٭ قدرنا معا ٭

320 14 2
                                    

★ جوليا ★
ها قد مرت ثلاثة أشهر على قدومي إلى لندن ، و شهرين منذ أن بدأت الدراسة هنا في جامعة ٭٭٭٭٭ ، صدقوني القول أني الآن أعد نفسي واحدة منهم و لم أعد أحس بذلك الفرق الرهيب بين المغترب و الساكن الأصلي ، لأن الناس هنا بطباعهم و معاماتهم يساعدونك على الإختلاط معهم و يشعرونك أنك منهم فلا فرق بين أبيض أو أسود أو أصفر و لا فرق بين عربي أو أوروربي أو افريقي حتى الديانات لا تشكل عندهم عائق سواء كنت مسلم أم ملحد المهم عندهم أن تكون نقي القلب صافي النية حتى تستطيع التأقلم معهم ، و الحمد لله أنا استطعت ذلك لكن ليس لوحدي لكن بفضل أناس رائعين دخلوا لحياتي فكانوا السّند و الركيزة التي منعتني من السقوط والإستسلام للغربة و يأسها ، فأصبحوا كعائلة لي هنا في لندن التي أتيتها غريبة و وحيدة ، فكما تركت عائلة في الجزائر أحبها و أحترمها لدي الآن واحدة هنا في انجلترا أحبها و أحترمها  كذلك . بالنسبة لدراستي فقد تعودت عليها و تعودت على طريقتها فهي تختلف عن ما كنت أتلقاه في الجزائر ، في بداية الأمر كنت طالبة مستمعة فقط أما الآن فأصبحت طالبة مشاركة في المحاضرة و أصبح الآساتذة و الدكاترة يثنون عليّ و على اجتهادي بالرغم من كوني مغتربة و أستطعت أن أوفق بين العمل في المطعم و الدراسة في الجامعة ، و الآن أنا أحصل على صروفي من عملي و من دون أن أطلب من الخالة حليمة لأن ما تفعله مع الآن لا يأتي إلا من انسانة طيبة القلب و عطوفة ، و لا أتمنى إلا أن أوفق في دراستي و أنجح و أعود بالشهادة إلى وطني الجزائر .
من الجانب العاطفي فأنا لست مرتبطة مع أنني خلال هذين الشهرين طلبني أكثر من  20 شابا أغلبهم انجليز لكنني رفضت ، لأن تجربتي الأولى في الحب كانت فاشلة بامتياز ، وحتى الساعة لم يتخلص قلبي من ركام ذلك الحب ، فمازلت أتفكر من أزاح عن قلبي الجليد و جعله جنة خضراء لكن ليس لوقت طويل ، فنفس الشخص قلب تلك الجنة لصحراء جرداء لا تنبت لا حبا و لا عشقا و لا تسقي هياما ، فآدم كان حبيبي و عشيقي و قلبي و روحي و كل شيء رائع في حياتي ، تقولون أننا لم نلتقي إلا مرتين و لم نعترف لبعضنا بالحب ، لكن هناك أشخاص لا نلتقيهم إلا مرة أو مرتين لكن مع تلك اللقاءات يتغير الكثير في حياتنا بل يمكن أن تتغير جذريا ، و أنا من هؤلاء الأشخاص فآدم بالنسبة لي كثورة حدثت في حياتي غيرت الكثير و مازالت تغير ، و رغم خروجه منها الآن و بطريقة قاسية إلا أني أشكره من أعماق قلبي لأنه كان منعرجا حاسما في مسار حياتي ، فمنه تعلمت معنى الحب و كيف أحب و كيف يكون قلبي حين أحب ، و جعلني أعيش أحلاما وردية لا تحدث إلا في عالم الخيال ، فأنا أشكره أيضا لأنه كان صدفة ، بل و أجمل صدفة على الإطلاق ، فكما يقال " و ربّ صدفة خير من ألف ميعاد " ، فجعلني أؤمن بالصدف في الحياة ، و أن القدر يلعب معنا لعبة مرة نكون فيها غلبة و مرات عديدة نخسر لكن نتعلم من تلك الخسارة دروسا و نكتسب تجارب في معترك الحياة ، و أنا أتمنى له و من صميم قلبي السعادة و الهناء في حياته و أن يلتقي بفتاة تكون من مستواه تستطيع فهمه. المهم اليوم يوم أحد و هنا في انجلترا هو يوم عطلة ، يعني الكثير من النوم و الكثير من الراحة ، يااااي كم أنا فرحة ، لكن مع ذلك استيقظت باكرا لأنني تعودت على هذا الروتين ، فاستحممت و بعدها غيّرت ملابسي و مشطت شعري و قمت بوضع مكياج خفيف أضفى لمسة على طلتي ، فكنت هكذا  💞💝💋👇

  💖 حب في الغربة 💖حيث تعيش القصص. اكتشف الآن