الفصل السادس

10.3K 285 4
                                    

اذكر الله قبل قرائتك للفصل 💚❤
الفصل السادس :
أخذا ينظرا لبعضهما بأستغراب فحاول هو إنقاذ ذلك المشهد المحرج فقام بتقريب أمل منه وهو يقول ببراءة مصطنعة : شاهي أعرفك أمل مراتي ...ثم نظر ل "أمل " قائلاً : ودي يا حبيبتي شاهندة اختي الي حكيتلك عليها ....تنحنحت هي بحرج فقد ظنت فيه ظن السوء ونست أمر أخته بالرضاعة التي سبق وحكي لها عنها ....
نظرت له الأخري نظرات غضب وإتهام وهي تقول : نعم !!! أتجوزت الي هو ازاي يعني ؟؟!! ده احنا بقالنا يجي سنتين بنتحايل عليك عشان تتجوز تقوم انت يوم م تعملها متقولناش ؟؟!! ولا اكننا غرب عنك يا أخي ...
كان يعلم ان تلك المواجهة آتية لا محالة ولكن الآن بعد ان اصبحت الامور بينهما جيدة للغاية ....هو مقر انه اخطأ حينما لم يقول لعائلته علي أمر زواجه ولكن بالفعل الظروف كانت تعاكسه ...نظر لها بأسف ثم قال : والله الموضوع جه بسرعة وأمل كان عندها ظروف كتير متلخبطة فكان لازم نتجوز بسرعة بس انا والله كنت هقولكوا ...,كنت كل م اتصل بيكي ملاقكيش ...
ـ مهو عشان كنا بنظبط إجراءات الرجوع عشان نعمل مفاجـأة لحضرتك ...وقال ايه عمالة ألف عشان اجيبلك هدايا وانت واطي متستحقش ...
جذبها من حجابها ثم قال بأحتضانها ثم قبل جبهتها وهو يقول : م خلاص يا بت بقي هنستعبط المهم اني اتجوزت وريحتك من همي ..
ـ أيوة كل بعقلي حلاوة....مهو عشان انا هبلة وطيبة وغلبانة انتو بتستكردوني ...أوعي بقي كده خليني أروح اشوف العروسة ...
ـ أقتربت منها ثم أبتسمت ابتسامة واسعة وهي تجذبها لأحضانها علي حين غرة مما جعل الأخري تجفل وهي تقول : أخيراً شوفت اللحظة دي يا شيخ ....انا فكرتك هتعنس ....ضحكت الأخري عل كلامها ثم أكملت : بس انا الي هيسكتني انها عسولة وشكلها طيبة وبشوشة بس برضه ليا كلام معاك ....نظرت لها وهي تقول : وأنتي لازم تقعدي معايا نرغي كتيير اووي ...
ـ حاضر يا حبيبتي ان شاء الله ....انا والله حبيتك من طريقة كلامك مع فارس بس
ـ فارس ده أجدع وأطيب وأحن راجل في الدنيا ...خلي بالك منه ...
تبادلا الابتسامات والنظرات الحالمة وهي تقول : لو مشالتوش عيوني يشيله قلبي ..
أخذت تتنحنح بحرج وهي تقول : أنا بقول تطلعوا فوق بقي بدل منا واقفالكوا عزول هنا ..
ـ يلا والله انا بقول كده من بدري
ـ أستني يا عم انت صدقت ...باسل وآسر هيجيوا دلوقتي سلم عليهم وابقي اطلع حب براحتك ...
كانت تتابع حديثهما وتضحك بشدة وما ان همت ان تصعد كي ترتدي نقابها من اجل الرجال القادمين ولكن ما ان هبت ان تصعد حتي دلفا من باب "الفيلا" شعرت ان الأرض دارت بها حينما رأته ...ملامحه التي حفظتها عن ظهر قلب من نظرة واحدة ...أخذ ينظر هو الآخر لها بهلع وكأنما قلبه قد توقف ...ما قطع ذلك هو صوته المرتفع وهو يأمرها ان تصعد للأعلي بسرعة ...
قال لأخيه وهو يزجره : ايه يا عم في ايه بتبص فين دي منقبة علي فكرة أهدي !!
نظر له بأستفهام ثم قال بلامح شاحبة: مين دي ؟؟!!
ـ احم ...يعني ...دي مراتي
حاولت "شاهندة " ان تنقذ الموقف وهي تقول : الندل اتجوز مقالناش بس يلا اهه الحمد لله اننا شوفناه عريس وان شاء الله مش هنسيبه غير لما نعمله حفلة كده تليق بمقامه ...
لم يستطع ان يخفي اندهاشه وهو يقول بتلعثم : مبروك يا فارس ...بس مقولتلناش ليه ؟؟!!
ـ انت شكلك زعلت صح ؟!! يا بني الموضوع والله جه بسرعة اووي وانت اول واحد كنت احب انه يشاركني فرحتي ...ده انت ابني يلا قبل م تكون اخويا ...بس والله غصباً عني وكل م اتصل بيك الاقيك يا مشغول يا نايم ...
ـ يا بني انت اهبل ازعل عشان انت اتجوزت ؟؟!! هو اه اتضايقت انك مقولتش بس أهم حاجة في الدنيا انك مبسوط ..
جذبه الي صدره بقوة فهو أبنه الذي لم ينجبه وقد أشتاق اليه كثيرا ثم سأله عن حاله : عامل ايه يا وحش ؟!!
ـ الحمد لله واحسن لما شوفتك
أبتسم له ابتسامة كبيرة وتركه في دوامة أفكاره التي أخذت تهاجمه بلا هوادة وأستأذن ان يصعد الي زوجته ...
نظرت شاهندة لزوجها وهي تقول : وطبعا انت يا سي آسر عارف ومهانش عليك تقولنا ..ماشي ماشي بس خليك فاكرها ...
ـ يعني اخوكي الي اتجوز عادي معملش حاجة وسامحتيه وانا الي غلطان ؟؟!! خدي شيلي ابنك ده الي وجعلي ضهري
ـ اه طبعا م انت مش فارق معاك ...انت اب انت ؟؟!! انا الي هبلة ورضيت اتجوزك من الاول ...
كالعادة تلك المناوشات المستمرة بينهما وقد اعتاد "باسل " عليها كثيراً بحكم سكنه معهما ولكن الان هو يتعذب من تفكيره ..أتكون زوجته ؟؟!! كيف ؟؟!! يا الله لما يكون هذا الحظ من نصيبه ؟؟! لقد أذنب وأقر بذلك وتاب الي الله ...ومن يومها وهو يتعذب من تأنيب ضميره ولكن ان يكون العقاب بمثل تلك الطريقة ؟!!! هذا ما لم يتخيله ابداً ....
...................................................
صعد هو اليها بعدما تركهم كي يناموا فالوقت متـأخر للغاية وعليهم الراحة من عبأ السفر ...بالطبع هم ليسوا ضيوف فتلك الفيلا خاصة بهم جمعياً فالمنزل الخاص بآسر وشاهندة في مصر يقع في الاسكندرية لوجود أقربائهما هناك وحينما يأتيان الي القاهرة يقيمان معه ....اراد ان يعتذر لها عن طريقة معاملته له لها امامهم ولكن صدم بشدة حينما وجدها جالسة علي السرير تبكي والدموع تغرق وجهها ...قال بخوف عليها وبنبرة حانية وهو يجذبها الي صدره : حبيبتي مالك ؟!! امسك بذقنها يقرب وجهها منه وهو يكمل : ايه الي حصل عشان تعيطي كل ده ؟؟!! انا اسف والله انا بس اتصدمت لما لقيتهم دخلوا مرة واحدة وانتي بشعرك وبهدوم البيت فمعرفتش اتصرف وزعقتلك عشان تطلعي ....داعب أرنبة انفها بأنفه وهو يقول : همه اه عمرهم م هيبصولك لانك مرات اخوهم بس انا بغير عليكي من عنيا الي بتشوفك مابالك بقي بيهم ؟؟!! انا مش عارف لو مكنتيش منقبة كان ايه الي هيحصل ؟!! كان ممكن أمقتل اي راجل يبصلك ...ضحكت بخفة علي تعبيره وكلامه الذي كان كالبلسم الشافي لجروحها ....أستأذن منها ودلف الي الحمام كي يتوضأ...أيظنها تبكي بسبب صراخه فيها ؟!! أمجنون هو ؟!! من تلك التي يمكنها ان تتضايق من ملاك مثله ؟!! رجل ليس له مثيل علي ظهر ذلك العالم ...إنما هي تبكي حظها الذي رآي ان سعادتها لأسبوعين كثيرة عليها فأراد ان يرد عليها الألم اضعافاً مضاعفة ...كيف رجل مثل "فارس " فارسها وحبيبها تشكلت كل معاني الرجولة والمروءة والشهامة علي هيئته ان يعظي بأخ نجس ومقرف كهذا الذي دمر حياتها ....أهذا هو الأخ الذي لطالما حدثها عنه وعن حبه له ؟!! أهذا هو الذي رباه علي يده ؟؟!! فلا والله مالهذا صلة بذاك ....لا تعرف كيف ستنظر في عيونه وتحدثه بعد الآن هي بالفعل لا تعرف ...لا تعرف كيف ستمر عليها تلك الأيام او كيف سيكون مصيرها ...سمعت آذان الفجر يأذن وتلاه خروجه من الحمام فقامت لتصلي معه وتدعو الله ان تمر تلك الايام فهي بالفعل ليس لديها طاقة لفقد آخر شئ جيد بحياتها ...أخذت تتأمله وهو نائم والدموع تأخذ مسارها لعينيها ...
.............................................
استيقظ الجميع في الصباح وجلسوا علي طاولة الافطار الذي اعدته كل من شاهندة وأمل في جو أسري ولكن بالطبع كلاهما كان يتمزق من الألم في داخله ...أمل تفكر في مصيرها بعدما يعلم فارس اذا علم واذا لم يعلم كيف ستكون حياتها ؟؟!! كيف ستنظر في عينيه وتعيش معه ؟؟!! خاصة بعدما صرح لها من قبل عن رغبته في البحث عن ذلك النجس الذي سلبها حقها في حياة طبيعية وافسد عليهم فرحتهم ....ليس بيدها سوي الدعاء فهي بالفعل لا تستطيع ان تخبره خوفاً من ردة فعله التي يمكن ان تصل الي الطلاق ...
وباسل الذي تكويه نيران الندم والألم .....ألهذه الدرجة ذنبه كان عظيم حتي ينتقم منه الله مثل ذلك الانتقام ....أخيه الذي يراه أباً له لا أخ سيفقده الي الابد بسبب غبائه وطيشه ....بالفعل لا يستطيع ان يرفع عينيه في وجهه ...لا يمتلك تلك الجرأة ....منذ هذه الحادثة اي من 5 سنوات ترك البلاد وهاجر مع شاهندة وآسر بحجة الدراسة ولكن الحقيقة انه كان يهرب من واقعه المؤلم ....من الذنب العظيم الذي حاول قصاري جهده ان يكفره طوال السنوات الماضية ولكن الله لم يقبل توبته وتلك هي الإشارة ....شعور الذنب والندم يزداد اضعافاً مضاعفة ولا يدري الي اين المفر .....لم يملك سوي نظرات الاعتذار التي يحاول ان يوصلها لها وتقابلها هي بنظرات الاشمئزاز التي تفتك بروحه وتجعله يموت ندماً....
أخرجه من افكاره تلك صوت اخيه وهو يطلب منه ان يجلس يأتي معهم الي حجرة المعيشة بينما الفتيات سيجلسن ليتحدثن سوياً في الحديقة ...
عند الفتيات :
أخذت شاهندة تحكي لأمل عن علاقتها بأخيها "فارس" ومواقفهما معاً ومع باسل شقيقه الاصغر وحكت لها كيف توفي أبواهما وفارس في عمر السادسة عشر وكيف كان يعامل اخاه كأنه والده فأخاه كان عمره وقتها ثمانية سنوات فبالرغم من مكوثهم وقتها عند عمه الذي يكون والد "آسر " زوجها الا ان فارس كان دوماً المتكفل بتربيته وتعليمه اصول الاخلاق والحياة كما علماه والداه ....ثم حكت لها عن علاقة الصداقة الوطيدة التي كانت تجمع كل من امه وامها مما جلعها يتبادلا رضاعتهما كي يصبحا أخوين بالفعل ....وحكت لها ايضاً كيف ان امها توفت وتركتهم منذ ثلاثة سنوات ومدي تعلق فارس بها فهو كان يعتبرها أماً اخري له ....كان كل هذا الكلام عن الماضي يؤلم قلبها كثيراً وخاصة عندما حكت لها مدي حبه لأخيه ...كانت الدموع تترقرق في عينيها علي وشك الهطول وفضحها ولكنها وحاولت قدر الامكان حبسها وما اخرجها من تفكيرها هو صوت شاهندة وهي تقول : وانتي بقي مش هتحكيلي عن نفسك ؟؟!!وانتي وسي فارس عرفتوا بعض ازاي ؟؟!!
حكت لها كل الاجزاء التي يمكن حكايتها بعيداً عن التفاصيل والاشياء التي لا يمكنها البوح لبشر بها وحاولت قدر الامكان ان تتناسي مشاكلها معها وخاصة انهم اجلسوا " سليم " الصغير معهم ...هو ابن شاهندة وآسر ويبلغ من العمر ثلاثة سنوات ولكنه افضي علي الجلسة الكثير من المرح والضحك بحديثه الطفولي المتعثر ...
............................................
عند الفتيان :
كان فارس يتحدث الي اخيه باسل قائلا : يا بني مالك في ايه ؟؟!! قوم العب معانا طيب
قال باسل بهدوء حاول اصطناعه : يا بني لا تعبان ومش قادر العبوا انتو انا مصدع من امبارح جامد وتعبان من السفر ..
قال آسر بمزاح : تلاقيه خايف يتغلب يا عم زي كل مرة ...العب انت يا عم فارس خلينا نخلص بدل م تلاقي شاهندة جاية تنكد عليا دلوقتي ...انا مش فاهم انت سايب مراتك معاها ازاي ؟؟!! مش خايف عليها ؟؟!!
ـ والله معاك حق هترجعلي فراشتي بتردح دلوقتي
قال آسر ساخرا : فراشتي اه !!! مهي بتبدأ بفراشتي وبتنتهي بالحكومة انا عارف ...انهي كلماته واخذ كل منهما يضحكان بشدة ...
ـ بقولكوا ايه انا مش قادر انا طالع انام يمكن اقوم فايق ...ولم يترك لهم المجال للحديث وصعد بسرعة البرق ...
نظر فارس لآسر بأستفهام فقال له آسر : هطلع دلوقتي اشوف ماله
ـ طيب وابقي قولي
بعد ان صعد آسر الي الاعلي جاءه سليم الصغير وهو يقول بسعادة طفولية : لالو سوفت كبت اي من الكنينة
ضحك فارس وهو يحمله بيده ويقول بأبتسامة كبيرة : الله ايه الوردة الحلوة دي
ـ فين بابي عثان اوريهالو
ـ أبوك طلع فوق تعالي نطلعله دلوقتي ونشوفه بيعمل ايه هو وعمك باسل ...
...................................
أخذ الصغير معه وصعد الي اعلي ناحية غرفة باسل ولكن ما جعل حدقتيه تكاد تخرج من مكانهما الجملة التي سمعها من باسل عقب صراخ آسر في باسل ان يقول ما به " البنت الي اغتصبتها من خمس سنين هي مرات فارس "
لم يشعر بنفسه سوي وهو يقتحم الغرفة ويهوي علي جسد اخيه بضرب مبرح كاد ان يحطم كل عظمة به...ذهب آسر الي صغيره الباكي من هول المنظر واخذ يهدئه حتي يستكين ...كان يسبه بأقذع الشتائم ولا يدري بنفسه ماذا يفعل فصدمته به كانت قوية لدرجة لايمكن تخيلها ...في ذلك الطفل الذي تولي أمر تربيته منذ تركه والداه في أشد حاجته لرعايتهما !!! صعدت الفتاتان مهرولتان حينما سمعت الصوت وما ان رآها هو حتي تركه غارق في دمائه وانصرف وهي في خلفه مصدومة مما رأت وحدثها يبلغها انه قد علم بالحقيقة ....
هرولت شاهندة تجاه باسل الملقي علي الارض ملوث بدمائه وطلبت من زوجها ان يحضر علبة الاسعافات الاولية علي الفور كي تنقذه وهي تبكي علي ما لحق بهم من مصائب.....
ما ان خطت قدميها داخل الغرفة حتي سمعت جملته الي جعلت قلبها يكاد يخرج من مكانه : انتي كان معاكي حق في الكلام الي قولتيه يوم م اتجوزنا ...انتي متنفعليش احنا لازم نتطلق !!!

أنتُهِكَ حقي بالحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن