وأظلال أجسادهم تغطي عيناي وكامل جسدي المرتعب.
يستمران والدَّي بالعراك والمشاجرة حتى يتضرَّر كليهما ويُسمع صوتيهما من قِبَّل الجيران.
رفعت رأسي المُتعب من على طاولة دراستي مُجيبتًا لنداء المعلمة بإيقاظي من غفوتي في الصف لِتبدأ قهقهات خافتة تخرج من أفواه زملاء صفي.
لسوء حظي لم أستطع النوم ليلة أمس فقد عانقني الأرق وأصبح جليس سهري من بعد سماعي لصوت والداي المتشاحنان.
وبَّختنِ صاحبة الأربع عيون تلك بقولها: يوي! ،هذا الإنذار الرابع! ،ألم تنامي بالأمس بدلَّ السهر وتضييع الوقت؟!
رفعت رأسي بإنزعاج مُسندتًا إياه على يدي مُجيبه: أسفه.
تنهدت تلك الطويلة لِتعود لشرح الدرس.
الأمر ليس بيدي فكما يقولون ''النوم سلطان'' ،ولو كان الأمر بيدي لجعلت نفسي الأفضل على مستوى مدرستي ،ولكن الأرق هذا مصيبة ،ونصف درجاتي المسلوبة مني بسبب والدي الذي يخرج دون أن يسأل عن طلبات مدرستي ،أو ترك بعض واجباتي لمساعدة أمي التي تنظف دومًا ما خلفته وأبي من فوضى ،كما أنها ليست متفرغة لتعلمني فروضي الصعبة، أيضًا لن أنكر أن نومي الكثير هو السبب.
خرجت بعد إنتهاء يومي الدراسي من تلك المدرسة المُملة واضعتًا خطواتِ السريعة على الرصيف الأبيض.
ولسوء حظي ثانية صرفتَّ كل مصروفي لهذا اليوم على الفطور ولا يوجد لدي مايكفي لطلب سيارة أجرة ،مما يعني أني سأضطر للمشي أسفل هذه الأمطار.
مرَّت تلك السيارة بسرعة خاطفة بِجانبي لِتنثر ماء الرصيف القذرَّ على ملابسي فأصرخ على ذاك السائق الغبي وأحمل حجرًا وكأنما سيخافني أو سيسمعني:أيها الأحمق!
وقفت مكاني علَّه يعود إلا أنه ذهب دون رجَّعة.
جعلت من قدمي محطَّ ناظري لأحرر الحجر من قبضتي وأُكمل طريقي محتضنتًا جسدي أحاول جعله دافئًا قدر الإمكان.
ما زلتَّ أبلغ من العمر ستة عشر عامًا وأذهب لوحدي لمنزلي القابع في الحي الغربي المهجور ؟! ،موقع جغرافي سئ للغاية..
آنسي جميلة جدًا ،لكن أتساءل لماذا شوارعنا هذه قابعةٌ فيها.
فتحت باب غرفتي المظلمة ،لأخلع حذائي وحقيبتي وأرميهما بإهمال لأفترش سريري بقفزة.
علاقتي بأهلي وعلاقتي بزملائي ومجتمعي سيئة ،محصولي الدراسي من منخفض إلى متوسط ،وحتى حالتي الصحية غير جيدة.
أنت تقرأ
سُبات..| A.S
Fanfictionسأجعل العالم يقيمَّ حربًا يأكلونَّ فيها بعضهم بعضًا..،ولن أهتم بتاتًا! ،أنا فقط سأنام! نعم ما أجمل وسادتي وغطائي ،وما أجمل أن أراك في منامي ،ولا أراك في يقظتي! فأن ديجور العالم ضيقَّ على أمثالنا ،والأحلام أمامنا دربُ واسع يتيحَّ لنا أرحابه بياضًا نل...