جلست هزان في الغرفة الصغيرة جنب بهو المدخل...تنتظر قدوم ياز بعد ان تأكدت من ان صغيرها نائم ...اخذت تتأمل ديكورها... مثل بقية القصر كل شيء يلمع..لوحات وثماثيل تعود الى العصور القديمة.. في لحظة اقشعر بدنها ..كأن احدا يراقبها...فتشت بنظرها ...لا أحد....في الحقيقة لم ترتح كثيرا لجو القصر..مهما كان فخما و انيقا ..لم تتوقع أن ياز يمكن أن يعيش في مكان كهذا...
فجأة احست بيد فوق كتفها..فصرخة بأعلى صوتها...وفرت هاربة...امسكها ياز من يدها و سحبها إليه: اهدئي..ما بك هذا انا...؟؟
هزان و هي تدفعه: لا تلمسيني...مفهوم اياك ان تلمسيني مرة اخرى...!!
ياز: المسك ان أردت..انت زوجتي...
هزان: على الورق...على الورق فحسب..و لمدة زمنية محددة ..وانت قبلت بهذا..اذكرك..!!
ياز: لا تقلقي و انا أيضا لست اطوق لكي تبقي زوجتي مدى الحياة....
هزان: لما قررت مساعدتي..ها حقا اريد ام افهم...لما كل هذه الطيبة...الست المرأة التي خانتك...؟؟
ياز: صدقيني انا لم انسى هذا أبدا..لكن السيدة نزان في رسالتها..اخبرتني انك غارفة في مشاكل..يمكن أن تؤديك..و ذالك الطفل البريء....و طلبت ان احميكما...قاطعته
هزان: كم انت رجل شهم... لكنك شهامتك هذه جاءت متأخرة كثيرا..وليكن في علمك انني قبلت هذه الاتفاقية أولا وأخيرا من أجل ابني..هو الوحيد الذي يستحق أن أمحو كرامة من اجله...
ياز و الغضب على وجهه: اه صحيح....تضحين بكرامتك...؟ ثم أخذ يتقدم نحوها..كل خطوة ترجع هزان إلى الوراء..الى أن ارتطمت بالجدار..اصبت المسافة بينهما قصيرة جدا: انا الذي يضحي...انا الذي انداست كرامته..هل يجدر ان اذكرك انني وجدت المرأة التي كنت متيما بها ..في فراش رجل آخر..لقد رأيتك..رايت كل شيء بعيني...فصدقيني لست انت من يضحي هنا..قال هذا هو يضع اصبعه على شفاهها...ان كنت تريدين ان تنقضي ابنك يجب أن تتعلمي التعامل معي فانا لم أعد العاشق الولهان الذي استغبيته...ياز الذي كنت تعرفينه لم يعد موجودا....دفنته بيديك يوم سلمتي نفسك لغيره....ثم استدار وخرجمر أسبوعان على استقرار هزان وابنها في القصر..لم ترى ياز كثيرا بعد لقائهما الاخير..كانا يتجنبان بعضهما بشكل فاضح...والخدم كانوا يتهامسون كلما مرت من أمامهم...لكنها لا تأبه..كل ما يهمها هو ان تبدأ بترتيب أمورها ..اولا عليها ايجاد مربية لطفلها..ثم عمل..و بعد كم شهر ستكون قد ادخرت ما يكفيها لكراء شقة صغيرة في اسطمبول...و بدأ حياة جديدة بمفردها...
طلبت من السيدة كريمة ان تبحث لها عن مربية جديرة بالاعتناء بالصبي لما تجد عملا...لكن هذه الأخيرة اسرعت باخبار زوجها عن مخططات هزان...مما جعله يثور غضبا...فطلب من السيدة كريمة ان تستدعيها إلى مكتبه بالعيادة...يجب أن يضع النقاط على الحروف...لن يدعها تستمر في عنادها..فقد تحرى عن رئيس العصابة الذي كان يلاحقها في إزمير..انه مجرم من العيار الثقيل..و آخر الأنباء تدلي انه في إسطنبول...ربما جاء للبحث عنها...لا لن يدعها تخاطر..
ياز بعد سماع طرق على الباب: تفضل
هزان و هي تدخل بتردد: مرحبا السيدة كريمة تقول...قاطعها
ياز: لن اطيل الحديث...لا اسمح لك بالعمل خارجا..!
هزان و هي تضحك بعصبية: انت ليس لك اي حق عليا..انا لا اخذ اذا منك ...فجاة امسكها من ذراعها بشدة...
ياز: انا لديا كل الحقوق..وان قلت لا يوجد عمل خارج القصر فسيكون كذلك..لا تعاندي أكثر..
هزان: ليس هذا ما اتفقنا عليه...فانا يجب أن أعمل لإدخار المال....
ياز: لا تقلقي من أجل المال يتخصص لك راتبا شهريا...
هزان: و قد دفعته بكل قوتها..لست بحاجة صدقتك..مفهوم...لست المرأة التي تقبض مالا بدون ان تستحقه... لست مثل زوجتك السابقة امسك ياز وجهها بعنف...لا تذكري اسمها من فضلك..
هزان: اه آسفة صحيح انت كنت متيم بها ..لدرجة انكما منهما سترزقان بمولود ..لو لم...هذه المرة فقد أعصابه تماما....انت لا تعرفين شيء فانصحك ان لا تستفزيني بالموضوع...
بقيا ينظران إلى بعضهما...شرارة الغضب تحولت فجأة إلى شرارة رغبة...كان يرغب ان يقبلها بعمق..شفاهه تطوق لملامسة شفاهها..لسانه يطوق لتفتيش فمها...اما هزانةفقد انقطع نفسها..لا تستطبع الحراك عيناه تجدبانها كالمغنطيس.....كأن ثلاث أعوام لم تمر عليها.......فاغمضت عيناها مستعدة لاستقبال شفتيه...
صوت السيدة كريمة بجانب المدخل..خرب سحر اللحظة..فابتعدا عن بعضهما...كل واحد منهما بحاول النظر إلى طرف من الغرغة
كريمة: آسفة سيدي..لكن وصلتك دعوة أخرى..و سلمت له ظرفا مختوما بختم الدولة..
ياز: شكرا لك يمكنك الذهاب.....لما خرجت فتح الظرف و قرأه بصوت مرتفع ...ثم اعطاه لهزان قائلا: انا اصبحت أدير أعمال والدي الراحل...و هي تشمل عدة جوانب علاوة عن الطب...كنت دائما اتحجج لكي ارفض دعوات الجمعيات الخيرية..و محافل عديدة لكنني اليوم مجبر على تلبيتها لأنها تخص الدولة..فقد تم تعيني كمستشار في وزارة الصحة..
هزان: جيد..و ما شأني انا؟
ياز: انت لا تحتاجين الى وظيفة جديدة ..لان لديك عمل...ثم ابتسم بسخرية عملك هو انت تلعب دور زوجتي الجميلة ..و المطيعة سترافقينني في المحافل الرسمية..و الحفلات كما ترين و هو يشير إلى ظرف الدعوة اتلقى مثله واحدا كل اسبوع...
هزان: ما هذه السخافة..هذا ليس عملا..!
ياز: بلى و ستدفع لك أجرة...
هزان: آسفة لكنني لا اقبل عرضك..افصل الحصول على عمل اكون فيه بعيدة عنك كل البعد...
ياز: هذا خيارك الوحيد اما هذا او لا شيء...ثم اقترب منها و امسكها من خصرها...دورك سينتصر على مرافقتي فقط...لا تحلمي بشيء آخر...ابتعدت عنه..
هزان: انت محق اصبحت شخصا غريبا...حقا انا لا اعرفك...ثم غادرت المكان دافعتا الباب بكل قوتها لكنها سمعته يصرخ...كوني جاهزة..سانتظرك علة الساعة الثامنة بالبهو...ولا تجعلني انتظر
أنت تقرأ
رماد في مهب الريح
Romanceالقصة تحتوي على مشاهد🔞 تدور أحداث القصة في ضل نهاية الحرب العالمية الثانية...و المعارك التي شهدتها مدينة ازمير... الكره و العداوة بين البطلين ياز ز هزان ستتحول إلى عشق كبير ... تحدى الزمن و الموت..... مشهد........كان الوقت متأخرا عندما عاد ياز إلى...