كالساعة رملية..

946 94 62
                                    


فتحتَّ عينيها المرهقة لتتأمل تلك الفتاة بالفستان الأبيض في المرآة ،لم تتوقع يومًا أنها قد ترتدَّي فستان الزفاف المرصَّع ،لم تتخيلَّ قطَّ أنها ستكونَّ عروسًا!

تلك ليستَّ أنا! تلك الفتاة ليست أنا! ،تلك فتاة لم تحقَّق أحلامها وتلاحقها بِقوة! ،تلكَّ فتاة لا تستطيع تحملَّ روح آياتو!" صرخَّ فيها ضميرها المتناقضَّ.

أصبحتَّ لاتفرقَّ بين الواقع والأحلام ،وأصبحتَّ ترى الكآبة وموت آياتو في كل آن ومكانَّ.

سألت نفسها للحظة : هل أنا أحلم؟ ،أيعقلَّ أن أيَّ من هذا ليس حقيقة؟ ،هل أنا ياترى في الواقع أعيش حياتي سعيدة؟

بدأت موسيقى نوتات البيانو تتعالى في مسمعها ،أتسعتَّ عينيها فجأة وألتفتت بسرعة لِتسأل : آياتو؟!

تمنتَّ لو أنها ترى لثانية ولكنها لم ترَّ شيئًا.

أطبقتَّ جفنيها لِيخرجَّ المُزاحَّ من دموعها ويتبادى من خديها ،أعادتَّ فتحَّهما بملامسة يدَّي أمها المتخدشة بِيدَّي أبنتها الناعمة.

رفعتَّ يوي قزحتيها لوجه أمها المُبتسمَّ بإنكسار والقائل بِفخرَّ : يوي!..،لقد كبرتِّ!

أمتدَّت يدها لِوجنة أبنتها المُبللة بِملحها وأردفتَّ بِنبرة باكية : لقد غدوتِ عروسًا وأصبحتِ بطولي!، ستغدينَّ أمًا!

ألتهمتَّ أبنتها شفتها بألم وقد بدأت دموعها تجريَّ من منبعها كسيول حزنها لِتعانقَّ أمها وتجهأش بالبكاء في حضنها ،بادلتَّها بِحنان وأبعدَّتها بعد دقيقة لِتمسحَّ دموعها وتوبَّخ بِهدوء  : أرجوكِ عزيزتي لاتفسدَّي شعركِ!

تمتمتَّ يوي بكلامَّ بالغ الخفوتَّ لِتستفهم أمها : ماذا ياعزيزتي؟

طفحَّ كيلَّها فردعتَّ يديَّ أمها عن يدَّها وصرختَّ بِمقاومة وبِنبرة باكية: أنا لا أريدَّ الزواجَّ! ،أنتِ وأبي لم تنفذا طلبًا لي يومًا وها أنتم الأن تبيعانَّني لأجل المال! ،هذا لن يحصلَّ بتاتًا! ،أنا لن أتزوج أبدًا!

"يوي؟!" وبختَّها أمها بِغضبَّ ،أمسكتَّ يدَّي أمها ولم تباليَّ بِغضبها ،فركَّتها وترجتَّ صاحبتها: أجلبوا لي آياتو! ،أنا فقط أريدَّ آياتو!

"أرجوكِ!" قالت من بين شهقاتها ، لِتشوشَّ رؤيتها وجه أمها الذي لم ترَّه بشكلٍ صحيح حتى ذاكَّ الآن ،تراخت جفنيها لِتُطبقَّ بعضها وعضلات ساقيها لِتسحبَّ جسدها الجاذبية ،تمنتَّ لو أن روحه تُسندَّها ولكن خطيبها هو من أمسكها بِفزعَّ وبيدينَّ أدعتَّ الطهارة بِنجاسة ذنوبها وثراءها.

سُبات..| A.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن