لقداتى الاحمق ! هيا يارفاق فلنذهب للعب ، النظر اليه جالس كصخرة هو امر مقرف"
تذكر ذاك الكيان الحزين كلمات رفاقه وهو يحمل وسادته جالسا على كرسيه ينظر خارجا قرب النافذة ...اجهش بالبكاء راميا وجهه بوسادته ، دموعه تأبى التوقف ، صوت صراخه دوى في ارجاء غرفته المظلمة التي تنافس الدجى ظلاما بل، في منزله بالكامل ، شهقاته تتعالى ، وسادته تشاركه البكاء ، لكنها ليست الوحيدة ، السماء تبكي معه ايضا ، الرعد يشاركه الصراخ
"لماذاانا ؟! لماذا علي ان اتعذب هكذا ؟! لماذا لا استطيع فقط ان اموت فتموت معي هذه الهواجس انا لست سوى نكرة .فاشل. عائق ! "حاول الوقوف لكن لافائدة...ساقاه استقالتا منذ كان في الرابعة. اي منذ ثلاث سنوات...ازداد غضبه فدفع بنفسه من النافذة وكاد يسقط وهو يصرخ ب"وداعا ايها الجحيم" لكن شيئا ما منعه...كانت والدته ترتجف وهي تمسك يده
_ "حاول الدفع!"
_"اتركيني اموت!" قام بخدش يدها بقوة وقد احتقن وجهه غضبا ، لكنها رفعته بقوة ومن ثم سقطت...سقطت من الطابع الخامس..ومضت السنون سريعا...واشتد عود الغلام ..."سيدي ، هل ابنتي بخير؟" "اجل هي كذلك ، فقط عليها نجنب الركض لمدة حتى تشفى ساقها" شكرته العجوز ،وغادرت فيما تحرك هو الى النافذة خلف مكتبه يلاحظ الاولاد يطاردون كرة خارجا" كم تمنيت ان اكون مثلهم"سبقت تنهيدة العميقة ماكان يود قوله. دخلت زوجته ولم يفتها كلامه الصامت "لكنك الان تحظى بزوجة تعتني بك ، و طفلة صغيرة عوضتك كل المك" لستدار اليها بكرسيه المتحرك وقال"معك حق...من الجيد انها لم تكن معاقة و قتلت امها حين حاولت انقاذها من الانتحار كما فعل والدها..."
نظرت اليه وقد سكن الحزن عينيها وقالت:"لا تقل هذا! انت لم تقتل امك ، ثم انك اصبحت طبيبا مشهورا الان ، انظر الى كل الاشخاص الذين اسعدتهم بالتأكيد ستفرح من اجلك " ابتسم بهدوء وراحة ثم قال
_" كنت امازحك وحسب...كنت امازحك.."
_"في عيد ميلادي؟! تمازحني هكذا؟! "
نظر اليها باسما باطمئنان وقال
_ "اغمضي لؤلؤتيك فقد آن اون هديتي يا آني "
اغمضت عينيها برفق وانزعاج فشعرت برأسها يدفن في ادفأ مكان في العالم بالنسبة لها...فتحت عينيها لتجد نفسها بين احضان زوجها الواقف على قدميه
_" .مستحيل! الم يقل الاطباء انك. ."
_" لكني تحديتهم وكنت اتدرب كل يوم ..من اجل هذا اليوم...لن تكون اعاقتي سبب في تعاسة المزيد من الاحباء بعد اليوم ،فما رأيك بنزهة برفقة صغيرتنا؟!"