الفصل الثالث
'' ماذا تريدين ''هتف جواد بضيق و انزعاج يعبث بحاسوبه بتركيز و لامبالات بها مما جعلها تبتلع لعابها بصعوبة محاولة الكلام قائلة ببطئ و توتر
أريد منك شى ''
قطب جواد جبينه للحظة باستغراب ففي الحقيقة منذ سنة على زواجهما اللعين هذا لم تطلب شئ منه و لم تطالبه بحقوقها الزوجية او غيرها و هو بالمقابل لم يعطيها شئ ليس بقادر على منحه خاصة لها هي ليهتف دون النظر لها بفظاظة و ضيق ''_نعم ماذا تريدين ''
بللت بانة شفتيها بلعابها بتوتر ممسكة أطراف خصلاتها المجعدة بتوتر تناظر انهماكه و لا مبالاته بها وكم اوجعها ذلك لكنها تكابرت على المها لتغمض عيناها للحظة من التعب الذي تشعر به و طلبها منه هي لا تريده ان يشعر انها تحتاجه و تطلب منه لا تحب ان يراها ضعيفة باي شكل من الاشكال لذلك حسمت أمرها بقوة فيجب عليها تنفيذ ذلك لتهمس بقوة و ثبات _أريد ان اعمل ''
استدار جواد لحظتها بحدة ليناظر وقفتها الثابتة الصلبة و ثقتها المعتدة و ذلك التمرد المعتاد بعينيها السوداء الفاتنة الداكنة و التي تخلت عن ذبولها المعتاد لتصبح نضرة فجاة فادرك لحظتها ان الافعى استرجعت قوتها و رجعت لسابق عهدها و ان سكونها السابق لم يكن سوى راحة لاستجماع شتات نفسها بعد الضربة الغير المتوقعة منه عند اكتشافه لحقارتها ظل يناظر ثباتها رغم التوتر الطفيف البادي على ملامحها الباهتة لتنفجر شفتاه ببتسامة جعلتها تفتح عيناها بدهشة و استغراب محاولة إسكات خفقات قلبها المجنونة به و لتلك الابتسامة الساحرة و التي لا تدرك حتى ما سببها فهل تكرم عليها أخيرا و قرر إسقاط حصاره المؤلم الموجه لها؟؟؟؟؟ هل قرر مسامحتها على خطيئتها؟؟؟؟؟ هل؟؟؟؟؟؟؟ علق سؤالها الأخير بحلقها عند رايته له ينهض من سريره الوفير و سخرية باردة المرسومة على ملامح وجهه الوسيمية حبطت على جذعها المتصلب أمامه كالمطر في بداية شتوية قارصة باردة اما كلامه السام فبدى كالطلقات النارية الطائشة الموجهة لقلبها تماما لينسفه ببساطة و سهولة''_و أخيرا عادت الأفعى لسابق عهدها ام اقول انها أخذت فترة راحة ربما لتستجمع حقارة جديدة و مسرحيات حابطة خبيثة ممممم أتدرين لم أصدق هدوءك و ذبولك الأيام الماضية فأنت كالافعى لا تذبل بل تزداد قوة كلما أخذت قسطا من الراحة و ها قد عدت أقوى' '
ليضحك بسخرية و اشمىزاز يناظرها كما لو انها وباء مكملا بقسوة و برود أشد''_لكن أتعلمين هكذا أفضل لاستطيع تدميرك دون ان أشعر بالحزن لأجلك و انا اناظر ملامح وجهك الشاحبة المزيفة ''
ليرفع حاجبا بسخرية باردة يناظر
ملامحها التي بهتت لتصبحت مخيفة ضاعت نظارتها على ملامحه بتشتت و عدم فهم أما جسدها الماثل امامه فكان ينتفض بعنف مما جعل عينيه تزداد قاتمة قائلا
_''لا عمل لن اجعلك تخرجين حتى ستكونين هنا سجينتي و ساجعلك خادمة لي فالانتقام منك هو ما اعيش عليه حاليا وهيا اغربي عن وجهي لا أريد رؤية وجهك اللعين هذا ''
فتحت بانة عيناها بعدم تصديق و انكار شديد لتزداد ملامحها قاتمة اما شحوب وجهها فكان يوازي شحوب الاموات كما ازداد انتفاض جسدها بعنف اكبر للحظة توقفت انفاسها و ضاعت و هي ترى سعادته بتحطيمها و إلامها لكنها بانة الذي لا يستطيع احد منعها عن ماتريده او ما قررت عمله و لانهت هي الان تريد ان تعمل و لن يوقفها حتى لو كانت تعشق الارض الذي يمشي عليها لقد ضحت بصديقتها سابقا للحصول عليه و لن يمنعها هو عن ماترغبه لن تعطيعه هذه الفرصة ابدا لن تجعله يمسكها من يدها التي تؤلمها لن يلوي لها طرف هو لا يزال لا يعرف بانة لا يعرف لا يدرك بانة الحقيقة مما جعلها تبتسم بطريقة غريبة سرعان ما انفجرت ضاحكة بقوة و هستيريا جعلت صدمتها تنتقل منها إليه و هو يرى قهقهاتها العالية و احمرار وجهها أثر ذلك ودموعها التي تتسابق على وجنتيها ظن جواد ان بانة تستهز به أما هي في الواقع كانت تبكيه تبكي حبه تبكي الامها و التي اثقلت كاهلها ذنبها و الذي يكاد يزهق روحها ظلت على هذه حال للحظات فلم يتمالك جواد نفسه أكثرمن ذلك و غضب ناري حارق جنوني يعبث به هل تريد اغاظته و إطلاق سراح جنونه و الذي يقمعه بقوة كي لا يطلق سراحه فيلتهمها كوحش كاسر لا يرحم ابدا هي لا تدرك أنه يحميها من غضبه منذ عرف بحقارتها يمسك نفسه بقوة جبارة عنيفة فهو ادرك سوى الآن أنه يملك قدرة على إمساك نفسه وعدم سفك الدماء و قتلها منذ معرفته بمن دمر حياته و دمر حياة أقرب شخص إلى قلبه رغم قدرته و رغبته بذلك لكن لان هي من جنت على نفسها لينقض عليها في لحظة مجنونة بين ضحكها الهستيري و غضبه المجنون قابضا على شعرها الطويل بقسوة و غضب مريع تنطق بها ملامحه من احتقان وجهه لعروق عنقه النافرة لكن ذلك لم يوقفها عن الضحك بل ازدادت قهقهاتها لتصبح عبارة عن ضحكات مهتزة ببكاء و تاوهات موجعة جعلت يده تقسو أكثر على شعرها قابضا على فكها بعنف كاد يحطمه ليصرخ بوجهها بكره و غضب أعمى ''_اللعنة توقفي عن الضحك بهذه الطريقة فقد افقد اعصابي و اقتلك الان و بهذه اللحظة دون شعور بذنب حيال ذلك تبا لك '''
لم تتوقف بانة عن جنونها كما لو ان شخص اخر تلبس جسدها لحظتها لكن جواد اوقف جنونها عندما وضع كفه على فمها يكتم ضحكاتها و التي أصبحت عبارة عن شهقات عالية و دموع هائلة أغرقت وجهها باهتة الملامح و يده التي تقبض على خصلاتها ارتخت وهو يناظر ملامح وجهها الشاحبة و عينيها المحتقنة بشدة والتي لا تزال تدرف الدمع بصمت موجع موحش بملامحه ا لمتجهمة القاسية الغاضبة الداكنة ظلت بانة تقابل نظراته المخيفة بولع و وله جنوني هل هي مجنونة ام انها اصبحت سادية تحب الالم و الصراخ و الوجع ظلت تناظر ملامحه القريبة منها دون ان تطرف عينيها لتخفض عيناها فجأة تغمضها بقوة عندما ضرب الدوار رأسها لتسقط مغمية بين إحضاانه في لحظة واحدة جعلته يناظرها بذهول و غضب و اشمئزاز فهاهي تعود مجددا لطريقتها الحقيرة لفقدان الوعي تلك كاد ان يدفعها فيرى ان كانت تدعي ذلك إم لا إلا ان ثقل جسدها على جسده جعله يرفعها بسهولة بين احضانه ليضعها برفق فوق السرير يناظر وجهها الشاحب و ثقل أنفاسها بهلع طفيف و تدقيق فهو للان يعتقد بأنها تدعي ذلك ليمد كفه يضرب خدها برفق مناديا اسمها لكن لا إجابة منها فتوقف اخيرا عندما احمر خدها و لم تستيقظ فهرول نحو خزانته يبحث عن عطره ليأتي به يرش بعض منه قرب أنفها لكن لا استجابة كما لو انها فارقت الحياة
تصلبت ملامحه و خفق قلبه بهلع هل ماتت هل هل لكنه نفى ذلك بعنف واضعا إصبعه قرب أنفها ليشعر بانفاسها المتقطعة والتي تكاد تكون منعدمة لحظتها احس بوهن في ساقيه و طنين مزعج في اذنه فرغم كرهه لها و غضبه عليها و احتقاره لفعلتها الا انها بانة و التي كانت يوما من الايام صديقته و الاهم من ذلك انها لم تاخد جزاءها على ما قامت به لا يمكن ان يدعها ترحل هكذا ببساطة لا يمكن ابتلع جواد لعابه بصعوبة و هلع يناظر جسدها المسجى على سريره باستكانة بخوف وتصلب سرعان ما اتسعت عيناه بادراك ليفيق من هلعه و تصلبه ليهاتف طبيب العائلة.طالبا منه المجيئ بأقصى سرعة
بعد نصف ساعة كان الطبيب العجوز يفحص بانة المستكينة كالاموات بدقة و مهارة عالية
_هاه ما بها '''
سأل جواد بخوف وهو يناظر نظرات العجوز الخانقة الغاضبة بقلق و بعد لحظات من الصمت الغريب المتبادل تنحنح الطبيب العجوز ليهتف بصوت جاد حاد قليلا
''_سيد جواد السيدة بانة تعاني من نزول حاد في الضغط و في معدل السكري لديها هل لديك فكرة عن هذا الامر
_ماذا تعني لم افهم لما قد يحدث لها هذا ''
عدل الطبيب العجوز نظراته بخفة ليناظر جواد بصرامة و حدة و غضب ثابت
_''هذا يحدث عندما يكون الشخص تحت ضغط هائل و حاد. ''
قطب جواد جبينه باستغراب قائلا '' _لا أفهم ''
_!'سيد جواد السيدة بانة تعرضت لنزول في ضغط بسبب ضغوطات تتعرض لها و ايضا بسبب قلة النوم و الأكل فاصبح جسدها واهنا وضعيفا فليس لديها ما قد يمنحها الطاقة ''
قطب جواد جبينه باستغراب ليسال بحدة ''_كيف هذا انا لا '''
‘’لقد رأيت اثارا لأصابع على فكها و أيضا على ذراعها ساتغافل عن هذا سيد جواد الآن و لن اخبر أحد لكن ان استمر هذا الوضع سأشتكي عليك فالسيدة بانة لا تبدو بخير و أيضا لقد تعرضت لصدمة اليوم و هذا سبب اغمائها لهذه المدة الطويلة كما لو انها تهرب من شئ ماو ان '''
_ماذا تقصد بحق الجحيم '''
هتف جواد بعنف و شراسة لم تهز شعرة من الطبيب العجوز الذي قتمت عيناه الرمادية لتصبح باردة حادة قائلا بحدة و صرامة
_’’سيد جواد انا متفاجئ حقا كيف ان تضرب زوجتك السيدة بانة بهذه القسوة و تمنع عليها الاكل انا حقا متفاجئ بتصرفك هذا لم أظن يوما انك يتحمل هكذا أخلاق لقد عاشرت عائلتك لمدة طويلة و لم أرى منهم شئ سئ لكنك سيد جواد خيبت أملي لقد '''
_ ‘’ماذا تقول بحق الجحيم هل انا من ضرب من انا لم أضرب زوجتي هل جننت !!!!!!
_ ‘’ماذا عن آثار الزرقاء على فكها و يديها ان لم تكن تضربها فمن أين ستأتي تلك العلامات و أيضا السيدة بانة تعاني من فقر دم قد يكون خطيرا ان لم يتم علاجه حالا''حالا''
فتح جواد فمه ينوي الدفاع عن نفسه الكلام اي شئ لكنه توقف فجأة و هو يستمع لهمهمات صادرة من بانة النائمة مما جعله يهرول نحوها جالسا على السرير يناظرها بقوة و ثبات
_م م مااا ماء
_يمكنك الذهاب عمي فانز ساهتم بها
همس جواد بقوة و صرامة ليمد يده يسكب البعض من الماء في الكأس مساعدا بانة في شربه بهدوء و بطئ ليعيدها لمكانها برقة و هدوء مما جعلت الطبيب العجوز يناظره بتدقيق منزعج متجهم الملامح سرعان ما هز راسه إيجابا قائلا بنبرة ذات معنى_ انها تحتاج للعناية و التغذية الجيدة و عدم التعرض لأي نوع من ضغوط لأن هذا سيجعل الأمر أسوء فيزيد حالتها حرجا اعتني بها جيدا سيد جواد فالسيدة بانة سيدة رائعة و جميلة خلقا و خلق
هز جواد راسه إيجابا دون ان يتكلم فقد كان قد فهم مقصد الطبيب العجوز مما جعل فانز يزفر بخفوت ليهرول خارجا دون إضافة كلمة اما جواد فظل يناظر ملامحها الشاحبة و آثار على فكها عند امساكه لها و أيضا أثار أخرى على يديها و بهوت اللون الأحمر لشفتيها ليحل محله ازرقاق طفيف فادرك جواد بأنها تشعر بالبرد فالجو خارجا شديد البرودة وقسوة كما ان غرفته ليست دافئة كما يلزم فهرول نحو خزانته لكي يحضر غطاءا سميكا دثره بها جيدا
_هاي بانة استيقظي
همس جواد بالقرب من اذنها مما جعلها تهمهم بانزعاج
زفر جواد غيظا و غضبا و حنقا فهاهو لأن أصبح مسؤول عن رعايتها في الوقت الذي كان سيحيل فيه حياتها لجحيم _ماهذا الحظ اللعين الذي تمتلكه
_ج ج جو و جواد
استفاق جواد من أفكاره على همهمة صادرة منها مما جعله يجعد جبينه بضيق و هو يناظر ملامحها الشاحبة تزداد شحوبا تنادى على اسمه بتقطع و وهن رغما عنه شعر بالحزن على حالتها المريعة فهي لم تكن تدعي المرض كما اعتقد ليمد انامله يمرر ها على خدها برقة دافعا شعرها الطويل المشعث بعيدا بضيق ليمرر انامله وصولا لفكها و الذي تاوهت بخفوت عند ملامسته له دون فتح عينيها
زفر جواد بانزعاج لما فقد السيطرة بهذه الطريقة و اذاها هو لم يخطط لأن ينتقم منها جسديا بل نفسيا كأن يجعلها تشعر بمدى حقارة فعلها و أن تدرك ان العالم لا يدور حول فلكها و رغبتها هي و ان ليس كل ماتريده تحصل عليه و ان لا تدوس رغبات الاخرين بانانية محضة و هاهو الآن يشعر بالحزن لأجلها كيف سينفذ ما ابتدءه _منار
همس جواد بشوق جارف حارق مؤلم كالجحيم كم اشتاق لملامح وجهها الجميلة اللطيفة و صوتها الطفولي المطمان و إلى حنانها الدافق و حبها الجارف ليضع يده على خده يناظر المستكينة قربه بكره و قسوة يشعر بالحزن من أجلها لكنه ابدا لن ينسى ما فعلته و لن ينسى أيضا انتقامه منها
ظل على حاله للحظات سرعان ما غفى قربها بهدوء و استكانة
_انا لا افهم لما قد تقومين بهكذا تهور ماذا ينقصك لتعملي بتلك المكتبة اللعينة تكلمي انا اكلمك لا تصمتي و تدعي البرود
_ماذا تريدني ان اقول
_ياالاهي ليال ما هذا البرود الذي تمتلكينه لما لا تفهمين انك أخطأتي وانتهى الأمر انا حقا لا اصدق ما تقومين به
صرخ مؤيد بجنون و غضب مخيف يناظر ملامحها الباردة كالثلج و عيناها الرمادية التي أصبحت أكثر برودة و قسوة ليمسح على وجهه بحنق محاولا تهدئة نفسه بالقوة
_اسفة
رفع مؤيد عينان مشتعلتان يناظر وجهها الجامد الذي لا يعبر عن شئ بحنق ستصيبه حقا بسكتة قلبية بهذا البرود اللعين
_اسفة اتمزحين و انا اتسائل عن سبب تاخرك مساءا
ابتلعت ليال لعابها بتوتر لتناظر وجهه المحتقن الغاضب للحظة هامسة باسف حقيقي رغم برودة نبرتها
_أعتذر ان سببت لك قلق و
_تمزحين أليس كذلك
قاطع كلامها مؤيد بابتسامة غير مصدقة يالاهي هذه الفتاة ليست عادية ليهتف ببرود هو الآخر مكملا
_عملت بالمكتبة و انت لا حاجة لك للعمل نقول لابأس تعودين متاخرة للمنزل أيضا لا بأس تخفين الأمر علينا نتغافل عن هذا الأمر ايضا لكن تعملين بتلك المكتبة ذات مستوى الهابط في شارع عام يوجد به اللصوص و المجرمين و المغتصبين و الأشخاص المشبوهة هنا طفح الكيل حقا الم تحسبي حسابا ان تعرضك مجرم او لا أعلم تحرش بك بالله عليك انت لا تبدين من هيئتك انك لا تنتمين لذلك المكان ماهذا الجنون الذي تقومين به ليال تبدين متزنة عاقلة لكنك في بعض الأحيان تقومين بأعمال تجعل عقلي يتوقف عن التفكير تكلمي معي ليال لا تجعلي جنوني يزداد و اخبر عمي جان و بعدها انت تدركين افضل مني ما قد يحدث
ازداد توتر ليال و بلغ أقصاه لكنها لم تظهر شئ على ملامحها تتمسك بقناع البرود و التماسك و لامبالات فهو غطاء تستخدمه في مواقف مثل هذه المواقف الحرجة فهي تعلم حق المعرفة ما قد يفعله جان بها ان علم بالامرابتلعت لعابها بصعوبة تقبض على جانب الكرسي بقوة حتى المتها اناملها لقد أخطأت هي تعلم لقدأرادت ان تجرب شئ جديدا ان تجدد حياتهة الروتنية المملة فرأت تلك المكتبة صدفة عندما كانت تتجول دون هدف فرات اعلانهم لعاملة فورا فقررت المخاطرة و ملئ وقتها و ربما تجديد هذا الشعور الذي يكتم على قلبها لكنها وللحق لم تكن تعلم أن تلك المكتبة ذات صيت مشبوه وان ذلك الحي خطير رغم انها توجست من قاطنيه و الذين يبدون كخرجي السجون و منذ بدءها العمل بهذه المكتبة اللعنية و لمدة ستة ايام فقط تعرضت لعدة تحرشات شفهية لم تسمعها يوما بحياتها فقررت ان لا تذهب مجددا لكنها ذهبت بغباء لتخبر صاحب المكتبة العجوز و الذي كان طيبا معها جدا و يقف بوجه كل من يحاول التمادي إذ لديه هيبة بذلك المكان لكن و لحظها العثر جعل مؤيد يكتشف ذلك البارحة عندما رجعت للمنزل متأخرة فراقبها و علم بعملها بتلك المكتبة ليفرقع دنيا على راسها و يعنفها منذ الصباح هو معه حق ولا تلومه على قسوته وغضبه لأنها هي نفسها قد غضبت من فعلتها في لحظة توتر و شعور بالوحدة ربما و هذا الأمر الذي اكتشفته الآن و ان سبب حماقتها انها تشعر بالوحدة تنهشها خاصة بعد المشاكل التي تواجهها بانة فلم تعد تستطيع التقاءها و التكلم معها كما في السابق فقد اصبحت بانة شديدة الشرود و الصمت و تبدو كما لو انها تحمل هموم العالمين أجمع
_انا حقا لا أعلم لما اوجع رأسي و أخاف عليك من مكروه يصيبك اللعنة ليال اللعنة على كل شئ
نهض مؤيد من مجلسه بعنف و غضب يشتم و يلعن غباءها و برودها اللعين مما جعلها تشهق هلعا هل سيذهب لأخبار جان ياالاهي هتفت داخلها لتنهض بخفة تلحق به حتى استطاعت ان تسبقه و تغلق باب مكتبها بقوة واقفة أمامه تلهث محمرة الوجه
ابتعدي عن الباب فورا ليال_
ابتلعت ليال لعابها بصعوبة وشحب وجهها قلبها يخفق بسرعة هائلة فغضبه هذه المرة حقا اخافها عينيه الداكنة تطلق شررا و ملامحه اظلمت بغضب هائج فمؤيد لا يغضب لكن ان غضب فانه يحرق الأخضر و اليابس و لا يبالي بشئ و مقولة اتقي شر الحليم إذا غضب تنطبق عليه تماما
ابتعدي ليال حالا_
صرخ مؤيد بعنف ليمد يده يبعدها بالقوة عن الباب جعلها ترتد إلى الوراء متسعة العينين ا بعنف و خوف تناظر جسده المتشنج يالاهي لما كل هذا الغضب المجنون هتفت داخل لنفسها و هي ترتعد هل سيخبر جان ياالاهي ماذا ستفعل
_أعطني المفتاح ليال
هزت ليال رأسها بعنف قائلة_ارجوك مؤيد دعني أشرح لك
اشتعلت عيناه أكثر و كز على اسنانه ليتصلب فكه بعنف و غضب يناظرها كما لو أنه على وشك قتلها مما جعلها تهمس بتوتر و خفوت_ارجوك
كتف مؤيد يديه بانتظار كلامها معقود الحاجبين بضيق مما جعلها تزفر بارتياح طفيف على الأقل سيسمعها و ستقنعه لتتقدم منه بخفة حتى أمسكت كفه الكبير قائلة بخفوت _انا اسفة مؤيد انا لم أقصد ان انا أعلم اني متهورة و ارجوك لا تخبر جان و
اتسعت عينا مؤيد بإدراك فهي لم تعتذر منه لأنها مخطئة هي اعتذرت لأنها تعلم بأن جان سيعاقبها و سي فقاطعها بعنف ونفور
ابتعدي عني ليال_
هتفت بغباء تناظر ملامحه الجامدة_هاه
نفض مؤيد كفها بعنف عن كفه ليمد يده نحو يدها الأخرى يفتحها بقسوة يؤخذ منها المفتاح و سط ذهولها و صدمتها و تلعثم الكلام بحلقها
_لا تقلقي لن اخبر جان و أيضا لقد كنت خائفا عليك لأنك أختي و تهمينني ليخرج ويغلق الباب بعنف و قسوة جعلها تنتفض من محلها تناظر الباب بعدم فهم و صدمة سرعان ما فتحت عيناها بادراك هاتفة بعنف و حزن _غبية
______\\_________||||
تمملت بانة بانزعاج و ضيق شديد و جوع لعين يفتك ببطنها المسكينة والتي تزقزق جوعا طالبة الرحمة من القسوة التي تتحملها لكن رغبتها باستكمال نومها و الذي الم تحظ به منذ زمن بعيد بعيد جدا حيث كان الدفئ و الحنان و الحب موجودان في حياتها الموحشة الباردة الان يقمع جوع للحظات و كم تمنت ان لا تستيقظ تريد ان تنام فقط و تشعر بهذا الدفئ الذي يملئ كيناها رغما عنها لكن الجوع له رأي آخر تماما لترفرف برموشها الطويلة محاولة فتح عينيها بصعوبة لتغلقها مرة اخرى و الم خفيف يضرب رأسها لتمسك راسها تتاوه بخفوت مغلقت عيناها لتفتحهما مرة اخرى تناظر سقف باستغراب عاقدة جبينها بعدم فهم فهي عند ا ستيقاظها من النوم يصيبها تبلد و غباء لمدة بسيطة لتدرك بعدها ما يحدث لها و حولها هامسة
_لكن مهلا هذه ليست غرفتي''''
لتنهض من السرير بخضة تدير وجهها للجهة الأخرى لتفتح فاهها بدهشة و صدمة و هي تراه ينام بجانبها ينام بجانبها لتتسع عيناها بادراك فهي قد أغمي عليها بعد المشادة الكلامية التي جرت بينهما بغرفته لكن لما لم يرميها بغرفتها الباردة بغيابه عنها و التي أدركت مدى برودتها وقساوتها سوى الان وهي تتامل وجهه الحبيب الاسمر الوسيم على ضوء الشمس الساطعة رغم شحوبها و الذي اصبح اوسم ه بمراحل عاقد حاجبيه كما في يقظته تماما رغم استكانة ملامحه الاخرى شعره الناعم الطويل نسبيا يلتصق بجبينه المسطح بنعومة تحسدها عليها و تشعل نار غيرتها المجنونة مما جعلت قلب بانة يخفق تأثرا به و بوسامته القاتلة فان كانت تظنه سابقا أنه وسيم فقط فهي حمقاء و غبية ووجاهلة ايضاهو هو لم تجد تعبيرا مناسبا يمكنها وصفه به ياالاهي كما لو ان جميع الأحرف اللعينة لا تفي بالغرض و لا تنفع زفرت بانة بالم حارق يكوي بطنها و يحرق قلبها كم تريد ان تمرر اناملها ببطئ شديد على كل ملامحه الفاتنة تتلمسها كل على حدة لكن ليس كل ما يريده المرء يدركه قالت ذلك لنفسها بحزن مكملة التهام ملامحه و التي تعشقها دون استثناء بدءا بعيناه المغلقتان بسكينة و هدوء تظللها تللك الرموش الساحرة الكثيفة الطويلة و التي تحرس تلكما العينان الحبيبتان فكه الصلب العريض المرتاح ووتلكما الشفاه المنفرجة قليلا ابتلعت بانة لعابها بتعثر يصاحبها خفقات قلبها المجنونة القافزة هنا و هناك دونما توقف تناظر الاحمرارهما الشديد و المغوي كما لو انهما تناديانها لالتهامهما دون إذن صاحبها القاسي عكسهما هما زفرت باحتراق و عيناها لا تحيذان عنهما ليطرق الجنون عقلها الفاقد للتعقل مع هذا الوسيم القاسي و يدفعا دفعا لخطف قبلة مجرد قبلة صغيرة لا تؤذي و لا يحس بها مجرد لثمة صغيرة تطفئ لهيبها المتقد المشتعل لتتقدم منه بمهل و هدوء شديد عكس الضجيج القوي الذي يتماوج داخلها لتلعق شفتيها بتوتر و احتراق مفلتة زفرة ملتهبة لتنخفض لمستوى شفتيه تناظرهما متعثرة الأنفاس خافقة القلب لتلتهمها برقة و بطئ شديد مهلك لها و قاتل لكل ذرة من كيانها مماجعل قلبها الصغير يخفق بجنون مضاعف مغمضة العينين تكاد تذوب و تشتعل لتذوب و تشتعل مرة اخرى من مجرد قبلة تشعرهابهذه اللحظة بمشاعر لم تشعرها و لم تستطع بلوغها حتى في أشد أحلامها حرارة وجنونا بسببه هو وحده جسدها الغض يختض بعنف تأثرا به و منه و بقربه المعذب القاتل الموجع فكادت ان تتعمق بهذه القبلة اكثر و اكثر حتى تروي عطشها و توقف جنونها للحظات فقط وان تلتهم هذه الشفاه المغوية الحارقة المعذبة ضاربة قساوة و حدة و وايلام صاحبها عرض الحائط إلا ان جزء من التعقل صغير جدا يكاد يكون منعدما جعلها ترتد إلى الوراء بعنف تلهث بجنون محمرة الوجه خافقة القلب لتتسع عيناها الداكنة المجنونة تدريجيا بادراك جديد موجع و مهلك ان هذه القبلة ليست سوى لعنة أخرى ستربطها به للابد ظلت تناظر ملامحه المستكينة بجوع غريب فيبدو ان تلك القبلة زادت جنونها أكثر كما يبدوايضا أنه لم يشعر بشئ ابتسمت بجنون لفكرة أكثر جنون تراودها جعلتها تهمس _نومك ثقيل يا وسيم
لتضع يدها على قلبها الخافق تهدء من روعه مانعة نفسها من النظر لشفتيه مجددا مقررة النهوض و الابتعاد نهائيا و الا ستقوم بفعل مجنون متهور ستندم عليه لاحقا
بعد نصف ساعة كانت قد أنهت استحمامها باستمتاع كبير تقهقه بجنون كلما تذكرت جنون فعلتها و أمورها لترتدي قميص اسود قطني سميك يقيها البرد رغم الشمس الشاحبة خارجا و سروال جينز قصير يصل لما فوق ركبتها مظهرا ساقيها الرفعتين الفاتنتين مرتدية خفها المفضل بلون الاسود فلاسود لونها المفضل دائما لتتجه للمرآة تناظر ملامحها بدهشة فكم بدت فاتنة بتلك اللمعة المشرقة بسواد عينيها واحمرار وجهها المبهر بعد شحوبه المريع الامس لتتساؤل بعبث كيف ان لقبلة بريئة غيرتها و قلبت حالها للنقيض لتمد يدها تمسك قارورة العطر خاصتها عطر الورد ترشه ببذخ عليها محررة شعرها الطويل المبلل ليتساقط كشلال اسود حولها يقطر ماءا لامعا حيوي مثلها تماما فتذكرت كلام جدتها الحبيبة
_اتعلمين يا حلوتي السمراء ان شعرك الجميل هذا مثلك تماما فهو يحي مثلك و يبهت عند بهتانك يا سمرائي الحلوة لهذا حافظي على ابتسامتك الفاتنة مثلك ليظل شعرك هذا سعيدا مثلك
أنت تقرأ
حبك لعنة من الاغواء يهلكني💗💜《عشق ملتهب بلمساتك و همساتك 》♡💋❤
Paranormalفي البداية أردت ان اقول شيئا : منذ وقت طويل كان لدي شغف كبير بكتابة الروايات كنت أرى نفسي من خلالها و أستطيع عبرها ان انفس عن المي و حزني كئابتي فرحي و سعادتي و أشد أوقات ملل لهذا فهذه الرواية هي الأقرب لقلبي ربما لأنها الأولى و او ربما لأن شخصياتها...