تركان: اه ياز..كنت سأسأل الممرضة عنك...
ياز: آسف آنسة تركان يجب انا على عجلة يجب أن الحق بشخص...لكنها امسكته من ذراعه..
تركان: انتظر انت تبحث عن من ؟
ياز: إمرأة ترتدي لباس حداد...
تركان: لقد دخلت من الباب الرئيسي و لم أرى امرأة بهذه المواصفات..
ياز: انا متأكدة؟...اذا ربما خرجت من الباب الخلفي...و هرع مسرعا في الإتجاه المعاكس...
عاد بعد مدة إلى بهو الاستقبال ..خائبا..لم يتمكن من اللحاق بها وكأن الارض انشقت وبلعتها...وقع نظره علة تركان التي لازالت تنتظر..فالتجه نحوها..
ياز: أعتذر..تركتك تنتظرين..بدون جدوى لم استطع الوصول اليها..
تركان: اهي إحدى مريضاتك؟
ياز: لا هي ليست مريضة...تكون ارملة عسكري توفي في إحدى المعارك.....المعءرة ليس لديا الكثير من الوقت كنت تسألين عني... تفضلي انا اسمعك؟
تركان و هي تضع يدها على كتفه لتنزع خيطا وهميا...يجب أن يراهما كل من في المستشفى معا: في الحقيقة انا جئت للاعتذار منك..فقد تركتك وحدك يوم الحفلة..كان هذا حقا خارج إرادتي..لقد مرضت فجأة..و لم اتمكن حتى من النهوض من سريري
باز: لست مضطرة الإعتذار ..حقا لا توجد مشكلة.. لم اتوقع هذا و لكن قد استمتعت بالحفلة و ستبقى محفورة في ذاكرتي إلى الابدا...بالطبع هو يقصد من تشغل تفكيره منذ أيام..الارملة الغربية
تركان: لكني حقا خجلة منك ...خاصة أنك قد أرسلت لنا كل ما كان ينقصنا من مود غذائية ..لحم ..حليب و خضار...و لهذا أردنا أن نشكرك انا و والدي لدعوتك إلى العشاء مرة أخرى...
ياز: حقا لا داعي لشكري..فانا حقا أردت المساعدة لا أدري أشعر نفسي مسؤول عن جان انه عدواني و متمرد..لكني متأكد ان جوهره طيب..لا تقولي له لكنه مرهف الإحساس مثل الفتيات
انزعجت تركان من مسار الحديث..هزان مرة اخرى تسرق منها الأضواء حتى و هي متنكرة كصبي بشع..ترددت قليلا ثم تابعت: انها فكرته أساسا هو من كان يريد شكرك أولا...بالله عليك لا ترفض....ان لم يكن من أجلي..فاليكون من أجل جان المسكين...
ياز: حسنا..سألبي دعوتكم بكل سرور..
اقتربت تركان منه حتى التسق جسمها به وقبلته على خذه و هي تقول بصوت عالي كي يسمعها الجميع: حسنا سنلتقي في المنزل هذا المساء اذا....و همت بالخروج
رجعت هزان إلى المنزل و اغلقت على نفسها في الغرفة..صورة ياز و هو ينظر اليها ترحل لا تزال راسخة في ذهنها...لا تعرف ان كانت دموعها بسب ألمها هي ام المه هو ..لقد دفن الإحساس الجميل قبل ان يعرف النور...لكنها مجبرة لحمايته كما يفعل هو مع جان و مع كل من يصادف طريقه...لا يستحق ان تقحمه في مشاكلها..ولن تغفر لنفسها ان تعرض لمكروه بسبها...
كانت الساعة تشير إلى الثامنة و النصف بعد الزوال لما وصل ياز إلى منزل السيد حكمت..فتح له الباب قبل ان يطرق حتى.. انها تركان..ترتدي توبا احمرا و متزينة بمساحيق..عطرها يفوح في كل أركان المنزل..سحبته من يده...وقبلته على خده مرة أخرى..هذا لا يروق له خاصة ان والدها السيد حكمت كان ينظر إلى المشهد...يجب أن يتحدث مع تركان لتفهم ان كل ما يمكن أن يقدمه لها هو صداقته..فقلبه بعد ليلة راس السنه لم يعد ملكه..
حكمت: أهلا بك دكتور
ياز: من فضلك ناديني باسمي..ياز
حكمت: حسنا تفضل على الطعام جاهز ..كنا تنتظر قدومك انا و تركان
ياز: فقط و الاخرون اقصد السيدة نزان..و ذلك الصعلوك جان
تركان: السيدة تركان ليس في المنزل هي في زيارة لاقرباءها ستعود اذا..اما جان فانت تعرفه...لا يهتم بالادبيات سيزول لما يأمره بطنه
ياز بنبرة منزعجة: حقا..لكنني كنت اود ان لدردشة معه قليلا..فانا لا اراه كثيرا...ياتي للتنظيف عندما اكون غائبا..لو سمحت سيد حكمت ايمكنني الصعود إلى غرفته
تحدث الأب و ابنته في نفس الوقت: لا ...
ياز بدهشة: عفوا منكم ..انا اعتبر ذالك الفتى صديقا لذا أردت ان القي التحية عليه... لكن ان كان يزعجكم..
حكمت محاولا تطارق الامر: ربما فهمتنا غلط..لسنا نحن من لا نريد لكن جان لا يحب أن يدخل احد إلى غرفته..هذا طبعه
ياز: حسنا ..لا مشكلة سأراه في غير فرصة
هزان التي تجلس على السلم كانت قد سمعت كل الحوار...و فهمت ان تركان تحاول أبعاد ياز عن جان...انها تخاف حتى من فتا رائحته كريها..بقيت على الدرج طيلة العشاء فقط كي تسمع نبرة صوته..و ضحكته التي ترد اليها الروح...لا أهمها حتى محاولات تركان في اغرائه.. ربما الخال حكمت لا يفهم ما يدور من حوله لكنها تعرف كل أساليب قريبتها...همت بالرجوع إلى غرفتها لما سمعته يستأذن للذهاب....ثم تراجعت أرادت أن تراه ان تعرف انه بخير وانه لا يتألم..ثم ابتسمت سيرغب ان يفضفض لجان حتما...وضعت قبعتها على رأسها و انزلتها كعادتها..بحيث تغطي ملامحها الانثوية..خرجت من باب المطبخ و توجهت إلى مذخل المنزل حيث الحديقة و جلست على مقعد تنتظر خروجه..
بعد خروجه من المنزل..وقف ياز قليلا..و اخذ نفسا عميقا..ثم وضع قبعته العسكرية و مشى في الممر فجأة سمع صوتا مألوفا
جان: هل كان الطعام جيدا..؟؟
ياز وهو يمشي نحوه بابتسامة عريضة: ضننت أنك لا تريد رأيتي ايها البطل؟
جان: ضنك في محله..ايها المتطفل..!
ياز: ايمكنني..؟؟ و هو يشير إلى المكان بجنب جان
جان: طبعا..ان كنت تحب الروائح الكريهة..
ياز: لماذا تفعل هذا؟ انا لست غبي ..كما تضن اعلم ان كل الكلام الفذ و الحركات المستفزة و حتى ملابسك الكريهة ليست سوى قوقعة تتخذها لتحمي نفسك...لكن السؤال الذي يطرح نفسه...منمن تريد حماية نفسك؟..كل ما عرفه عنك اخبرتني به السيدة نزان..مررت بظروف صعبة..تيتمت في سن مبكرة....لكن كل هذا لا يسمح لك ان تتصرف بعدوانية ..نعم لا تنظر اليا هكذا لقد رأيتك لما كنت تعمل في المشفى...كنت تساعد المصابين و الجرحى..حتى انني سمعتك مرة تقرأ قصة لجندي بعمرك فقد ساقيه ...لما تتصنع و كأنك تلعب دورا؟
جان محاولا إخفاء تأثره بالسخرية: لقد أخطأت الإختصاص دكتور..فانت حقا خبير استخبارات...حسنا دعك مني...في المرة الأخيرة التي تحدثنا فيها كنت تقول انك مغرم؟ ماذا حصل؟ هل عترث عليها؟
ياز و قد تنهد بعمق: لا لم أعثر عليها بل هي التي جاءت اليا..و حطمت أمالي..لازلت لا اعرف إسمها.. و لم أرى وجهها بوضوح بعد...
جان: إذا كنت لا تعرف عنها شيء لا اسمها و لا حتى ملامح وجهها كيف وقعت في غرامها..ان كان ما تشعر به هو حقا حب...ثم و ضع يديه في جيبه كي لا يلاحظ ياز توثرهما
ياز: انت في مقتبل عمرك يا جان وليس لديك خبرة في امور مثل هذه..سأخبرك إذا....لقد حضيت بعدد لابأس به من الحبيبات على مدار السنين...والان و قد بلغت الثلاثين من عمري لا أحتاج ان ادقق في مفاتن النساء كي اغرم بهن..فهذا عمل المراهقين مثلك ..لقد اغرمت بصوتها..بعطرها...حركاتها العفوية..انوتثها..احببت الشعور الذي احسست به وهي بين ذراعي...و اكثر من كل شيء..شعرت انها تكملني..كانها نصفي الثاني لم اشعر بهذا مع اي امرأة من قبل
جان: لكنك قلت انها حطمت امالك..؟
ياز : اجل ..لقد قالت ان ما وقع بينا مجرد صدفة و طلبت مني ان ابتعد عن طريقها...
جان: هل ستبتعد؟
ياز: أبدا...سابحث عنها في كل مكان...ايعقل ان يتخلى المرئ عن توأم روحه...كما انني اظنها تخفي سرا..حدسي يخبرني بذلك.....ثم قام و وضع يده على كتف جان..اتمنى ان تجد يوما شخصا يجعلك تعيش هذا الشعور...طابت ليلتك ايها البطل..فتح البوابة و خرج يمشي في سكون الليل واضعا يديه في جيبه رافعا رأسه إلى السماء محدقا في النجوم...حالما بابتسامتها...
هزان وهي تسمع صوت اقدامه تبتعد: لقد وجدته
مر أسبوعان على آخر محادثة بين ياز و هزان....كلما ذهبت لتنظيف شقته كان غير موجود ...يقضي معضم وقته في المستشفى او في البحث عن الارملة..فتش في كل سجلات الجيش..عن أرملة جندي بمواصفاتها...لكن عددهن ضخم ..كانه يبحث عن خاتم في وسط المحيط...بدأ يحس بالإحباط...
اما هزان...غقد تعلقت به اكثر بعد سماعها كلامه عن الحب...تفكر طول الوقت ماذا يفعل؟ ماذا يأكل..هل يشتاق إليها؟...لانها كانت تحترق شوقا لرؤيته...حتى من بعيد لم تعد تتحمل...
وصلت ذلك الصباح ....كعادتها الى شقته ...استغربت لان الباب كان مفتوح...دخلت بحذر..و هي تنظر بكل الاتجاهات حتى لمحته...كان جالسا على الارض حاله مبعترة زجاجة من الخمر في يده اليمنى....و ورقة في يده اليسرى...عيناه متورمتان كأنه كان يبكي...اقتربت منه بحدر وضعت يدها على كتفه:
جان: ماذا يحدث؟ ما خطبك دكتور؟ هل انت مريض؟
لم يرفع راسه حتى ...اكتفى باعطائها الورقة التي كانت بحوزته...
فتحها هزان لقراءة محتواها...مكتوب في البرقية: إلى الدكتور ياز ايقيمان...يؤسفني ان أعلمكم بوفاة والدكم الأستاذ الطبيب حازم ايقيمان....مراسم الجنازة ستكون بعد يومين من التاريخ المدون أعلى البرقية...تعازي..المحامي خلدون..
جان: أقدم لك تعازي...هل ستذهب إلى مراسيم الدفن..؟؟
ياز بالكاد يسمع صوته: انظر إلى تاريخ البرقية..!!
جان: كتبت منذ ثلاثة أسابيع...لقد فات الأوان..
ياز: اتعرف ما يحزنني انني لم اكن أبدا علة و فاق معه...ارسلني إلى مدرسة داخلية في لندن وانا في سن مبكرة...حيث عشت هناك إلى أن تخرجت من كلية الطب...بعدها عملت كطبيب متطوع...غي القرى و المدن النائية...حتى تعينت في مستشفى ازمير..لم أرى والدي...منذ سنين..كنت اعتقد انه سيكون لنا الوقت للمصالحة و لكني كنت مخطئا ايضا...لم يتسنى لي حتة ان احضر جنازته...ثم نهض و ذهب إلى المطبخ يبحث عن زجاجة خمر أخرى...
جان : انت لست في حالة جيدة دعك من هذا...!
ياز وهو يضع حداءه: ...الميناء...انه يعج بالحانات ...اخذ سترته و خرج...
بقيت هزان تنظر إلى الباب الذي خرج منه.. وهو يتمايل...لابط يمكنني أن أتركه في هذه الحالة..ثم اسرعت وراءه...كان قد ركب سيارة اجرة....لم تتمكن من اللحاق به...ستضطر ان تدفع كل ما تملكه من أجل سيارة اجرة...لن تتركه و حده...انه في حالة سيئة لم تره هكذا من قبل.. فنادت بأعلى صوتها على سيارة أجرة و امرت السائق ان يقلها إلى الميناء...فور وصولها بحثت في جميع الحنات..لما وجدته..كانت الشمس تشرع في الغروب...
انه جالس في زاوية مظلمة...عدد الزجاجات الفارغة فوق الطاولة يدل انه فاق حد الثمالة..تقدمت إليه بخطا صارمة...
جان: هذا يكفي دكتور! ان تابعت احتساء المشروب فلن تستطيع حتى المشي علة اقدامك..و انا لا يمكنني حملك...
لكنه لا يتكلم..يكتفي بوضع زجاجة الخمر في فمه ..
اخذت هزان تسحبه من ذراعه لتخرجه من الحانة...لكنه ام يأبى...فجاة سمعت صوت رجل يخاطبها
الرجل:ما خطب صديقك ايها الفتى؟
جان: انه لا يعرف الشرب؟ يجب أن اخذه إلى شقته قبل حلول الظلام
الرجل: عليك ان تسرع اذا لان الظلام قد حل و هو يشير إلى المدخل..و الميناء ليس مكانا آمنا لطفل مثلك و صديقه الثمل..ان أردت يمكنني أن أساعدكما على العودة ان كنت تملك نقودا لتدفع....
نظرت هزان إلى حالة ياز و فكرت انه لا يمكنها حتى حمله..فقبلت عرض الرجل...
جان: كم تريد؟
الرجل : مائة..
هزان مع نفسها الثمن باهض ولكن ليس لدينا الخيار..ثم فتشت في جيوب ياز..و أخرجت النقود التي كان يحملها...لكنها لم تلاحظ ..ابتسامة الرجل الخبيثة..
جان: النقود هنا..ساعطيها لك فور وصولنا سالمين.....هلى ساعدتني على حمله..
خرج الثنائي حاملا ياز كل من جهة...ثم مشو قرابة عشر دقائق في الإتجاه المعاكس للطريق..
جان: سيدي اين سيارتك..نحن نمشي منذ زمن الآن
الرجل : لا تخف لقد وصلنا انها هناك انظر...
كانت السيارة مركونة على مقربة من الساحل...ما أن وصلو اليها حتى خرج رجل أخر منها...ابتسم لصديقه و هو يقول: عمل جيد يا صاح...يبدو الرجل و هو يشير إلى ياز...غني هل فتشته...
الرجل: ليس بعد...لكن لا حظت قلادة ذهبية على عنقه عندما كان يسكر في الحانة تبدو ثمينة...
تجمدت هزان في مكانها وقد فهمت انها و ياز وقعان في فخ...اخذت تفكر كيف سينجوان..ثم أخرجت..سكينها الصغير و بدأت تلوح بيدها محاولة حماية ياز الذي كان يقف بصعوبة..
الرجل: اسمع يا فتى..ان بقيت هادئا ستذهب من هنا حيا انت و صديقك الغني..و ان أردت أن تلعب دور البطل فلن تلوم الا نفسك...
جان: حسنا خذو النقود واذهبو...ثم أخرجت كل ما كان يملكه ياز من نقد و قدمته للرجلان
الرجل: انك ذكي...هذا افضل ان اردت ان تبقى حيا...
جان: لقد اخذتم ما تريدونه اتركها و شاننا الآن
ضحك الرجل الاخر و قال: ليس قبل ان ناخذ القلادة...و هو يشير إلى صدر ياز الذي اصبح ظاهرا بعد ان فتح ازراره..ثم امسك ياز من ياقته و أراض انتزاع القلادة..لكنه انتفض..وبدا يتعارك مع الرجل...تلقى لكمة قوية على رأسه لكن الخمر الذي احتساه طول النهار كان مفعوله كالمخضر...لا يحس بالألم..جاول الرجل مرة اخرى انتزاع القلادة فلكمه ياز على وجهه..تدخل الآخر..وصارت هزان هي الأخرى تتعارك..فجاة سمعت صوت شخص يغطس في البحر..انه ياز
أنت تقرأ
رماد في مهب الريح
Romanceالقصة تحتوي على مشاهد🔞 تدور أحداث القصة في ضل نهاية الحرب العالمية الثانية...و المعارك التي شهدتها مدينة ازمير... الكره و العداوة بين البطلين ياز ز هزان ستتحول إلى عشق كبير ... تحدى الزمن و الموت..... مشهد........كان الوقت متأخرا عندما عاد ياز إلى...