9-وسائل العميان

107 1 0
                                        

9-وسائل العميان
__________________
لكي نفهم كيف هرب(سيف) من هذا المأزق،يجب علينا العودة بالزمن قليلا.

عندما نظر(سيف)حوله في المكان بسرعة قبل أن يبعد فوهة مسدسه عن عنق(رونالد)و يقول في سخرية: أخبروني أيها السادة..هل جربتم من قبل وسائل العميان؟

أطلق ثلاث رصاصات من مسدسه في سرعة،الأولي عبرت باب الحجرة،مهشمة مصباح الممر،و الثانية قطعت سلك كاميرات المراقبة،و الثالثة مهشمة مصباح الغرفة،ليسود الظلام الدامس..

وفي انفعال،صرخ(رونالد):لقد تركني..أوقفوه قبل أن يفر من هنا.

خلع قناعه الذي يرتديه و أخذ عدة ملفات من علي المكتب ثم وضع يده اليسري على فم(رونالد)،و ضربه بكعب مسدسه في مؤخرة رأسه و تركه يسقط علي مكتبه.

ثم أقترب من الركن المجاور لباب غرفة الملفات القديمة و يهتف:ها هو يا رجال..أنا أمسك به..هلموا.

ثم أقترب من باب الخروج و دخل في ممر التكييف المركزي و جلس يستمع إلى الحوار الذي يدور حتي علم بأن قائد الأمن الداخلي أمر معظم رجاله بالخروج للبحث عنه.

انتظر بعض الوقت ثم أزاح جزء من السقف،لينزل منه في هدوء و رشاقة،مع رفع حالة الطوارئ،تم إغلاق معظم المبني عدا الفريق المحدود الذي يحميه و الفريق الذي يعمل في الأمور الإدارية.

تحرك في سرعة مغادرا المكان و راح يجول في المكان بحذر،حتي بلغ منطقة الدواليب الشخصية للأمن والحماية،فأخرج من جيبه سلك معدني رفيع و مفتاح صغير،راح يعالج بهما الدواليب في سرعة و مهارة،حتي وجد بغيته،ملابس عسكرية مع درع أنيق يحمل رقما مسلسا مع شعار القوات الخاصة البريطانية.

في هدوء،شد قامته و ارتدي الملابس و عدل هندامه و شعره،ثم خرج في ثقة و هدوء مقتربا من باب الخروج..و أقترب من إحدي سيارات الجيب..وقف قائدها في إنتباه عندما نظر للدرع وقال(سيف)في صرامة و هو يجلس على المقعد المجاور للسائق:هيا أيها السائق نلحق برجالنا.

انطلق السائق و فتح الحرس البوابة لتخرج السيارة في سرعة.

أخذوا يسيروا حتي اقتربوا من إحدي الميادين و قال(سيف):قف أيها السائق..

أوقف السائق السيارة في دهشة و قال:لكن سيدي نحن لم نصل بعد.

قال(سيف)في سخرية:أعلم..شكرآ لك أيها الفتي.

لكم(سيف)السائق في أنفه و فمه ليسقط فاقد الوعي علي المقعد.

خلع الملابس و أخذ يمشي في الشوارع الخلفية و الحواري حتي وصل إلى المنزل الآمن للمخابرات.
_____________
((اختفى))!

احتقن وجه الجنرال(رونالد)في غضب، ثم استطرد فى ثورة:أي قول سخيف هذا يا رجل؟!كيف ينجح رجل واحد في دخول أامن مبني في إنجلترا ،و سرقة أسرارنا العسكرية،و يخرج منه رغم انوفنا؟هل يمكنك تفسير ذلك للملكة؟

إنعقد حاجبا قائد الأمن وقال:لقد بذل رجالي قصاري جهدهم أيها الجنرال،ولا يمكنني اتهامهم بالتقصير.

قال الجنرال:لا يمكنك ماذا؟أي لفظ تصف به ما حدث؟

قال قائد الأمن في حدة:لا أحد يعلم كيف اختفي؟

أشار الجنرال إلي رأسه و قال في ضيق:لا أحد يعلم لأن لا أحد منهم بحث..رجالك أيها القائد مجرد ثيران بلا عقل..

قال قائد الأمن في غضب:رجالي هم أفضل طاقم أمن لدينا..كان بإمكاننا اقتناص الشاب بسهولة لولا أنه نجح في السيطرة عليك.

قاطعه(رونالد)في ثورة:أذن فأنت تتهمني بأنني السبب فيما حدث؟

قال قائد الأمن في صرامة:نعم..أنني اتهمك بذلك رسميا،و أطرح تساؤل يموج بالشك. . فكيف تحتفظ في مكتبك بقائمة تحوي أسماء و صور العملاء الإنجليز في مصر والشرق الأوسط. . ألا يتعارض هذا مع أبسط قواعد الأمن؟

احتقن وجه الجنرال و قال في ضيق:هل تنوي طرح هذا السؤال علي جلالتها؟

شعر قائد الأمن بقوة موقفه فقال في سرعة و حزم:بالطبع.

ران علي الحجرة صمت ثقيل قبل أن يقول الجنرال:أنت تحلم بمكاني هذا منذ زمن طويل أيها العقيد..أليس كذلك؟

ارتسمت إبتسامة ظافرة علي شفتي قائد الأمن وقال:لا شيء يبقي على حاله جنرال.

قال الجنرال: طرح هذا السؤال يكفي لطردي شر طردة،و حرماني من كل إمتيازاتي،بل و ربما لاعتقالي.

إبتسم قائد الأمن في شماتة..ولم ينبس ببنت شفة.

سكت قليلا ثم قال(رونالد):(كين).

كان(كين)يقف طول الوقت في ركن بالحجرة،صامت ساكن كتمثال من الثلج،وعيناه تراقبان كل شيء في حذر،ولكن لم يكد الجنرال ينطق اسمه حتي تحرك.

و انقض دون تردد أو إنذار نحو قائد الأمن،الذي تراجع مذعورا،مستلا مسدسه وهتف:ماذا ستفعل؟

لكن(كين)لم يرد،و وثب في رشاقة و قوة،و أطاح بمسدسه بركلة واحدة،ثم دفع قدمه الأخري في صدره،لتنبعث من ضلوعه طرقعة رهيبة ليسقط علي ركبتيه وهو يجاهد ليتنفس و يقول بصوت مخنوق:ستدفع ثمن هذا جنرال.

لكن(كين)أمسك جانبي رأس العقيد، و أدار ذراعيه في قوة،لتصدر طرقعة مخيفة..

لتجحظ عينا قائد الأمن في ألم رهيب و تدفقت الدماء من فمه،و سقط جثة هامدة..

مط(رونالد)شفتيه و قال وهو يضغط على زر بجانب مقعده :كان يستحق ذلك.

فتح الباب و دخل جندي مؤديا التحية العسكرية،وهو يقول:أوامرك يا قائد.

ولكن بصره وقع على قائد الأمن صريعا،لتتسع عيناه في دهشة بالغة..وقال الجنرال(رونالد)في صرامة:التحقيقات أثبتت أن العقيد(جورج)هو المسؤول عن تسلل الجاسوس إلي هنا،وعند اتهامه بذلك حاول الاعتداء علينا لولا ان تصدي(كين)له،ولكنه لجأ إلى القوة،فقضي عليه.

بقي الجندي يحدق في جثة قائده،ثم اعتدل وقال:بالتأكيد سيدي.

قال(رونالد):اخرجوا جثته من هنا لدينا عمل ننجزه.

أدي الجندي التحية العسكرية،وغادر الحجرة دقيقة،وعاد بعدها و معه جنديان حملا جثة العقيد ثم خرجوا و خلفهم العسكري مغلقا الباب.

قال(رونالد):قم بعمل تقرير رسمي بذلك..لنتفرغ لذلك الجاسوس.

يبدو ان الأحداث علي وشك الاشتعال.

مهنتي القتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن