لا زلتُ حية"
12/5/2016
تحتَ القذائفِ المتطايرةِ في هواءِ مدينتكِ وأصواتُ المدافعِ والصّواريخ،تركضينَ تارةً هنا و تارةً هناكَ لتتفادينَ الشّظايا،لكنّكِ لمْ تنجي من واحدةٍ دخلتْ كتفكِ الأيمن لتتدفقَ أمواجُ الدِّماءِ،تألمتي و نزلتْ دمعةٌ من عيناكِ؛لكنكِ مازلتِ تركضين،تخرجينَ من شارع لتدخلينَ آخر و المشاهدُ الدَّمويَّةُ أمامكِ تملأُ رأسكِ؛تتلفتينَ لتنظري إلى الطِّفلِ الذَّي لمْ يتجاوزْ الثَّالثة غارقاً في دمائِهِ،والأمُّ التَّي تنزفُ والأبُ الذَّي يحملُ أطفالهُ؛كنتِ تشاهدينَ ذلكَ لكنَّكِ لا تسمعينَ أيَّ شيءٍ وكأنَّكِ تركضينَ في دوامةٍ مميتةٍ لا تنتهي؛ظللتِ تركضينَ إلى أن وصلتِ إليه،كنتِ تحفظينَ طريقهُ عن ظهرِ قلبٍ ومن لا يعرفهُ،إنَّه أحدُ شوامخِ دمشقَ،جبلُ قاسيون الذَّي تجمعكِ به ذكرياتُ طفولتكِ،صعدتهِ حافيةَ القدمينِ بعدَ أن تعرَّيتي من حذائكِ أثناءَ الرَّكضِ،وقفتِ على الحافّة وأغمضتِ عيناكِ اللَّتين اغرورقتا بالدُّموعِ،لتشعرينَ بالهواءِ يتسلَّلُ على جسدكِ ويطايرَ خصلاتِ شعركِ،تمسكين كتفكِ المجروحَ بيدكِ اليسرى؛لمْ يكنْ يفصلُ بينكِ وبينَ الوادي السَّاحقِ سوى بضعُ إنشاتٍ؛كانتْ حالتكِ مزريةً؛لمْ تفكري سوى في السُّقوطِ؛ليميلَ جسمكِ ناحيةَ الموتِ وتشعرينَ بأحدٍ يمسكُ يدكِ ويشدُّكِ للوراءِ لتسقطينَ ثمَّ يساعدكِ على الوقوفِ،نظرتِ إليه لكنَّكِ لمْ تري شيئاً بسببِ الغباشةِ الَّتي تحيطُ عيناكِ،استطعتي تمييزَ لباسهِ لقد كانَ جنديّاً سوريّاً،كانَ الدُّوارُ يشوِّشُ أفكاركِ؛حملكِ وأخذَ الرَّكضَ ليذهبَ بكِ إلى المشفى العسكريّ،حيثُ كنتِ قد فقدتِ وعيكِ تماماً؛داوتْكِ تلكَ الممرِّضة الَّتي تعملُ جاهدةً لتستطيعَ إسعافَ أكبرِ قدرٍ منَ النَّاسِ الجرحى،فتحتِ عيناكِ لتري تلكَ الممرِّضةَ وبجانبها العسكريّ الَّذي أنقذكِ؛لمْ تتفوَّهي بسسبِ التَّعبِ؛لكنَّ الشُّرطيَّ الواقفَ على بابِ الغرفةِ تكلَّمَ:اسمكِ شام جهاد عرابي؛عمركِ سبعة عشر عاماً؛من حيّ الشَّاغور؛
فقلتِ:نعم؛إنَّها الهويَّةُ خاصيّتي..مشيرةً إلى البطاقة الَّتي في يده؛
بعد برهةٍ التفتيِّ لتجدي أنَّهُ لمْ يبقى سواهُ في الغرفة،فتنهَّدَ بعمقٍ؛؛
قال:يا بنيّتي...لما كنتِ تحاولينَ الانتحار في
زمنٍ تهربُ فيهِ النَّاسُ من الموتِ؟؟!!
أنتِ:لم يبقى لي أحدٌ في هذا العالم فلما عليّ البقاء حيّةً؟؟
الشُّرطيُّ:لكنَّه ليسَ سبباً مقنعاً...أتعلمينَ لماذا!
نظرتِ لهُ متفاجئةً ممّا قالهُ.
أكملَ:لقد تيتَّمَ الكثيرُ منَ الأطفالِ ،لكن من حقِّهم الحياةَ كأيَّ طفلٍ آخرَ في بلدٍ آخرَ..أليسَ صحيح؟!
أجبتي بهزِّ رأسكِ مؤيِّدةً لما قالهُ.
قالَ:إذاً ألا ترينَ أنّ لديكِ حياةً يجبُ أن تكمليها...أعلمُ أنَّهُ لمْ يبقى من يدعمكِ لكنَّكِ تستطيعينَ التَّغلبَ على وحدتكِ وأن تجعلي والديكِ يفخرانِ بكِ في السَّماء..
انهمرتِ الدُّموعُ مجدَّداً؛؛واحمرّتْ وجنتاكِ
تابعَ حديثهُ:ألا تعتقدينَ أنّ نجاتكِ من بينِ كلِّ ذلكَ القصفِ كانَ معجزةً!
أنتِ:نعم..ومازلتُ أفكّر لما أنا نجوتُ...لما لم أقع ضحيّةً كباقي نسلي!
قال:ربّما ما حصلَ كان إشارةً إلهيّةٍ لكِ لتتشبثي بما تبقى لكِ من حياتكِ...وأنتِ لا تزالينَ في صباكِ فاستغلّي مشيئةَ اللّه ببقائكِ على قيدِ الحياة و عيشي يومكِ كما لو أنّه آخرَ يوم..
أنتِ:وهل ترى يا حضرةَ الشُّرطي أيَّ بصيصَ أملٍ للتَّمتّعِ بحياةٍ لا داعي لوجودها!
هو:لا تتشائمي...يمكنكِ أن تعيشي لغيركِ كما يفعلُ كلُّ عسكريٍّ على هذهِ الأرض.
أنتِ:أتقصد أن ألتحقَ بكليَّةِ الفتياتِ الحربيَّة؟؟
هو:مازلتِ صغيرةً على ذلكَ كما أنَّهم لا يقبلونَ من في حالتكِ...(نظرَ لكِ بحزنٍ)..أي أنَّ لا وليّ أمرٍ لكِ..
شعرتِ بتوقُّفِ الهواء في مجرى تنفّسكِ؛
قال:يمكنكِ أن تكوني طبيبةً تشفي الجراحَ!
أنتِ:أخافُ منَ الدّم كثيراً..
هو:هناك شيء لربما يحييكِ من جديد..****
بارت قصير ومو حلو بعرف والبارت التاني هيك بس التالت رح يكون شي حلو ما بتندمو وكمان الرواية غامضة وفيها أكشن شوي!
هلق اعطوني رأيكم بحالة شام؟؟
الصراحة حبيت اكتب عن بلدي هي الرواية لأن أفكارها بتجنن ومتأكدة إنها رح تعجبكن!
الصراحة كان أسلوب الكتابة مختلف بس كرمال تفهمو نزلت هادا أول بارت.كملوا قراءة باقي البارتات وبعدين احكموا
لوف يو♡♡♡
Jiji
أنت تقرأ
See You In Heaven♡
Mystery / Thrillerأَرَاكَ فيْ السَّمَاءِ... المسافاتُ تقاسُ بالأمتارِ عادةً...فما أجمل أن تتحول تلك الأمتار لإنشاتٍ تتلاشى تدريجياً تحت زوبعةِ وجدٍ غفير.. عندما تمتلأ الكأسُ لذروتها ستفيضُ؛كما الحب في لحظات النشوة سيطوفُ عشقاً ولن ينجيا من الطوفان بل سيغرقا...