الأخير.

6.5K 997 569
                                    

نظرتُ لساعة يدي بسرعة، كانت تمام الرابعة و دقيقة واحدة.

جميل..

هكذا خطوت إلى داخل البار المُعتاد، عيناي وقعتا على فتى البار، ثمّ رأيت النادل يبتسم لي فور أن لاحظني.

توجهت إلى الداخل، تحديدًا طاولتي المعتادة و كانت خالية فجلست عليها منتظرة لوك- تقنياً.

النادل تقدّم مني و وضع الزجاجة أمامي و كؤوسي المعتادة لكني إبتسمتُ له و تحدّثت،"ليس اليوم أيدن، ليس اليوم."

رأيتُ إبتسامته تتسع قبل أن يبعد كل الكؤوس و الزجاجة من أمامي ثمّ تركني وحدي..أنتظر.

و ها هي السّاعة تدقُ الرابعة و النصف، لم يظهر بعد.

و قدمي لم تتوقف عن الإهتزاز للحظة واحدة.

"يا إلهي.." مررت أصابعي في شعري. التفكير الكثير سقتلُني حالياً.

من يكون؟، كيف يبدو؟ و ماذا سيظن عني بعد كل ما قرأه؟.

تخيل ذلك الشعور أن أحدهم داخل رأسكَ؟ يقرأ جميع أفكاركَ يعلمُ بما تشعر و لما أنت حزين و كيفَ أصبحتَ سعيدًا. هو كأنه حرفيّاً كان داخل عقلي و..قلبي.

هذا شعور بشع، لا أشعرُ بالأمان أبدًا.

مرّت دقائق أخرى حتى أصبحت الخامسة صباحاً و لازلت أجلس وحدي، دون كؤوس الفودكا حتى.

و هُنا الباب دُفِع بقوّة ليظهر ذلك الرجل من خلفه يلهث محاولاً تنظيم تنفسه.

نظرَ للنادل و إبتسم قائلاً:

"أسفٌ لتأخيري."

النادل بادله الإبتسامة، ثمّ حركَ رأسه مُشيرًا نحو طاولتي. نحوي لأكون محددة.

الرجل تحركَ نحوي..المسافة بين مكانه و طاولتي أعطاني الوقت الكافي لأتأمله.

أوّل ما لفت نظري فيه كان قُرط شفتيه اللطيف، شعره كان مرفوعاً لأعلى بطريقة مثالية.
شفتيه حملتا تلك الإبتسامة الخجولة، و عيناه الزرقاء لمعت تحت الضوء الخافت للمكان.

"أهلاً."

ثاني شيء أدركته هو أنه كان يقفُ أمام طاولتي و يبتسم بإتساع.

"لوك؟" كان هذا أوّل ما إستطعت التفوه به أمامه.

"مرحبًا، إيمرلد." جلس في المقعد أمامي و إبتسامته لم تُفارق وجهه للحظة.

"مرحبًا.." تمتمت، لست متأكدة مما يجب عليّ أن أقول.

"كيف حالكِ؟" سأل. إنه فقط- لطيف بطريقة غير إعتيادية.

"بخيرٍ لوك، ماذا عنكَ؟" كان الوضع غريباً. جدًا.

"أنا جيد للغاية، و الآن يُمكنكِ سؤالي عما يجول في خاطركِ دون قيود. هَاه؟."

عزيزي لُوكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن