سبعة ايام...(اليوم السابع ،النهاية؟)

106 19 38
                                    


*في كتاب "سبعة ايام في منزل آل فالكرالفصل الأخير *

كانت تلك الفتاة في ليلتها الاخيرة في المنزل...لقد اقرت ليلة امس انها ستدخل غرفة التنفس، جهزت حقيبة مليئة بالسكاكين وكأنها ستحارب، بضع حبات ثوم كبيرة لظنها انها ستحارب مصاصي الدماء ...كانت تتصبب عرقا من القلق ،بدا وكأنها ضاقت ذرعا بكل ما يحدث في المنزل، لكنها لم تعلم شيئا واحدا...انها لم تكن اول من دخله...العديد قبلها قد دخلوا ، ولم يخرج اي واحد منهم حيا باستثناء تلك الطفلة...تلك الاعجوبة الصغيرة .

اتجهت فتاتنا نحو غرفة التنفس مباشرة ،ومثلما يحدث دائما ،تتوقفت الاشياء الغريبة عن الحدوث، الدرج طبيعي ومكانها  ايضا...لم تمترث لصوت الضحكات الطفولية المتبوعة بهمسات ، ووضعت يدها على مقبض الباب. اقشعر بدنها الهزيل فجأة ، فادارت المقبض وفتحت الباب ببطئ...شعرت بانفاسها تتسارع ، صوت الصرير البطيء الذي خلفه الباب اثناء انفتاحه لم يمحَ من ذاكرتها.. كان الظلام حالكا بالغرفة لذا تقدمت بهدوء وبحثت عن مفتاح الانارة ، وحين اشتغلت الاضواء ،كان الباب قد اغلق خلفها تلقائيا...لم تستطع الحركة عندما شاهدت الغرفة من الداخل...

قاعة بستتة جدران مصبوغة بدماء لزجة عفنة ، الارضية اكثر لزوجة ،مصباح الغرفة مهترئ ومعلق على السقف وتحيط به امعاء دامية، هذا كله لم يهم تلك الفتاة ، لانها كانت مصدومة بالفعل لما رأته. عندما اضاءت الغرفة كانت الجدران والارضية والسقف "تتنفس" تشهق وتزفر ، تنتفخ ثم تتقلص لتلتقي في منتصف الغرفة . وحين اغلق الباب تلقائيا توقف كل شيء ..توقفت الغرفة عن التنفس وبدأت اصوات ضحك تعلو وتعلو ، ثم تحولت الى همسات واصوات نحيب وظهرت كتابة ما على الباب "لقد قطعت خيط حياة مخلوقات المنزل ،وتوقفت عن التنفس ..القي التحية على السيد فالكر في الجحيم ، واخبريه ان عائلته ستأتي اليه قريبا..." بعدها ، غط..ت...معاء...تاة الباب...اخت..فت ...الكت.بة...منه..بد."
[النهاية]

الجمعة الثالث عشر ، الشهر الرابع ..

القت الكتاب من يدها ، ونفخت خديها بطفولية ثم همست "يا للأسى ، لقد كنت اقرأ مذكراتها طيلة الستة ايام الماضية..كدت احبها، لكنها كانت مثلهم جميعا. والكتاب لم يذكر نهايتها بسبب بقع الدماء عليه" ضحكت بطفوليتها المعتادة مع صوت الساعات الصاخب ،وتخطت الجدران لتطفو فوق الدرج وتضحك مجددا ثم تهمس "هل تذكر هذا الدرج، بيري؟ انه حيث تمسكت بقدمها حين اتت هنا للمرة الاولى. كانت خائفة ، خاصة بعد ان رات ما قمتُ به بالدرج . هي لم تحب صوت ضحكاتي حين كنت استمتع مع قرينها في المرآة...اتظن ان هذا سيء بيري؟ " صمتت للحظات ثم ذهبت لغرفة التنفس ، وضعت يدها على الباب ثم تراجعت لتطفو مجددا..."حقا مؤسف ...كنت اود رؤيتها تحطم المزيد من المرايا  ، اشتقت لها مجددا...لقد اخبرتها منذ سنوات اني قبلت صداقتها و سانتظرها ، يوم انقذتها. وحين اتت....غادرت مثلهم . مسكينة ، لم تعلم انه الجمعة الثالث عشر...ماذا تظن انت يا بيري؟
تنهدت بعمق ثم ضحكت ضحكتها الطفولية مرة اخرى واتجهت للحمام "اذن ..سنعود وننتظر مجددا بيري ، ننتظر احدهم لينقذنا ويحررنا...نحن من انتقمنا من السيد فالكر، ابي.   انتقمت منه وقتلته ، من الجيد حقا ان امي رمتك في حضني حينها ، وقبلتني انت في قلبي وبعدها  اصبحت استطيع الطيران والاختفاء والتواصل مع اصدقائي الذين ذهبوا في رحلة كما اخبرتني امي ،  بعد ان قتلهم ابي...الان سننتظر مجددا .. شخصا ينتقم من بائع المنزل ، الشاهد الوحيد  والصامت على جرائم ابي في غرفة التنفس تلك ، سننتظر وحسب...

انهت كلماتها الطفولية بابتسامة باردة ، واتجهت نحو المرآة في الحمام ، لتتنظر احدا اخر فيما تختبئ هناك ...ربتت على الجزء الحاد من السكين المغروزة في جسدها الشبحي ناحية قلبها وهمست لها قبل ان تضحك ببراءة شيطانية :شكرا... لانك لا زلت تعانق قلبي يا صديقي بيري...الان لنذهب ...

[النــــهــايـــــة ]

قصص قصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن