الجزء الثاني عشر

17.8K 262 1
                                    

لما عادت هزان إلى المنزل كانت تغمرها السعادة..تبتسم لنفسها..كل ثانية.. تركان التي كانت في المنزل ذلك الصباح قد لاحظت الوضع....وارادت ان تتأكد من من شكوكها...قررت المواجهة
تركان و هي تدخل غرفتها دون إذن: ...كنتما معا؟
هزان: اخرج من غرفتي!
تركان: انكما وقحان...الا تخجلان من نفسيكما.. انه زوجي!؟
هزان: انت من يجب أن تخجل من نفسها..انسيت كيف استغليت الوضع لتجبريه على الزواج..كذبت على والدك و جعلته يستعمل معارفه لتهديده...نعم أعرف كل شيء لقد اخبرني ياز كل شيء...نحن نثق ببعضنا هذه المرة لن تستطيع تغرقتنا..و الآن..اغربي من غرفتي...
خرجت تركان و كلها غضب...هذه الحقيرة ستدمر كل خططها..انها لا تريد الطلاق منه..على الاقل الآن..فقد علمت وهي تقرأ مراسلات مع محاميه في اسطنبول..ان ياز سيعود قريبا لاستلام الميراث العضيم الذي تركه والده...وهي تركان ستأخذ حقها أيضا....والاهم انها سترحل للعيش معه في قصر والده في مدينة لطالما حلمت ان تسكن بها...لكل هذه الأسباب..يجب أن تلعب ورقتها الأخيرة..و تفرق عصافير الحب هذه المرة دون امل للعودة.... ماذا كان اسمه...آ صحيح..سنان..سيكون هو ورقتها الرابحة لتحقيق مرادها...
اصبح العشاق  يلتقيان في شقة ياز كلما سمحت لهما الفرصة بذلك....شوقهما لبعضهما يزداد لسيما لما يكونان في العمل...نظراتهما لبعض من بعيد...تحكي كل الحب الذي يشعران به..و أحيانا..تسيطر الغريزة عليهما..فيختليان في زاوية من المستشفى لتبادل القبل بشغف.....كانا سعيدين لا يعرفان بعد ما يخبئه القدر لكليهما..
بدأت علاقتهما تشهد توثرات..بسب غيرة ياز الشديدة على هزان..في حين أنه مجبر على لعب دور السهر ..كان ذالك المغفل الذي يريد خالها تزوجها به..يتردد على المنزل تقريبا كل يوم..يبقى لساعات ..لا يفوت فرصة للتغزل بها..مما كان يجعل ياز يفقد أعصابه كل مرة...فيما ان الوضع صعبا جدا على هزان...ياز و غيرته الشديدة من جهة و ضغوط خالها ..لتقبل الزواج من سنان من جهة أخرى...
انفجر ذات ليلة و هي تواعد ياز في شقته..كان الجو مشحونا ..لم يتبدلا الحديث على العشاء...نظراته اليها تشعرها بالتوثر كأنها مذنبة....فحاولت مخاطبته:  انت لست مثل عادتك..اشعر أنك لست بخير..مسكت يده و تابعت..اخبرني أرجوك..ما خطبك؟
ياز: لا اريد الحديث في هذا..انا عصبي جدا و لا اريد جرحك بالكلام..
هزان: جرحي؟ لما سيجرحني كلامك...؟؟
ياز: توقفي!ثم نهض و اتجه نحو النافذة..تبعته هزان و هي تقف أمامه
هزان: انظر اليا...! ماذا يحدث...؟؟ كأنني اذنبت بشيء؟
ياز: انا سئمت..حسنا..اتفهمين ؟ لا أريدك أن تتحدثي مع المغرب بعد اليوم..لا يهمني خالك...و  مخططاته..
هزان: يجب أن تتق بي أكثر..ياز..لا تفعل هذا!
ياز: انا اصلا لا افعل شيئا سوى رأية الرجل يتغزل بحبيبتي أمامي...اتعلمين كم مرة أردت تحطيم وجهه..
هزان: هو يتودد..اليا لأنه يضن أنني ساوافق ..كله بسب تركان هي من تشجعه...
ياز: انت كذلك تشجعينه... و تطاوعينهم في هذا بالجلوس و الحديث معه لساعات حتى انني علمت انه يقدم لك هدايا..
هزان: دعني اخمن تركان من أخبرك...ثم همت بأخذ حقيبتها....افضل ان اذهب قبل ان تقول سخافة أخرى...
ياز: اجل اذهبي..اصلا كنت اود البقاء وحدي......
بقيت هزان تبكي في غرفتها حتى الصباح...يتهمها مرة أخرى..اين الثقة التي وعدها بها..غيرته تجعله يتصرف كالاحمق..هذه المرة لن تكون منصفة يجب أن  يتعلم الوثوق بحبها لهذا لما دعاها سنان لمرافقته إلى الحفلة التي يقيمها والده بمناسبة اعلان انسحاب الجيش اليوناني كليا من المدينة و وقف إطلاق النار...قبلت علما ان هذا سيكون آخر اختبار لعلاقتهما...خاصة أنه سيحضر الحفلة مع زوجته...
اقيم الحفل في صرايا السيد عرفان كن غامرا بالحضور...انه يوم اسطوري للوطن..استرجاع  المدينة يعد تقدما كبيرا للزعيم التركي مصطفى كمال اتترك...البهجة تعم كل مكان..في الوطن و الامل عاد إلى قلوب السكان...وفي هذه الأجواء السعيدة و صلت هزان الحفل ماسكة ذراع سنان الذي كان انيقا جدا كعادته..فهو شاب وسيم أيضا تتمناه اي فتاة...اي فتاة غيرها طبعا..لان قلبها ملك رجل آخر..اسير عينان بلوريتين...نفس العينان التي تنظرون اليها الآن..
كان ياز واقفا مع جماعة من زملائه الضباط...لكن عيناه كانتا تراقبان المدخل..اخبرته تركان ان هزان ستحضر الحفل كمرافقة لسنان...اخبرته كذلك انه يحضر مفاجأة لهزان ....
الجو كان مشحونا....خاصة لما دعاها سنان للرقص معه... رفضت في البداية لكن لما رأت ان ياز يرقص مع إحدى الفتياة لم تتحمل..لو كانت تركان على الاقل ..هي تعلم انه لا يميل اليها لكن هذه التي بين ذراعيه...تضع يدها على كتفه..و راسها على صدره...لا هذا كثير..حسنا..طلبت من سنان ان يحضر لها نبيذا..مع العلم انها لا تشرب الخمر عادة..لكن اليوم تريد أن تنسى كل شيء..فهو ليس الوحيد الذي يتعذب و يغار..حتى لو كانت تعرف انه لا يحب تركان..فمشاركته غرفة نومها تقريبا كل ليلة..يجعلها تتقلب لساعات قبل ان تستطيع النوم....الممرضات وحديثهن عليه في المستشفى..تتغزلن به امامها..تصفنه بكل صفات الوسامة و الرجولة كل واحدة منهن تحلم بنظرة من عيناه الساحرتان او قبلة من شفاهه...لذلك تريد أن تنسى هي الأخرى الليلة ستستمتع..و عليه ان يفهم أنها حتى لو رأيت او ابتسمت لرجل أخر فهو يكون اول و اخر رجل في حياتها..وهبته جسدها و روحها...منذ زمن..وسيبقى هكذا حتى آخر نفس لها

رماد في مهب الريححيث تعيش القصص. اكتشف الآن