ركض الولدان و اختبئا في مكان بعيد ، قال لوي : " هذا المزعج لا ينام في كل وقت أراه مستيقظا "
قال نايل و هو يضحك : " وجدتها !!! لدي فردة حذاء قديمة سأرميها خلف الباب "
قال لوي بحماس : " هيا لنختلق بعض الخيالات لنتسلى "
أحضر نايل فردة الحذاء و لكنه قال : " الجدار عالٍ جدا "
قال لوي : " ارميه بكل قوتك "
رجع نايل خطوات إلى الوراء و ركض و رمى الحذاء بكل قوته و وصل الحذاء خلف الباب !!!!
قال لوي ساخرا : " هييييه أيها المرعب أرنا قوتك "
تحمس لوي و أحضر كيس قمامة و رماه ، جاء زين غاضبا و ضربهما و قال : " أيها المشاكسان ما غرض كل هذا ؟!! "
فجأة انفجرت صاعقة على الجدار و ظهرت بومة سوداء على جدار الحديقة حجمها كبير غير طبيعي و عيناها تشع بلون أحمر و يظهر عليها الحقد و الشر !!!!!
أصيب كل من الثلاثة بنوبة هستيرية و هربوا عشوائيا إلى ملعب الغولف و تشبث لوي و نايل بزين و هما يبكيان !!!
قال زين و هو يلتقط أنفاسه : " أنه غراب نعم نعم أنه مجرد غراب "
قال لوي بغضب : " هل تستخف بنا ؟! إنها بومة و عيناها متوهجة "
قال نايل و هو يبكي : " مااامااا أين أنتِ ؟ "
استطاع زين ضبط أعصابه و قال : " اسمعا أيها الغبيان ، لا تتحدثا عما رأيتما و انسيا كل شيء "
==========================
في نفس اللحظة ، جلس هاري متحسرا و قال في نفسه : " هكذا أنتم أيها البشر تستهزؤون و تسخرون ليتكم تعلمون أنني لا أضركم "
جاءت خادمة و قالت : " سيدي أنا آسفة على عدم استأذاني منك و لكن ليليث خرجت في هيئة بومة و أخافت أصحاب القصر المجاور "
كانت البومة السوداء هيئة ليليث المعتادة عندما تخرج إلى عالم البشر ، قال هاري : " استدعيها حالا "
بعد مدة جاءت ليليث و هي منكسة رأسها ، نظر إليها هاري بحدة و قال : " ليس من عادتك أن تفعلي شيئا من غير إذني ، هذه مهمة زوجك و لم أوكلها لك ، أريد تبريرا على ذلك "
قالت ليليث و هي محرجة : " سيدي ، لم أحتمل سخرية أصحاب القصر منك و لم أتمالك أعصابي "
قال هاري : " زوجك يستطيع الإختفاء و بعث الخوف و هو غير مرئي أما انتِ لا تستطيعين الإختفاء و من المفترض ألا تظهري بأي شكل أمام البشر "
كانت ليليث حساسة جدا و اعتقدت أن هاري ينعتها بالقبيحة و لكنها كانت مخطئة ، اقترب منها هاري و أمسك وجهها بين كفيه و تغلغلت أصابعه بين خصلات شعرها المتوهج
و نظر إلى عينيها اللوزيتين بعمق
و قال " ليليث ، مشاعر البشر و قلوبهم تختلف عنا ، حتى أنا لو ظهرت أمامهم لماتوا من شدة الخوف ، عزيزتي أنتِ في نظرنا جميلة و ذكية و قلبك الحنون يسعنا جميعا "توترت كثيرا و قالت : " س سيدي .... "
قال هاري بشغف و هو يداعب خصلات شعرها : " ماذا ؟! هل خجلتِ ؟! "
قالت : " أنت تبالغ في المديح و هذا سيجعل زوجي يغار "
قال هاري : " من المفترض أنا من يغار منه فهو متزوج من أجمل الجنيات "
استوعب هاري أنه قال مالا يفترض أن يقال ، تصنع البرود و ابتعد عنها و قال بحزم : " أووه هيا هيا قولي للخدم أن يعدوا الإفطار "
=================
في يوم الأثنين انطلق الجميع لعملهم ، تسلل زين إلى القصر و فتش المكتبة و قال في نفسه : " امممم كما توقعت تماما "
ذهب إلى غرفة نايل و فتش كل شبر فيها و أخيرا وجد الكتاب المجهول مخبأ تحت سرير نايل !!!!
شعر زين بالأسى و قال : " نايل ، لو تعلم مدى اهتمامي بك و حرصي لعذرتني "أعاد زين الكتاب إلى المكتبة و وضع حوله كوم كتب كثيرة حتى لا يجدوه .
في الليل كانت الحديقة تضج بضحكات و ثرثرة العائلتين و زين في غرفته منزعج فلوي في نظره متطفل و ربما يحرض نايل على فضوله ، خرج من غرفته و رأى لوي كعادته يتطفل على الباب المجهول
لم يتمالك زين أعصابه و هجم على لوي كالغوريلا و أصبح يضربه بشكل متكرر و يشد شعره !!!!
فزعت العائلتين عندما سمعت استغاثة لوي ، جاء والده و دفع زين و قال بغضب : " أهذه معاملتك للضيوف أيها الوقح ؟!! اللعنة عليك و على أمثالك "ركض لوي و احتضن والدته و هو خائف و قال : " لقد ضربني بلا سبب أرجوكم احموني منه "
قال زين بتحدي : " نعم ، هكذا أعامل المتطفلين أمثالكم !!! "
جاء والد نايل و ضرب زين و قال : " اسمع أنت !!! لوي بمرتبة ابني و له الحق بأن يأتي وقتما يشاء هل فهمت أم أضربك لتفهم ؟!!! "
قال زين متذمرا : " حسنا حسنا لوي كإبنك و سأدعه يفعل ما يشاء و لكن تذكر ما سأقوله الآن ، لوي سيدمر حياته بيديه !!! "
ذهب زين إلى غرفته و هو يكاد أن يحرق القصر من شدة غضبه و لكنه قال في نفسه : " سأنسى و سأدعهم في غفلتهم و أنا عملت ما بوسعي لأحميهم "
و في العالم الآخر كان هاري يبتسم و شعر بأن زين فعل ما يسعده لأنه ضرب لوي و وبخ عائلته .
-------------------------------------------
" اذا كنت تريد أن تجد مفتاح باب الحجيم فهو قريب منك جدا ، نعم هو بين يديك الآن "
قال لوي : " هه ، لا بد أن الكاتب لا يجيب الإستظراف "
أنت تقرأ
الحديقة السرية _the secret garden
Korkuفي عالم ما ..... اختبأ فيه كائن يعشق أكل لحوم البشر و الألوان الداكنة و الظلام و هناك بشر يريدون اقتحام العالم الآخر لإشباع فضولهم من سينتصر .... الجن أم البشر ؟!!