الفصل السابع :- (بقايا الماضي)

7.5K 191 13
                                    

• يظل عبق الماضي عالق بنا كلما حاولنا أزالته يتشبث بنا أكثر...

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

دلفت لمياء لغرفة مكتبها وهي غاضبة كبركان أوشك على أن يثور ألقت ما بيدها بقوة على المكتب وشرارات الغضب تنطلق من مقلتيها...

همست منة بقلق :- مالك يا بنتي! ايه الأعصار ده ع الصبح!!.

هتفت لمياء بضيق وغضب :- الريس مش عاجبه المقال ومنع نشره..

شهقت منة بصدمة :- ليييه!!! احنا تعبنا فيه.

جلست لمياء وهي تسند مرفقيها على المكتب وتضع رأسها بين كفيها، تستعيد ما قاله لها مدحت الوكيل رئيس تحرير الجريدة فما قاله كان بالصدمة بالنسبة لها؛ شيئًا لم تكن لتتوقعه...

همست لمياء بعدم تصديق :- تشهير برجل أعمال معروف... ومش عايز مقالات بعد كدا عنه.

أتسعت حدقتي منة بصدمة :- نعم! والمقالات اللي قبل كدا كانت بتنزل ازاي؟!.

رددت لمياء بتفكير :- معرفش بجد بين يوم وليلة حاله أتغير .. صحيح كان بيكون في أختلاف بسبب أسلوبي الجريء في مهاجمة ياسر السباعي بس دي أول مرة يمنع نشر مقال نكتبه.

جلست منة على سطح المكتب لتهتف بحزن :- فعلًا .. عمر الريس ما اعترض على مقال أو تحقيق لينا حتى لما كنا بنتدرب واحنا لسه طلبة...

تذكرت لمياء بداية عملها هي وصديقتها في الجريدة كانت خلال فترة دراستهما بكلية الأعلام كانتا متفوقتين ولم يكن رئيس التحرير يرفض لهما مقالًا نظرًا للسبق الصحفي القوي التي كانت تأتي به لمياء... كان فخور جدًا بمقالاتهم ويري دائمًا أنهما على حق وكان يشجعهما على كتابة أي شيء مادام في طريق الحق وبدليل قوي...

هتفت لمياء بعدما عادت من شرودها :- في حاجة جدت ولازم أعرفها.

انفتح باب الغرفة واندفع منه فؤاد مسرعًا وعلى وجهه قسمات التعجب...

همس فؤاد بعدم فهم :- ايه اللي حصل؟!! الجريدة مقلوبة!!.

أردفت منة بحزن :- الريس منع نشر المقال بتاعنا عن ياسر السباعي..

تسائل فؤاد بلهجة متعجبة :- غريبة .. دي أول مرة تحصل وناويين تعملوا ايه!.

همست لمياء بتفكير :- مش عارفة يا فؤش بس الظاهر إن الموضوع كبير وكبير أوي كمان.

نظر لها فؤاد بتساؤل :- تفتكري هددوه؟.

شهقت منة فزعًا :- مش ممكن .. لو كان هدد مدحت الوكيل اللي دايما جرناله بيكتب الحقيقة يبقى هيعمل فينا ايه اللي ما كناش سايبينه في حاله وأي صفقة جديدة كنا بنعرف عنها أي حاجة بنقلب الجرنال عليه...

همست لمياء بنبرة هادئة وجدية :- متخفيش .. المقال ده لو معرفتش ايه السبب الحقيقي ورا منعه من النشر ونشرته مبقاش لمياء سالم الراشد...

لن أحبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن