اذكر الله قبل قرائتك للفصل 💗❤
الفصل الخامس :
نظر لها مطولاً انها بالفعل حافة الانهيار ...قام بجذبها لصدره وهو يربت علي رأسها بحنو يهمس في أذنها : هشششش أهدي انا جنبك ومش هسيبك تاني ابداً ...عشان خاطري أهدي ...ومن المفترض ان تهدئها كلماته كما كان يريد ولكن علي العكس تماماً أدخلتها في نوبة هيستيرية من البكاء وهي تقول بنبرة متقطعة : أنت متعرفش ايه الي جرالي ...انا تعبت والله تعبت من كل حاجة أنا نفسي أموت بجد ...
سحبها معه وأجلسها علي الأريكة المواجهة للباب وهي مازالت بين احضانه ثم كوب وجهها بيده قائلاً بنبرة حادة : أوعي تقولي الكلام ده اني انتي فاهمة ؟!! طول منا علي وش الأرض مش عايز اسمع منك كلام زي ده ...انا هفضل جنبك طول العمر وهحميكي منهم بس عشان خاطري متعيطيش ....
نظرت له بألم وهي تقول والدموع تملئ عينيها : والله مهما كان الي انت عرفته عني م يجي نقطة في بحر الي انا عيشته صمتت قليلا ثم أكملت :عارف يعني ايه ابقي طفلة ومحسش بحنان ابويا ولا مرة ؟!! عمره م أشترالي لعبة ولا حتي خدني في حضنه زي بقية البنات ...ولما كبرت شوية اتجوز علي أمي وسابني انا وهي مرميين في الشقة لوحدنا ولا سأل فينا ولا بناكل منين ولا عايشين ازاي ؟! أمي ...أمي دي كانت اجمل حاجة في حياتي كانت البلسم لكل جروحي ..تعرف عمري م طلبت منها طلب الا ونفذته حتي لو مش معاها فلوس ...مرة كنت صغيرة وكان صابح عيد والبنات كلها جايبة فساتين جديدة وأبويا مرضي شيديني فلوس يومها عشان اجيب فستان ...قعدت اليوم كله أعيط ومرضيتش احط لقمة في بوقي ...راحت مطلعة قماشة كانت جيباها عشان تفصلها لنفسها وسهرت اليوم كله عشان تعملي الفستان ...وتاني يوم كانت البنات كلها هتتجنن علي فستان زيه ....وبعد م بابا اتجوز وسابنا نزلت واشتغلت بدل الشغلانة اتنين عشان تعيشني عيشة حلوة واطلع من الأوائل ......يوم م ماتت كل حاجة فعلا ماتت في حياتي ...كانت تعبانة ومبترضاش تجيب الدوا عشان تخليلي الفلوس ....عارف أول م قالولي الخبر مقدرتش استحمل وفضلت اجري في الشارع وانا بعيط ومش عارفة انا رايحة فين ولا انا فين أساساً ....صمتت قليلاً وقد ارتفع صوت نحيبها ثم أكملت : يومها محسيتش اني وصلت لحتة بعيدة جدأً وضلمة ...ملقيتش غير مرة واحدة عربية بتمشي ورايا وانا كنت خايفة وبحاول اجري لحد م اتخبطت في شجرة خبطة جامدة وانا مش واخدة بالي ...مش فاكرة غير شكله الي لمحته عيني وحفظته ......صمتت قليلا وكأنما لم يعد لديها القدرة علي الإكمال ...ثم تحاملت علي نفسها وأكملت لكي ترتاح من هذا العبء الذي يثقل كاحلها : لقوني بعد كده في المستشفي وقالوا ان في واحد قال انه لقاني في الشارع ووداني المستشفي ......تعرف أبويا اول م عرف الي جرالي انا كنت مستنية منه حضن ...دمعة حتي !! لكن هو ؟! فضل يضرب فيا ويشتم فيا لحد م والله اتكسر ضلع من ضلوعي وايدي ...تعرف يعني ايه بنت عندها 18 سنة يجرالها كل ده في يوم واحد ؟؟!! والله وصلت بيا للانتحار ...كان في آلة كده بتاعت عمليات لقيتها قدامي روحت قطعت شرايني بيها ومحدش لحقني غير "ياسمين" الي بقت دلوقتي اقرب حد ليا ...ساعتها كانت داخلة بالصدفة تشوف حالتي ولقيتني غرقانة في دمي ...فضلت جنبي ومسابتنيش وخلتني اقرب لربنا اكتر واشكيله همي وساعدت كتيير فأني افضل عايشة لحد النهاردة ...بس عايشة نص انسانة ...دايماً كنت بحس ان نظرات الناس بتنهش في لحمي ...كنت بحسها نظرات اتهام واشمئزاز لحد م اتنقبت عشان ارتاح ...بس ارتاحت من الي بره البيت والي جوه البيت بيفضلوا ينهشوا فيا بكلامهم لحد النهاردة ...ضحكت بسخرية وسط دموعها ثم قالت : وطبعا انت وصلتلك اجابة سؤالك " همه ليه مقدموش بلاغ طالما انتي تعرفي شكل الي عمل فيكي كده كويس " أزودلك عليها بقي حبيب طفولتي وابن خالتي وخطيبي القديم ....المفروض اننا كنا بنعشق بعض من واحنا صغيرين وكان خلاص خطبني وهنتجوز بعد شهرين وهكمل تعليمي في بيته ...تعرف أول م الي حصل ده حصل هو عمل ايه ؟؟!! بعد عني وشجع ابويا انه ميقدمش بلاغ عشان الفضيحة وقال ايه هو كمان هيتفضح معايا !!! تعرف انه مستناش حتي يتم أسبوع علي الحادثة ولا قدر وفاة امي وراح قالي انتي من طريق وانا من طريق ؟!! وشهرين وراح اتجوز واحدة تانية ولا اكن في حيوانة حياتها اتدمرت ضحت بعمرها عشانه ؟!! خالتي قعدت تتحايل عليه بدل المرة الف عشان يتجوزني يستر عليا حتي وبعدها يطلقني رفض !! ولما مراته طلعت زبالة وسابتله ابنه وخدت منه كل الي حيلته عرفني دلوقتي وقال ايه سيادته موافق انه يتجوزني ؟!! وطبعا موضوع صاحب ابويا الي ابنه اكبر مني اساساً سمعته ...تعرف ان ابويا اصلا لحد دلوقتي معيشني معاه في البيت عشان بياخد مني مرتبي اول كل شهر يصرفه علي عياله !! عياله الي علي طول يجيبلهم في هدايا وياخدهم يفسحهم وانا بيرموني زي الكلبة في البيت انضفه ليهم ولو معملتش كده يرجع يمسيني بالعلقة المحترمة ...ده طبعا غير كل علقة باخدها بعد م يتقدملي عريس لاني الي فضحاهم والي والي والي ....مش كل واحد المفروض ليه نصيب من اسمه ؟!! انا بقي نصيبي بعكس حرفين "ألم " ألم وبس ومشوفتش غيره طول حياتي ....قالتها ثم ازدادت وتيرة بكائها .......لم يقاطعها ابداً فهو كان يريدها ان تخرج كل ما بجعبتها ...كان بالفعل يريد معرفة كل شئ عنها وياليته ما علم .....نظرلها بأسف ثم جذبها الي صدره وقد أختلطت دموعه بدموعها :بس يا حبيبتي بس اهدي انا جنبك ةمش هسيبك اهدي بس ....قالها ثم سحقها اكثر في احضانه حتي صار قلباهما كوحدة واحدة تتشاطر الألم فيما بينها .....
............................................
ظلت تبكي علي صدره الدافئ حتي نامت فقام بحملها بخفة ثم صعد بها الي غرفته ووضعها علي السرير ونزع عنها نقابها وحجابها كي يضمن لها الراحة وهي نائمة ...دثرها جيدا ثم استلقي بمواجهتها وأخذ يتأمل ملامحها الهادئة ....عينيها العسلتيان الصافيتان ....بشرتها البيضاء الناعمة ...شعرها البني الذي تضاهي تموجاته أمواج البحر ....كان يتعجب كيف لفراشته الصغيرة فاتنة الجمال ان تمر بكل تلك المآسي والألام والدموع تترقرق في عينيه وتخنقه وتضيق صدره ...اقترب منها وقبل مقدمة جبهتها وهو يعدها ان يعوضها عن كل لحظة سيئة مرت بها في عمرها الماضي ...وان يجعل زهور الأمل تتفتح في حياتها كي يصير لها من أسمها نصيب .....
...............................
شعرت بمداعبة ناعمة علي جنتها فتململت وفتحت عينيها بضيق وما ان رأته حتي ابتسمت ابتسامة عذبة ....فهو كان يمسك بيده زهرة حمراء شديدة الجمال ويمررها علي وجهها بنعومة كي تستيقظ ...فركت عينيها قليلا كي تفيق بشكل كامل وهي تقول بمكر : فين الشوكولاتة ؟؟!!
تصنع عدم الفهم وهو يقول : شوكولاتة ايه ؟!!
نظرت له بخبث ثم قالت : لا ابداً اصل كان في واحد كده بقاله يجي شهر كل يوم الصبح يحطلي وردة حمرا زي دي بالظبط وشوكولاتة كبيرة وورقة فيها كلام حلو علي مكتبي الصبح ...تقريباً يعني معجب ...
قال بحدة مصطنعة : مين ده الي بيعاكس مراتي وانا اروح اكسرله عضمه
ـ اممممم يعني متعرفوش ؟؟!!!!
ـ لا يا فراشتي معرفوش ....ثم عاد الي جديته وهو يقول : طاب لما انتي عارفه لزمته ايه الكلام الي قولتيه امبارح ؟؟!! لزمته ايه البعد ؟!! ليه كنتي عايزة تتجوزي واحد قد ابوكي وتموتي نفسك وتموتيني ؟؟!!
قالت بدموع : عشان خوفت !! خوفت اووي ان نظرتك ليا تتغير ...انت كنت الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي مكنش ينفع في يوم تضيع مني ...
ـ أمل انا عشقتك من عينيكي بس مستنية مني اني عشان حاجة زي دي ابعد عنك وانساكي ؟؟!! اه اتوجعت واتجرحت في رجولتي واتضايقت جداً بس أكيد مش هبعد عنك ...أمل من النهاردة احنا لازم نقرر اننا هنداوي جروحنا سوا وهنبقي واحد مش اتنين وانا بوعدك اني اخلي حياتك كلها فرحة وسعادة يا فراشتي انتي بس اوعديني انك تساعديني ...
ـ أوعدك ....بس حلوو ...قالتها بأبتسامة خجلة
ـ ايه هو ؟!!
ـ "فراشتي "
جذبها لأحضانه ثم قال : أيوة انتي من النهاردة فراشتي الي هتملي كل حياتي سعادة ان شاء الله ....قبل شعرها ثم قال : والله صاحبتك دي عملت معانا واجب جامد اووي من غيرها مش عارف ايه الي كان ممكن يجرالنا ...
صمتت بحزن ثم قالت : فكرتني بيه اده انا اتخانقت معاها جامد عشان قالتلك بس بجد انا لازم أكلمها اصالحها عشان هي هتفضل منقذتي لاخر العمر والله ...
........................................................
مر علي زواجهما اسبوعان تقربا فيهما لبعضهما كثيرا وسارت الامور بينهما في مجراها الطبيعي حتي انها اتما زواجهما علي الرغم من خوفه من ذلك الامر لما تعرضت له من قبل ...ولكن برغم كل الصعاب نجحا اخيراً في إذابة كل الحواجز بينهما في مدة قصيرة جداً ....كانت تساعده في التقرب الي الله بالعبادات وتشجعه دوماً وهذا ما زاد حبه لها أضعافاً ...لم يتركا يوم في هذين الاسبوعين الا واستمتعا فيه إما بنزهة يكون هو من اختار مكانها او مشاهدة فيلم يحبانه والحديث سوياً بالساعات في المنزل ....صارا يعرفان كل تفاصيل حياة بعضهما البعض ...بلغت مراحل العشق بينهما الي اقصي حد فيها صارا كياناً واحداً بكل معاني الكلمة ...وصرح لها برغبته في انجاب العديد من الاطفال كي يتشاركان معهما جميع الصفات ويكونا ثمرة حبهما ومصدر سعادتهما ...فهو وعدها بالسعادة الابدية كتعويض عن كل لحظات الالم التي عاشتها ولم يكل او يمل من تكرار ذلك الوعد ......وقد وعدها وأوفي بوعده ففي هذين الاسبوعين أسعدها كما لم تسعد قط ...وحول كل حزنها وألمها الي سعادة وأمل ....
استيقظت في منتصف الليل قبل الفجر بقليل كعادتها كي تقيم الليل وتقرأ وردها المعتاد في الذكر الحكيم ثم تنتظر آذان الفجر كي توقظه ويصلي بها جماعة ...ولكن اليوم ما جعلها تجفل هو صوت فتح باب "الفيلا" خافت بشدة فأيقظته وهي تقول بنبرة مرتعدة : فارس اصحي بسرعة في حرامي في الفيلا ...
استيقظ وقد صدم من كلامها وقال : ازاي يعني شوفتيه ؟؟!!
ـ لا مشوفتوش بس سمعت صوت فتح الباب ..انا خايفة اووي
اخذ يربت علي رأسها بحنو وهو يقول: متخافيش يا حبيبتي خليكي هنا وانا هنزل بسرعة اشوف في ايه واجيلك
ـ لا انا خايفة خدني معاك بالله عليك
وافق علي مضض وامسك بيدها جيداً وسحبها خلفه حتي هبط الي الاسفل فما ان وقعت عينيه علي باب الشقة حتي ابتسم بسعادة وتركها وهبط بسرعة وهو يقول بينما يحتضن الاخري : شاهي !!! يخربيتك عاملة ايه ؟؟!!وحشتيني اووي
أخذت تنظر لهما بصدمة وهي تشعر وكأنما قلبها قد توقف الان ...
أنت تقرأ
أنتُهِكَ حقي بالحياة
Romanceكاملة ............................................................ بعد ان انتهت من زيارتها لوالدتها حيث ان هذا اليوم هو الموافق للذكري الخامسة لوفاتها ... عادت امل الي منزلها وهي مثقلة بهموم تضاعفت بعد تصريحه لها ...احبته وهي العشق محرم عليها ..اين...