أمل..

923 104 35
                                    

أخذتُ أُحركَّ بِفأرة الحاسوب على قطعة القماش الناعمة ،حيث أنا وحدَّي قابعه في المكتبة الساكنَّة.

ما أراني إياه أياتو البارحه غريبٌ جدًا ،فمن المستحيل أن روحيَّ كانت منفصله عن جسديَّ.

كيف أشعر بالألم والبردَّ؟! ،كيف أخاف؟ ،هل يعقل أن أموت لأني حلمتَّ برصاصة متضرمة تخترقني أو ماء يغمرنَّي؟!

هاهي الصفحة الإلكترونيَّه تجعلَّ نفسها هدفًا صوبَّ عينَّي المتملَّملة من أتباع السطور والمتعطشَّة لمعرفة الحقيقة.

بعنوان "الإسقاط النجمي"؟

-----------------------

" إذن نظرية الإسقاط النجمي تقول لي أن هناك جسدَّ إشعاعي غير مرئي كـالرَّوح ينفصلَّ عن الجسدَّ الفيزيائي أو المحسوسَّ ،يستطيع بروحَّه التنقل خارجًا عن جسده في أيَّ مكان ، لكن ما يحصل معي حيث روحي في حلم!!" قلتَّ بينما أحاول حفظَّ توازنَّي والمشي في الشارعَّ بتلك الأكياس الثقلية في كلتَّا يديَّ.

أبصرتَّ تلك السماء بِحيرة ،أنها سماء متلبدة بالغيوم الماطَّرة ،كقلبي المتلبدَّ بالكراهية لهذا العالمَّ.

وصلتَّ لمنزلي أخيرًا ،رغم أنه لايقلَّ عن باقي العالمَّ حقدًا إلا أنني أعتبَّره الأقل من بعدَّ النوم والشارعَّ ؛نظرًا لقلة الناس فيه.

فتحت الباب وقد تسلَّلت لجيوبي الأنفية رائحة الطعام الشهي والعطَّر الزكَّي ،يبدَّو أن أمي أعدَّت غداءً سيُشبعني اليوم بأكمله.

خلعتَّ حذائي المبلَّل بِزوجه عند الباب بينما أعتلتَّ ثغري اليائس أبتسامة منكسرة وقلتَّ على غير المعتادَّ:أمي لقدَّ عدَّت! ،لسوء حظكَّ قد أنتهت القشطة!

أحاول تقليد بعض الفتيات الإجتماعيات.

واجهت لعوبة خيوط الحذاء صعبة الأنحلالَّ ،لأتنهدَّ بقلة حيلة وأضع الأغراض جانبًا وأجلس القرفصاء لحلَّ عقدَّته قائلة بصوتَّ عالَّ:ما الذي طهوتَّه لنا اليوم؟

سمعتَّ صوت خطواتٍ أحدهم أمامي ،ليقع أمام ناظري زوجُ من الأحذية الرجالية الغريبة عليَّ ،بنية أنها ليست لأبي.

رفعتَّ ناظريَّ لذو القامة الطويلة أمامَّي بإندهاشَّ ،ذو ملامح شابة لعوبة  وعينان زرقاوان حاده ،بشرتَّه ورثتَّ رونقَّها من سنابل القمح ،وشعر رُبطَّ للخلف تاركًا بعض خصلاته بطريقة رتيبة ، أشقر وكأنه تدرجَّ بدرجات ضوء الشمس ،كان جذابًا بِصراحة.

ضلَّلت أتأمله بِتعجبَّ من الأسفل ،أنا أعرف من يكون!

قد كان خريجَّ مدرستي بدرجاتِ عاليه العام الماضي!

سُبات..| A.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن