الفصل الاول

13.2K 159 4
                                    

مصر..القاهرة ..٢٩/٦/٢٠١٧
في احدى اقسام الشرطة في مكتب احدي الضباط كنت اجلس امام الضابط لاقص له كل ما اعرفه...
سأحكي لكم قصتي كاملة حتي نصل الي هذه اللحظة..
انا ادم الشافعي عمري خمسة وثلاثون عامًا طبيب نفسي لدي عيادة خاصة بي اعيش وحيدا في شقتي عازب ولا افكر بالزواج لانني اراه مشروعا فاشلا..
تخرجت من الجامعة وانا عمري اربعة وعشرون عاما..عملت في احدي المستشفيات الحكومية توفي امي وابي في حادث سيارة وانا في الخامسة والعشرين ومن ثم اصبحت اعيش وحدي في المنزل ..عملت في المشفي صباحا وفي المساء كنت اعمل كنادلا في احدي المطاعم حتي اقوم بجمع ما يكفيني من الاموال..
في احدي الايام وانا اجلس في غرفتي اقرا احد الكتب قطع قراءتي طرق الباب ذهبت لفتح الباب لاري من فوجدته شخص مجهول الهوية بالنسبة لي فطلبت منه ان يقوم بتعريف نفسه لي فاخبرني انه محامي والدي..
محامي والدي..! من اين له ابي ان يأتي بمحامي ولماذا ..! تعجبت من اجابته فاخبرته ان ابي ليس لديه محامي فطلب مني ان يجلس معي ويخبرني بكل شئ.. سمحت له للدخول وقمت بتقديم شيئا له كواجب الضيافة وجلست لاستمع له ..اخبرني المحامي ان والدي لديه مبلغ كبيير من الاموال في احدي البنوك الغير معروفة وعلي ان اذهب معه لاستلامه واخبرني ان ابي وامي طلبوا منه قبل وفاتهم ان يقوم بانهاء جميع الاجراءت اللازمة ثم يأتي ليخبرني عن وجود الاموال...
ظللت مندهشا من كلام المحامي وتسالت نفسي من اين جاءوا بهذه الاموال وانا اعلم انهم كما يقال مستورين الحال..؟!
ذهبت مع المحامي الي البنك وقمت باستلام الاموال وانا مندهش مما يحدث حولي.. طلبت من المحامي ان يقوم بتفسير الامور لي ولكنه اخبرني انه سيقوم باخباري بكل شئ بعدما ينتهي من الاجراءات الازمة لاخذ الاموال وطلب مني ان اقوم بانتظاره لبضع دقائق..
انتظرت المحامي لبضع دقائق حتي حضر مرة اخري وطلب مني ان اذهب معه الي احد المقاهي ليتحدث معي في امر هام..
المحامي:استاذ ادم هل بامكانك ان تأتي معي الي احدي الاماكن لنشرب شيئا سويا واخبرك بكل شئ؟
ادم:نعم هيا لنذهب الان..
ذهبت معه الي احدي المقاهي القريبة من البنك وجلسنا علي احدي الطاولات وقام المحامي بالنداء علي النادل ليجلب لنا كوبين من القهوة ثم بدا بالتحدث
المحامي: انت تعلم ان والدك و والدتك قد ماتوا في حادث سيارة صحيح
ادم:نعم اعلم ذلك..
المحامي:وهل تعلم ان هذا الحادث كان مدبرا ولم يكن صدفة..؟
عندما استمعت لما قاله المحامي نهضت من مقعدي صارخا به..
ادم:ماذا تقول..؟! هل جننت؟!
نهض المحامي من مقعده ليقوم بتهدأت الوضع معي وطلب مني ان اجلس واستمع له.. جلست علي الطاولة علي مضض لاري ماذا سيقول المحامي..
المحامي:والدك و والدتك كانوا شركا في احدي الشركات بنسبة ٤٥٪ قبل ان تلد انت وبعدما ولُدت قرر كل منهم عدم اخبارك لوجود الكثير من المشاكل بها مع شريكهم
ادم:ولماذا دخل ابي وامي معه في هذه الشركة ؟
قطع حديثنا مجئ النادل وهو يحمل القهوة فوضعها ثم ذهب مرة اخري
المحامي:والدك ووالدتك قبل ان يلدوك قد فازوا في احدي المسابقات بمبلغ كبير وارادوا ان يقوموا باستثماره لتأمين مستقبلهم.. كان والدك يعرف ذلك الرجل معرفة سطحية وعلم انه اراد ان يقوم بمشاركة احد في شركته لوجود ازمة في الشركة فقام والدك بالاقتراح عليه بالدخول معه بهذه النسبة لكي يستكمل هذا الرجل توليه مجلس الادارة لان والدك لم يكن يحب ان يحمل مسئولية هذه الشركة..
ادم:ماذا كان مجال هذه الشركة؟
المحامي:كانت شركة منتجات غذائية
ادم:حتي الان لا يوجد ما يسير الريبة في الموضوع ..ماذا حدث بعدها..
المحامي:مرت سنين كثيرة ولم يحدث اي شئ جديد سوي ارتفاع مستوي الشركة جاء يوم وقرر والدك ان يذهب الي مصنع الشركة ليري طريقة تصنيع المنتجات فاكتشف والدك بخبرته كطبيب انهم يستخدمون موارد في المنتجات تجعل نسبة الاصابة بالسرطان ٣٥٪ وهذه نسبة كبيرة جدا..
ادم:وماذا فعل والدي بعد ذلك
المحامي:توجه والدك الي شريكه وقام باخباره بما علمه وطلب منه ان يقوم بالانسحاب من الشركة واخذ حصته من الاموال ولكن الرجل لم يوافق واخبره انه لم يكن يعلم بذلك وانه سيقوم بفصل المسئول في المصنع وطلب منه ان يهدأ ويستمر معه وبعد منهدات كثيرة مع والدك وافق والدك علي الاستمرار علي ان يقوم بفصل المسئول وتحويله للمسألة القانونية وافق الرجل علي الفور وقام بفصل المسئول او اوهام والدك بفصله..
ادم:اوهام والدي..! كيف؟
المحامي:قام الرجل بمهاتفة المسؤل وطلب منه ان يحضر وعندما حضر قام باعطائه جواب فصله وكان جوابا وهميا بالطبع وقام بطرده امام والدك فظن والدك ان هكذا انتهي الامر ورحل..ولكن بعد ذلك هاتف الشريك المسئول مرة اخري وافهمه ما حدث وطلب منه الا يأتي حتي ينتهوا من والدك..وفي احدي الايام هاتف الرجل والدك واخبره بوجود ورق هام في الشركة يجب عليه ان يمضيه ولكنه ليس في مصر فطلب من والدك ان يقوم بالذهاب والامضاء عليه فهو شريك في الشركة واحد اعضاء مجلس الادارة فيمكن له ان يمضي بدلا منه فذهب والدك الي الشركة وقام بقراءة عقد هذه الصفقة ومضي عليها وفي نفس الوقت تظاهر احد الحاضرين بوقوع كوب القهوة الخاص به دون قصد علي الورق فاعتذر له وقام بجلب عقد اخر له ليمضي عليه فوثق والدك به ولم يقراءه ظننا منه انه مثل العقد الاخر..ومضي عليه
ادم:ماذا كان يوجد بالعقد الاخر..؟
المحامي:عقد تنازل عن نسبته في الشركة الي شريكه دون مقابل..
ادم: ماذا تقول..!
المحامي:هذا ما حدث للاسف..
ادم:ماذا فعل ابي وكيف جلب هذه المال اذا انه خسر شركته..؟
المحامي:والدك كان يقوم باخذ امواله التي ربحها من الشركة ويضعها في البنك حتي وصل الي ذلك المبلغ الذي ورثته انت..
ادم:وماذا فعل عندما علم عن العقد وكيف علم..
المحامي:في اليوم التالي ذهب والدك الي الشركة ولكن افراد الامن قد منعوه فظل يشخط بهم حتي حضر شريكه واخبره بما فعل به...
الجمت المفاجأة لسان والدك ثم قام بتهديده قائلا بانه سيقوم بابلاغ الشرطة وانه معه تقرير لزيارته للمصنع وسيقوم بتسليمه للشرطة ثم ذهب وركب سيارته قبل ان يلحق به رجال الامن
ادم:ماذا حدث بعد ذلك؟
المحامي:اختفي والدك لفترة وهي الفترة التي كنت سافرت انت وعائلتك بها الي الاردن لمدة شهرين
ادم:نعم اتذكر ذلك كان هذا منذ عامين كنت علي مشارف الخامسة والعشرين من عمري
المحامي: نعم اعلم ذلك.. وعندما رجعتوا كانت عيون الرجل صاحب الشركة قد اخبرته برجوعكم فاخبرهم باستمرار المراقبة حتي علموا ان والدك ووالدتك في طريقهم لتسليم التقارير للشركة والابلاغ عنهم فطلب الرجل بتصفيتهم علي الفور وقاموا بفعل الحادثة لهم..
ظللتُ مندهشاً لبضع الوقت لما استمعت من حقائق لم اكن اتخيل ان اعيشها ثم..
ادم:اين توجد التقارير الان؟
المحامي:لحسن الحظ ان والدك قد اخذ نسخة منها عند الحادث ولم يأخذ الاصل.. ستجد الاصل في خزانة والدك
ادم:لكني لا اعلم اين يوجد مفتاح هذه الخزانة..
اخرج المحامي المفتاح من جيبه واعطاه لي..
المحامي: هاهو المفتاح ..كان والدك يعطيني نسخة منه اذا حدث امرا ما..
صمت لفترة لافكر حتى تسألت
ادم:ما اسم ذلك الرجل
المحامي:عاصم جلال..
ادم:حسناً..اشكرك علي مساعدتي واخباري بالحقيقة
المحامي:هذه امانة عندي وكان علي ان اؤديها
ثم قام باعطائي احد الكروت قائلا: هذا هو الكارت الخاص بي ستجد به عنوان مكتبي ورقم هاتفي اذا احتجت لشئ
ادم:حسناً..جزاك الله خيرا سأذهب الان
المحامي:حسنا مع السلامة
ابتسمت له وسلمت عليه وخرجت من المقهي وظللت امشي في شوارع المدينة لوقت طويل وافكر في جميع ما عرفته حتي ذهبت الي بيتي وقومت بتبديل ملابسي سريعا ثم توجهت الي مكتبي واخرجت ورقة وكتبت عليها بخط عريض "عاصم جلال"..

لعنة الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن