الفصل الثامن

2.3K 75 3
                                    

الفصل الثامن

ظل ينظر لها بجانب عينه مره بعد مره... يحفر ملامحها بداخل جفونه... ليتذكر ملامحها ان قررت البعد... فالآن القرار بيدها هي.. لا يعلم هل سيراها ثانيةً ام ستحكم عليه بالموت... 
دقائق ووصل لمكان عملها...  أوقف السياره أمام الشركة..  وجدها تهم بالنزول بسرعه بدون ان تلتفت اليه
فأوقفها منادياً.. 
" هدير "
كانت فتحت الباب...  ولكن أوقفها ندائه...  فالتفتت له
وجدته يتكلم بصوت لم يخلو من الرجاء والحزن.. 
" هدير... مترديليش قسوتي معاكي...  حكمي قلبك ..
وخليكي فاكره اني معاكي..  ومش هسيبك... "
نظرت له ولا تعرف بماذا ترد...  فقط نظرتها..
احتوت علي غضب.. حب.. إشفاق..  تعاطف.. وعشق
لهذا الرجل الذي عشقها وهي أدمنته... 
وبدون ولا كلمه... التفتت لتغادر السياره... نزلت وأغلقت الباب بهدوء وعينيها تتابع عينيه التي لم يحيدها عنها... 
التفتت لداخل الشركة...  متخبطة بإحساسها.. كل ما تدركه...  أنها تركت له قلبها... وغادرت بدونه.. 
أما هو... فظل يتابعها بعينيه أثناء نزولها وإغلاقها لباب السياره ودخولها للشركه...  حتي عندما غابت عن نظره...
عينيه لم تغادر طيفها...  فصورتها التي حفظها بين جفونه مازالت محتفظه بها...  تأبي ان تغادرها ..أغمض عينيه بألم.... ألم لن يغادره حتي تعود هي له... 
صعدت هدير لمكتبها ...تكاد لا تري احد...  وصلت للمكتب استقبلتها امل علي باب المكتب... دخلت المكتب ودخلت ورائها سكرتيرتها... 
وصلت للمكتب وارتمت علي كرسيها... ورفعت ذراعيها ووضعتهم علي المكتب... ووضعت رأسها بين كفيها....
اقتربت أمل منها... التفت حول المكتب. حتي اصبحت قريبه منها...  رفعت كفها ووضعتها علي كتف هدير.. 
قائله بقلق... 
" آنسه هدير...  حضرتك كويسه؟!!  .. "
لم ترفع رأسها... ولكنها أجابتها بألم... 
" كويسه يا أمل...  بس من فضلك لو فيه مواعيد انهارده
الغيها...  "
أجابتها أمل بتأكيد علي كلامها...  وخرجت من المكتب متوجهه لمكتبها ...جلست وعقلها مشغول بالقابعه في الداخل.. 
تري ما بها؟!!  ... هناك ما جد علي حياتها... وهي متأكده
ان هذا الجديد مرتبط بظهور المدعو أحمد...  ولكن ألهذه الدرجة ظهوره مؤثر علي مديرتها... بالتأكيد الموضوع
أكبر مما يظهروه...وبالتأكيد الموضوع له علاقة بأمور القلب والهوي.... 
جالت بنظرها لآخر الرواق الموجود به مكتبها... تتمني إختراق الجدران للإطلاع علي من تعلق به قلبها... وهو
للأسف لا يراها ولا يشعر بها..  وكيف سيشعر بها.. 
وقلبه متعلق بأخري... نعم هي علي علم بإعجابه لمديرتها.. 
اذاً كيف سيشعر بها؟!!  وهل ستربح اذا وضعت بمقارنه معها...  بالتأكيد غيرها الرابحة لا محاله..  .. ولكن ما العمل
اذا كان قلبها هو المتحكم بها...  تحبه..  وتراه فارس
أحلامها .....وهو ولا حتي تخطر علي باله.. 
اذاً فحالها ليس بغريب عن حال مديرتها مع اختلاف الشعور
بداخل كل من الطرفين... ولكن بالتأكيد متشابهتان فيما يخص وجع القلوب.. 
وصل احمد لعمله منهك القوى والاراده والمشاعر ...
مواجهته معها لم تكن سهله ابداً...  وانهيارها مره أخري
أمامه كان له بمثابة الخنجر الذي غرس بقلبه...  قلبه!! 
آه من قلبه الذي أعلن فرحته بقربها...  كانت بين أحضانه...  ذاق حلاوة أن تكون بين أحضانه..  هذه الدقائق كانت له من أسعد الدقائق التي عاشها...  كانت قريبه من قلبه... 
احتضنها بذراعيه..  يا الله..  كم تمني لو وقف الزمن عند
هذه اللحظة...  اراد ان يبقيها بين جنبات روحه.. ان تسكنه للأبد...  هل ما يطلبه بالكثير ؟!! ... ليس بالكثير ابدا ان يتمني خطفها من الدنيا ومن نفسها...  يخطفها ويخفيها..
لا يراها احداً غيره... لا يتمتع أحداً بقربها غيره..  لا يسعد بصحبتها غيره....  يا الله...  كم هذا مؤلم...  أن تذوق الفرحه بلحظه وتسلب منك باللحظه التاليه.... كم تمني ان تبقي بأحضانه... لا تفارقه أبداً...  ولكن السؤال المهم في هذه اللحظة...  هل من الممكن بعد ان ذاق
حلاوة قربها أن يقدر علي بعدها ... إذا قررت هي البعد؟!!  ...
سؤال صعب...  حتي المنجمين لن يستطيعوا افادته فيه.. 
ومن يستطيع قراءة ما بداخلها...  بلحظة يكون متأكد من حبها له...  وبلحظة أخري يقرأ الكره بعينيها..  ولها كل الحق بالتأكيد اذا كانت تكره...  ولكن عذابه هذا ليس بشفيع له عندها؟!!  ..
يا الله...  الرحمه من عندك يااااارب... 
قررت هدير العمل علي تصميم مشروعه... تريد الانتهاء منه..  ولكنها لا تعي هل تريد حقاً لمجرد الانتهاء او تريد
الانتهاء لتراه...  هل من العقل أن تريد رؤيته؟!!  ..
عقل....  أي عقل يا ويلتي انا!!!  عقلي لم يعد بي.. 
كان هذا حديثها مع نفسها دائمًا  ..
منذ آخر مره جمعتهم ولم تراه... وقد فات أكثر من اسبوع ولم يتصل بالمكتب او بها.. او حتي أتي.. 
لن تكذب وتقول لن يهمها رؤيته من عدمها... في الحقيقه... يهمها.. اشتاقت له..
تريد رؤيته...  هل ما تريده مشروعاً.. ؟!!
وإن لم يكن مشروعاً... لن يهم...  المهم ان تراه..  ولكن عندما تراه.. كيف ستكون معه؟!!  هذا أيضاً لن يشغل
بالها حاليًا...  المهم لديها ان تراه..  وهذا سيحدث اليوم.. 
فاليوم سيأتي الي المكتب لإستلام مشروعه واستلام دعوة
افتتاح مشروع الغردقه... فقد انتهوا من المشروع وسيتم افتتاح المرحله الاولي منه بعد يومين.. 
فاقت من شرودها علي طرق علي باب مكتبها..  دخلت
أمل... مبتسمه...  وقالت.. 
" آنسه هدير...  البشمهندس احمد بره..  "
هتف هدير بلهفه .. 
" دخليه يا أمل لو سمحتي..  "
ابتسمت أمل لحال مديرتها الذي تبدل بلحظه.. فهي بالأيام الماضيه... حزينه ومكتئبه وحالها ليس بجيد ابداً..
خرجت أمل من المكتب وما هي الا لحظات ودخلت مره أخري تسبق أحمد قبل دخوله... 
دخل وهو لا يعي لحاله حال..  فرحته بلغت منتهاها عندما هاتفته سكرتيرتها أمس وأخبرته الحضور الي الشركة
لإستلام مشروعه الذي انتهي بالفعل... فرحته لا تقدر وقتها... فها هو سيراها وجها لوجه بعد اخر مره.. 
ولكنه بالطبع كان يراها كل يوم.... كعادته ينتظرها في ميعاد خروجها ويظل وراءها طول الطريق حتي تصل لبيتها ويطمئن عليه... وايضاً في ليلة ما قد بلغ الشوق منتهاه منه... فذهب لبيتها ليلاً ووقف كالمراهقين تحت بيتها لعله يراها في في شرفة غرفتها... ولكنه لم يراها
للأسف..  فظل علي شوقة هذا حتي حدثته سكرتيرتها.. 
دخل وبعينيه يرتكز علي المكان المخصص لوجودها وراء مكتبها... دخل ورآها ...عينيه تحكي قصص الحب والغرام..
الشوق والحنين للحبيب... 
لم تقدر علي مداراة شوقها له فوقفت لإستقباله وعلي وجهها ابتسامه بلهاء بالطبع...  وعينيها بها لمعه غريبه
وتسمي  في مسميات العشق... لمعة الحب.. 
وجدته يدخل بكل ثقته المعهوده.. وابتسامه جانبيه علي شفتيه... وعينيه بها شوق وعشق وفرحه .. وأيضًا
حزن... هل حزن لرؤيتها..  أم لفراقها..
  وصل لمكتبها وقال بشوق لم يداريه... 
" إزيك يا هدير..  "
إهدأ يا قلبي لم يقل شيئاً بعد... مجرد إسمي فقط.. 
ولكن لماذا احسست به يقول قصائد شعر... 
يا الله مالي لا أحتمل قربه أو بعده!!! 
هتفت ترد علي سلامه.. 
" أهلا يا أح..  أهلا يا بشمهندس "
إبتسامه جانبيه ظهرت علي محياه لتشابه ماحدث بموقف سابق...  وهي أيضاً تذكرت نفس الموقف فإبتسمت.. 
ولكنها لا تعرف لماذا عدلت لقبه قبل إسمه...
وهو فهم هذا التعديل كأنها لم تسامحه بعد... فمازالت
الحدود موجودة بينهم....  يا الله.. ألن تقدر
علي مسامحته؟!!!! ...
هتفت تداري ارتباكها... 
" التصميم خلص...  تحب تشوفه.. "
خفض نظره عنها يداري حزنه بعدم  مسامحتها.. 
وقال... 
" انا واثق فيكي وفي شغلك...  مالوش لزوم..  "
حزنت لرده... كانت تتمني ان يقول نعم لتجلس معه
دقائق أخري..  فهتفت تخترع أي حديث ليبقي.. 
" هتيجي احتفالية الشركه بمشروع الغردقة..  "

تحدي قلب...  بقلمي راندا عادل (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن