سُباتَّ

1.2K 105 238
                                    

"آياتو...آياتو.." أسمه أخذ يتردَّد بِصوتَّ أنوثي مألوف ،أزاح جُفنيه عن خضراويه لِيقابل عينين ظنها لوهلة عشائر نجوم.

كل شيء كان كالألوان البيضاء والليلكية إلى أن بدأت تتضَّح هيأتها ونبرة صوتها.

"آياتو!" نطقتَّ فتاة بِسعادة غامرة ودموع هاطلة ،ملامحها كانت مألوفة وأسمه بِصوتها أعلمَّه بِمن يكونَّ لها.

شعرَّ بِذراعين تُقيدَّ عنقه وظهره لِتأخذه بأحظان جسدٍ هزيلَّ.

"يوي.." همسَّ بدون وعي إلى أن أتسعتَّ عينيه فجأة دليل أستيعابه للحاصل ،بل منذ رأئ شجرة الصفصاف أعلاهمَّ.

رفع جذع ظهره بِسرعة وأبعدَّها عنه لِيتأكد من فِهمه ويستوعبَّ ،فالظنَّ السيء لا زال صفة متثبتة به.

تسارع أنفاسه لم تكنَّ بسرعة نبضات قلبه الذي شعرَّ بِه يكادَّ يحطمَّ قفصَّه الصدَّري ،فتحَّ عينيه على نهاية مصرعيهما وأعتصرَّ عضدَّيها وقد كُتِمَّت وأنحشرتَّ شهقة في حنجرته.

"يوي..هل أنا أحلمَّ؟" سأل بإرتجاف ؛خوفًا من خداع هلوساته ثانية.

أبتسمتَّ بإنكسار وأومأت بِـنعمَّ كإجابة صريحة.

هدأ حماسه وذعره وضُيقتَّ عينيه بِتُشاؤم ،فأبتسمتَّ يوي ونهضتَّ فارجتًا يديها : ولكننا في حُلمَّ سُباتَّ! ،حُلمَّ سرمديَّ لامتناهي!

أتسعتَّ عينيه بِتفاجؤ ؛فتلكَّ كلماته أول ما ألتقاها.

"الإسقاط النجميَّ؟" تمتمَّ بِتساؤل لِتؤمئ له بالموافقة وتدورَّ حول نفسها قائله : أنظر إلى عالمي! ،لقد صنعنَّاه نحن! ،أنه يُشبه عالمكَّ في كُل شيء!

توقفتَّ مُقابلَّه ومن ثم رفعتَّ ناظريها للسماء وقالتَّ : وقد أصبح لديَّ أحلام أتمنى أن تصبَّح نيازكَّ!

رفعَّ أبصاره للأعلى فتنعكَّس أضواء السماء وسطَّ الحلكَّة بِحدَّقتيَّه ، رأها تُشيَّر لأكبرهم حجمًا حيث الجُرمَّ السماوي القمر ،ذاكَّ القمَّر لم يكنَّ كأي قمرَّ كان ضخمًا منيرًا ساطعًا!

ألتمعتَّ عيناها وتوسَّع بؤبؤها فنطقتَّ بِسعادة : هناكَّ..أنا أريدَّ أن أكونَّ خالدة بِجانبكِ للأبدَّ!

ما أن ألتفتت له حتى أُفزعتَّ وقُلبَّت لِتواجه السماء ،أبتسمتَّ عندما شعرتَّ بِثُقلَّ رأسه على كتفها وبِيديَّه تتمسكَّ بِبعضها خلف ظهرها لِتطوقَّها.

شعرتَّ بِدموع ساخنة تخترقَّ كتِف فستانها الُمتمثلَّ للعشبَّ لِتصلَّ لِكتفها ،فأبتسمتَّ وهي تؤكدَّ لنفسها أنه لن يتوقفَّ أبدًا عن عصَّر ظهرها بِعشقَّ ،فبادَّلته العناقَّ بِقوة.

سُبات..| A.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن