البارت السادس عشر
وفجاءة عرفت مابه من عِلة وقامت مفزوعة من على سريرها ووقفت لتسأله بكل خوف من إجابة هذا السؤال وقالت بهمس وترقب : فهد انت سكران !!
همهم ببعض من الكلمات التي لم تفهمها....
وسألته مجددا وقد أصبحت واثقة من الإجابة ولكنها تريد أن تكذّب نفسها : فهد ..انت شارب مش ....
فهد بغضب لامبرر له :
If you do not like this, leave me alone......
وهذا ما فعلته بالفعل فقد أغلقت هاتفها في وجهه دون أن تنطق بحرف واحد ..... ب
عادت إلى سريرها واندست بين فرشها تطلب القوة والصمود من الله ودموعها تحكي مابها من وجع وقهر قاتل ....
*****************
امريكا ١١م
كانت تشاهد التلفاز وبجانبها يجلس سلطان محتارا في أمرها فقد استيقظ بعد تلك القيلولة نشطا وسعيدا لانه اعتقد ان علاقتهم تقدمت إلى الأحسن بعد تلك اللحظات الجميلة التي قضوها معا ...ولكنه تفاجأ بصمتها وعدم استجابتها لحديثه وكأنها استبدلت بآخر غير تلك التي كانت معه وقت الظهيرة ....وبينما هو غارق في تحليل هذه الشخصية التي أمامه...وإذ بها تصرخ فجاءة وهي تضع يدها على صدرها ..اقترب منها مفزوعا و متسائلا عن ماجرى لها .......
سلطان وهو يجلس بجانبها بخوف وقلق عليها : صبا مالك !؟ فيكي شنو ...
صبا وهي تضغط على صدرها لكي يخرج الهواء منه وتتحدث بعناء وصوت كاتم : ماقادرة يا سلطان..ماقادرة اتنفس ....
استغرب سلطان من هذه الحالة المفاجئة التي أصيبت بها وقال وهو يحاول أن يحملها وقد تملكه الخوف والقلق من تغير شكلها : يلا ...اوديكي الدكتور ...انتي شكلك مامطمن ولون وشك قلب اسود عدييل ..
ازاحته عنها وهي تقول وقد احست ببعض من التحسن : دكتور لا .... خلاص بقيت كويسة ....شكلها كتمة نفس بس.....
قال سلطان لعدم اقتناعه بردها: حتى لو بقيتي كويسة ...نمشي نفحص عشان اطمن عليكي .... ونعرف سبب الزمة الجاتك دي من شنو ....اول مرة اشوفك بالحالة دي ....
صبا وقد استعادت بعض من قواها : سلطان ارجووووك انا الدكاترة مابحبهم ....ومااول مرة تجيني الحالة دي ....
جحظ سلطان عينيه مستغربا من كلامها وقال : وعايزة تبقي دكتورة كيف طيب !؟ ....ولو جاتك الحالة دي قبل كدا جاتك ليه والسبب شنو ...
صبا وهي تحاول ان تتذكر المرات التي احست فيها بهذا الضيق : عايزة ابقى دكتورة لأني بحب اساعد الناس لكن ما بحب زول يكشف على او يساعدني ...
سلطان ومازال يتملكه القلق من مااصابها : صبا من متين وانتي بتجيكي الكتمة دي ....
صبا بتركيز : دايما لامن يحصل لي كدا بكون وراهو ............. وصرخت بقوة : سما ...
وقامت تركض تبحث عن جهازها وسلطان خلفها قلق عليها وعلى رد فعلها الغريب ......
اتصلت بشقيقتها ولكن دون جدوى فتلك لم ترد عليها وظلت تحاول إلى أن اخذ سلطان منها الجهاز وهو يقول : كفاية ياصبا .... ان شاءالله ما فيها حاجة واحتمال كبير تكون نايمة لانو الوقت هناك بدري خالص ...
نظرت إليه وكلها رجاء بأن يكون ما يقوله صحيح وليس مجرد كلام لتهدئتها : تفتكر كدا ... بس هي نوما خفيف وأقل صوت بصحيها....وانا اتصلت عليها كتييير وماصحت ... لا لا انا مامطمنة ..وبسطت يدها نحوه وهي تضيف قائلة : - اديني تلفوني بحاول تاني يمكن حاصل عليهم حاجة....
قال سلطان وهو يبعد عنها الجوال ويمسك بيديها مطمئنا لها: صباي .... طلعي الأوهام دي من راسك وأهدي ...وان شاءالله كلللهم بخير ...اصلا كلها ساعة او ساعتين حيصحوا وح تطمني عليهم ....
نظرت إليه بقلق وقالت : إن شاءالله احساسي المرة دي يخيب ويكون ما في حاجة فعلا....لانو كلما تجيني الحالة دي سما بيكون حاصل عليها شئ .... سلطان انا عارفة نفسي ما ح اهدي إلا اسمع صوتا واتطمن ... خليني احاول ليها مرة تانية واذا ماردت بنتظرها لحدما تصحى.....
لم يستطيع سلطان ان يصمد أمام الحاحها فأعطاها لها وقامت هي بالاتصال على شقيقتها وهي تدعو الله راجية ان تجيب عليها .... ولم تمضي ثواني إلا وفُتح الخط ..
فصرخت بفرحة : سماااا... انتي وين !؟ انتي كويسة امي وغلا كويسين ..اتصلت عليكي كتير مارديتي ..
أجابتها سما وهي تحاول ان يبدو صوتها طبيعيا: نحنا كويسين ما فينا حاجة ...واهدي شوية اكيد ازعجتي سلطان وجننتيهو معاك ...
حينها نظرت صبا إليه ووجدته مبتسما فأبتسمت له دون أن تشعر وقالت : انتي عارفاني انا بجنن بلد لو ما اخدت العايزاهو ... سما انتي كويسة صوتك مامطمني ..
سما بضحكة مصطنعة : وانا ح اتوه عنك ..الله يعينو عليكي وعلى جنونك ....... صدقيني ياصبا ما في حاجة حتى انا سامعة صوت امي وغلا شكلهم صحوا ح أديكي ليهم عشان تتكلمي معاهم ...
صبا بحيرة : غلا كانت بايتة معاكم ولا شنو !؟
سما : ايوا ...جات امس... وبيني وبينك حاسة بيها مامرتاحة ..... بس هي رافضة تحكي ...انتي عارفاها كتومة ...
صبا بحزن: طول عمرها شايلة همومنا وحقها تخفي جواها وتمشي... الله يعينها على نفسها ...
سما وهي تخرج من غرفتها وتصبح على جدتها وغلا : اميييين ... هاكي امي اتكلمي معاها .....دي صبا
اخدت الجدة لطيفة منها الهاتف وأخذت تتحدث مع صبا بكل حنان وشوق وتسألها عن حالها واحوالها وتوصيها على نفسها وعلى زوجها ... وبعدها اخذت غلا الهاتف وقالت ممازحة : أصبحنا وأصبح الملك لله ... انتي مابتعرفي الزوق اصلو ..عارفة الساعة عندنا كم !؟ نحنا يادووب صحصحنا ...
صبا بضحكة : انا اضرب في اي زمن ..مالي دخل بالتوقيت .... كيفك غلاي ولا الاسم دا حصري على ناس كدا ....
ابتسمت غلا بحب لهذه المشاكسة الصغيرة : انتي اي حاجة منك مقبولة ...الحمدلله انتي كيف وسلطان ...وأميركا معاك .
صبا: الحمدلله ...كلو تمااام ...بس زهج والله ...عايزة ارجع بس سلطان قال لي الا أتعلم انجليزي عشان ح استفيد منها في الجامعة ....
غلا بتأكيد : ودا الصح ...مادام ما حتقري السنة دي اتعلمي هناك حاجة تنفعك بعداك ارجعي .....يلا ياصبا انا ح اضطر اودعك لانو عندي جامعة ولينا عاملة لي ازعاج كل شوية ضاربة.... بتصل عليك بعدين اذا لقيت طريقة تمام ...
صبا : خلاص تمااام ... ..وسلمي لي على المجنونة صحبتك دي ...وقولى ليها اعفن منك الله ما خلق...
جحظت غلا عينيها وتساءلت : ليه يعني !؟
صبا وهي تضحك : انتي بس قولي ليها وهي حتفهم ..
غلا وهي تهز رأسها مستسلمة: اصلا انا كان دخلت بيناتكم ح اضيع ... يلا مع سلامة
انتهى الاتصال بينهم ولكن قلوبهم مازالت متصلة ببعض فكل واحدة منهم تحمل هم الأخرى وكيف تسير في حياتها لوحدها دون شقيقاتها الاخريات ... ...
************
وفي مكان آخر :
انهارت باكية وهي تضربه بكل قهر وغضب : ليه ..ليه تعمل فيني كدا عملت ليك شنو انا ......
ابعدها عنه بكل برود وقال : ماضربتك على يدك ولا جبرتك ..جيتيني وانتي عارفة الحيحصل شنو ...فما في داعي للتمثيل دا كلو...
قالت بحرقة وحقد : الله ينتقم منك ..الله ياخدك ... وان شاءالله تشوفوا في اقرب الناس ليك كل العملتو فيني دا .....
اهتز قلبه من هذه الدعوة الخارجة من اعماق اعماق قلبها وماذا سيحدث له اذا استجاب الله دعوتها... ولكنها صحوة استمرت ل ثواني فقط ثم عاد إلى ماهو عليه متناسيا كل شئ عدا لهوه وانسه...
*************
في الجامعة ...الساعة ١٠ ص ..
لينا بغضب : ستين مرة قلت ليك البينا انتهى ... فلو سمحت تاني ماتجيني هنا ...
عاطف برجاء : لينا ارجوكي اديني فرصة واحدة بس اعوضك عن الحصل ليكي ب سببي ...
لينا بضحكة استهزاء : ياما وياما اديتك فرص وانت ماقصرت في تضيعها ودا كلو كان عشان خاطر عزوز .... عزوز كان نقطة ضعفي الوحيدة واهو راح للاحن مني ومنك ربنا يتغمدو برحمتوا ..ولو على الحصل لي بسببك ...انا مسامحاك لوجه الله.. شوف ياود الناس طريقك وربنا يسهل ليك دروبك ...وسيبني انا ابني حياتي من اول وجديد دا اذا قدرت ابنيها...
صرخ فيها ذاك بغضب : يعني عايزة تتزوجي تاني ...طيب ما أولى انا من الغريب ...
لينا بغيظ وغضب مكتوم وهي تتجنب رفع صوتها لكي لا تلفت الانتباه : ومالو كان اتزوجت تاني حلااال عليك وحرام علىّ .... دا حق من حقوقي وانت اصلا ماعندك سلطة على دي حياتي انا وبخططها براي ب مزاجي . .... اتزوج ما اتزوج شئ مايخصصصصصك ... مع انك قرفتني في الرجال وفي الزواج عموما ....
عاطف بيأس : دا آخر كلام عندك ....
لينا بملل : من يوم وفاة عزوز وانا كلامي واحد ...انتو الماعايزين تفهمو.... ولو سمحت تاني ماتجيني هنا تاني وأنساني زي ماانا نسيتك .. عن اذنك عندي محاضرة ...
تركته وذهبت وهي تتمتم بغضب بينها وبين نفسها لهذا العاطف الذي لا يفهم ويريد ارجاعها الي حياته ...هل هي غبية الى هذه الدرجة حتى تعود إلى حياة رأت فيها كل الذل والاهانة ...
واي ثقة هي ام غباء هو ما يأتي بطليقها إليها كل فترة وأخرى ويطلبها للزوااج مرة أخرى وكأنه على يقين بأنها سترضخ له مرة أخرى... وبينما هي في قمة غضبها وشرودها اصطدمت بشخص فوقع جهازها وكل ما تحمله في يدها ....
لينا بغضب وهي تضرب الأرض بأرجلها : اوف اوف اوف ... كنت ناقصاك انا ... انا معترفة اني متهورة وغبية وعميانة وكلو علئ ..بس انت مالك ما بتشوف برضو !؟ .....وانحنت تجمع اشيأئها وهي مازالت تتحدث...
اما عن الشخص الذي اصطدم بها فقد وقف مبهوتا مصعوقا مما يسمعه ويراه ...... وانتبه لها وهي تقول : الله يجازيك يا عاطف....ما بتجيب معاك غير المصائب ..
فقال لها : عفوا .. بس انا مااسمي عاطف ...
عندها فقط رفعت نظرها إليه.. كان طويلا ووسيما، اسمر اللون وخفيف اللحية .. ردت عليه بعد برهة : عارفة انك ما عاطف...واحمد ربنا انك ماهو ...
ثم نظرت إلى جهازها الذي تفكفك الي اجزاء وقالت: كسرت لي جهازي ب كتفك العريض دا ... اعمل شنو انا هسي...!؟؟
ابتسم ذلك لبراءة حديثها وقال وهو يحاول أن يكتم ضحكته التي تنوي الخروج في اي لحظة بسبب طريقة كلامها ومنظرها : انا فعلا بعتذر .... وممكن تديني جهازك اصلحوا ليكي على حسابي ....
وكأنها لم تصدق عرضه ..فقد اخرجت الشريحة والذاكرة ثم أعطته الجوال وهي تقول : تمام .... لامن تصلحوا..جيبوا لي في الكلية انا بقرأ تانية تمريض..اسمي لينا ...مع سلامة ... عشان الحق المحاضرة ..
* معقولة في ناس لسة بالعفوية والبراءة دي ...كيف تثق فيني وتديني جهازها الخاص اكيد فيهو ارقام وصور غير عن الفي الذاكرة الطلّعتها بكون محفوظ في الجهاز . ....هذا ماكان يفكر فيه ذاك الشخص الذي اصطدمت به لينا وهو يتابع اختفائها عن الانظار مع ابتسامة تعلو شفاته ......
************
في جامعة غلا : الساعة ٢م ..
انتهت من محاضراتها وقررت العودة بعد أن ودعت صديقاتها ولكن اوقفها صوت معاذ وهو يسلم عليها ....ردت له السلام ...وبعد السؤال عن الحال والأحوال.....
سألها معاذ قائلا : كيفها !؟
عرفت غلا قصده واجابت بكل صدق : ماظنيت انها تكون كويسة ...في حاجة حصلت بيناتكم وكسرتها. .. بس اللي انا متأكدة منو انها لسة بتحبك وباقية عليك....
معاذ بلهفة وعدم تصديق : جد ...معقولة بعد اللي حصل بينا وبعد اللي سويتوا فيها وتكون لسة بتحبني.. ارجوكي ياغلا ماتأمليني على الفاضي ..
غلا بتأكيد : صحيح انا ما عارفة الحصل شنو ومن شكلها الأيام دي باين انها حاجة كبيرة جدا ....بس صمتها عن عملتك فيها ودفاعها عنك كل مااهلها يضغطوا عليها عشان يعرفوا سبب شكلتكم وهي رافضة تصرح ...وعدم طلبها الطلاق إلى الآن.... وتلفونها الماسكاهو ٢٤ ساعة كأنها مستنية مكالمة مهمة ...دا كلو بثبت انو تمارا لسة بتحبك رغم الوجع اللي فيها بس محتاجة تبعد عشان تراجع حساباتها وصدقني الجاييك كبير شديد ....
معاذ بفرحة : الله يطمن قلبك زي ماطمنتيني وفرحتيني ...وانا مستعد اتحمل اي حاجة منها بس هي ترجع لي .....وترجع ل حياتي
غلا بأمل: إن شاءالله راجعة ....وانت اتصل عليها كل يوم حتى لو مابتتكلم معاك . .صبح ومسي عليها ان شاءالله مسجات ...عودها على كدا عشان تفهم انك مانسيتا ... اقل اهمال منك ممكن يضيع كل الحب اللي جواها ...لانو المراءة بطبعها بتحب الاهتمام والدلع ..صدقني لو مسكول ساي بفرق معاها ...
معاذ بتأكيد : تمام .... بزهجها مكالمات ومسجات لحد ما ترضى ...مع اني طول الفترة الفاتت بتصل ومابترد ... بس بقلب على الرسائل ونشوف تأثيرها ..... شكرا ياغلا رغم اني اترردت كتير قبل ما اجي اسألك عنها ...بس الحمدلله اني مااتراجعت لأنك بالجد ريحتيني شديد ...
غلا بإبتسامة: ولو ... نحنا في الخدمة انت في مقام اخوي وهي اختي وعلى قدر ما اقدر بساعدك عشان ترجعوا ل بعض ...وبسعدني كتيير اني اشوفكم مبسوطين ومتهنين في حياتكم ...
............: السلام عليكم ..
معاذ بفرحة : تيم يا هلا ...والله الجامعة نورت ..اول مرة تعملها وتدخل جوا ...ولا جاي تسوق المدام...
تيم بإبتسامة: زهجت من الانتظار وقلت اجي اشوفها جوا ...واتاريك محتكرها .. عشان كدا اتأخرت وماطلعت في مواعيدها كالعادة ..غلا ...
غلا بفرحة : هلا تيم كيفك ....وكيفك ياعم إسماعيل...
ردو عليها...أنهم بخير......
معاذ بمزاح : صراحة ياتيم انا بحسدك على زوجتك ...عندك جوهرة بين ايديك ربنا يحفظها ليك ...
احست غلا بالخجل ...واستغرب تيم من هذا الكلام وقال بغيظ : اميييين... بتحسدني وانت متزوج ....وينك ياتمارا تعالي اسمعي الكلام دا ...
ضحك معاذ وقال وقد احس بغيرة تيم الواضحة في نبرات صوته: خلاص خلاص ...ياكلمة ردي مكانك .كلو ولا تمارتي ...
ضحك تيم وقال بنفس أسلوب صديقه : كلو ولا غلاي..
قالت غلا بخجل يكاد يقتلها : تيم خلاااص... ماتنسوا اننا في الجامعة ....
تيم بهمس في اذنها فقد كانت تقف بالقرب منه : اموت انا في خجلك ....
رفعت غلا نظرها الي معاذ لكي تعرف اذا سمع هذا الكلام ام لا ..فوجدته مشغولا مع جهازه وقالت بهمس مماثل لهمسه :لا .. انت الليلة ماطبيعي ...خلينا نمشي قبل ما تسبب لي زبحة قلبية...
ضحك تيم بعلو صوته مما جذب الانتباه إليهم وقال بكل صدق : غلاي ... والله العظيم بحبك وبموت فيكي...
رغم خجلها وتوترها من هذه الجملة ورغم غرابة الاحداث والمكان إلا أنها اسعدتها جدا لأنها خرجت من فمه بكل عفوية وصدق ..ولأنها كانت في أمّس الحوجة إلى سماعها في هذا الوقت بالاخص لتعيد إليها ثقتها بنفسها التي تزعزعت وبعضا من القوة ....
**********
وبعد شهر .....
في منزل ام احمد : الساعة ٩م
رحمة وهي تتحدث مع احمد الذي ينام في غرفته القديمة : ياولدي في شنو!؟ والحاصل عليكم شنو ..ليك اسبوع قاعد ب جاي ..لا راضي تقول لينا في شنو ...ولا راضي تشوف مرتك اللي رجعت بيت ابوها زعلانة...
احمد بنرفزة : امي انا كدا مرتاح ...وترنيم خليها قاعدة في بيت اهلها احسن ..عشان مااغلط عليها
ابرار بحيرة : قبل أسبوعين كنت مبسوط وبتقول ترنيم اتغيرت للأحسن وبدأت تهتم بيك وتهتم ب بيتها ..ايه اللي قلب حالكم فجاءة ...
احمد بغضب : دي عمرها ماحتتغير .... وتاني ماتجيبو لي سيرة وإلا ح اسيب ليكم البيت وامشي ...
رحمة بهلع: لا لا كلو ولا انك تسيبنا .... خلاص ياابرار اسكتي ويلا نمرق عشان يرتاح حبة ...
خرجوا وكأن على رؤوسهم الطير فقد تغير احمد فجاءة دون سابق إنذار وبعد أن كانت علاقته ب ترنيم في طور التحسن ...انقلب حالهم إلى الاسواء...والسبب في علم الغيب ....
************
وفي صباح اليوم التالي :
في منزل فارس الغانم : الساعة ٩ ص
رن هاتفها كثيرا ولكن لم ترد عليه ..فهي تعرف هوية المتصل فقد ظل طوال الأيام السابقة يتصل عليها مرارا وتكرارا دون ملل او تعب دون أن تجيب عليه .....
دخلت عليها جدتها لانزعاجها من هذا المتصل فوجدتها تجلس بإسترخاء على سريرها وفي يدها كتاب تقرأه غير آبهة بهذا الصوت المزعج .. فأخذت الجوال واجابت عليه قبل ان توقفها سما : ايوا ..انت منو ...عايز شنو...والله ياولدي مافاهمة حاجة من كلامك... ونظرت إلى سما وقالت : دا برطن كدا بكلام زي اللي بجيبوهم في التلفزيون ....
انفجرت سما في الضحك فقد عرفت ان فهد يتحدث معها بالانجليزي بعد أن علم أنها ليست هي ...
وأغلقت تلك الجهاز عندما يأست من فهمه ...
وقالت بحنق : الله يجازيهو ...عامل ازعاج من الصباح وفي النهاية ما فهمنا منو حاجة ....
سما وهي مازالت تضحك على جدتها: معليش يا امي الظاهر ضارب غلط ....
لطيفة بغضب : طيب ردي قولي ليهو الكلام دا ..احسن من الإزعاج الكنا فيهو دا . ..
سما بهدوء : حاضر يا امي...واسفين على الازعاج ...
وقالت لطيفة وهي تتوجه نحو الباب : الله يهديكم يا بنتي ...
وقالت سما قبل ان تخرج جدتها : امي ...صحبتي اتصلت علىّ الصباح وشاورتني في موضوع ...وانا قلت ليها بسأل ليك امي ....
لطيفة : قولي ...عسى ولعل اقدر افيدها ...
سما بحذر : هي متزوجة وزوجها مقيم برا يعني في دولة أوربية.... وعلاقتهم حلوة مع بعض...بس في الأيام الفاتت اكتشفت فيهو سلوك ماكويس.... وخايفة تكون اتخدعت فيهو ويكون في حاجات تانية مخفية عنها ....
سألتها لطيفة : والسلوك الاكتشفتوا شنو !؟ ...
ردت سما : عرفت انو بشرب خمر ....
عادت لطيفة الي داخل الغرفة وجلست على السرير ودعت سما للجلوس بجانبها وقالت بحنان : شوفي ياسما ...في كل إنسان في بذرة من الخير وبذرة من الشر ...اما الخير يتغلب على الشر او العكس صحيح .... ودا بعتمد على البيئة اللي عايش فيها والناس اللي حواليهو....... قولي ل صحبتك ما دام اتزوجتيهو ف حاولي انك تصلحيهو ...واسقي بذرة الخير الجواهو عشان تكبر ويفوق ل نفسو ساعتها هو براهو ح يعرف غلطو ويصلحا ...ومادام علاقتهم كويسة وفي بيناتم مودة وحب فأكيد حتقدر تأثر عليهو وتنجح في إصلاحوا ان شاءالله ... ويلا قومي خلينا نمشي نفطر سوا....
اومأت لها سما برأسها إيجابا.... وهي تفكر في كلام جدتها ...هل فعلا ستنجح في تغييره إلى الأحسن ام ستفشل في ذلك وينتهي كل شئ كان بينهما .....
**********
منزل يوسف البدري : الساعة ٧م ...
كانت غلا تجلس في الصالة وبرفقتها تمارا يتسامرون سويا ...
غلا : اها راجعة متين !؟ ...
ابتسمت تمارا بخجل وقالت : يعني اسبوع كدا وراجعة ...بس ما كلمت زول غيرك ... لأني عايزة اتكلم مع معاذ اول ونتفق قبل كل شئ ... عشان ابدأ معاهو من اول وجديد....
غلا بفرحة صادقة : الحمدلله انك رضيتي عنو ...والله لو شفتيهو ملهوف عليكي كيف ... كان رجعتي زمااااااان .. ربنا يسعدكم ويهنيكم ان شاءالله...
............ غلا هنا تعالي اسأليها....هذا ما قالته ترنيم وهي تدخل بصحبة امها وسلافة...
غلا بحيرة : في شنو!؟
عالية وهي تظهر لها شريط دواء تحمله في يدها: دا بخصك انتي !؟ ...
تفاجأت غلا بسؤالها والذي فاجأها أكثر وجود الشريط بين يديها : انتو بتفتشوا غرفتي ولا شنو ...
عالية بصراخ وغضب : جاوبي على سؤالي من غير لف ودوران ...
ابتسمت غلا ابتسامة سخرية وقالت : انا مامحتاجة الّف وادور عشان اجاوب على سؤال عادي جدا ودا ما من طبعي ...ايوا الشريط دا والكان في غرفة نومي حقي انا ...
عالية وبنفس نبرة الصوت العالي: بتبلعي حبوب منع حمل وليه وعشان شنو !!؟...اذا انتي ماعايزة تجيبي طفل يحمل اسمنا فنحنا اصلا مابنتمناهو يجي منك ولا بتشرفينا ولابنتشرف ب طفل خالتو جربت سرير الزواج قبل ماتتزوج!!..
غلا بصراخ هزّ أركان المنزل : حدك !! كل شئ ولا أخواتي.... اتكلمي فيني زي ماعايزة ..اشتميني اضربيني اذا بتحبي .... بس اياكي ثم اياكي تسئ ل اخواتي او تجيبي سيرتهم بكلمة واحدة شينة في حقهم ساعتها اقسم بالله ما ح ارحمك ولا بعمل اعتبار ل زول ..... ....
وفجاءة اتااااااهم صوت تيم وهو يصرخ بغضب : غلاااا!!
قالت عالية وهي تبكي وتتناثر من عينيها دموع تماسيح : شفت ياتيم ...آخر الزمن زوجتك بتهددني...ودا كلو عشان شنو ...عشان بس سألتها انتي ليه بتبلعي حبوب منع حمل ....
ظهرت الصدمة على وجه تيم وسأل بدهشة : جد الكلام دا ياغلا ...
ارادت غلا ان تفهمه الحقيقة وقالت : ايوا بس ...
وقاطعتها عالية قائلة وهي مازالت تمثل البكاء والحزن : دي ياها الحاربتنا عشانها ..دي الوقفت قصادي انا امك عشان تتزوجا وفي النهاية طلعت ماعايزة منك خلفة.... دي اللي قلت عنها بتحبني وبحبها قلّت ادبها فيني ورفعت صوتها علىّ ..عايز تاني شنو ياتيم عشان تعرف انو كلامنا عنها كان صح .....
تيم بحزن : ليه ياغلا .... ليه تعملي فيني كدا ...وانا المتمني اشيل منك طفل ...ليه وانتي عارفة شوقي وحبي للأطفال .... وبحكي ليكي كل يوم عن حلمي في ولد او بنت اختها في حضني اتونس معاها الاعبها وانومها ..حتى اساميهم نحنا اخترناها سوا... .. ليه ماصارحتيني وقلتي لى الحقيقة وانك ماعايزة مني أطفال.... كسرتيني ياغلا .. كسرتيني وصعب انو الكسر دا ينجبر تاني ......
خرج تيم مسرعا وأرادت غلا اللحاق به : تيم اصبر اسمعني طيب على الاقل .....
اوقفتها سلافة بيدها وهي تقول : سمعناكي بما فيه الكفاية وخلاص نهايتك قربتك.. لانو زواجك من تيم كان غلط ولاازم يتصلح.....
ابعدتها غلا عنها وقالت بكل ثقة : ومين البحدد النهاية دي ...انتي !؟ شوفي انا كان شكيت في نفسي عمري كلو ما ح اشك في حب تيم لي انا ... ودي حاجة انتي عارفاها وكلللكم عارفنو.. ....
وتحركت مغادرة وهي ترى والدة سلافة تدخل عليهم ... دخلت غرفتها تبحث عن تيم ولم تجده فخرجت لكي تبحث عنه في مكان آخر ...وفور خروجها وجدت سلافة تنتظرها....
سلافة بحقد وكره : انا ما عارفة انتي قدرتي تضحكي عليهم كيف وتخليهم يحبوكي قدر دا....
غلا وقد احتارت في صيغة الجمع التي تتحدث بها سلافة : منو ديل !؟ .
سلافة : تيم ...واكيد حبيب القلب مستر وائل ...
ضحكت غلا ضحكة استهتار وقالت : وانتي اللي حشرك شنو ... يحبوني ...يكرهوني شئ ما يخصك... ولا غيرانة ...
سلافة بتكبر وعجرفة: انا اغير ومن منو !!؟ منك انتي ...(ورأت تيم قادم نحوهم دون أن تنتبه له غلا)لا يا حبيبتي انا مازيك بلعب على الحبلين ....اتزوج واحد واعشم التاني على الزواج ... اهااا عشان كدا بتبلعي الحبوب ..الظاهر في اتفاق ههه
احتارت غلا في كلامها وقالت : انتي بتقولي شنو ... !؟ وثم ثانيا خصوصياتي ما تدخلي فيها ...ستين مرة قلت ليكي ما ليكي دخل بي ...ان شاءالله يحبوني عشرة او احب عشرة ...دي حاجة مابتخصك.... وغرفتي برضو خط أحمر...
سلافة بمكر وتمثيل : الله يسامحك ...انا حاولت اتقرب منك وانصحك وكم مرة نبهتك وقلت ليكي اللعب على الحبلين نهايتو وخيمة ...وانو وائل ماحينفعك ...برضو ماصدقتيني واصريتي تتكلمي معاهو وترسلي ليهو الصور ..
غلا وهي لا تفهم شيئا مماتقوله هذه المجنونة عن اي صور تتحدث ومادخل وائل بكل هذا ولكن قبل أن تسألها سمعت صوت تصفيق حااار من تيم : برافو برافو .... وصلتي ل الصور ياغلا...
جحظت تلك عينيها بعد أن راجعت كلام سلافة معها الغير مفهوم لها والذي قالته فقط لكي تُسمع شخص آخر
غلا بهدوء وبحزن ظهر جليا في نبرات صوتها : صدقتها !!...
تيم بإبتسامة ألم : حاولت امحي كل الكلام القالو لي وائل قبل زواجنا وأقول لنفسي ما تشتغل بيهو دا واحد داير يوقع بيناتكم ل شئ في نفسو.... بس كل الأحداث الحصلت طول فترة زواجنا بيأكد كلامو .... انا مابلومك انتي زي اي بنت دايرة اللي يتغزل فيكي وفي جمالك ...دايرة تشوفي في عيون اللي بيحبك صدق كلامو وتعيشي معاهو لحظات رومانسية صامتة ولامن تزعلي يعرف زعلك من حركاتك ونظراتك .... وتمشي معاهو اي مكان ويبقى ليكي سند تتحامي فيهو مش يعيش عالة على قلبك ...عارف اني حملتك فوق طاقتك وحاولتي تعيشي معاي بقدر الإمكان .... بس مشكلتك انك خاتة في راسك اني ممكن اكون طبيعي واتعامل زي وزي اي واحد كامل ماعندو نقص..... وناسية او متناسية اني عميان ....
نظرت إليه غلا ونظراتها تحمل كما من الخيبة والألم وقالت : عارف مشكلتي شنو !؟ اني وثقت فيك وحبيتك وافتكرت انك ممكن تبادلني نفس الثقة بس انت عشت في اوهام شغلتك طوال فترة زواجنا بسبب كلام وائل عني مع اني حلفت ليك كم مرة انو مابتربطني بيهو اي علاقة لا قبلك ولا بعدك....... عارف بالرغم من كل الحبّ الذي كان بينا وكنّا بنعيشه .. وكل الوعود بالثبات .. كنت حاسة انو حيجي يوم وح اكون في الطريق دا براي .. وح أحلم من جديد براي .. كنت عارفة أنك ح تفلت من قلبي ويدي .. باختيارك .. أو رغمًا عنك .. ومع دا كلو ماقدرت أفرّط في لحظة حبّ واحدة معاك ....
امتلأت عينيها بالدموع وأضافت قائلة بعد أن اخذت نفسا عميقا تعيد بها روحها التي تشتت : تيم ... نحنا مابنفع لبعض ... صحيح بحبك ومتأكدة انك بتحبني .... بس طريقنا ما واحد وحياتنا مع بعض بنفس الفهم مستحيلة ...... فأرجوك قبل ما يضيع الحب اللي بينا دا كمان ... طلقني وخلينا نفترق ونحنا جوانا شئ جميل شايلنو ل بعض ....ارجوك ....
ساد المكان صمت مؤلم ...فكلاهما لم يتخيلوا او يصدقوا انهم قد يمروا بهذه اللحظة ويعانوا منها كل هذه المعاناة .....
خرج تيم عن صمته وتحدث بهدوء عكس الإعصار الذي يحدث بداخله : انا ما ح اطلقك عشان تمشي تعملي الانتي عايزاهو ...ح اخليكي في زمتي .... بس البينا انتهى ....
وصمت قليلا ثم أضاف ببرود : بعد اسبوع عرسي على سلافة .... اجهزي....
فجّر قنبلته فتركهم وخرج ...........!!!
**********
أنت تقرأ
عديل الروح
Romansaفي الماضي (كانت تقف امام الباب وهي ممسكة بكلتا يديه وفي عينيها دموع تحكي خوفها وقلقها مما يحدث لها)... .........:_ وين ماشي وسايبنا لمين!؟... إنت وعدتني حتكون جنبي على طول.... نحنا محتاجين ليك.. بتك محتاجة ليك.. صمت قليلا وهو يرى دموعها تلمع ف...