* الياس *ارتديتُ ثيابي على عجل .. لانطلق نحو المشفى .. اي مصيبة قد حلت اتصلت ديانا لارفض اتصالها ، تركيزي في طريقي .. شعرتُ بطولة .. واخيراً بعد انتظاري وصلتُ وجدتها في تجلس منحنيه الرأس في الرِسبشن .. اقتربتُ لترفع عيناها الغارقه في الدموع
رفعت يداها الحمراء لافزع ..اردفت بارتجاف : اخبرني انه سيذهب ليجلب شيء .. ولم يعد ، اخذه الموت قبل ان يجلب ذلك الشيء .. بسبب احدهم كان يسوق سيارته سريعاً تعرض لحادث قوي .. بينما ذهب ذلك بعد دهسة وكأنه قمامة ، تعجب الطبيب لمقاومته في الدقائق التي حادثني بها
سقطت دموعها لترتمي في حضني ، وسط دهشتي .. وكيف لا وصديقي منذُ سنوات ذهب ليتركني .. كيف وقد ترملت شابة صغيره بسبب شبح الموت .. اصبح مصيرها كوالدتها .. اللهي لماذا التاريخ يعيد نفسه .. قبل اعوام والدتها بذات الوضع .. بذات الكلمات ، بت اخشى ان يكون مصيري الموت وترك ديانا بمفردها .. مع طفل لا يعلم شيء عن والده ..
تنهدتُ لأجلسها ، اكملتُ اجراءات الخروج .. في ليلة البارحه كنا قد جهزنا حفل زفافة .. اما اليوم فنجهز لجثمانه .. مع اقساها من حياة .. لهفة البارحة قد انطفأت تماماً .. احترقت لتصبح رماداً وكأنها شمعة انتهى وقتها .. نسيتُ ان سعادتنا لا تدوم .. لكن مع ذلك حمداً لله على كل حال اتصلتُ بعزيز ليخبر فهد .. اتجهنا الى المقبـرة .. بالسـواد بدل الوان ليلة البارحه .. ماتزال في صدمة ودموعها تعانق وجهها ورقبتها بهدوء .. تحسرت شقيقتي لحال ابنتها الذي شابه حالها سابقاً .. سحبتها لحضنها ، بينما بدأنا بدفنه .. تنظر بعينين بلا لهفة .. قد غادرت الروح معه .. اتفهم شعورها بعد عيشة مع موت والدها .. صدح صوت الشيخ وهو يتلو ايات من القرآن .. ان العزاء كان ثقيلاً علينا .. حبست نفسها في غرفتها ، لا تتناول طعامها ولا تشرب شيئاً .. ثلاثة ايام جعلتني اخشى عليها من حدوث مكروه ..
طرقت الباب بصينيه طعام لادلف .. ابتسمت ابتسامه باهتة
- اتعبت نفسك دون جدوى فلا شهية لي على تناول شيء ..
الياس : جميلتي يجب ان تتناولي الطعام ..قالت والدموع غرغرت عيناها : لا تناديني هكذا ارجوك .. لا احد يناديني بألفاظه ، فيكفيني تحملي بصعوبه لعدم وجوده ، رغم انني لا اتقبل ذلك ..
اقتربتُ لاعانقها .. بدأت بالبكاء .. النحيب وهي تضرب صدري تعاتبه تعاتب نفسها لانها سمحت بذهابه ..
الياس : لماذا تعذبين غسان هل تعتقدين انه سيرضى بعدم تناولكِ للطعام .. انتِ مخطئة هو الان يتعذب بسببكِفزعت لتبدأ بتناول الطعام .. اشاحت برأسها رافضة فكره ان تكون معذبته .. انتهت لتخلد للنوم قبلت جبينها لاخرج ..
سمر : هل تناولت الطعام اخيراً ..!
- كنتِ في الماضي كحالتها واسوء بسبب وجودها في احشائكِ لذا لا تلوميها لشيء .. لا ذنب لها بهِ ..
أنت تقرأ
متضادان
Romanceأربعه قصص حب ، جمعت في غربه أنكلترا ، في جامعة اكسفورد .. بين جدرانها و جدران بناية السكـن .. عبر تلك الاسوار يوجد الكثير من الحكايا ..