الفصل الثاني والعشرون :- (تضاد)

6.2K 148 15
                                    

• لكل شيء في الحياة تضاده وأسوأ ما قد يكون هو تضاد المشاعر....

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

بعد مرور يومان تلألأت الأنوار البراقة وهي تُضيء منزل سالم الراشد فاليوم هو اليوم المعهود لحوريتي من حوريات الراشد عقد قران كبرى فتيات هذا المنزل لمياء الفتاة الثائرة التي دائمًا ما تضرب بالقوانين عرض الحائط وأصغر فتاة في عائلة الراشد الفتاة المدللة رقية ذات القلب الذهبي اللامع... ينعقد قرانهم على وحش عائلة النوري الأدهم ذو الطبع الجارح والشاب الصغير بالعائلة سيف المحب الهائم...
كان الحفل عائليًا؛ فقط أجتمع أفراد عائلة النوري جميعهم، وعائلة الجمال فقد تواجد آسر مع والداه، وجميع أفراد عائلة الراشد فقد أتى سليمان مع مدللته فريدة التي تتشابه دائمًا مع طائر الطاووس، وأكتملت السعادة بوجود فردان مهمان للمياء وأسرتها هما صديقتها المقربة منة ووالدتها إيمان؛ تعجبت لمياء قليلًا من عدم تواجد حازم بجوار زوجته ولكن أخبرتها الأخيرة بأنه لديه عمل كثير على عاتقه فأصبح القدوم إلى الحفل شديد الصعوبة لم تخبرها بالخلاف الحادث بينهم حرصًا على حزن صديقتها بيوم كهذا فهي تدري ما تحمله بصدرها من هواجس تلاحقها تحديدًا بعد لقائها مع أحمد ورفيقة صباهم أسماء فبداخل لمياء تشعر وكأن جنس آدم مهما أختلفت الشخصيات يجمعهم جميعًا الحب في فرض السيطرة، لذلك لم تُثقل عليها منة بما تحمله هي الأخري بمكنون صدرها...

كان الجميع يجلس في الحديقة المزينة بالأضاءة اللامعة ينتظرون عروسين هذا الحفل بينما يجلس أدهم على الأريكة وهو يرتدي قميص وسروال من اللون الأسود رافعًا خصلاته الناعمة لأعلى وبريق عيناه يزداد توجهًا عندما رأها أمامه بفستانها الذي أصر هو على أنتقائه فأصبحت الوسامة هى الوجه الأخر له...
ولجت لمياء من الباب الخلفي للمنزل وهي ترتدي ذلك الفستان الفاتح ذو لون السكر وترتدي وشاحًا من اللون الوردي الهادئ وتزينت بزينة خفيفة لتبدو كحورية هبطت من السماء تلمع عيناها بمشاعر متداخلة فهي كمن يقف على حافة جرف ويحيطه من الجانبان مشاعر متضادة فلا يدري بأي طريق يسلك...
تتبعتها رقية بخطواتها وهي ترتدي فستانًا بلون عينيها كان الفستان الذي أنتقته هي وسيف سويًا، أنتصب سيف واقفًا بعدما لمحها قادمة فنظر لها بأعجاب متفحصًا لها و ما زاد من أعجابه هو ذلك الوشاح ذهبي اللون الذي تخفي به خصلاتها القصيرة التي كانت تأسره بها، ظل ينظر إليها لترفع هي عيناها وتتفحص هيئته الجذابة وهو يرتدي بنطاله الأزرق القاتم وبالأعلى يرتدي قميصًا من اللون الأزرق الفاتح بينما خصلاته مبعثرة بتنظيم فظلت تنظر إليه مطولًا وهو يقترب منها فشعرت بدقات قلبها تتراقص فرحًا وخجلًا بآن واحد....

أقترب سيف منها ليمسك بكفها وهو يطبع عليه قبلة أودع بها مشاعر ممتزجة بين الحب والأعجاب ليهمس قائلًا :- بسم الله ماشاء الله ملاك واقف قدامي.

لن أحبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن