(scatters)

33 2 2
                                    

بعثرة"

"لا أنكر أن الماضي يستولي نصفي البشري الآن؛حتى أنني أصبحت أحن للحاضر الذي يتلاشى أمامي؛وكأنني خيال يرى ظله معكوساً على مستقبلٍ عاتم"
::::::::::::::::::::

13/5/2016
وافقت شام على ما أراده ذلك الرجل وبدأت تعمل وتجتهد لتصل إلى مرادها؛
في صباح هذا اليوم المشرق خرجت من غرفتها الصغيرة وذهبت إلى موظفة الاستقبال تطلب الإذن بالرحيل؛سجلت اسمها ثم غادرت،استأجر لها الرجل في فندق{شيراتون دمشق}لا يحلم بدخوله إلا المشاهير ورجال الأعمال أصحاب السلطة؛

سرت كثيراً في إقامتها،خصوصاً أنها شاهدت بعض الفنانين العرب أثناء إحيائهم للحفلات الضخمة،
لقد ظن العالم مؤخراً أننا نحن السوريين لا نبتسم؛لكننا نفعل لإغاظة من يريد تدميرنا؛من يدمر مدارسنا ليمنعنا عن العلم؛نريه أننا عكس ذلك؛فالحياة ستستمر والحفلات في منتجعاتنا ستقام ربما لتسعد جزءاً من روحنا،أو لكي نتساير مع الواقع الأليم وننسى أوجاعنا"

خرجت شام من الفندق صباحاً؛لقد حاوطها الملل فقررت الركض قليلاً كما كانت تفعل سابقاً؛لقد ابتعدت عن شارعها كثيراً؛هي الآن في وسط المدينة؛تتجول بين المحلات التي مازالت على حالها؛مرت بجوار أحد المحلات الذي كان يعرضُ فساتين زفاف على واجهته؛ألصقت رأسها بالسطح الزجاجي الذي يفصلها عما وقع نظرها عليه؛

Sham arabi:
ياله من فستانٍ خيالي؛أحسد من سترتديه؛
إنه بهيظ الثمن،.....آه كم أتمنى لو بقيتوا معي لحين ذلك اليوم،لكن لا أحد يعلم ربما لن أرتدي كهذا في حياتي-

Writer:
نزلت قطرات الدمع من عيناها الواسعتان؛
أكملت السير مترنحة ببطء كأنها تقاوم ذلك؛
مسحت دموعها..ثم فكرت بإيجاب كما تقول في قلبها وذلك لتسعد والديها،ابتسمت لذلك الطفل الموضوع في سرير صغير تجره أمه أمامها،نظرت لساعتها لتجدها الثامنة؛عدلت قوامها واتجهت إلى الكنيسة..لقد كان يوم الأحد؛ لم تنسى ما اعتادت عليه أبداً؛أمها مسيحية وأبوها مسلم وربياها بمحبة وصدق كما أحبا بعضهما؛فكانت تذهب للكنيسة كل أحد،ويذهب معها والداها في الأعياد؛كما كانت تصلي الصلوات القرآنية التي علمها إياها والدها ولم تكن تفوت أي واحدة وتصوم في رمضان إضافةً لصومها مع أمها؛لم تشعر بأنها مختلفة عن أحد؛
بعد انتهاء الصلاة تشعل شمعة وتقول في داخلها؛:هذه من أجل كل الناس الذين يعانون في أي مكانٍ على وجه الأرض؛

خرجت لتتوجه بعدها إلى ساحة الأمويين التي تجمعها ذكريات كثيرة بها؛تحاول التماسك لجمع أشلاء قلبها؛
تذكرت عندما تاهت في أحد الشوارع حين كانت في الخامسة؛
وراحت تركض إلى أحضان شرطي المرور باكيةً تطلب المساعدة؛ليأخذها المدعو بدوره إلى أبيها؛
وتمثل عليه أن الوحش اختطفها وأراد أكلها
ليقهقه الوالد ويقول:تتأثرين بالأفلام بسرعة!
ابتسامة شقت ثغرها دون شعورها بذلك؛كم كانت جميلة تلك الأيام؛حيث تنام ولا تسمع أصوات الخراب؛و تعيش يومك بفرح وأمان!

See You In Heaven♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن