أنتُهِكَ حقي بالحياة

الفصل الثاني

اذكر الله قبل قرائتك للفصل 💜 ❤
الفصل الثاني :
كانت غارقة في احزانها وبكائها المتواصل حينما وجدت زوجة ابيها تدخل عليها الغرفة وهي تقول : قومي ي ختي خالتك برة قومي شوفيها ...بنبرتها المتهكمة المعتادة التي كرتها ...تحاملت علي قدميها وخرجت خارج الغرفة وما ان رأتها خالتها حتي قامت واحتضنتها واخذت تبكي بشدة علي اختها الميتة التي كانت بالنسبة لها كل عائلتها ....وابنتها التي ماتت وهي علي قيد الحياة لما فعله ذلك المجرم بها...
طلبت منها ان يدلفوا الي الغرفة حتي يستطيعوا التحدث بعيدا عن آذان زوجة ابيها التي تعلم انها تتلصص السمع عليها وتقص الحديث المكذوب علي والدها الذي كالعادة يبرحها ضربا ....
قصت علي خالتها ماحدث معها في الايام الماضية وأمر صديق والدها الذي تقدم للزواج منها وموافقة والدها لمعرفة هذا الرجل بظروفها كاملة وقبل بها !!.
نهرتها خالتها بشدة وهي تبكي : ليه يا بنتي ؟! ليه بيعمل فيكي كده ؟! والله حرام ....قم اكملت بحزم : لا ده لا يمكن يحصل ابدا ...انتي وحازم هتتجوزا وهو موافق ...وانتي اكيد هتنسي الي حصل يا حبيبتي مهما كان انتو طول عمركو كنتوا بتحبوا بعض ...كل حاجة هتبقي كويسة وربنا هيعوضك والله ...
نظرت لها بسخربة وهي تقول : انا وحازم !! بعد م رماني يا خالتو لما الي حصل ده حصل !! بعد م اترجيته وعرضت نفسي عليه بدل المرة الف وهو رفض !! بعد م رخصت نفسي ورضيت اكون زوجة تانية ليه ؟! ولا هو دلوقتي افتكرني بعد م مشاكله هو ومراته زادت وهيتطلقوا وهترميله ابنه ؟!! هو كمان عايزني خدامة يا خالتو ومبقاش يفرق عن غيره ...ولو اخر راجل في الدنيا م هكون مراته لو حتي هتفضح قدام الدنيا كلها !! انا خلاص موافقة ومبقاش فارق معايا حاجة
ـ انا اسفة يا حبيبتي والله اسفة ...نفسي اشوفك مرتاحة قبل م يجرالي حاجة ...فكرك يعني لما يتجوزك انا هرتاح ...لا انا عارفه انه قاسي وقلبه اسود زي ابوه ...عارفه انه هيعاملك وحش بس اعمل ايه خايفة عليكي من الدنيا دي كلها ...كنت بحاول اقنع نفسي اني هكون معاكي وهحميكي منه ومن لسانه بس حتي دي مش هعرف ...واخذت تبكي ...ثم قالت : مش عارفه امك لما تسألني عليكي لما أروحلها هقولها ايه ؟؟!! انا بتعذب بالي بيجرالك يا بنتي ده والله ....
قالت ببكاء : متخافيش ربنا موجود ومش هيسيبني وانا واثقة في ده ... بس خلاص لازم ارضي بقدري ...لو كان فعلا موافق ولو اني اشك قوليله اني بقوله مبقاش في بينا نصيب يا ابن خالتي ...
................................................
يشعر الان بألم لم يشعر به منذ وفاة والديه ...كان يستمع لكلمات صديقتها وهو مشدوه ...يشعر بخناجر مصوبة نحو قلبه الذي تمزق ...اول ما شعر به بعد مغادرتها تلك الدموع الذي اخذت طريقها لعينيه ...ألهذا السبب رفضته ؟؟!! ألهذا السبب الألم يملئ نظرات عينيها ؟؟!! تمني الموت قبل سماع تلك الكلمات ...لعل الموت يكون اقل ألما ...لا لن يتركها !! برغم رجولته التي جرحت حينما علم ان حبيبته ملكها غيره بدون وجه حق الا انه لن يكون مصدر ألم أخر لها ...لن يتركها وسيحاول قدر استطاعته ترميم الباقي في روحها التي تهشمت ...سيكون الفرج الذي منّ به الله عليها ...سيريها السعادة التي حرمت منها طوال سنين حياتها ...
تحامل علي نفسه وحاول ايقاف دموعه والتحلي ببعض القوة وأخذ الورقة التي تركتها صديقتها مدون فيها رقم والدها حينما قالت له ان يستخدمه إذا ظل علي رغبته ...كتب الرقم علي شاشة هاتفه وضغط علي زر الاتصال ....
جاءه صوت والدها بعد بضعة دقائق وهو يقول : ايوه مين معايا ؟؟!
ـ حضرتك استاذ فاروق متولي ؟؟
ـ ايوة انا اتفضل
تنحنح قليلا ثم قال : انا فارس الحداد صاحب شركة الحداد جروب الي بنت حضرتك بتشتغل فيها ...انا بس كنت عايز اقابل حضرتك عشان اكلمك في موضوع مهم ...
ـ خير يا باشا في حاجة؟؟!!! هي مقصوفة الرقبة دي نيلت حاجة في الشغل ؟؟!!
ـ لا لا الموضوع مش كده ....دي حاجة هتعود بالنفع عليك وعليا ....بس لازم نتفق علي مكان نتقابل فيه ضروري ....
................................................
عادت الي منزلها وصدرها يضيق من الألم والحسرة علي ابنة اختها التي يتغير حالها من سئ لأسوء ...وما ان دلفت الي شقتها حتي سمعت صياح حفيدها العالي ...دلفت مسرعة الي غرفته لتراه ثم حملته وخرجت لتبحث عن ابنها المصون ...وجدته في الشرفة فقالت له بلوم : انت مش سامع صوت ابنك الي عمال يعيط يا حيوان انت ؟؟!! الواد ده لو جراله حاجة والله هتبقي انت السبب ...حرام عليك يا بني ادم حس انا كبرت ومبقتش حمل الي بيحصلي ده ...
اجابها بنبرة غير مكترثة : بقولك ايه منا هتهبب اتجوز امل وهي هتبقي تعمل كل حاجة وتاخد بالها من الواد ...مش كفاية هرضي بيها علي عيبها ...هي مين غيري هيبصلها اصلا ؟!!!
ـ طاب يا اخويا ريح نفسك سندت علي حيطة مايلة ...اوعاك تكون مفكر انك بعد م رفضت تتجوزها وتستر عليها يجي 10 مرات هترضي دلوقتي تتجوزك عشان تربيلك ابنك بعد م مراتك يا سبع البرمبة رمتلك الواد وخدت كل الي حيلتك وراحت اتجوزت واحد تاني ؟؟!! فوق يا ابن بطني فوق من الي انت فيه ده ...الي بيجرالك ده ذنب البت الغلبانة الي كانت قال ايه يا حبة عينها كانت بتعشق التراب الي بتمشي عليه ....نظرت له بحسرة واكملت : مكانتش تعرف انك واطي وهتتخلي عنها عشان حاجة مكانتش ذنبها ...
ـ يووه الاسطوانة المشروخة بتاعت كل مرة .....بقولك ايه هتجيلي زاحفة علي رجليها وهتشوفي وهترضي اعيش في ناري ولا تعيش في جنة واحد قد ابوها ....هي لسه بتحبني وانا عارف وهبقي اربيها واعرفها تقول لا ازاي ....قالها ثم تركها وانصرف وترك المنزل بأكمله ....
اغرورقت عينيها بالدموع وهي تقول : ربنا يهديلك نفسك دي يابني ويكرمك يا أمل يا بنتي يارب بحق كل لحظة عذاب شوفتيها في حياتك ....
.................................................
كانت في غرفتها حينما دخل عليها والدها واخذ يسبها ويلعنها ويضربها ضربا مبرحا حتي تورم وجهها وجسدها وهو يقول : يا بنت الكلب يا واطية يا زبالة لايفة علي واحد وحكياله كل بلاوكي ومين عالم عملتي معاه ايه تاني يامو عيار فالت ...ياريتني مخلفتك ولا شوفتك منتي اصلك طالعة تربية شوارع زي امك ....لم تستطع ان ترد عليه لشدة المها ولمعرفتها ان الرد الان لن يزيد الوضع الا سوءا ...اخذت تبكي بشدة وهي تتألم من كلماته علي والدتها التي كانت اشرف امرأة علي ظهر الارض يخوض في عرض والدتها التي اصبحت تحت الثري....لم يتركها الا حين فقدت وعيها كالعادة ...رآها امامه ملقاة علي الارضية تنزف ولم يسأل عنها ...أي قسوة يملكها هذا بالله عليكم ؟؟!!!
خرج فوجد زوجته كالعادة تترصط السمع علي الباب وما ان راته خرج حتي ذهبت ورائه الي غرفتهم وهي تسأله بفضول جم : في ايه يا اخويا مالك بتتضرب الحيوانة دي كده لييه ؟!! مهي اكيد عملت بلوة من بلاويها دي متربتش وانا عارفه ....
ـ مديرها في الشغل بيكلمني النهاردة وبيقولي نتقابل ...روحتله بعد الشغل لقيته بيقولي قال ايه عايز يتجوزها وعارف ظروفها وراضي بيها !!! البت بنت الكلب حكياله ...فضحت نفسها قدامه الرخيصة مهي مجرسانا في كل حته ...بس علي مين مش هنولها جوازة الهنا من حبيب القلب الي الله اعلم جرا بينهم ايه ...هتتجوز بيومي صاحبي غصبا عن عين اهلها اهو يصبحها بعلقة ويمسيها بعلقة لحسن دي ناقصة تربية !!!
قالت بابتسامة خبيثة:وليه متجوزهاش للراجل ده م انت بتقول متريش وممكن نطلع منه بمصلحة عليها القيمة تنفعنا !!