في أجواء ربيعية جميلة ، انطلقت الطائرة تشق الغيوم معلنة رحلة و بداية حياة جديدة لعائلة هوران الإيرندية في منطقة برايتن ببريطانيا .
" أمييي أشعر بالملل !!! "
" نايل عزيزي كف عن التذمر و حاول أن تنام ليضيع الوقت "كانت مشاعر نايل مختلطة بين الفرح و بين الملل من طول الرحلة و بسبب حماسه الزائد لم يستطع أن ينام ، رأى المضيفة واقفة
و تسلل خلفها و قال : " بوووو !!! "قفزت المضيفة من الخوف و التفت لترى الفتى المشاكس يضحك عليها ، جاءت والدته و أمسكت أذنه و قالت بحدة : " أنت تحرجني كثيرا أينما أذهب فتصرفاتك لا تليق بعمرك "
ظل نايل طوال الرحلة يشاكس المضيفات و الأطفال و لم ينفع معه حتى الضرب .
بعد ساعات أتت أوامر للركاب بأن يربطوا حزام الأمان فقد اقتربت الطائرة إلى وجهتها ، خفق قلب نايل من الفرحة فهو متحمس لحياته الجديدة .
-----------------------------------------
" هل أنا في حلم ؟!! أمي أبي هل هذا حقا منزلنا الجديد !!! "
" عزيزي نايل هذا هو منزلنا فهو قريب من مدرستك الجديد و مقر عملنا "
كان المنزل قصرا كبيرا يجمع بين الطراز الحديث و الكلاسيكي يتربع في وسط حديقة كبيرة مزينة بالورد الذي نشر عطره و الأشجار المثمرة و كانت هذه الجنان مسورة بسور كبير !!!
جاء المقاول و قال : " مرحبا ، أنا ليام باين المقاول في هذه المنطقة ، عائلة هوران هل قررتما شراء هذا القصر ؟ "
قال جيمس : " نعم فهو الأقرب إلى عملنا و مدرسة ابننا "
قال ليام : " أريدكما على إنفراد ، نايل إنتظر قليلا هنا "
ذهب الثلاثة يتناقشان في موضوع ما بسرية و حاول نايل التلصص عليهما و لكنه لم يسمع شيئا .
قال ليام : " حسنا ، سأريكم تفاصيل هذا المنزل "
أخذت العائلة جولة في القصر و كان كل ما فيه زاهي اللون و أثاثه راقي و مختار بكل عناية و النوافذ كبيرة تنفذ منها أشعة الشمس لتزيد جمال المكان فوق جماله ،
و تجولوا في الحديقة و انبهروا بمساحتها الكبيرة ، قال ليام : " كما وصيتهم هنا ملعب الغولف و هنا البركة و أخترت لون قاعدتها الأزرق الزاهي ليزيد جماله مع انعكاس ضوء الشمس "
قال نايل متحمسا : " سيد باين هيا هيا أملأها "
ضحك ليام و قال : " أنت متعب من طول الرحلة أذهب لتنام و سأملأها لك "
رتبت العائلة أمتعتها في القصر و غطوا في نوم عميق بسبب طول الرحلة .
---------------------------------------------
مر شهران بسرعة البرق و تعلقت العائلة بهذا القصر الذي يشرح القلب ، تعرف نايل على صديق في مدرسته الجديدة اسمه لوي توملينسون بريطاني الجنسية و كانا كالتوأم طباعهما متشابهة .
قال نايل : " لوي ، ما رأيك أن تأتي منزلنا و نلعب الغولف و نسبح بالبركة "
قال لوي متعجبا : " بركة ؟!! "
قال نايل : " نعم ، في حديقتنا بركة جميلة لونها أزرق زاهي و الماء بارد جدا "
قال لوي بحماس : " حسنا سأحضر معي معدات السباحة فأنا متحمس جدا !!! "
-----------------------------------------------
في عطلة نهاية الأسبوع .........
ركض لوي و رمى بنفسه في البركة و قال : " آاااااااا الماء بارد جدا "
ضحك نايل و قال : " لقد حذرتك مسبق..... هييييه لوي لا ترش ماء في وجهي "
قال لوي مازحا : " هيا هيا تعال أم أنت خائف ؟! "
ركض نايل و رمى بنفسه بالبركة ، امتلأت البركة بأصوات الضحك و أحضر لوي لعبة دولفين و ركبها و قال : " نايل أيها المشاكس لماذا تنظر إليه هكذا ؟! "
بشكل مفاجئ قلب نايل الدولفين و سقط لوي و بدأ كل منهما يتراشق بالماء .
بعد مدة جاءت والدة نايل و قالت : " هيا غيروا ملابسكم فلقد جهزت طاولة الحلويات و الشاي الإنجليزي "
تعرفت عائلة لوي على عائلة نايل و قضوا سهرة شواء ممتعة .
-----------------------------------------------
تكررت الزيارات و ظل الولدان يتجولان بالحديقة ، لاحظ نايل شيئا غريبا ، لاحظ وجود باب في أحد جدران الحديقة و تغطيه نباتات متشابكة كثيفة !!!!
قال نايل : " لم ألحظ وجود هذا الباب لماذا لم يخبرنا سيد باين عنه ؟! "
قال لوي : " المشكلة أن هذا الجدار عالي لدرجة أنه لم نلاحظ ما وراءه الا وجود أشجار كثيفة "
قال نايل : " وجدتها ، ما رأيك أن نطل على ما وراء الجدار من غرفتي فهي في الدور الثاني "
بكل حماس ركضا إلى الغرفة و نظرا من خلال النافذة و لكن خابت ظنونهما و لم يروا شيئا سوى الأشجار الكثيفة المتشابكة .
ظل نايل يطارد والداه بالأسئلة عن هذا الباب و لكنهما لم يشفيا غليله ،
قال والدته و هي تتظاهر بأنها لا تعرف شيئا : " حقا ؟!! هل هناك باب ؟! "قال نايل : " ماما أعلم أنكِ لا تريدين الإجابة "
ضرب والده الطاولة بقبضته و قال بحدة : " أصبحت مزعجا و لا تطاق !!!! "
قال نايل متوسلا : " بابا بابا أرجوك تعال معي لن أذهب وحدي "
تلقى نايل علقة ساخنة من والده ، لكن نايل قال : " بابا أنت لم تغضب إلا و أنت تعرف الحقيقة "
غضبت والدته و قالت : " ماذا فعلت في حياتي حتى أنجب ولدا كهذا "
أنت تقرأ
الحديقة السرية _the secret garden
Horrorفي عالم ما ..... اختبأ فيه كائن يعشق أكل لحوم البشر و الألوان الداكنة و الظلام و هناك بشر يريدون اقتحام العالم الآخر لإشباع فضولهم من سينتصر .... الجن أم البشر ؟!!