عديل الروح ٥

189 4 2
                                    

      الــبـارت الخــامــس
   ** وبعد جهد جهيد نطقت:
افتحواا الباب لأبوكم.    .......
تسمروا جامدين في مكانهم وبنظرات تائهة وقلوب راجفة تسآءلوا في وقت واحد : منو؟
ردت جدتهم وهي ترى في أعينهم التشتت والتعجب : فارس الغانم....  واقف وراء الباب (وهي تؤشر بأصبعها نحو الباب)....
تقدمت غلا بعدم تصديق وخوف وفتحت الباب ..
رأت شخصا يرتدي ثوبا ابيض اللون...  طويل القامة ونحيف..... يمتلك عيون واسعة لونها رمادي غامق.... أبيض اللون... له شعر اسود اللون يتخلله بعض من الشعيرات البيضاء...
فسألته وهي خائفة وقلقة من اجابته : انت مين! ؟
رمقها بنظرات فاحصة وأجابها بسؤال وهو يتمنى ان يصدق توقعه : انتي غلا !
اومأت برأسها إيجابا دون ان تتفوه بكلمة...وهي ترمقه بنظرات غريبة.....
تقدم خطوة نحوها  وهو يدعو من كل قلبه أن لا تصده وتنكره فقال بكل مايحمله صوته من شوق وحب لفتاته : يُبة غلا.....  فاكراني!؟  ....والله أني مانسيتك كلش ... شُكد اتمنيت أشوفج ... واضمج لين اشبع منج...  بس إتخنت يبة خدوني غدر وخيانة وحبسوني طول هاالمدة  ..   .... احلويتي  وكبرتي ياغلاتي ...تعالي يمي..  تعالي في حضني ألمج....  ............
لم تستطع غلا الصمود امام هذه الكلمات التي تحمل كل معاني الحب والشوق لها ... فأرتمت في أحضان أبيها باكية ومعاتبة له ... لبُعده عنهم طوال هذه الفترة ...
تساقطت دموع والدها شوقا وحبا لهذه الفتاة وضمها بكل قوته وكأنه بهذه الطريقة سيشُبع نفسه الجائعة من حرمانه لها طوال هذه السنين...
وبعد أن هدأت أنفسهم من هذه المشاعر الجياشة . .توجه فارس بالحديث الى لطيفة وبين احضانه غلا :  شلونك يا ام جوليا... عساج بخير ...
لطيفة وهي تمسح دموعها بأطراف ثوبها : الحمدلله يا ولدي  نحنا بخير.....
قال  فارس  باسما وهو يبحث بأنظاره عن محبوبته وام ابنته  : يستاهل الحمد ... ... وتساءل بعد أن تعب من البحث عن ضالته ولم يجدها : وينها  جوليا ... ليش ماني شايفها ... لا تكون لساتها نايمة ...
أبعدت غلا نفسها من بين أحضان والدها ونظرت إليه ثم عاودت النظر إلى جدتها التى لم تتمالك نفسها فبكت..
قال فارس بحيرة وهو يرى دموع تلك :  اكو شئ (الحاصل شنو ) .... ليش ماني شايفها هي مريضة او بها شئ ..... غلا ...
دمعت عيون غلا وردت على أسئلة أبيها الحائرة : ماما راحت للي ارحم مننا كلنا .....
بعد ان سمع هذا الكلام جلس على الارض  وهو يضع يديه على راسه من هول ماسمعه فهو كان يأمل أن يجدها  لكي يثبت لها أنه لم ينساها ومازال يعشقها وقد اوفى بوعده لها حتى وإن  طالت المدة ....
  جلست غلا بجانبه وامسكت يديه بعد أن رأت دموعه تسيل على خدوده: اترحم عليها وادعي ليها لأنها حاليا مامحتاجة غير ل دعواتنا ...
مسح فارس دموعه واستغفر ربه وقال وهو يقف مجددا : الله يرحمها ويحسن إليها... ويشهد الله أني راضي عنها كل الرضا ....ونظر إلى غلا مواصلا : والحمد لله انج موجودة في حياتي ... وعسا ربي يمد في عمري واكدر اعوضج عن كل سنين اللي راحت وانا بعيد عنج..
غلا : انا واخواتي ...
فارس بتساؤل والصدمة تعلو ملامح وجهه : اخواتج!!؟
غلا بتوضيح : ماما ماتت بعدما ولدت ... وجابت سما وصبا ...
جحظت عينا فارس مصدوما  ومتفاجئا من هذه الأخبار الجديدة وظل يتلفت باحثا عنهم :  الحمدلله ... الحمدالله..... وينهم ... ليش ماني شايفهم...
غلا وقد انتبهت لتوها لعدم وجودهم : في غرفتهم... دقيقة اناديهم ليك . ..
وتحركت بإتجاه غرفة اخواتها ... وعندما دخلت عليهم وجدتهم في حالة انهيار تام من البكاء ....
غلا وهي تحاول التخفيف عليهم : عارفة انو الصدمة كانت قوية عليكم وانو صعب بعد السنين دي كلها وفجاءة وبدون سابق إنذار يظهر بابا ... بس تعالو شوفوهو وسلمو عليهو وبعداك عاتبو على راحتكم
قالت صبا من بين دموعها : وحيفيد ب ايه العتاب بعد دا ...  حيقدر يغير في اللي حصل معاي .. او حتى في نظرات الناس لينا ... صدقيني السكوت افضل ....
.............. وليش تسكتي يا بنتي....
تفاجأو بدخول والدهم عليهم .......
فارس وهو ينظر إليهم :  اسف ياغلاتي ماكدرت اصبر... واني كل شوق للكاهم (للقاهم) ...صمت قليلا وهو يمتع ناظريه بملامحهم وأشكالهم بكل لهفة وشوق ...
لا تسكتي .. كولي لي كل اللي في كلبك وانا مستعد اسمعج ... ولو عندج  حك(حق) عندي راح اعطيجي اياه   بكل رضا انتي واخواتج .... بس الاول اتركيني اضمكم في حضني  وابوسكم لييييين  اشبع منكم ومن ريحتكم ... اترياكي .....

عديل الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن