكون نائما .. جانب من وجهه أزرق بفعل الحادث ؛ رغم الكدمات التي تغزو جسده ووجهه إلا أن ذلك لم يخِف وسامته
المهلكة .
عدلت الوسائد و تمتمت و هي تتم عملها لزميلتها التي كانت تحقنه : الشاب ده صعبان عليا قوى يا أمل ... كل ما يفوق يسأل على مراته ... والدكتور يديله مهدئات... علشان ميعرفش ...يا عينى .
أمل : عندك حق ... صعب قوى عليه ... مش عارفه هيعمل ايه لما الدكتور يقوله ان مراته ماتت ... الله يكون فى عونه .
فتح عبد الله عينيه ليسمع جملتها الأخيرة فصرخ : لأ .. لأ .. ريناااااد .
حاول النهوض فقيدتاه لكي لا يتحرك فالحركة غير جيدة بالنسبة له .
صرخ بهم : سيبوني .. أنا لازم أشوف ريناد .. أنا لازم أروح لمراتي . .ابعدو عنى ... محدش يمسكنى ....بقولكوا سيبونى ... ريناد عايشه .... لازم أطمن عليها ... ودونى عندها .
دخل الدكتور على صراخه وقال للممرضه: جهزى حقنه مهدئه بسرعه ... اهدى يا عبدالله .... انت لسه تعبان ... اهدى علشان ما تأذيش نفسكتجمعت الدموع في مقلتيه : ريناد ... ودينى عندها .... أرجووك ..انا عايز اطمن عليها ...ريناد
كويسه صح ؟! ... اوعى تقولى جرالها حاجه .. اوعى تقولى انهم مش بيكدبوا.. اتكلم ... قووول انهم كدابين ....
قول انهم قصدهم على حد تانى .... قووووول .
هشام : طب اهدى وانا هقولك على كل حاجه ...اهدى علشان انت كده بتضر نفسك على فكره .
هتف عبد الله : ههدى بس طمنى على ريناد .... قول انها كويسه .... قول ان الممرضات دول بيتكلمو عن واحده تانيه ... غير مراتى .
هشام : للأسف ... مراتك توفت ... أنا آسف جدا ... بس ده قضاء الله .
توقف عن المقاومة .. عن الصراخ .. عن الحركة .. توقف عن كل شيء سوى البكاء بصمت
هشام : لازم تكون قوي يا عبد الله ... لازم ترضى بقضاء الله .
عبد الله في عدم تصديق : لا ... ريناد مستحيل تسيبنى .. وعدتنى انها مش هتسيبنى .. أنا كنت بتخانق معاها قبل الحادثه ... زعلتها ... زعلتها قويييييي .. لازم أعتذرلها .... لازم أشوفها وأقولها
سامحيني ... أنا كنت بتخانق معاكي علشان بحبك ... بتخانق معاكي علشان بغيير عليكي .... لازم أشوفها ... مينفعش تسيبني و هى زعلنه مني ... مينفعش ... ما أشوفهاش تانى .. مينفعش .
هشام : استغفر ربنا .... حراام متقولش كده ... انت انسان مؤمن بالله .... واذا انت بتحبها الحب ده كله .... اكييد هى مش زعلانه منك أصلاً .
تساءل عبد الله : هى فيين ... ودينى عندها ... لازم أشوفها .
هشام : طب استنى لبكره تكون بقيت أحسن
عبد الله في رجاء : أرجوووك ... دلوقتى .. انا ممكن أمووت لو مشفتهاش دلوقتى .
نظر الطبيب لأمل : هاتى كرسى متحرك لو سمحتى .
دفع هشام عبد الله امامه حتى المشرحة و غمغم هشام : أنا عايزك تكون قوي ... أنا سمعت كلامك .. وجبتك هنا .. يا ريت متتسببش لنفسك بالأذى .. متخلينيش أندم إني سمعت كلامك .
هز رأسه غير قادر على النطق .. و لا الرؤية بوضوح بفعل الدموع التي سكنت عينيه .
إحساس بالوحشة تملكه .. احساس بوخزات متتالية كطعنات متلحقة تستهدف قلبه و أحشاؤه ..
إحساس بالضياع .. بالضعف .
فتح الباب و دفعه هشام للداخل و اقترب بالكرسي من محفة الموتي التي ترقد عليها الجثة .
هشام : جاهز !!
اومأ عبد الله بصمت و ...
رفع الغطاء الذي يخفي وجه الجثة فشهق عبد الله و ازداد انهمار الدموع من عينيه
********************
قهقه مازن في مرح و كلما ازداد عبوس عماد علي صوت ضحكاته أكثر .
أخذ عماد سيجارة من علبة سجائره و نفث دخانها في عصبية و هتف في سخط : مبسوط انت اووي .
جفف مازن عينيه التي دمعت بفعل ضحكاته : معلش يا دودي أصلها أول مرة .. يعني البت فلتت منك المرادي .. طب إزاي يا عمده .. هي أول مرة
عاد يضحك من جديد مزيدا : أنا ماشي و لما تبطل ضحك إبقى كلمني .
أشار مازن بيديه و هو يحاول كتم ضحكاته : خلاص خلاص مش هضحك بس قولي .. ايه اللي دهولك و خلتك متكملش خطتك .
هتف عماد في ضيق : اتنيلت عملت كل حاجة زي المعتاد .. شربنا و مضينا على الورقة و كل حاجة .. و بعد ما بقت تحت إيدي .. اتنيلت .
ضحك مازن مجددا : نمت يا عماد .. اتسطلت و نمت و أهم حاجة معملتهاش .
عماد في سخط : متفكرنيش .. مش عارف لحد دلوقتي اللي حصل ده حصل إ ازاي .. البنت خلاص كانت متخدرة و تحت إيدي .. إزاي نمت و مقربتش منها .. إزااي أنا هتجنن .
مازن : بس هي متعرفش انك مقربتش منها يا عماد .. هي دلوقتي مراتك .. معاك الورقة العرفي اللي هتهددها بيها .. و الصور اللي انا صورتهالكوا في السرير عشان تضغط عليها .. هي فاقت لقت
نفسها معاك .. مش فاكرة حاجة من اللي حصل غير انها عريانه و معاك و مراتك .. يعني كل حاجة
زي ماهي .. كمل خطتك يا كبير هي هتبقى تحت أمرك .
عماد : تفتكر يا مازن ؟! .. هقدر أضغط عليها .. طب افرض انها حست أو عرفت ان مفيش حاجة حصلت بينا و انها بنت زي ما هي .
مازن : و هتعرف منين بس ؟! .. انت كمل خطتك .. البت دي تقيله يا عماد متضيعهاش من إيدك .
عماد بعد تفكير ابتسم : هكلمها تيجي .. مراتي و وحشتني و خلينا نكمل اللي احنا مكملناهوش .
مازن : طوول عمرك كبير يا عمدة .
*****************
"ريناد "
همست سلمى باسم صديقتها و هي تفتح عينيها بعد أن فاقت من إغمائتها
تساءل مروان : أنتى كويسه يا سلمى ؟!
سلمى : ريناد فين يا مروان .. قولى فين ريناد ... مش ريناد اللى احنا شفناها دى .
ابتسم مروان : أيوه يا حبيبتى .... ريناد عايشه ... ريناد كويسه الحمد لله .. يالا فوقى واحنا نروحلها ... هى خرجت من العمليات والدكتور قال انها هتبقى كويسه .
ضحكت سلمى وقامت بسرعه : انا أصلاً كويسه .... الحمد لله .... ريناد عايشه... الحمد لله ... ودينى عندها .
غمغمت في ضعف و تأوهت و كأن الهمسات تؤلمها
" عبد الله ..... اااااااه ..... عبد الله انت فين . "
عادت تهتف في ضعف دون أن تفتح عينيها فهي لا تزال تحت تأثير المخدر " عبد الله "
تناول عبد الله كفها و قبله في حب : أنا هنا يا حبيبتى ... جنبك ومش هسيبك أبدا.... ريناد .. انا بحبك قوووى ... أوعى تسيبينى .
عادت تتحدث دون أن تفتح عينيها : عبد الله .... انا تعبانه قوى ... عبد الله ... أنا بحبك ... طارق أنا آسفه ... بس بحب جوزى ... عبد الله ... حاسب ..عبد الله ... اااااه ... انا خايفه قوى .
عبد الله : انتى كويسه يا ريناد ... ما تقلقيش ... اوعى تخافى وانا جنبك
دصلت سلمى و وراءها مروان الذان اغرورقت عيونهم بدموع الفرح لرؤية ريناد بخير بعد أن ظنا انهم
خسروها لألبد .
اندفعت سلمى باتجاه صديقتها و هي لا تكف عن ترديد : الحمد لله ..الحمد لله .
اقتربت من صديقتها و قبلت رأسها : حبيبتى ... سامعانى ... حمد لله على سلامتك يا قلبى .
ريناد في همس : سلمى ... أنا بحبك قوى .. سلمى .. عبد الله كويس أنا متأكده .. بيحبنى ...سلمى .
ابتسمت سلمى وقالت لعبد الله : حمد الله على سلمتكوا يا عبد الله.. شفت ... بتحبك حتى وهى فى البنج .
ابتسم عبد الله : و أنا بمووت فيها .
مروان : حمد لله على سلامتك يا عبد الله .
عبد الله : الله يسلمك .
دخل طبيب عليهم متقدم في السن بعض الشيء .. واطمأن على حالة ريناد : الحمد لله .. الحاله مستقره .
الطبيب : أنا مدير المستشفى .... وعايز أعتذرلكم عن سوء التفاهم اللى حصل .... الغلط كان من المسعفين اللى ادونا معلومات غلط عن الحادث .... بكرر أسفى للمره التانيه .
عبد الله : يعنى الست اللى كانت فى العربيه اللى احنا خبطناها هى اللى ماتت .
الدكتور : أيوه .. مع الأسف ... كانت واخده جرعه مخدر زياده .... وماتت في العمليات .....
آسف على الغلط اللى حصل ... وحمد لله على سلامه مدام ريناد
عبد الله : ريناد كويسه يا دكتور .
الدكتور : مدام ريناد كويسه جدا الحمد لله ... كان عندها نزيف داخلى ... وقدرنا نوقفه الحمد لله ... بس مع الأسف .... فقدت الجنين .
بكت سلمى .... وحاول مروان أن يواسيها
أما عبد الله فشعر بغصه تملكته امتلأت عينيه بالدموع و هو يردد : ابني .
شعور بالفقد جعله يتساءل ..
هل بإمكان المرء أن يشعر بالفقد
لشيء لم يمتلكه و لم يكن يريده من الأساس
هل بإمكاننا أن نلوم الحياة على حرماننا
من شيء لم يكن لنا .. أو كان لنا
فتكبرنا و أعلنا في غرور أننا لا نريده
هل لنا أن نلومها على ذلك
غريب هو الإنسان .. لا تدري ما تريد
حقا
و لا تعلم قيمة ما بين يديك حتى تفقده
****************
انتفضت ميرنا من نوم قلق تغزوه الكوابيس ؛ على صوت رسالة نصية أتتها فارتجفت و انتفض قلبها ، كانت تعلم أنه هو .. انتابها شعور بالإشمئزاز .. هبت لتفرغ محتويات معدتها في الحمام الملحق بغرفتها .
بعد أن طالعتها جملة " صباح الفل يا
عروستي "
امتدت أصابع مرتجفة لترى محتوى الرسالة لتلقي بهاتفها أرضا
دفنت وجهها بين كفيها و عادت تجهش بالبكاء و هي تلعن اللحظة التي عرفته فيها و صدقته .
تشعر بأن الله يعاقبها على ذنب لا تعلم ما هو .
حبها ..
استسلمها ..
لزيف كلمات أسكرت مشاعر جائعة للاهتمام من أحدهم
..
رغم أنها لم تفتقد الإهتمام أبدا
إلا أنها بغباء استسلمت لمشاعر أتتها وقت ضعف أرادت أن تداوي بها شعور جريح بحب من طرف واحد فصفعها أحدهم صفعة أماتت كل كبرياء امتلكته
أو ستمتلكه يوما
عاد هاتفها يرن هذه المرة احتل اسمه الشاشة " مجنوني "
كم كانت حمقاء .. كم كانت مجنونة عندما صدقته ..
اشتعل الغضب في نفسها و ...
" انت ايه اللي هببته ده .. انت ازاي تعمل معايا كده "
تساءل : مفيش صباح الخير يا جوزي ..يا حبيبي ؟!
صرخت به : انت لا جوزي ولا حبيبي .. انت ايه يا أخي .. حرام عليك .
هتف : بصي أنا عارف انك لسه مصدومه عشان كده مش هحاسبك على كلمك .. بس خلي في علمك .. أنا مش هسكت كتير .. انت مراتي دلوقتي و ...
هتفت : اخرس .. انت نصاب .. و حيوان .. و أنا حيوانه لأني سمعت كلمك و صدقتك .. جواز ايه ده اللي مش فاكرة منه غير ورقة لقيتها في الأرض .. و انت ضحكت عليَ .. خدرتني عشان ... عشاان ..
أنا هوديك في داهية .
عماد : لا بجد برافو عليكي .. أنا عايزك تخليكي على مبدئك ده و خلينا نشوف مين هيروح في داهية .. انتي مراتي بمزاجك أو غصب عنك .. و أنا بقى مراتي وحشتني و عايزها .. أظن مفهوم
يعني إيه .. عايزك النهاردة بالليل و إلا ..
توقف ليترك الأمر لمخيلتها ..
فهتفت : انت .. انت ..
قبل أن تكمل ما تريد كان أنهى المكالمة و تركها لمشاعر
بالندم .. بالحسرة .. بالذل
تتآكلها كما تلتهم النيران كل ما يعترضها
في نهم ..
ودون شبع
****************
فتحت ريناد عينيها ببطء و نظرت حولها .. لم تر منه سوى جانب وجهه
َ
كان يرقد على فراش بجانبها .. و شعرت بالرعب و هي تراه
تلون وجهه باللون الأزرق .. كما أماكن متفرقه من جسده .. أحاط برأسه ضماد .. غير بعض
التجبيرات في ذراع و قدم .. و دعامة تلتف حول رقبته ..
نادت : عبد الله .. عبد الله .
فتأوه بعد أن ضج جسده بما به من إصابات
انتفض على صوتها فهب ناسيا الألم .. تحامل على نفسه و تحرك ببطء و صعوبة بالغين ليصل للكرسي المتحرك القابع بالقرب من الفراش و جلس عليه
..
تساءل في لهفة : ريناد انتي كويسة ؟!
ريناد في ضعف : الحمد لله ... انا كويسه ... انت اللى شكلك تعبان
قوى .. موجوع يا حبيبى ؟!
عبد الله : انتى اللى وجعانى يا ريناد أنا أسف .... مكنش قصدى .... كنت خايف عليكى قوى ...كنت هتجنن لما مكنتش عارف أطمن عليكى ... كنت خايف قوى ... الحمد لله ... الحمد لله انك كويسه .
اقترب منها حاول تقبيل رأسها إلا أنه تألم و لم يستطع الوصول فتناول كفها و قبله : أنا أسف ..انا بحبك قوى ... وبغيير عليكى قوى .. اسف ضايقتك واتخانقت معاكى ... سامحينى يا حبيبتى
... احنا هنا بسببى ... انت كنت بين الحياه والموت بسببى .... ابنى رااح بسببى ... انا آسف .
نظرت له في صدمة و قد تفجرت الدموع من مآقيها : لأ .... ابنى لأ يا عبد الله .
بكى عبد الله : أنا آسف .
رينادفي لوعه : لأ .. انا مش موافقه ... أسفك مش هيرجعلى ابنى ... ابنى ماااات بسببك ... ابنييييييييييييييييي
حاول مواساتها بالكلمات أو بالمسات إلا أنها شيدت جدارا من رفض بينهما
عزلها بعيدا عنه .. بعيدأ عن قلبه
******************
جلست ريناد و سلمى في حديقة الفيلا ..
نظرت سلمى لصديقتها التي مر أسبوعان على خروجها من المشفى فخسرت نصف وزنها تقريبا.
مع حزن حفر بوضوح أثارة على وجهها ..
على صديقتها و ما تعانيه و لا تدري كيف لها أن تخرجها
و تعب أنهكها بشدة .. قلبها يتمزق حزنا
من تلك الحالة .
سلمى :ريناد .. رينااد
كانت شاردة كالعادة : أيوه يا سلمى .
سلمى : حبيبتى .. أنتى هتفضلى على كده كتير .. الحزن مش هيرجع اللى فات .
تنهدت في ألم : مبقاش فى حاجه تفرح يا سلمى .... انا خسرت
كل حاجه ... جوزى وابنى وبيتى .... يبقى ازاى الحزن هيفارقنى .
سلمى : فى ايدك ترجعى كل حاجه يا ريناد ... جوزك بيمووت فيكى
وبيمووت من غيرك كل دقيقه .... من بعد ما رفضتى تشوفيه في المستشفى .... من ساعتها وهو بيموووت .. يا حبيبتى اللى حصل ده قدر .... و ربنا كاتب تعيشوه ... سامحيه بقى يا ريناد
... انا اللى هقولك هو بيحبك أد ايه .
ريناد باكية : انتى فاكره ان فراقه عليا بالساهل يا سلمى
.... انا عمرى ما حبيت في حياتى غيره .
سلمى : أمال ايه بقى .
ريناد : المشكله انه طلع أسوأ ما عنده ف خناقته معايا .
مكنش عايز لا يسمع و لا يفهم . كان معمى عن أى حاجه من الغيره
.... و كنا هنمووت بسبب غيرته اللى مالهااش داعى ... وابنى ....
ابنى يا سلمى اللى مات بسببه .... عمرى ما هنساله اللى حصل .. عمرى ما هنسى انه موت حلمى فى انى ابقى ام .
سلمى : اسمحيلى انتى متناقضه .. انتي كمان لو كنتي مكانه ... وشفتيه مع واحده تانيه بتحبه وعايزه تتجوزه ... كنتى هتخربى الدنيا ....... انا عارفاكى كويس انتى غيااااره موت ... و ابنك ده ربنا مش مقدره ليكو تقدرى تخلفى غيره لما ربنا يريد طبعا .
ريناد : انا مش عايزه أى طفل والسلام .... انا عايزه ابنه هو ...
وانا مش هقدر اسامحه ... مش هقدر لأنى حاسه ... حاسه ..
سلمى : حاسه اييه .
ريناد : حاسه ان ربنا حرمنا منه لأن عبد الله ما كانش عايزه أصلاً .
سلمى : طب ليه كان رافض ؟
ريناد : قاللى أسباب كتيير قوى ... مش وقته .. احنا لسه صغيرين
... انتى لسه بتدرسى .... بس عمره ما قاللى السبب الحقيقى .
سلمى : وايه هو السبب الحقيقى ؟
ريناد : انه محبنيش كفايه علشان أكون أم والده .. ميقدرش يكون عنده أطفال من البنت اللى كان ابوها سبب موت أخته و أمه .
سلمى : لا أسمحيلى اقولك انتى غلطانه ... هو فعل مش بيحبك كفايه
.... ده بيعشقك ... ولو لسه فى ف قلبه أى حاجه وحشه ... مكنش هيحبك أصلاً حبه ليكى ما يتوصفش يا رينو .... صدقينى ... أنا اللى هقولك .
ريناد : لا يا سلمى ... حبى ليه او حبه ليه شىء ... و الرفض اللى شفته ف عنيه لما عرف انى حامل شئ تانى صدقينى ... انا كنت بمووت كل يوم و انا شايفه أد ايه بيحاول يسعدنى ... وأد ايه
بيتحول لصنم لما تيجى سيره الجنين .
سلمى : عمرك ما سألتيه ليه بيعمل كده ؟
ريناد : مسألتش لأنى شفت الحقيقه اللى كان بيحاول يخبيها ... بس مقدرش .. على أد ما بحبه على أد ما انا موجوعه منه قوى .... قوى يا سلمى .
عاد عبد الله بظهره و هو يشعر بالإنكسار .. أتي متحامل على نفسه ضاربا الحائط بأوامر الأطباء عرض ليراها .. ليطلب منها الغفران .. أراد التخفيف عنها فاكتشف أن وجوده معها في حد ذاته أكثر ما يوجعها
فقرر أن يتركها ..
ان كان هو سبب وجعها .. فليمنحها الراحة ..
حتى لو كانت تلك الراحة ..
معناها أن يعيش هو موجوعا
بل حتى ان كانت ..
في افتراقهما
لألبد
أنت تقرأ
خطف قلبى
Romanceالكاتبه مروه ممدوح بدأ الأمر كانتقام .. خطفها ... اذلها جمع كل المتناقضات القسوه و الحنان .. الكره و الحب حوله الانتقام الى شيطان فقابل ملاك ذكره بأنه إنسان . كرهتك كما لم اكره احد من قبل . حملت لك و لكل ما يمت لكة بصله بغضا و حقدا لم اكن اعلم اننى...