مهنتي القتل

6- الأشقر

6- الأشقر
__________________
علي الرغم من هدوء(كين)،الحارس الشخصي للجنرال(رونالد)،إلا أن التدريبات الشاقة التي تلقاها منذ نعومة أظافره،عندما ألتحق بمدرسة المخابرات قبل أن يتجاوز السادسة عشرة من عمره،كانت قد صنعت منه ألة باردة كالثلج تقتصر مهمتها علي حماية الشخصيات و الأماكن المهمة،دون عواطف أو مشاعر أو أحاسيس..

و دون ذرة واحدة من الخوف أو التردد..

بإختصار،كانت آلة القتل بلا رحمة أو هوادة..

وفي إطار المهمة التي أعدت له،اندفع(كين)نحو الباب بسرعة كبيرة وهو يطلق رصاصات مسدسه نحوه قبل أن يبلغه،كان قد أطاح برتاجه،قبل أن يدفعه بقدمه بكل قوته،ثم وثب داخل مخزن الملفات،و غطي مساحته كلها برصاصاته العنيفة..

ثم توقف..

توقف،و انعقد حاجباه في دهشة،وهو يدير عيناه في المكان بسرعة،حتي استقرتا على النافذة المفتوحة،بعد أن جابتا الحجرة التي خلت تمامًا من أي أثر ل(سيف محمد).

وفي اللحظة نفسها،ارتفع دوي رصاصات أخرى..

و تحطم رتاج أخر.

رتاج نافذة(رونالد)،الذي شهق في دهشة و ذعر،عندما رأي(سيف)يقفز عبر النافذة المحطمة،و يدور جسده حول نفسه دورة رأسية مدهشة،قبل أن يقول في سخرية:معذرة أيها السادة..هل أفزعتكم زيارتي المفاجئة؟

تراجع(سعد)في حركة حادة،و قفزت يده إلي مسدسه،الذي يستقر في جيب سترته،وهو يهتف:اللعنة.

ولكن قدم(سيف)ركلت المسدس في عنف وقال:لا داعي للمجاملات أيها الوغد.

و ضغط(رونالد)زر الإنذار.

ثم وثب(سيف)نحو مكتب(رونالد)،و اختطف العلبة التي تحوي قائمة بأسماء و صور العملاء الإنجليز،وهو يستطرد:سأكتفي بهذة الهدية البسيطة.

صرخ(رونالد)و (سعد)في وقت واحد:لا..ألا هذه.

ودوي صوت جرس الإنذار في عنف معلنا وجود حالة طوارئ،ووقت في اللحظة نفسها عاد(كين)إلي الحجرة مندفعا،وهو يهتف:ابتعدا.

ثم أطلق رصاصات مسدسه في غزارة..

و لكن جسد(سيف)قفز مرة أخرى إلي الأمام،ودار حول نفسه نفس الدورة الرأسية،و لكنه هبط في هذه المرة خلف مكتب(رونالد)،و أحاط عنق هذا الأخير بذراعه،وهو يلصق فوهة مسدسه بصدغه،قائلا:هيا يا(كين)لا تتردد..أطلق النار على جسد رئيسك بلا هوادة..

إنعقد حاجبا(كين)في صرامة،و بدت سبابته متوترة متحفزة علي زناد مسدسه وهو ينظر ل(سيف)و(رونالد)في حين لوح الأخير بذراعيه،هاتفا في ذعر:لا..لا يا(كين)..لا تطلق النار.

لم يكد يطلق هتافه،حتي اقتحم رجال الأمن المبنى حجرة مكتب(رونالد)،و ارتفعت فوهات أسلحتهم نحو(سيف)،وهتف قائدهم مبهورا:كيف وصل هذا الرجل إلي هنا؟