منذ شهرين..

986 85 32
                                    

"أنها حاليًا في غيبوبة.."
تردَّد صدى تلك الكلمات في ذهني عدَّة مراتَّ بِصوتَّ ذاكَّ الطبيبَّ ،ذاكَّ الطبيب الذي شعرتَّ لوهلة أنه يحاولَّ أغتياليَّ وأغتيالها.

بدون وعيَّ منيَّ أمسكتَّ بياقته وخنقته بَّه ،ولم أستطع سماعَّ شيء رغم رؤيتي لعضلة لسانه تتحركَّ وكأنما تستنجدَّ.

شعرتَّ بِإمرأة تحاولَّ سحبيَّ بِذعرَّ وتصرخَّ عليَّ دون صوتَّ.

تركتَّه وقد أستوعبتَّ الأمر ،ومن ثم دفعتَّه يدايَّ دون أمرٍ مني وركضتَّ قدمايَّ دون رسالة من عقليَّ ،بسرعة ركضتَّ للباب أماميَّ.

نفرتَّه بِقوة ودخلتَّ لتلك الغرفة المضلمة لأتوجَّه لتلكَّ المحاربة أسفلَّ النور في العتمة.

أجل! ،أجل! ،أنها أنسانَّ! ،أنها محاربة من نورَّ بالنسبة لي وللجميع أيضًا!

"يوي!" قلتَّ بِفزعَّ وقد بدأت أهزَّ منكبيها وكليَّ ثقة أن هناك خطأ ،هناك خطأ بالتأكيدَّ!

ولكن لا إجابة وردَّتني منها سوى تدَّلي رأسها للجهة الأخرى بسببي هزَّي لها.

بدأت أشعر بسنابَّ هذا العالم حقًا وسادَّيته ،لاحتَّ عينايَّ فيها كامله وفي كلَّ شيء أتصلَّ بجسدَّها ،تلك الإبر وكمامة الأكسجينَّ وجهاز نبضات القلبَّ الذي أخذتَّ ترانيمَّه المخصوصَّة لنبضاتها ترنَّ في أذني.

لقدَّ عشتَّ معها شهورًا عديدة ولكنها كانتَّ سنواتِ مديدةَّ...إلى هذا الآن.

ألصقتَّ جبهتَّي بِجبينها الباردَّ ،وأطلقتَّ العنانَّ لدموعيَّ بعد كبتَّ طويل ،فهذا هو مكانها.

أصابعي تخلخلتَّ يدَّها ،فتمتمَّ معي لسانيَّ بِهمسَّ وتقهلَّ : هل أنا أحلم؟ ،هل يعقلَّ أنني في سُباتَّ لامتناهيَّ من الأحلام؟ ،هل يعقلَّ أنني أعيش في واقعي سعيدًا؟

أبتعدَّت وقدَّ خيلَّ إليَّ لونٌ من حلمٌ ليلكَّي ،أتلكَّ عيناكِ؟

عيناها! ،أن حدقتيَّها تتوجَّه لي! ،أنها تنظَّر ليَّ!

فقطَّ لاتنقصنَّي سوى نبسة منها وإبتسامة ،أن تنعشني فأنا همادَّ!

أتجهتَّ يدَّي بسرعة لتلكَّ الكمامة ،إلى أن شعرتَّ بِسترتَّي تُسحبَّ ،فتحتَّ عينيَّ لأجد أن جبينيَّ ما زالَّ يتوسدَّ جبينها ،ودموعيَّ تُمطَّر حزنًا وشوقًا بخديها وجفونها المنطبقة على بعضها.

هي لم تفتحَّ عينيها..

"سيدَّي أرجوكَّ أبتعدَّ!" سمعتَّ الممرضة تقولَّ بينما تحاولَّ سحبيَّ بِسترتَّي ،ولكنَّ سرعانَّ ماتحول صوتها لترانيم مهلوسة إلى أن تلاشى.

سُبات..| A.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن