" اقفلي بقك علشان دقايق واقفلهولك انا بطريقتي.. "
نظرت له في دهشه من وقاحته المتزايده وهتفت به وهو مازال علي اقترابه...
" قليل الادب "
ضحك وغمز لها بإحدي عينيه... وهو يتوعد لها..
وجدته يتحرك لوالدها ليأتي به لتكملة ما خططوا له يوم كان ببيتهم يطلب يدها...
حضر والدها بقرب المأذون وهو يتابع ابنته بعينه.. ووالدتها واقفه بجوارها تحتضنها بشده فاخيرا حلمها تحقق
وبدأ المأذون بترديد بعض الكلمات الخاصة بالزواج وأهميتة كرباط مقدس بين الزوجين... ووصل بكلماته الي
مصطلحات عقد القران ووالدها وحبيبها يرددان ورائه..
لا تصدق ما يحدث وكأنها بحلم.. حلم بخيالها.. عاشته قديماً وكانت تتمني حدوثه.. ولكنها ابدا لم تتخيل ان يحدث هكذا... بهذه المفاجاة الرائعه من حبيبها..
نعم حبيبها الوحيد.. حبيبها الذي امتلك قلبها..
ظلت تنظر له غير مصدقه انه فعل كل هذا من أجلها..
كانت ستندم ندم عمرها لو لم تكن أعطته الفرصه..
هي أعطته الفرصه من اجلها قبل ان تكون من أجله. نعم من أجلها..
من اجل حبها له.. وعشقها له.. وسعادتها التي لم تكن سوي معه.. ابتسمت بحب وعشق وهي تنظر له
وكان هو يبادلها نفس النظرات بنفس المعاني..
انتهي المأذون من عقد القران وهتف كل من بالقاعه مهللين ومهنئين لهما .. .
اقترب منها وهو يمسك يدها بتملك.. نعم بتملك.. فهذه اول مره يدرك معني التملك بواقيعيته... فهي الآن ملكه بكل ما فيها... اقترب من وجهها ومال يطبع قبلة علي جبينها.. قبله تملكيه... اودعها فيها كل حبه وعشقه لها
انهي قبلته ومازال علي ميله تجاهها.. ولكنه اقترب من اذنها وقال بعبث يليق به..
" بقيتي ليا .. ومش هتقدري تهربي مني تاني ... مبروك يا حبيبتي "
ورفع وجهه ينظر لها غير مصدق انه اختطف سعادته أخيراً
بدأ الجميع يتوافدون عليهم مهنئين لهم في سعاده وجاء اليهم مصطفي وهو ممسك بيد امل ليعلن لمن كان خصمه في يوم من الايام انه لم يعد خصم له... وبالفعل سلم عليهم وهدير تنظر اليهم بتساؤل عن وجودهم سوياً
نظرت لها امل وأومأت لها تأكيداً لما ظنته... احتضنتها هدير بشدة وباركت لمصطفي الذي ابتسم لها بإمتنان...
لولا كلماتها معه... لما فكر في تلميحات أمل هي الأخري
انسحب مصطفي مع أمل رجوعاً الي طاولتهم وهو يقول..
" ما تيجي نعمل زيهم... ونخليها كتب كتاب علي طول "
نظرت له امل مدعية الجدية... وقالت....
" هي خطوبه يا مصطفي... ودا اخر كلام.. "
هتف مدعياً نفاذ صبره ويرفع يده للسماء ...
" يارب صبرني "
ضحكت علي مظهره... نعم تعشقه ولكن لابد وان تعطيه الوقت الكافي لكي لا تظلمه...
ظلوا هكذا الي ان بدأ الناس بالانصراف ... غادر والد هدير ووالدتها... وظل احمد مع هدير بالقاعه بمفردهم.. فقد
جهز عشاء لهما بمناسبة احتفالهم بأنها أصبحت له ..
وقد تم الاتفاق بينه وبين والدها انه سيتم الزفاف بعد أسبوعين من اليوم...
أنهوا عشاءهم وغادروا وهم سعداء فهي أصبحت زوجته... نعم زوجته... يا لها من كلمة رائعة
لقد أصبحت ملكه... نعم كان يعترف بملكيته لها.. لكن ان يكون الامر واقعي فله وقع آخر...
أوصلها لمنزلها... وهمت لتغادر السياره ولكنه أوقفها..
ناطقا بإسمها...
" هدير "
نظرت له لا تعرف لما لا تقوي علي النظر له... هل هو احساسها بانه اصبح له الاحقيه فيها... سيطرت على حالها
وقالت.. وهي تنظر ليديها المتشابكتين..
" نعم "
مد يده يقربها من يدها... أمسك يدها بين يديه وهو يسحبها
ويرفعها لفمه... قبل باطن كفها... مما جعل القشعريره تسري بطول عمودها الفقري... سحبت يدها بسرعه
مما جعله يبسم وهو ينظر لها..
" هدير انتي بقيتي مراتي .. فاهمه يعني ايه مراتي .. يعني بقيتي ليا... تصدقي دي... أخيرا يا حبيبتي.. الدنيا هتضحكلي "
ادارت وجهها عنه تداري ارتباكها من ما يحصل.. تداري توترها بقربه... من مشاعرها التي لا تقوي علي السيطره عليها في حضرته..
أحست به قريباً من وجهها وهو يتلمس ذقنها بأطراف أصابعه يديرها تجاهه.. وهو يقول بصوت أجش من فرط مشاعره من قربها..
" متبعديش وشك عني يا هدير... خليكي بصالي... خليني دايماً شايفك... كل ما أشوفك بسأل نفسي انتي بجد معايا... قريبه مني... ملكي.. انتي أهم أحلامي يا هدير اللي حققتها... بحبك يا هدير.. بحبك "
ظلت تنظر له وصدرها يرتفع وينخفض من تسارع أنفاسها..
لم تجد ما ترد به عليه... ولكن ما زاد توترها هو اقترابه وهو يميل تجاهها أكثر وأكثر حتي وصل لمبتغاه .. مبتغاه
الذي حلم كثيراً به... مال اليها يقبلها برقه متناهيه
حتي توهجت مشاعره فبدأت الرقة تتحول لعنف ولكنه عنف متملك.. وكأنه بهذا يخبرها أنها له.. وله فقط وأخيرًا ..
ابتعد عنها عندما احس بحاجته وحاجتها للهواء... لم تقوي علي النظر له... ولكنه مازال على قربه منها... وانفاسهم مختلطة ببعضهم البعض... وأمرها...
" بصيلي "
أطاعته بدون وعي... ونظرت له.. وجدته ينظر له ولون عينيه يتغير الي لون قاتم بسبب مشاعره... وجدته يقول
" قوليلي انك بتحبيني "