أمُنيَّة..

955 91 84
                                    

كالثكلى تمامًا أخذت تتمايل في مشيها ،كدمية تشابكت خيوطها ومن ثم تقطعتَّ لتحتضن عظامها الأرض الباردة.

تباعدَّت مشافر عينيها المتشابكة عن قزحتيها المتعبة.

من أسفل خصلاتها البيضاء الباهتة بدأت تجولَّ بعينيها في سقف غرفتها ،وبدأت موسيقى البيانو الباكيَّ بالتردَّد في دواخلها.

ذاكرتها كاملة بدأ يتحيزها أياتو العازفَّ ،فلطالما كانت أوتار البيانو تحملَّ كمًا هائلًا من المعاناة في عازفها ،معاناته التي لم تكتشفَّها للأن ؛فهي تؤمن وتُيقنَّ أن من المستحيلَّ إيجادَّ شخصَّ في العالم بلا مشكلة تكدَّر خاطره وأفكاره.

بدأت حالة يوي الصحية تتدهورَّ بشكلِّ ملحوظ ،وأصبحت تتجرع تلك الحبوب بكثرة كل يوم ،فأودى بها الأمر أن بتنامَّ بِمجردَّ أن تطرئ في رأسها الفكرة.

وهاهي الأن تنتقلَّ..

------------------------------------------
فتحت عينيها لِتقابلَّ السماء الغائمه في سُباتها..،سوداء حالكه.

أصبحت تحزنَّ لعدم رؤيتها لأياتو أو الباقين ،هي تستيقظ وحيدة ،ومن ثم تسقط في تلك الغابة لتسألهم عن مكان صديقها المتضايق منها.

نهضتَّ كعادتها أسفل شجرة الصفصاف الضخمة ،أحبتَّها كما أحبتَّ أياتو فهو يقف جانبها بِشموخ كالصفصاف في حماية المزارع.

توجهتَّ لِذاكَّ الجرف أسفله الفطر النطاطَّ ،أطالتَّ النظر إليه بينما تستعيدَّ دياثينَّ سقوطها المتكرَّر يقابلها ذكرياتَّ مساعدة آياتو لها بأسلوب جافَّ.

ذهبتَّ لتلك الغابة السعيدة ،إلا أنها باتت كئيبه ،تلك المخلوقاتَّ الصغيرة أختفت فجأة ،كذلكَّ في ساحة الرقص لا أحد البتَّا.

طأطأت رأسها في يأس ومن ثم رفعتَّه عاليًا وصرخت : أظهر وعلمنَّي بعض ماعندكَّ من قوة!

إلا أن صوتًا ما من حولها لم يُسمع ،فقط الصمت وصدى تساقط الأوراق يفجرانَّ أذنيها.

"ساحة الرقص موحشةَّ في الليل...ومن دونَّ أياتو." أعترفتَّ وقد أحتضنتَّ جسدَّها المرتجف.

خُيلتَّ إليها فكرة ،فغمغمَّت: أن البيانو وحدَّه.. يستطيع أن يخفف عن أياتو حزنه!

نقلتَّ ناظريها فورًا للبرج الحجري على بُعدَّ بيوت.

------------------------------------------------------

سُبات..| A.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن