بعد انتهاء حفل التخرج بشهرين ، بدأت علاقة ديفيد بميراندا تختلف . في الشارع عند احد الدكك كان موعد التقائهما . جائت ميراندا من عيادة والدتها بسرور حملته طيلة الطريق . تحمل خبر سيغير حياة كلاهما . احتضنت ديفيد و قبلته على خده ، سلم عليها بنفس الطريقة لاكن كان سلامه وداعاً !
- ميراندا انا استدعيتك اليوم لأجل شيء يخص علاقتنا .
كانت ميراندا متشوقة ، متشوقة للغاية كي تخبره بحملها . نعم ميراندا حامل في الشهر الثاني . لاحظت أمها تغيراً في ميراندا ، لم تنتظر طويلاً حتى اجرت لها فحصاً . لم تصدق ميراندا هذا الخبر الذي سيغير حياتهما لاكنها لم تصدق انه لن يفعل !
قال بمنتهى الجدية مشبكاً ذراعيه
- ميراندا انا سأكمل دراستي خارج البلاد و قد جمعتك لأنهي علاقتنا !
تغيرت ملامح ميراندا تدريجياً
- و لاكن...
لم يسمح لها بإنهاء جملتها
- ليس هناك لاكن ميراندا . أخذت قرار و انتهى الامر . أياً كان ما ستقولينه ، لن يغير من قراري .
تغيرت ملامحها اكثر فأكثر ، فكت زراعيها المتشبكتان
- لم أكن اعلم اني لا اعني لك شيء
امسك ديفيد بذراعيها الاثنتان و نظر الى يساره ثم أعاد النظر اليها مرة اخرى
- اسمعيني ميراندا ، قد مرت ايّام حلوة عشناها معاً . لقد استمتعت معك حقاً ولاكن حان الوقت الان ليحدث تغير في بعض الأمور .
سكتت قليلاً ثم هبت فيه مشيرة يكفيها تجاه نفسها
- ماذا عني انا...ألم تفكر فيني او في علاقتنا ؟
امسكها ديفيد بقوة و هز ذراعيها
- ميراندا ! أرجوكي إفهميني . اتظنين الامر سهل عليَ أن اترككِ و ارحل ؟! لاكن حان الوقت لإنهاء علاقتنا ، ليخطوا نحو مستقبله . فكري في علاقتنا كم كانت جميلة و الوقت الذي استمتعنا به .
لم تقدر ميراندا أخباره بشأن حملها بعد ان تأكدت انها لم تعني له شيء ، لا هي ولا ابنهما بعد ان اخبرها لأن لا شيء سيمنعه عن قراره هذا . حملت حقيبتها و الدموع في عينيها بعصبية
- حسناً...حظاً موفقاً إذاً .
و ذهبت ميراندا بعد فقدان الأمل و لا تدري ما عساها ان تفعل .
**
- كنت تريدين اخباري بشيء لاكني لم أعطيكي فرصة . ما هو ؟
سكتت ميراندا قليلاً تحدق به تتسائل اهذا هو ديفيد الذي رفض سماعها منذ ١٥ عام ! هل يريد سماعها الان ، سبحان مغير الأحوال . لا تدري ما عساها ان تفعل . اينبغي ان تخبره و تريح ضميرها أم تعرض عن اخباره و لا تدري ستفرح أم تحزن و تكمل عتابها المستمر . قد يرى البعض انها تبالغ في عتابها لاكن السماح في خسارة الأبن قد ينعدم وجوده على الارض . لم تسمح للدموع بالتساقط
- كنت حامل في الشهر الثاني .
ارتبك ديفيد فجأة و فكر حينها انه لربما يكون أباً لأبن في الرابعة عشر
- لماذا لم تخبريني ميراندا
- أسمحت لي حينها !
نظرت له بنظرة قارصة لتتابع
- حين علمت امي ، أقنعتني ان اجهضه و كفتاة في الثامنة عشر حامل وحدها بلا شريك حياة مع إقناع امي لي أجهضته .
نطقت كلماتها الاخيرة تطالعه و الدموع في أعينها اثرت على نبرة صوتها . ضمها ديفيد بقوة و حرقة ، اغمض عيناه الاثنتان . وضع كفه الأيسر على رأسها و الاخرى على ظهرها في حين انفجرت باكية حين جاء حضنه في الوقت المناسب .
- انا لست غاضبة منك قدر غضبي من نفسي لأجهاضه .
بعد دقائق أمسك بذراعيها و حدق في عينيها
- سأعضودك ميرا ، سأعوضك عن كل لحظة تركتك فيها .
**
مرت شهور و اصبح كل يوم يجمع ديفيد و ميراندا . جورج كان كثيراً ما يسافر لأجل عمله ولا يبالي بشأن ميراندا . لاكن كوّن مصممة احذية مشهورة تضحك و تواعد صاحب شركات اثار فضول الصحفيين و بدأت تخرج إشاعات عنهم : "وجود مصممة الاحذية المعروفة ميراندا كوزاكلاشي مع صاحب شركات إلياز للبناء و التعمير ديفيد إلياز في عشاء تحت ضوء الشموع الحمراء" و اخرى "خيانة السيدة كلوز مع ديفيد إلياز" و "ديفيد إلياز وجد حب حياته بعد طول الغياب" و غيرهم من الإشاعات . لم يكن لجورج وقت فراغ لمتابعة الموضة او ما شابه .
بعد تلك الإشاعات لم يسمحوا لشيء ان يوقفهم حتى هربوا خارج البلاد في صمت لاكن كان لجورج اعينٍ في كل مكان .
أنت تقرأ
بعد طول الغياب
Romanceالحب اعمى و فاقد لجميع الحواس . قد يوقع في الخطايا و القلب يجهل خطورته و قد يكون ثمنه حياتك . لعن الله كأس الخمر هذا الذي يبطل العقول