الفصل الثاني

4.5K 82 1
                                    

مرت ايام كنت اجمع فيها معلومات عن عاصم وشركته وكل ما يخصه عائلته ،اصدقائه، اعداءه، اماكن تواجده كل شئ كل شئ..
علمت ان لديه ثلاثة ابناء.. سيف، مالك، وعمر. سيف هو الابن الاكبر لعاصم وهو كما يقال عليه ذراعه الايمن في العمل..اذن عرفت بما سأبدا لاحقا..
مالك الابن الاوسط لعاصم كان علي خلافات معه كبيرة وترك له المنزل وسافر لثلاث سنوات وانقطعت كل اخباره حتي رجع منذ ما يقرب من ستة اشهر وقام بالاستقرار بحياته بعيدا عن منزل عاصم ولكن تحسنت علاقتهم نوعا ما..
عمر الابن الاصغر لعاصم خاطب لابنة عمته سما بنت اخت عاصم
اذن لكي اتمكن من معرفة تفاصيل الشركة علي ان اقترب من سيف الابن الاكبر لعاصم ..
سيف عاصم ذو الثلاثين من عمره عضو في احدي النوادي الكبيرة في الدولة يذهب يوميًا الي هناك ليقوم بممارسة الرياضة واستكمال باقي اعماله احيانا.. اراه دائما يجلس وحيدا ليس لديه اصدقاء ..حديثا اصبحت اراه يراقب احدي الفتيات ابنة احدي رجال الاعمال الكبار التي تدعي "مريم"
مريم في الرابعة والعشرين من عمرها تخرجت من كلية الالسن وتعمل مترجمة في شركة والدها تذهب الي النادي يوميا لتقوم بممارسة الرياضة، شركة والدها احدي الشركات التي عقد عاصم معها الكثير من الصفقات وتقابلوا في الكثير من الحفلات الكبرى للشركات اذن عرفت كيف انتبه سيف لها..
لا اعرف كيف اعرف نفسي لسيف واتقرب منه لذا قررت ان اذهب واتحدث معه فورا دون تفكير...
ذهبت الي الطاولة التي يجلس عليها وقمت بسحب كرسي وجلست عليه
سيف:ما هذا؟! ماذا تريد؟
ادم:اهدئ قليلا يا اخي.. اريد التحدث معك
سيف:تتحدث معي! لماذا؟ انا لا اعرفك وانت لا تعرفني..
ادم:انت لا تعرفني هذا صحيح لكني اعرفك
سيف:بالطبع تعرفني لان جميع من هنا في النادي وفي السوق ومجالات الاعمال والشركات يعرفوني
ادم: وهل يعرف احد جميع عائلتك هنا؟ وهل يعرفون ان اخاك علاقته غير مستقرة مع والدك وهل يعرفون السبب؟ وهل يعرفون سبب انك اصبحت تأتي لتقوم بمراقبة مريم ابنة احد رجال الاعمال الكبار الذي عقدت معهم بعض الصفقات؟ وهل يعرفون ان والدتك لازلت علي قيد الحياة وانها لم تمت؟
شحب وجه سيف وتحدث قائلا:من اين عرفت بكل ذلك؟ من انت؟
ادم:من اين عرفت سوف تعرف في الوقت المناسب من انا فانا "ادم" طبيب نفس واردت ان اصبح صديقا لك
سيف: صديقًا لي؟ كيف ذلك!
ادم:دعنا نتفق اتفاقا ان تنسي كل ما قولته لك وتثق بي ونصبح اصدقاء
سيف:بصفتك طبيب نفسي هل تري ان هذا الحديث حديث شخص عاقل؟
ادم: ما المانع من بعض الجنون..؟!
سيف:واذا لم اوافق علي حديثك ماذا سيحدث
ادم:لا ينبغي ان اقول لك.. ستعرف وحدك
ثم قمت باخراج البطاقة الخاصة بي واعطيتها له
ادم:ستجد عنواني ورقم هاتفي هنا فكر وابلغني بردك..
ثم قمت من علي الطاولة وغادرت المكان..
****
في الناحية الاخرى في منزل عاصم كان يجتمع عاصم بابنه عمر وخطيبته سما وابنه مالك الذي قام بالمجئ لاصرار عمر عليه.. كان يتحدثون في امور عامة حتي طلب عاصم من مالك الذهاب معه الي غرفة المكتب لانه يريد ان يتحدث معه في امر هام..
دخل عاصم غرفة المكتب ودخل وراءه ابنه وجلسوا وعم الصمت لفترة حتى قاطعه مالك قائلا:هل طلبتني لنظل صامتين هكذا؟
عاصم:الم تفكر في الاستقرار معنا بعد؟
مالك:ابي.. لقد تحسنت علاقتنا منذ فترة ليست طويلة ولكني لن اقدر علي مسامحتك بطريقة كاملة علي ما فعلته بي...
عاصم:مالك لقد تعبت من شرحي لك اني قد ندمت علي ما فعلته واتمني مسامحتك لي ماذا علي ان افعل لاثبت لك؟!
مالك:اعدك يا ابي عندما يحين الوقت سوف ارجع واستقر معكم لكن اعطني وقتي..
عاصم:مالك انا احتاج لك ولاخواتك جميعكم بجانيبي علي الاقل ابدأ بالعمل معي في الشركة مع اخواك..
مالك: اعدك يا ابي بأني سأفكر في هذا الامر
عاصم:اتمني ان توافق وحتى ان لم توافق سانتظر اليوم الذي ترجع فيه بيننا هنا وفي الشركة
ابتسم مالك ابتسامة باهتة له قائلا:اتمني ان اقدر ويصبح هذا اليوم  قريبا..
ثم قام مالك من مجلسه وغادر المكتب اما عاصم فظل شاردا يفكر فيما فعله في ابنه وما جعله يصل اليه..
****
في مكان بعيد نوعا ما في احد سجون مصر داجل حجز النساء تجلس فتاة في السادسة والعشرين من عمرها تدعي "اريج" تجلس شاردة في احدي الاركان تفكر فيما حدث في حياتها وكيف انها تدمرت ومات ابوها حسرةً عليها وكيف دخلت السجن ادمعت عينها اثر تذكرها لكل ما مرت به بدون ذنب لها وظلت تفكر فيما ستفعله عند خروجها من الحبس فلم يتبقي سوى شهر واحد وتصبح حرة بعد قضائها اربع سنين في ذلك المكان..ادمعت عينيها لتذكرها بانه لا يوجد احد ينتظر خروجها وقد رحل جميع اهلها وظلت وحيدة قطع شرودها نداء احد المسجونات لها..
-اريج هل انتهيتي من غسل الملابس
قامت اريج من مجلسها وذهبت نحو المسجونة قائلة:نعم لقد انتهيت هل تريدي شيئا اخر
نظرت لها المسجونة نظرة احتقار لها قائلة: لا ثم تركتها وذهبت
رجعت اريج الي مجلسها وظلت شاردة..
****
اما في الناحية الاخري كان سيف يجلس علي فراشه يفكر في حديث ادم حتي وصل الي ما سيفعله..
اما انا فذهبت الي عيادتي الخاصة واكملت عملي بشكل جيد حتي انتهيت وذهبت الي بيتي وقمت بتبديل ملابسي وخلدت الي النوم...
في اليوم التالي استيقظت مبكرا وقررت ان اذهب للجري ..
قمت بالجري لمدة خمس واربعون دقيقة حتي قطع ممارستي صوت رنين هاتفي الذي يعلن بوجود مكالمة من رقم مجهول..
المتصل:دكتور ادم؟
-نعم انا دكتور ادم من تكون؟
المتصل: انا سيف عاصم..
-استاذ سيف اهلا بك.. هل فكرت فيما قولته لك؟
سيف:نعم لقد فكرت ..هل يمكنني مقابلتك؟
-اين انت الان؟
سيف بتردد: انا في شركة والدي
-حسنا ساتي لك
سيف: هل تريد العنوان؟
-هل تعتقد ان شخص مثلي يعرف الكثير عنكم لا يعرف عنوان شركتكم..؟
سيف بقلق: حسنا سانتظرك
ثم قمنا باغلاق الخط..
كان علي وجهي ابتسامة نصر وفرحة اما سيف فكان يشعر بالقلق لما سيحدث نتيجة هذه المقابلة...

لعنة الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن