بارت الخامس والعشرون :
الصمت أوجع من مدى زفرة البوح !
والبُعد أقسى من الظما ،،/ لحاجة الماي .."
تدري وش اللي ينهك القلب و الروح ؟
إنك تعيش لـ/ شيء عدّك
ولاشيءالساعه واحده ... هدي البيت من الضجيج ..واخيراً
مابقي الا سمر ..وشكلها بالفعل يضحك ..
تندب حظها وخسارتها .. ماخلت ولا واحد ما دعت عليه ..
جلست ليلى بتعب وقالت : سموره..روحي نامي ياقلبي ..
سمر بقهر : وين يجيني النوم؟ جوالي مايهدا ..كلهم يضحكون علي ؟
ابتسمت ليلى وقالت : طيب المباريات كذا فوز وخساره ..
دخلت اريام وهي تاكل تفاحه ..ضحكت وقالت : سمسم هارد لك...
سمر : بدري ... مين قالك انتي ماتفرجتي معي المباراه ..؟
اريام : والله ساعه سمعت صرخه الفوز من نايف ..عرفت على طول ..
سمر : انا ماقهرني الا اللوح نايف ..صدعني برسايل الشماته ..
جلست اريام مقابلها ..: مثل ماتسوين معه ..
سمعوا صوت الباب يتقفل ...
دخل مطلق .. وانتبه لوجودهم .. اقترب منهم ..
رفع حواجبه لسمر وقال : وين اللي ضامنه الفوز ؟
سمر بقهر : كله غش في غش ..الحكم حرامي
مطلق بضحكه : غش هااا..إلا عله الخساره ...قومي قومي جيبي لي كاس مويه ..
جات تقوم ..فقاطعتها ليلى اللي وقفت قبلها : خليك ياسمر ..انا اللي بجيب المويه ..
راقبها وهي تدخل وشكلها متغير ..لحقها ووقف على عتبه الباب ..
ماانتبهت له ...سألها : ..شكلك تعبانه ؟
طالعته وابتسمت بتعب واضح : مافيني الا العافيه ..لكن تعب من الشغل ..
اقترب منها ..وقال بإهتمام : ليش تشتغلين ؟ خديجه موجوده ..
حركت شعرها بتوتر : والله ماتقصر مسكينه ...انا ماادخل الا اشرف على الشغل ..
حاصر خصرها بيديه وكأنه يقيسه ..وقال : وكل هذا ليش ؟
تأملته بنفاذ صبر .. و يأست ان يفهم مابها..
تلعثمت ورفعت كاس المويه : خذ اشرب المويه ..
شرب الماء .. ونظراته مانزلت من عليها ..
تخلصت من يده .. ورجعت الكاس مكانه بعدما غسلته ..
استندت على المغسله ..غمضت عيونها بتعب ..
ماتبي قربه ؟ ودها تهرب ؟ لكن شيء يجذبها له ..
تحس الحراره ..تلسعها .. وقلبها يدق بجنون ..
ماعاد تقدر تتحمل ..غديت ما بين الرجا . . فيك و الياس
هذا . . يبي مني وهـذا . . يبينـي
ان قلت شنت وخاطري طاب كذاب
وان قلت ابيك ارخصت نفسي بعيني
خيرني امري بين اصعب خياريــــن
موتي انا او موت الاحساس فينـي !اقترب منها ..حس بتمايل جسدها ..و ارتخاء قدميها ..
عقد حواجبه بخوف .. و لف يده على خصرها ..
همس بحذر : ليلى ..
مال راسها للخلف و سمحت لنفسها ان ترتاح على كتفه ..
ثقل جسمها .. مسكت يده كأنها تطلب مساعدته.. ولهثت انفاسها ... زاد الوهن عليها .. غايتها راحه طويله ...
فأغمضت عيونها وارتاحت على صدره على صدى نبضاته القويه ..
وغابت في اللاوعي وذراعيه تحتضنها ..
شعر كأن كوباً بارداً من الماء قد سكب على رأسه تلك اللحظه ... اطلق نداء عالياً لاريام ..
وحملها بخفه بين ذراعيه ..خرج بسرعه وقال بأمر : جيبي مويه و تعالي بسرعه ..
سمر بخوف : ياربي ..بسم الله ويش صاير عليها ..
حطها على الكنبه ..و لامس وجنتها بخفه ..
مطلق بحده : وينك ياأريام .
مسح وجهها بالماء ..و اقترب منها ..
: ليلى ..ليلى ..
اريام بذعر : مطلق ..خذها المستشفى ..شوف شفايفها كيف صايره ..
مسك يدها و ضغط عليها.. و مسح وجهها اكثر من مرة ..
فتحت عيونها بإعياء ..وغمضتهم .. بسرعه
قال : ليلى افتحي عيونك ..ليلى
جلسها واسندها على ظهرها ..واخذ كوب الماء من اريام ...
وجرعها الماء بهدوء ..
قال بأمر : سمر روحي وجيبي عباتها ..
مسكت يده بخفه .. و همست بضعف : ماودي يامطلق ..
اريام : ليلى الله يهديك .. .. شوفي شكلك كيف صاير..
نظره ملؤها رجاء لايفهمها سواه ..شدت على يده بلطف ..
شد شعره بتوتر وكأنه عاجز ... نزلت رجليها .. لكن كان اسرع منها .. فشهقت ..وهو يحملها بدون مشقه فتعلقت به..
ومااهتم بنظرات اخواته له ..قال بدون يلتفت : جهزوا عصير برتقال ..وطلعوه.
صعد لجناحه ..فتح الباب و مباشره على السرير ..
وقف ..يتأمل ملامحها ..كانت نايمه والتعب باين عليها ..
شد على شعره وكأنه بيقطعه من جذوره ...
احساس بالعجز قد صب في قلبه ..
خوف نقلته من جسدها إليه .. و احساس بالمسؤوليه يتعاضم و هي بين يديه
و انذار يلفت نظره .. لأمور قد مر عليها ولم يهتم ...
جلس جنبها ..مسح على شعرها ..بخفه ..
ففتحت عيونها ... و تأملت رغم الانهاك و ثقل جفنيها ..
رأت وميض من الحنان قد لمع في عينيه .. فسرعان مااجفلت و اغلقتها وكأنها خائفه .
خائفه ان تكون تلك الصوره ..قد صنعها خيالها المتعب ..
رجعت فتحتها و مالقته قدامها .. فحزنت اكثر ..لانها سرعان مااختفت ..
برقت عينيها بألم ..يساير الالم الذي انهك جسدها ..وجعلها شبه غائبه عن الحياة ..
ارتفع رأسها ..بشبه احتضان منه ...ايقنت انه معها ولم يتركها .. لم يدعها لوحدتها التي تنهش ماتبقى من عزمها ..
بالكاد اخذت جرعات من العصير .. واستكانت على كتفه الايسر ..
همس لها : كيفك الحين .. تحتاجين اوديك الطبيب ؟
هزت رأسها بلا.. لكنها نطقت بعدها ببكاء : احتاج امي ..
حست بدموع حاره تبلل خديها ..
حاجه كان لابد منها ..ان تقولها ..
نعم محتاجه لها...حاجه زمنيه لاتفتأ ولا تنتهي ..
حاجه في القلب منبعها ...لاتزول مع الايام او تصدأ بمرور الزمن وستبقى للابد..
ألجمته مشاعره .. حاجتها عظيمه فكيف أقضيها لها ؟
عاجز مازال ..وان ضاع بين الاساليب والحلول ..
شد يده حول خصرها وكأنه يبث فيها الامان ..وقال بصدق : أنا معك ...
وصلتها كلمته من عمق قلبه فـ قنعت بها ...
هدأت انفعالاتها ..وانتظمت انفاسها .. داعبها الكرى في احضانه ..فنامت
نامت ولديها بعض من كل ..تريد تفسيره ..
نامت ..في دفء لاول مره تعيش فيه ... من شخص بارد..