الرجلُ الساديّ.

3.4K 532 209
                                    

"لا أعلم حقاً ما هذا الفيلم الغريب، هل يوجد من يَستمتع بمشاهدة هذا الهُراء؟."
حدثتُ أمِي التي كانت تعدّل ردائها أمام المرآة الطويلة.

"عزيزتي، إنه فيلمُ عيد الحُب. أنا و والدكِ سنحبُ الدخول." إتسعت إبتسامة أمي.

"أمي، إنه ليسَ مجرد فيلم، إنه فيلم مليئ بالأمور الساديّة الغريبة!.
-15 shades of darker-"

"علّ والدكِ يتعلم شيئاً.."همست تحت أنفاسها و لكني إستمعت.

"ماذا..!" صحتُ.

"من؟" رفعت حاجباً ببلاهة. "أمي، ماذا قُلتي للتو؟."سألت.

"أينَ؟ لم أرى شيئاً. حسناً عليّ الذهاب، وداعاً." هكذا هي إحتضنتني سريعاً و خرجت من الغرفة نهائياً.

تنهدت عائدة نحو غرفتي ثمّ إرتميت على سريري إستعداداً للنوم.

-

لا أعلم ما الذي حدث بالضبط بعدها و لكني إستيقظت في شقّة غريبة. جميع الاثاث باللون الأبيض و الحوائط باللون الاسود مما أعطى المكان جوّاً بارداً.

"مرحباً؟." صحت و لم يكن هناك أي مجيب و لكن بطريقة درامية للغاية و مخيفة ظهر ظل ذلك الرجل من داخل الظلام.

كان مثيراً، جميلاً و رائعاً مع حقيقة أنني لازلت لم أرى وجهه بعد و لكني أعلم أنّه كذلك.

أخيراً ظهر جسده بأكمله أمامي و تحدّث بصوت عميق مخيف جعلني أتبوّل في سروالي،"هل إستيقظتي أخيراً؟."

نظرت حولي بغرابه ثمّ عدت أنظر له قائلة:"هل أنت غبي أم أعمى؟ كما ترى أنا واقفة أمامك لذا بالتأكيد أنا مستيقظة. صدقني، أنا لا أسير أثناء نومي."

"صمتاً! لا تتحدثي أمامي." قال بغضب لأرفع حاجباً مستغربة صوته..هل يستخدم مكبر صوت أو شيء من هذا القبيل؟.

صمت و لم أتحدث بينما هو يتفحصني بنظراته الحارقة.

فعلاً..جلدي يخرج نيراناً الآن.

"لما لا تتحدثين؟." صاح فجأة ليزداد تعجبي من هذا الكائن أمامي و أفعاله الغريبة.

"لقد طلبت مني منذ لحظة أن أصمت." أخبرته.

"كيف تتجرأين و ترفعين صوتكِ على سيدك أيتها المرأة!." هتف ممسكاً بمعصمي.

هل لديه مكبر في أذنه أيضاً. أنا لم أصرخ أبداً.

"هل أنت مجنون سيدي؟." سألته بهدوء بينما هو ضغط على يدي أكثر و قال:"يبدو أن أحدهم يحتاج إلى عقاب."

"أنت حتماً مريض." أخبرته بينما هو وضعني على السرير الذي ظهر فجأة من حيث لا أدري.

حاولت التملص من قبضته حولي و لكن لسبب ما جسدي لم يكن يحرك نهائياً و هذا كان غريباً جداً.

"هل ستقتلني أيها المخبول؟." صرخت بينما أراقبه يحضر حقيبة سوداء كبيرة.

"بل سنحصل على بعض المتعة، و لأكون صريحاً معكِ أنا أجد متعتي في تعذيب الفتيات." ضحك بشر بينما أنا لم أبدي ردّة فعل لجنونه الواضح.

"سأخرج السوط الحديدي، مطرقة و أدوات الجزار خاصتي. إنها جديدة لقد إشتريتها منذ مدّة.."أخذ يثرثر دون توقف بينما أنا بدأت حقاً أشعر بالصداع.

"أصمت قليلاً يا أنت، لقد تعبت من صوتك." تذمرت ليعقد حاجبيه في ضيق و قال:"إذن لنبدأ بسماع صراخك."

مدّ يده داخل الكيس و بالتأكيد سيخرج آلة تعيب فتاكة الآن و لكنه بطريقة ما أخرجَ..دباسة ورق!.

"سأقوم بغلق فمك الثرثار هذا للأبد." قال بينما أنا إتسعت عيناي لأفكاره الجنونية.

"اللعنة عليكَ أيها الكائن الفضائي أبعتد عني!."

قدمي أخيراً بدأت تتحرك لأركض مبتعدة بينما هو يركض خلفي ضاحكاً.

"أيها المجنون!." صرخت حتى وصلت لمكان إستطاع هو محاصرتي فيه.

كنت أنظر له بحدّة منتظرة خطوته التالية.

"لا تنظري لي!." قال فأغمضت عيناي.

"لما لا تنظرين لي؟." صاح ففتحت عيناي مجدداً.

"كيف تضعين عينك في عيني!."

لم أعرف ما الذي أفعله لذا أغمضت عين و فتحت الأخرى.

"أنتِ تغمزين! سأقتلكِ."قال و حاول أن يتقدم مني.

حينها كنت قد فقدت أعصابي فعلاً لذا توجهت نحوه و أمسكت برأسه و دفعت به في أقرب حائط حتى أصبح ينزف.

"عليكَ أن تتعلم إتخاذ قراراتكَ يا أنت." تمتمت و قبل أن أدرك أصبح المكان مظلماً.

..شهقت الهواء بقوة و إعتدلت في سريري..لقد كان مجرّد حلم. فقط حلم لا بأس.

خرجت من غرفتي متجهة نحو المطبخ و هنا إستمعت إلى صوت ينبعث من غرفة والداي اللذان يبدو أنهما قد عادا من السينما أخيراً.

"لا تنظري لي!."

"لما لا تنظرين لوجهي؟."

إتسعت عيناي بصدمة..سُحقاً!.

-

رأيكُم؟..

فولو مِي عشان أوصَل 2k.

Bullshit |هُراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن