واقع الصدمة كان كبيرا على ياز...لما أخفى والده الحقيقة عنه؟؟..
صعد ما تبقى من الادراج و هو يتمايل...من تأثير ما سمعه ...
البستاني: لقد ارحت ضميري الآن...اصبحت تعرف انت أيضا حقيقة وفاة امك...ثم هم بالذهاب..لكنه رجع على خطاه...دكتور: استدار ياز لمقابلته....
البستاني: لقد سمعت ما قالته زوجتك للشرطة ....عن المرأة بفستان اسود و ستار...على رأسها...
انا ايضا رأيتها...لكنها ليست مثلي و مثلك ..انها تنتمي إلى عالم آخر...عالم الأموات...ثم وضع قبعته و رحل...
بقي ياز واقفا للحظات طويلة...هل الحديث الذي دار بينه و بين العجوز حقيقة...و هل القصة التي أخبره بها عن وفاة والدته صحيحة؟...ربما يكون خرفان..فانه متأكد انه رأى شبحا..طرق باب الغرفة برفق قبل ان يفتحها..متأكدا ان هزان في انتظاره..لن تنام قبل ان تعرف شيئا عن ديمتري...لكن لا أحد...نظر في الحمام..ليست هنا..خرج إلى الرواق: هزان؟...فتح أبواب الغرف الواحدة تلو الأخرى..هزان؟ نزل إلى البهو..هزان؟ هزان؟؟ ليس لها أثر...دخل إلى المطبخ حيث السيدة كريمة و مسؤولة الطبخ تدردشان ماسكتان اكواب شاي...
ياز: سيدة كريمة انا ابحث عن زوجتي؟ أتعلمين اين يمكن أن أجدها...؟
كريمة: لا أدري دكتور..أخر مرة رايتها كانت تدخل غرفتها...
ياز : ليست هناك..ولا في اي مكان....ثم خرج مسرعا...و قطع كل الحديقة و الممر متوجها إلى العيادة... لكنه لم يعثر عليها هناك ايضا...بدأ القلق يرتسم على ملامحه...اين يمكن أن تكون قد ذهبت....وقف أمام النافذة...و نظر قبالة القصر...المصباح في الغرفة الحمراء شاعل.....ثم خيال يتحرك..انها هناك في تلك الغرفة..ماذا تفعل..لما ذهبت؟
ركض باقسى سرعته و صعد الادراج مثنى مثنى...وصل أخيرا أمام باب الغرفة الحمراء...فتحه بحذر...و دخل: هزان؟...هزان؟..لا ترد ليست هنا أيضا..جن جنونه..متأكد انه رأى خيال شخص في الغرفة...قرر أن يستجوب الخدم...لكن و هو خارج...لفت نظره شيء لامع على الارض بالقرب من الخزانة...انحنى..و رفعه..كانت القلادة....قلادة هزان...استقام و نظر مرة أخرى من حوله اثار غريبة على الارض كأن احدهم سحب الخزانة ثم ارجعها إلى مكانها الاصلي..قرر ان يدفعها ليفتش وراءها لعله يجد دليلا أخر و هو يجرها سمع..صوت شيئ يسقط على الأرض..كان مفتاحا...المفتاح الذي ضاع منذ أيام..ولما دقق النظر في الجدار اكتشف القفل...فوضع المفتاح داخل القفل دون تردد...وبقي مندهشا عندما فتح الباب على ممر طويل مظلم.... دخله و هو يتقدم بحذر ثم سمع أصواتا تتعالى...كانه صوت....قفز قلبه من صدره...انه صوت طفل يبكي..صوت ابنه...اصبح ينزل الدرج كالمجنون...حتى و صل إلى قاعة كبيرة...تنيرها مصابيح...ثم وجدها...كانت جالسة...على مقعد تضم صغيرها بين أحضانها...
ما ان رأته..اصبحت تبكي: لماذا أتيت؟؟ ما كان يجب أن تأتي!! ا
ياز الذي لا يفهم قصدها أراد التقرب منها...لكنه فجأة احس بألم شديد على رأسه...و لم يلقى نفسه إلا واقعا على الأرض فاقدا وعيه
عاد ياز الى و عيه...و هو يشعر ان رأسه سينفجر من شدة الألم...اراد ان يضع يده ليتحسس جرحه ....لكن يداه كانتا مكبلتين برباط...محكم...بعد عدة محاولات استطاع الجلوس بصعوبة..لينظر حوله....لم يعرف بوجود هذا المكان..ابدا....تذكر زوجته..و بدأ بالصراخ: هزان..هزان!!
هزان و هي تصرخ: يااااااز..انا هنا...يااااز!!! هل انت بخير...ثم سمعها تتحدث مع احدهم : أتركني..ابعد يداك القذرتين عني...ابتعد...جن جنونه أكثر و اخذ يتخبط للتخلص من الرباط: هزان...اتركها..من انت؟ ماذا تريد؟ قابلني ايها الجبان..اتركها...!
تقدم قدرت نحوه بعد أن أغلق الباب على هزان و ابنها في الغرفة الوحيدة في القاعة: أنصحك بأن تبقى هادئ يا أخي...
ياز: انا لست اخاك وساقتلك ان لمست شعرة من عائلتي...
قدرت: كم هذا يحزنني..صحيح اننا لسنا نحمل نفس الدم..ولكني اعتبرك أخي ففي الأخير..والدتي تكون زوجة والدك...
ياز: عن ماذا تتكلم ؟ من انت؟
قدرت: اصبر قليلا دكتور..لا اريد إفساد مفاجأة اللقاء.....
ياز: أترك زوجتي و طفلي...وبعدها افعل ما تشاء
قدرت: كنت أود ذلك..حقا..صدقني ...لكن أمي لها رأي آخر...بعد ان تخلصنا من المزعجة تركان..... عثرت على رسالة اميرتك الصغيرة...جن جنونها عندما عرفت ان لديك وريث ... لكننا كنا بحاجة إلى الوقت فقبل الشروع في مخططها بالاستيلاء على كل ثروة عائلتك كان عليها أن تخفي كل الوثائق التي تثبث ان والدك الغبي طلقها...لم يكن سهلا و استغرق وقتا طويلا...لكتها نجحت في ذلك ....ارسلتني بعدها لانهي أمر ابنك الذي لم تكن حتى على علم بوجوده وقد كانت آخر مرحلة قبل حذفك من الوجود....ها ها ها...لكن القذر شاء ان تكون أمه اجمل قطعة يمكن أن يحلم بها رجل...اثارت رغبتي من أول نظرة ..اردت ان اضعها في فراشي...قبل أن أنهي المهمة...لكنها قطة شرسة.....لم تكن سهلة المنال..اعجبني اللعب معها كثيرا...
ياز الذي بدأ يستوعب الأحداث: انت ابن زوجة والدي...اذا ما قاله البستاني العجوز صحيح!!
فجأة صوت ضحكات تتعالى في الفضاء: أجل قدرت هو ابني العزيز..ابني الذي حرم من كل شيء..منذ ولادته..
ياز و الصدمة تعلو وججه: سيدة كريمة؟؟
كريمة: كريمة..لا هذا ليس اسمي...نورهان و بالنسبة اليك خالة نورهان..فانا زوجتك المرحوم والدك...اه صحيح اين عقلي انتظر..ثم نزعت الشعر المستعار الأشقر و نظراتها الكبيرة...ربما هكذا احسن...
قدرت و هو ينفجر ضحكا: انظري إلى وجهه يا أمي...هههههه...عقله لا يستوعب بعد...يجب ان تخبره كل شيء أرجوك اريد ان اضحك...على ملامحه آخر مرة قبل..موته..
نورهان: اضنه استوعب الوضع......لن يخرج من هنا حيا...
قدرت: وبالنسبة لها؟؟؟
نورهان: لا تبدأ مجددا ...يجب ان تموت يجب أن يكون الجميع...لاتمام خطتنا على أكمل وجه
قدرت: لقد وعدتني لا يهمني الطفل..لكن هي...اريدها..اريدها ان تكون دميتي..سابقيها في هذا المكان...لن يعلم احد بوجودها...هيا أمي وافقي..اعدك ان اتخلص منها عندما امل ...
نورهان: سنرى..مع انني لازلت غاضبة منك بسبب ضعفك اتجاه النساء كدت تفسد الخطة مرتين ...المرة الاولى فضحتنا تركان الحمقاء لأنك لم تتمالك نفسك...كنت تزورها في غرفتها كل ليلة.....سلمتك نفسها و انت كالاحمق بحت لها بالخطة...استغلت الوضع لما حملت منك و أرادت أن تلعب لعبتها باقناع الكل انها تحمل وريث العائلة في احشائها و هكذا تضمن حقها عندما يموت زوجها في حادث رهيب..لكنني تخلصت منها مثلما تخلصت من امه و هي تشير الى ياز..اشربتها من نفس السم...و لانها كانت حامل تسبب لها بنزيف حاد و حتى جراحنا البارع لم يستطع انقاضها
كان ياز يسمع حديثهما.. ويربط كل الأحداث مع بعضها...لا يعقل أن كل هذا حصل من حوله دون أن يشعر...حتى لو مر بفترة صعبة بعد عودته من ازمير لكن.... قاطعته نورهان عن تفكيره وهي تخاطب ابنها مرة اخرى: المرة الثانية التي فشلت فيها كان ايضا بسبب إمرأة..ارسلتك لتقضي عليها لكنك اردت ان تتسلى أولا...ضيعت الوقت...و لما افقت من سباتك كانت قد تزوجت الطبيب و احضرت ابنه معها ليعيش في القصر..مما عقد الأمور أكثر....
قدرت: كفى يا أمي...لقد نجحنا في الأخير...و سارت الخطة كما اردت...
نورهان: علينا أن نتخلص من الجميع الليلة مفهوم...ذلك المحامي الأحمق يبحث عني في كل مكان...و يجب أن يجدني قريبا...لاستلم الميراث بعد وفاة الدكتور و عائلته.....اما الآن و هي تلبس نظاراتها و تعيد وضع شعرها المستعارة...يجب ان تعود كريمة إلى عملها لكي لا تثير الشبهات
بعد ذهاب والدته..اخذ قدرت مقعدا و جلس قبالة ياز و هو يبتسم: الحياة غريبة...تظلم أشخاصا و تنصف آخرين.....
ياز: أجل و لهذا امك المجنونة قتلت والدتي...صح!! لكن والدي علم الحقيقة قبل ان تستطيع اكمال مخططها و اضطرت ان تهرب...
قدرت: نعم لكننا لم نهرب..انظر كنا دائما نعيش في القصر ..هذا المكان كان بيتنا...حتى والدك لم يكن يعرف و جوده...امي امرأة ذكية اكتشفته حين قررت اعادة ديكور الغرفة باللون الأحمر...ثم احضرتني للعيش فيه خلسة ... صار بوابتنا للدخول و الخروج من القصر دون أن يرانا احد..خاصة ذلك البستاني الثرثار...لكن أمي جعلته يفقد صوابه بتنكرها المخيف..و الظاهر ان زوجتك ايضا اعتقدت أنها تشاهد شبحا ههههههه
ياز: كيف مات والدي...المحامي اخبرني انه تعرض لحادث..
قدرت و هو يضحك بخبث: اجل وقع من أعلى الدرج...بمساعدة مني....ربما اعتقد هو الآخر أنني شبح...
ياز و قد اصبحت عيناه تطلق شرارا: انت و امك ستدفعان ثمن موت والدايا..اقسم لك
قدرت: لا تكن واثقا دكتور...فقد وقعت في الفخ انت أيضا..و الآن سالعب مع زوجتك الجميلة قبل عودة أمي...لا تحب أن تراني مع احداهن..تعرف الأمهات
ياز : أن لمستها ساقتلك...اتسمع ساقتلك ايها القدر...لكن قدرت كان قد أخذ مفاتيح الغرفة اين حبس هزان و الصغير ديمتري...
بدأ ياز يتخبط بجنون يجب أن يفك يديه و رجليه...لن يترك هزان لذلك القدر....لكن بماذا يمكن أن يستعين...لا شيء امامه لمح زجاجة من النبيذ لكنها كانت على طاولة في الطرف الآخر من القاعة...فجاة سمع صريح زوجته: أترك طفلي لا تلمسه...انه خائف ارجوك سافعل ما تريده أترك و شانه..اتوسل اليك...
قدرت: كل ما اريد ها ؟ حسنا...اخلعي فستانك...هيا !
هزان: لا يمكنني فعل هذا أمام ابني! ارجوك...
قدرت و قد فقد صبره: اوووووف ابني..ابني..سئمت من هذه الكلمة لا تخافي لن يتذكر شيء ....فهو سيرحل عن الحياة قريبا جدا متبعا بوالده ...اما انت ان كنت لطيفة و تصرفتي جيدا معي فربما..ربما ها...اقنعت أمي ان لا تقتلك..
هزان: افضل الموت مع طفلي و زوجي على ان تلمسني بيداك القذرتين....
هجم عليها قدرت و مزق فستانها من الاعلى اصبح صدرها شبه عار...تسايل لعابه و هو يحاول الإمساك بنهديها...
في الجهة الأخرى صراخ ياز كان يدوي المكان...فقد عقله...كليا أصبح يسحب على الحبل لفك يديه حتى تسايلت دمائه...لكن لكنه لم يكن...يجب أن ينقضها...وهو يتصارع مع الرباط...وجد ديمتري واقفا امامه ينظر اليه بعينيه البريئتين و الدموع تغمرهما
أنت تقرأ
رماد في مهب الريح
Romansaالقصة تحتوي على مشاهد🔞 تدور أحداث القصة في ضل نهاية الحرب العالمية الثانية...و المعارك التي شهدتها مدينة ازمير... الكره و العداوة بين البطلين ياز ز هزان ستتحول إلى عشق كبير ... تحدى الزمن و الموت..... مشهد........كان الوقت متأخرا عندما عاد ياز إلى...