اليوم المشؤوم

737 35 0
                                    

قال هاري : " كيوبيد أنت حساس جدا و مشاعرك مرهفة و هذه ليست صفات الجن الحقيقي ، نحن نلتهم البشر الذين تطأ أقدامهم ساحتنا بإختيارهم "

نظر هاري إلى وجه صديقه و قد بدا الأسى على ملامحه البريئة ، استأذنه هاري و رجع إلى قصره و غط في نوم عميق استعدادا للحرب .

====================

في يوم الأربعاء ......

كان الجو جامدا لا عصافير تغرد و لا شمسا مشرقة و السماء بلون رمادي

نجحت خطة الولدين في استغفال اهاليهم و زين كان  يغط في نوم عميق و وقفا أمام الباب ، قال نايل : " هل أنت مستعد لوي ؟ "

أخذ لوي نفسا عميقا و قال : " على أتم الإستعداد "

غرس نايل المفتاح بفتحة الباب و بالكاد فتح الباب و لم يدرك الولدان انهما فتحا بابا للجحيم

دخلا إلى الحديقة الملعونة و تعجبا من أن الجو مختلف عن الخارج ، كانت السماء باللون الرمادي الداكن و غيوم سوداء متفرقة ، الأشجار شكلها بشع و حولها عظام بشرية متفرقة ، الأرض جافة متشققة و يخرج منها شوك و نبات فاسد

قال نايل : " إنها مهملة و منظرها كئيب جدا "

قال لوي : " و الأهم من ذلك ما سر العظام البشرية ، هل هي حقا ضحايا الجن ؟! "

مشيا قليلا و وجدا البومة واقفة على أغصان شجرة و تنظر إليهما بحقد و عيناها تشع باللون الأحمر،
 قال لوي مهددا : " هل تعتقدين أنكِ ممثلة في أفلام رعب ؟! أنت مجرد بومة تافهة و تبيض كالدجاجة "

قال نايل : " هيا هيا ابتعدي ، من الواضح أن عقلكِ كعقل البقرة "

ظلت البومة واقفة تنظر إليهما ، خلع لوي حذاءه و رماه عليها و أصابتها ثم طارت بعيدا .

قال لوي ساخرا : " من الواضح أن الكاتب بالغ في وصفه "

جمد نايل في مكانه ثم قال : " لوي أنظر !!! "

رأى لوحة مسندة على شجرة إطارها من ذهب و مرسومة بدقة بألوان زيتية لشاب يرتدي ملابس فارس و شعره بني مجعد و عيناه الخضراوتان تنظران بحدة !!!

قال لوي : " من هذا الشاب ؟! "

قال نايل : " أشعر أنه ليس من البشر وجهه غير مريح "

في هذه الأجواء الكئيبة فجأة مرت حمامة بيضاء كبيرة و جميلة و وقفت عند مدخل الحديقة و تصدر أصوات عالية و كأنها تحذر من شيء ما ، لم يكترثا بها ،
جاءت إليهما و ظلت تزعجهما و صرخ لوي :" ماذا تريدين أنتي الأخرى ؟! "

قال نايل : " لا توبخها لوي أشعر أنها تحذرنا من شيء "

رأى الولدان الحزن الشديد في عيني الحمامة المسكينة و لم يعلما أنها في الأصل كيوبيد متنكر يريد تحذيرهما ،

التفتا إلى اللوحة و لاحظا بأنها تغيرت قليلا !!! تحولت عينا الشاب كلها باللون الأسود و حتى عدسة عينيه تغطت بهذا السواد !!!

ظلت الحمامة ترفرف بشدة و كأنها خائفة ، 
قال نايل و هو يكاد أن يتنفس من الخوف : " الوضع لم يعد مريحا لنغادر بسرعة "

قال لوي : " أنظر إلى اللوحة لقد عبس الشاب أكثر !! حسنا سأريه من يكون "

بصق لوي على اللوحة ، ظلت اللوحة تتغير تدريجيا و برزت أنياب الشاب بشكل بشع و بدأت اللوحة تصدر أصوات زئير مخيفة !!!!!!

ركض الولدان بإتجاه مدخل الحديقة و لكنه فات الأوان للأسف ، تقاربت الغيوم السوداء و انفجرت صواعق كثيرة متفرقة !!!!!
 مرت زوبعة سوداء كبيرة و ابتلعت نايل في غمضة عين !!!!

أصيب لوي بنوبة هلع و صرخ : " ناااايل نااااايل "

ظلت الزوبعة تطارد لوي و اختبأ خلف شجرة كبيرة ، جاءت الحمامة تحوم حول لوي و استطاعت أن ترشده إلى المدخل و استطاع النجاة بصعوبة !!!


ظل لوي يبكي بإستمرار و جاء زين و قال متعجبا : " لوي ؟! لماذا لم تذهب إلى المدرسة و لماذا تبكي هكذا ؟!!  "

قال لوي و هو بالكاد أن يتحدث : " نااايل ناااايل "

التفت زين و رأى باب الحديقة الملعونة مفتوح !!!!
غضب زين و ضرب لوي و ركله و قال : " أيها السافل أيها حقير لقد أضعت نايل !! "

سقط زين على ركبتيه و امتألت عيناه بالدموع و قال : " كيف سأواجه أهل نايل .... كيف سأواجه ليام ؟ لم أصن الأمانة التي عهدني اياها "

ذهب زين ليغلق الباب و لكنه تفاجأ بالبومة و هي تحاول أن تخدشه بمخلبها ،
صرخ زين : " ابتعدي أيها الساقطة !!!! "

دفعها زين و أخيرا أغلق الباب الملعون و قفله .

أمسك زين لوي من شعره و قال : " أخبرني بالحقيقة كلها ، كيف وجدتما الكتاب و متى قررتهم اقتحام الحديقة "

أخبره لوي بكل شيء و بالأعراض الغريبة التي شعروا بها .

قال زين : " أنا أعرف هذه الأعراض ، أنه أحد سكان العالم الآخر أراد تنبيهكما و وظيفته نشر الخوف و عدم الإرتياح و لكن بالخفاء و البومة البشعة تكون زوجته "

قال لوي متعجبا : " هل تعرفهم جميعا ؟! "

قال زين : " أنا أعمل هنا منذ 4 سنين و أنقذتُ أشخاص و لم يؤكل منهم سوى الأغبياء  "

قال لوي : " أذن و من الشاب الذي باللوحة ؟  "

قال زين : " إنه رئيسهم هاري لديه مرآة سحرية يراقبنا من خلالها "

الحديقة السرية _the secret gardenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن