الفصل السابع

2.3K 73 7
                                    

الفصل السابع

كانت تنظر له مشدوهه من أفعاله وكلماته ومشاعره ولم تقوي علي الرد ...
اما هو فقرر بدء المواجهه الحتميه ..اقترب منها ...
... قائلًا... 
" هدير... الكلام اللي هقوله... اتمني... تستوعبيه كويس..  لانه اقسم لك.. الكلام دا من قلبي...  وياريت تسمعيني للآخر ومتقاطيعنيش.."
أومأت له بهدوء مناقض للبركان بداخلها وقررت السكوت
لينتهي من كلامه....  تدرك ان كلامه سيفتح جروحها من جديد.... ولكنها تدرك انها المواجهه الحتميه... لعلهم يستطيعوا فتح صفحة بيضاء من جديد... 
يسطروا بها جميع احلامهم وذكرياتهم السعيدة.. 
في حين بدأ هو كلامه ... 
" هدير... كل امنيتي في الحياه دلوقتي انك تسامحيني...
عارف اني جرحتك.. وصدمتك فيا... بس انا اتعاقبت علي اللي حصلك...  بعد ما سيبتك اخر مره... كنت عارف انك اتحطمتي... وبالرغم من معرفتي دي... مبصتش ورايا...
فكرت اني خلصت من عبء... مكنتش عارف اني بحط علي قلبي عبء جديد... وهو عبء بعدك وكسرة قلبك اللي كانت بسببي...  افتكرت اني بقيت حر... مكنتش عارف ان حبك هو اللي كان حرية وبعدك هو اللي اصبح قيد.. "
سكت لحظات وهو يتأمل ملامحها... يدرك انه يعيد فتح جرح وينبش به... ولكنه مصر علي التكمله... لعله ينول مسامحتها...  فأكمل... 
" بعد ما سيبنا بعض...  سافرت اشتغل في قرية سياحيه في شرم الشيخ مع اصحابي قعدنا ال 3 شهور
الأجازه ... هو مكانش شغل قد ما كان انطلاق... تطبيق لفكرة الحريه اللي في دماغي..
كان فيه بنات حوالينا من جنسياات كتير. .. فكرت اني حر وهطير مع كل طير شويه... واعرف دي واسيب دي.. 
تصدقيني لو قولتلك حاولت امشي علي حل شعري زي ما بيقولوا....  بس الحمد لله معرفتش..  عارفه معرفتش ليه؟!  "
نظرت اليه في تساؤل... واشاره منها علي التكمله رغم
الألم الذي بداخلها الا انها تريد ان تعرف... لعلها ترتاح..
هي سامحته... قلبها الغبي سامحه... وما العمل اذا كان الحب أعمي.... ولكنها بالفعل تريد ان تعرف... هل تعذب في بعدها... ام هي وحدها من عاشت الالم والعذاب... 
سمعته يكمل .. 
" معرفتش... علشانك... علشان كنتِ انتِ جوايا... ساكنه قلبي وروحي وعقلي وكياني... لغيتي فكرة وجود بنات غيرك...  عيني لما كنت بشوف بنت... وأعتقد وقتها اني كنت معجب بيها...  كنت بدور عليكي فيها...  كنت
بقارن بينك وبينها... وكانت دايما َكفتك انتي اللي كانت رابحه علي طول... حاولت اكدب علي نفسي واقول اني عايش وهم اسمه هدير... ويعني ايه مش قادر انساها...
كانوا اصحابي اشوفهم يخرجوا مع بنات... كنت احاول اقلدهم واقول علشان انساكي... علشان اخرجك من جوايا
لكن معرفتش..... كنت ابقي حابب افتكر كلامك... عايز افتكر حبك... طريقة كلامك انتي وحبك ليا انتي... نظرة عنيكي ليا اللي كانت بترضي غروري... وكأنك مش شايفه غيري... كنت بحب احساسي وانا معاكي.... وكأني ملكك وانتي ملكي...  وقتها عرفت انك مش هتخرجي من جوايا
... وقتها اتأكدت اني عمري ما حبيت غيرك... ولا عرفت معني الحب غير معاكي  ... انتي اللي ملكتي قلبي وعقلي...  رجعت من السفر وانا متأكد انك ليا واني ليكي وعمر قلبي ما كان غير ليكي ... رجعت علي بيتكوا لقيته مقفول.... حاولت اتصل بيكي... وبرده مقدرتش اوصل ليكي..  لما سألت عرفت انكوا عزلتوا... وسيبتوا المكان.. 
روحت لباباكي الشغل.... وسألت قالوا اتنقل... حاولت اوصل لمكات نقله معرفتش لاني مش قريبكم ولا فيه صلة دم.. وطبعا لان باباكي ذو منصب في الشركة مكنش ينفع يدوني اي تفاصل بدون وجود قرابه من الدرجة الاولي.. 
وبرده معرفتش اوصلك... روحت وسألت عليكي في الكليه..  عرفت انك سحبتي ورقك ومبقيتيش مقيده في الكليه... حاولت اعرف انتي روحتي اي جامعه.. مفيش اي معلومه قدرت اوصلها... وكأن كل الجهات تحالفوا ضدي اني معرفش أوصلك...  ومرت الايام وانا في عذاب بسببك..
عذاب حبك اللي اصبح جزء لا يتجزأ من يومي...  وعذاب بعدك عني...  عارفه....  اشتغلت في مكاتب هندسة... وشوفت الويل في الشغل... كنت برجع كل يوم مهدود.
اللي كان بيهون عليا هو انتي...  "
لم تستوعب...  وما دخلها هي في التخفيف عنه ..
هتفت متأثره بكلامه... ومستغربه ايضا... 
" انا!!!!  " 
اجابها بإبتسامه... 
" ايوه يا هدير انتي.... تخيلي كنت برجع من شغلي وانا شايفك حواليا... بتاكلي معايا... بتتكلمي معايا...  وانا تعبان كنت بشوفك جنبي... وبتطبطبي عليا وتدعيلي.. 
كنت بحس بيكي قاعده جنبي واحط راسي علي رجلك وتقريلي قرءان لما اكون تعبان.... كنت أقف أصلي وأشوفك بتصلي ورايا...  كنتِ بتشاركيني في كل حاجه.. 
كنت هتجنن والاقيكي علشان أعتذر لك...  وعلشان أطلب منك تسامحيني... وعلشان لو لقيتك مش هسيبك... 
عارفه... وقت ما دخلت مكتبك وشوفتك... حسيت نفسي في حلم من ضمن أحلامي...  لكن لما بدأنا نتكلم اتاكدت انه انتي ... كان نفسي أخدك في حضني... اللي ياما تخيلتك فيه..  كان نفسي أمسك إيديكي وأهرب بيكي من الدنيا كلها.... اخبيكي عن الدنيا وما فيها.. لما نزلت من مكتبك ..كنت هتجنن وفي نفس الوقت كنت في قمة سعادتي ...كنت حاسس اني هطير من الفرحة اللي جوايا ... من وقت ما نزلت من مكتبك وانا مستني تحت الشركة ...معرفتش امشي واسيبك ... كان كفايه عليا اني احس انك علي بعد خطوات مني ... مشيت وراكي لحد بيتك ... من وقتها وانا بعمل تحرياتي عنك وسألت وعرفت انك الحمد لله مش مخطوبه ... مكنتش هستحمل اشوفك لحد غيري وخاصة بعد ما لقيتك ... عارفه... طول السنين دي وانا جوايا احساس انك ليا ... محدش هيفوز بقلبك غيري ... كنت متأكد اني لما الاقيكي هلاقيكي مستنياني مدخلتيش حد حياتك .. ولما اتاكدت
من النقطة دي ... حسيت انها رساله من ربنا انك ليا .اتحديت نفسي واتحديت قلبك وعنادك وكبريائك وغرورك ... وقررت اني اكسب كل دا ...اكسبك تاني ..اكسب قلبك وعنادك وغرورك وكبرائك في حبي ...  اكسبك تاني يا هدير ... مع اني متأكد اني في قلبك زي ما انتي ساكنه روحي ...  "
سكت لحظات يستجمع باقي شجاعته...  وأكمل .... 
" صدقيني يا هدير..  انا اتألمت في بعدك أوي...  كانت لعنة فراقنا زمان بتطاردني في كل مكان... حتي أحلامي كانت كوابيس..  سامحيني يا هدير ارجوكي... انا عارف اني جرحتك... واني كنت غبي لما ضيعتك وضيعت حبك ليا من ايديا...  بس خلاص لقيتك ومش هضيعك تاني ابدا... 
ومش هسمحلك اصلا تضيعي مني...  انتي ليا يا هدير
.. ليا انا.. وجودك معايا وفي حضني.. "
سكت قليلاً وأكمل برجاء ... 
" قولي انك سامحتيني يا هدير أرجوكي...  قوليها وخلي الدنيا تضحكلي بوجودك جنبي... وخليني أحس بفرحة قلبي
بحبك "
سكت ينتظر كلامها... اي رد فعل يصدر منها... لم يجد غير دموعها ....
ابتعدت عنه بعض خطوات...  تريد تمالك نفسها.. 
كان تستمع له وهي مستسلمه لإحساسها به... حبها له الذي لم تنساه ابدا...  اعاد لها ذكريات مؤلمه... ذكريات فقدها لروحها... فقدها لذاتها عندما تركها...
كانت تستمع لما جري له... لا تنكر انها ارتاحت أكثر عندما أحست وأدركت أنه تألم... آلامه هذه هدأت من احساسها
بالنبذ من تجاهه... علي الرغم من إحساسها بالإشفاق عليه..  نعم تشفق وتتعاطف مع آلامه أيضاً...  ألم نقل ان الحب أعمي.. وهي أحبته...  لالالا بل عشقته... تغلغل بداخلها...  سكن روحها وكيانها ... لم تكن تعي لدموعها
التي كانت تذرف بغزاره...  تريد ان ترتمي بأحضانه.. تخبره انها لم تنساه.... تحدث عن آخر وخطوبه؟!!!!! 
أتصرخ به.... أي آخر وأي خطوبة بالله...
وهي منذ فراقه وكأن قلبها أعلن الإعتصام لحين رجوعه
كانت تكذب حالها وقلبها عندما يقترب منها احدهم يطلب وصالها.. وهي تعلن الرفض... وكيف لا ترفض وهي لا تمتلك قلب من الاساس...  فقلبها ليس معها...  مع آخر
..والآخر غائب.. وليس بغائب..  فهو دائما حاضر معها..
حاضر بكيانها ... بروحها..  بكل أفعالها وجميع ايامها.. 
كانت تنتظره.. كان لديها احساس انها ستلاقيه مره أخري.. 
بالرغم من انها كانت تكذب حالها وتعنف نفسها عندما تهفو لقربه... قائله بأنه بالتأكيد استمر بحياته...  بالتأكيد تزوج
امرأه واثق من حبه لها... وحبهم ليس حب مراهقه
بالتأكيد..  اذا لماذا تنتظر لقياه مره أخري؟!!!  لماذا؟!! 
والآن يخبرها بألامه وعذابه في بعدها.. 
ماذا تفعل هي الآن.. ماذا تفعل...  ستجن بالتأكيد.. 
اقترب منها بحذر... لا يتوقع ردة فعلها بعد ما قيل.. 
ولكنه يريدها قريبه... ودموعها هذه تقطع نياط قلبه.. 
دموعها لا تنزل على خديها... بل تنزل كالنار علي قلبه.. 
اقترب منها ... كان قريب منها لدرجة ان يستشعر رعشة جسدها ... رفع يد واحده ببطء  لوجهها..  اصابعه ممتده قرب وجهها... يتمني ان يلمسها...  يمسح دموعها.. 
ابتلع ريقه بصعوبه .. من قربها واحساسه بقربها.. 
رفعت نظرها له...  ونظرت ليده... أغمضت عينيها بألم
ومع غمضة عينيها كانت يده وصلت لوجهها وكأنها كانت
الإشاره له ... بأصابع مرتعشه لمس خدها... مسح دموعها
من علي خدها ... أغمضت عينيها مره أخري.. وهو لم يستوعب إحساسه بإحتوائها والآن...  لف يديه حول رأسها جاذباً اياها لأحضانه... استقرت بأحضانه...  علي صدره...

تحدي قلب...  بقلمي راندا عادل (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن