الفصل السابع والاخير

11.6K 425 70
                                    


اذكر الله قبل قرائتك للفصل 💙❤
الفصل السابع والاخير :
نظرت له بصدمة كبيرة والدموع تتدفق من عينيها كالشلال شعرت بأن لسانها قد عقد ولم تستطع الاجابة فقال هو لها بنظراته الجامدة وجهه الشاحب شحوباً يضاهي شحوب الموتي : عشان كده امبارح كنتي بتعيطي اووي كده ؟؟!! عشان شوفتيه مش كده....عشان الحيوان الي دمرلك حياتك اخويا صح ؟؟!! قالها وهو يصرخ بوجهها بحدة ...ثم أكمل بكلمات احرقتها : كنتي خايفة تقوليلي لحسن اسيبك صح ؟؟!! واه هده الي هيحصل ....قالها ثم تركها وابدل ثيابه واخذ مفاتيحه وحافظة نقوده وهاتفه وخرج دون ان ينظر اليها حتي .....شعرت بألم أقوي من اي ألم عاشته في حياتها ...ألم فراق ينذر بقدوم عاجل سيقضي علي كل لحظات سعادتهما معاً التي خلدتها في ذاكرتها .....
...........................................
بالطبع شاهندة لم تمرر الذي حدث ولم يسلم زوجها من اسئلتها المتكررة فهو اخر من تبقي بعدما غادر كل من فارس وباسل المنزل بعد ما حدث فحاول اقناعها انها مشاجرة بسيطة بالطبع لم تقتنع ولكنها وجدت ان زوجها ان يفيدها بأي معلومة مهما كانت صغيرة ...
........................................
ذهب هو الي شركته ودخل مكتبه واغلقه علي نفسه وأطلق لدموعه العنان ...بكي كما لم يبكي من قبل ...شعر بكسرة وضياع ....شعر بشعور لا توجد كلمات علي ظهر الارض تستطيع ان تصفه ...لكم كان يحتاج ان يلقي بنفسه في احضانها ويشكي لها خذلانه ووجعه ...ولكن حتي تلك الامنية حرم منها ....وما زاد ألمه اضعافاً مضاعفة تلك الرسالة التي بعثها له اخاه ....
"انا عارف انك مش طايق تشوف خلقتي ...ومش هخليك تشوفها انا هلم حاجتي وهمشي ومش هتشوفني تاني طول عمرك ...انا بس عايز أقولك اني بجد أسف اني ضيعت تربيتك وتعبك فيا ...عارف كنت علي طول بتقولي الي هتعمله في بنات هيتردلك حتي لو مكانش عندك ام ولا اخت ...مكنتش اعرف انه يترد فيك والله ...انا مش كده والله وانت عارف بس الي حصل ده حصل في اسوء فترة في حياتي الي كنت ملموم فيها علي الشلة الصايعة الي كنت دايما بتحذرني منها وتتخانق معايا عشان ابعد عنهم ...اليوم ده كان في بنت بحبها في الجامعة ولما اعترفتلها بحبي قعدت تتريق عليا قدامهم ...ساعتها سهرت معاهم بليل وشربت كتير لحد م سكرت ...بس كلامهم كان بيرن في وداني انها مش شايفاني راجل ...وانا مروح هي طلعت في وشي وبعدين لما شافت عربيتي جايه عليها جريت بسرعة واتخبطت في شجرة واغمي عليها ...ساعتها الشيطان صورلي اني هثبتلهم ولنفسي اني راجل لو عملت كده ....ولما فوقت ودريت بالي هببته هي كانت مرمية علي الارض وبتنزف فخدتها بسرعة ووديتها مستشفي ومن الخوف سيبتها قدام بابها ومشيت ووقتها كان الفجر ومحدش خد باله .....والله العظيم الايام دي كانت اصعب ايام في عمري انا مت بدل المرة الف ...افتكرت كل كلامك ليا افتكرت كل حاجة افتكرت انك كنت دايما بتقولي اتعامل علي اساس ان ربنا شايفك علي طول عشان متغلطش ...والله توبت ورجعت لربنا ....انا عرفت غلطي كويس والله وحاولت كتير اوصلها عشان اتجوزها واصلح غلطي معرفتش .....تعرف ان من كرم ربنا عليا انك كنت مسافر في شغل وقتها لاني عمري م كنت هقدر اقولك ...ولا اقدر اشوف النظرات الي قتلتني لما شوفتها في عينك امبارح ....مكنتش اعرف ان ربنا هيعاقبني العقاب ده بس انا فعلاً استحقه ....انا بس عايزك تفضل فاكر طول عمرك انك هتفضل أهم وأغلي شخص في حياتي كلها ...حتي لو متقابلناش تاني "
..........................................
مرت الأيام عليهما وحيدين في المنزل بعد ان عاد باسل الي تركيا مرة اخري وسافر كل من شاهندة وآسر الي الاسكندرية ليزورا اقربائهما هناك....كل منهما أصبح يعيش في غرفة منعزلة عن الأخر ....أصبح يعود الي المنزل في الوقت الذي يعلم انها تكون نائمة فيه ...ويغادر قبل استيقاظها ...زاد شحوب كل منهما واضربا عن الطعام كلياً وكل منهما يتعذب لعذاب الأخر ولكن ما باليد حيلة ....هي تعلم انه من الخطأ الكبير ان تحكي لصديقتها عن أمورهما الشخصية ولكن ان لم تفعل ذلك الان فهي حتماً ستجن ...نهرتها صديقتها كثيراً علي غبائها وعدم حديثها معه قائلة انها بذلك تضيع حبها من يدها ولم تبذل أي جهد ولو طفيف للحفاظ عليه ...وأخبرتها ايضاً انه يعشقها بجنون والا ما تحمل كل ذلك لأجلها وعليها الحديث معه وما سيساعدها هو ذلك الامر الذي لم تبوح له به حتي الان وسيصير هو الحل السحري الذي يجمعها بمعشوقها من جديد ....لم تنم تلك الليلة وجهزت نفسها وارتدت ثوب رائع كان هو من اختاره لها وتعطرت وانتظرت قدومه بشوق جارف ....وما ان دلف حتي تيبست قدماه من هول ما رأي ...ان فراشته الصغيرة تريد ان تقضي علي مقاومته الغير موجودة من الاساس ...فهو بالطبع لم يستطع الابتعاد عنها وكان كل ليلة يدخل بخفة الي غرفتها ويتأملها كثيراً حتي يشبع شوقه الشديد لها ...ما ان رأته حتي جرت ناحيته ونظرت له بعيني القطة وهي تترجاه بنظراتها ....قاوم رغبة اجتاحته بأكتساحها بعناق يحطم ضلوعها ولكنه ارتدي قناع البرود وهو يقول بملامح جامدة : كويس انك جيتي كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع الطلاق ...الي متعرفيهوش اني كنت كاتبلك مؤخر بمبلغ كبير مش هيخليكي محتاجة حاجة واشتريتلك شقة بأسمك يعني مش هتحتاجي ترجعي لأبوكي تاني ....
نظرت له بحسرة وهي تقول والدموع تتدفق من عينيها : ليه ؟!!! ليه حتي انت تطلع زيهم وتبعد عني وتشوفني انا المذنبة ؟؟!! انا عملت ايه قولي ؟؟!! انا معرفتش معني السعادة غير في حضنك ...ليه بعد م وعدتني انك تحول كل حياتي لسعادة تعمل فيا كده لييه ؟؟!! قالتها ثم سقطت علي الارض بنوبة هيستيرية من البكاء ...لم يستطع الصمود اكثر من ذلك وتوجه ناحيتها وجذبها الي صدره وقال لها وهو يشاطرها الدموع : مش ذنبك ده ذنبي انا ....انا الي بعدت عنه وقتها ...انا الي فكرت في نفسي وشغلي وسافرت وسيبته لصحابه الصايعين لحد م ده حصل ...انا مش قادر ابص في وشك وانا عارف ان عذابك بسببي ...
ـ انت ملكش ذنب في حاجة والله ...كلنا بنغلط وانت غلطك كان صغير اووي متحملش نفسك فوق طاقتها عشان خاطري وانا سامحته والله بعد كل حاجة حصلت ...تعرف انه سابلي ورقة قبل ما يمشي كتبلي فيها هو ايه ندمان وبيتعذب وبيتمناش اي حاجة في الدنيا غير اني اسامحه ؟!! والله لما قريت كلامه حسيت بالعذاب الي هو حاسس بيه ..عذاب الضمير اوحش بكتير والله ...عشان كده سامحته ودعيت ربنا وانا ساجدة انه يغفرله لانه عرف غلطه كويس ...وانت كمان عشان خاطري سامح نفسك ....سيب كل حاجة للوقت وانا معاك وهنغير كل حاجة سوي بس اهم حاجة نفضل سوي منسيبش بعض مهما حصل .....كان يتابعها وعينيه يفيضان عشقاً لتلك المخلوقة صاحبة القلب الدري التي وصل بها الحال لأن تدعو لمن دمر حياتها وتطلب من الله الغفران له ....لم تعطيه مهلة أكثر ليفكر وهي تقول لكي تحسم امرهما معاً: وبعدين يعني هو ده الاحتفال بالضيف الجديد قاعدين علي الارض وبنعيط ؟؟!!
نظر لها بعدم فهم وهو يقول : ضيف مين ؟؟!!
أشارت علي بطنها وهي تبتسم بسعادة وتقول : ضيف هنا ...
نظر لها بعدم تصديق ثم حملها وأخذ يدور بها بسعادة ...وهو يقبل غمازتيها اللتين ظهرتها عقب ابتسامتها الواسعة لكم يذوب عشقاً وهياماً بهاتين الغمازتين ..... وكلاهما يتبادلان دموع الفرح تلك المرة وعبارات الحمد والشكر ....
....................................................
مرت شهور حملها سريعاً مليئة بالاحداث فهي اصبحت توقظه كل ليلة لتطلب منه ان يحضر لها شيئاً غريباً غير موجود وحينما يجده تقول له انها ما عادت تريده !!! تقربا لبعضهما اكثر من ذي قبل وقوي رباط العشق بينهما لأعظم درجاته وصارت السعادة هي روتينهما اليومي ...بالطبع لم يخلو الأمر من المشكلات التي كانا يتغلبان عليها سوياً فلا يتركا مجالا للخصام بينهما أكثر من ساعتين ويتصالحا وكأن شيئاً لم يكن .....مات والدها بعد أزمة قلبية وحزنت حزناً شديداً حينما علمت بالرغم من كل ما فعله معها الا ان موته ترك بها عظيم الأثر خاصة بعدما اخبرتها خالتها انه يطلب منها المسامحة والدعاء فالبطبع لم تبخل بهم عليه فأخذت تدعو له بالمغفرة والرحمة في كل صلاة .......أتي موعد ولادتها ليتفاجئا بمولودتين !! لم يريدا ان يعرفا نوع الجنين حتي تكون مفاجأة ولكن ان يكونا أثنين هذا ما لم يتوقعاه ابداً ....حمدا الله كثيراً علي كرمه الواسع وأتفقا ان يسمياهما" حياة" و"فرح " لتكون تلك بداية لحياة جديدة مملوئة بالسعادة والفرح ....
كان الكل مجتمع عندها في غرفتها بالمشفي حتي ان عمه وزوجته عادا من تركيا حتي يباركوا لهما اللذان بالطبع وبخاه كثيراً للمرة الالف لانه تزوج دون علمهم ولكن في النهاية رضخا حينما شاهدا السعادة المرتسمة علي وجوه الجميع وي ....ولكن المفاجأة الكبري له هي مجيئ شقيقه الاصغر ومعه "مايا" ابنة عمه الصغري وشقيقة "آسر" الذي ما ان رآه حتي القي بنفسه علي صدره وبكي وشاركه هو البكاء ...وسط نظرات الجميع المستغربة كانت هي ومايا ينظران لهما بسعادة فهما الوحيدتان الللتان تعلمان مدي الالم الذي عاني منه لبعد شقيقه عنه ... مايا هي حبيبة باسل وأصبحت خطيبته بعد ان تقربا كثيراً لعيشهما سوياً لسنوات في الخارج وهو قد قص لها كل ما حدث معه ومدي ندمه وهي ساعدته كثيراً علي المضي قدماً والتغير نحو الافضل ...
ـ مبروك
نظر له بتهكم وهو يقول : الله يبارك فيك يا سيدي ...حاف كده ؟؟!!
ابتسم وقال له : لا بخبر حلو ...انا ومايا هنتجوز ...احنا بنحب بعض من فترة وانا طلبت ايديها من عمي وهو وافق
نظر له بغضب وهو يقول : انت بستعبط ؟!! هو ايه الي هتجوز اخر من يعلم انا ان شاء الله ورايح تطلب ايديها من غير م تقولي ؟!!
ـ م انت رحت اتجوزت من غير م تقول لحد ولا فاكرني ناسيهالك
ـفي ايه يا ولاد انتو هتتخانقوا ؟؟!! وبعدين ايه يا عم فارس هو مش انا كبير العيلة والأولي اني انا الي اعرف الاول ...وبعدين يا أخي ده انا حتي ابو العروسة ....اسكتوا بقي ومتبوظوش عليا فرحتي بأحفادي الجداد ...
ـ مبروك يا حيوان ...قالها فارس لباسل ....فأبتسما كلاهما أبتسامة تنم عن كمية السعادة التي نبتت اخيراً بداخلهما ...
كان علي وشك الرد عليه حينما أوقفت ضغطات صغيرة علي قدمه فنظر في الأسفل ...وجد سليم الصغير يسحب بنطاله لينتبه اليه ....حمله وقبله من وجنته وهو يقول : نعم يا سيدي بتخبط لييه ...
نظر له بغضب طفولي قائلاً : دوءتي انا مامي قالتلي اني هتكوز النونو الي في بطن انطي أمل وهي جابت دول...أشار علي أصبعيه ثم أكمل : انا اتكوز مين انا ؟؟!!
نظر له الجميع بصدمة ثم انفجروا في نوبة من الضحك علي كلماته ...فقال له فارس : انت دلوقتي مشكلتك تتكوز انهي وبس ؟؟!! بس انت روح كون نفسك يجي عشرين خمسة وعشرين سنة كده وانا اكوزك الي انت عايزه فيهم ...
نظر له وهو يحاول الفهم وقال وكأنه ادرك الكلام الذي قاله له : خلاص ماشي هروح وهجيلك بس وعد
ضحك بشدة ثم قال : اه يا سيدي وعد ....يلا روح لأمك بقي خليني أشوف عيالي ....ألتقطته منه شاهندة وهي تقول : تعالي يا كاسفني تعالي ...لازم تفضحنا قدام الناس كلها وتبين ان مدلوق عليهم من اول م اتولدوا ....
ضحك الجميع بشدة علي كلماتها ونظر فارس وأمل لبعضهما البعض بسعادة لا توصف بكلمات وهو يهمس لها بكلمات تصف مدي عشقه لها ولأميرتاه الصغيرتان ....وهما يعدان بعضهما بلغة العيون ان يظلا سوياً مهما قست عليهم الحياة ....

تمت بحمد الله ..

أنتُهِكَ حقي بالحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن