البارت السادس
لم تستطيع كل من غلا و سما التعبير عن ما يجيش في خاطرهم في هذه اللحظة وكل مافعلوه هو الاندهاش والصمت المقلق .... اما صبا التي قررت أن تنضم إلى هذا التجمع وسمعت آخر ما قاله والدها فقد جلست على الأرض واجهشت في بكاء مؤلم جعلهم يتركون كل شئ ويركضون نحوها قلقين .... اول من امسكها واحتضنها كان والدها : بابا شنو صار ....ليش تبجي(تبكي) ... ... عرفت غلا سبب بكاء اختها ... فقد مرت عليهم لحظات في حياتهم كانو يتمنون اي رجل ... ايا كان ليقف معهم ويسندهم في مصابهم ولم يجدوا .... وفجاءة وبعد أن أصبحوا قادرين على حماية أنفسهم واستغنو عن آمالهم وأحلامهم بوجود حامي يحميهم من ذئاب الشوارع ظهر لهم اب واخ بعد غيبة طويلة ... تبكي وجعا لما فقدته ولم تجد من يأخذ لها حقها ....تبكي الماً لكل التأثيرات والتغيرات التي حدثت في حياتهم وشخصياتهم بسبب هذه الحادثة ...فسما أصبحت انطوائية وتخاف من كل شئ وغلا أصبحت لا تثق بأحد واخذت على عاتقها كل همومهم ومشاكلهم منذ صغر سنها فهي لم تعش كباقي الفتيات مراهقة طبيعية ...اما جدتها واه من جدتها فقد تكفلت بتربتهم رغم كبر سنها ومرضها لم تشكي ل احد ولم تقل يوما يكفي فقد تعبت ...بل كانت تخدمهم دون كلل أو ملل وجهد مستمر وبإبتسامة تعلو وجهها دائما .... اما هي فقد أصبحت غير مبالية بشكلها وبنفسها ولاتؤمن بالرجال في حياتها ... .....
**************** منزل يوسف البدري :
غرفة تمارا : جالسة هي وصديقتها نور .....
تمارا : ما بقدر اتصل يا نور صعب .....هو مماخطبني ماحصل اتكلمنا كلام طويل زي اي اتنين مخطوبين ... ولا بقدر افرض نفسي عليهو ... نور : انا نصحتك ياتمارا .... ابعدي عنو وارفضيهو بس مشكلتك ماشة وراء قلبك والله يعينك على الايام الجاية تمارا بأسى : يعني انا بحكي ليك عشان تحطميني زيادة نور بغضب : لا بالله عايزاني اقول ليكي شنو ... واحد إداكي قروش وقال ليكي اشتري اي حاجة بلزمك ل عرسك وماتتصلي بي لأني مشغول .... وعايزاني اقول عليهو برافو وماشاءالله .... لا والله ... ياخي لو ما عايز يمشي معاكي للملابس و الحاجات البتخصك ... كان اقلاهو يمشي معاكي يشتري ليكي الشبكة ... او ابسط شي يختاره هو ويجيبا ليكي عشان يحسسك ولو بجزء بسيط من الاهتمام ... بس ايه فايدة الكلام بعد اللي حصل ..... غايتو لو عايزة تسمعي نصيحتي اياااااكي والضعف ... ماتضعفي قدامو ياتمارا خليكي قوية ... ودموعك اوعك تبينيها ليهو مهما حصل ... ومادام دخلتي في حياتو بارادتك يبقى لاااازم تفرضي نفسك و تعملي قيمة ليها ... وتتحملي اي حاجة وكل حاجة ... تمارا بهلع : محسساني داخلة معركة يا ح اطلع منها خسرانة يا ربحانة ... هزت تلك رأسها موافقة : ايوا .... واتمنى اتمنى انك تنجحي وتكسبيهو في صفك .... بس بلييييز ياتمارا خليكي واثقة من نفسك لأنك فعلا قوية ... ويتستحقي الاحسن من معاذ ....... تمنت تمارا من كل قلبها ان تنفذ كلام صديقتها وان لاتضعف أمامه مهما حصل .... ولكن للقلب رأي آخر في هذا ....
*****************
صباح اليوم التالي : في منزل احمد .....
رحمة : اها قلت شنو اخطبها ليك ... بنت ماشاءالله جميلة ورايقة... والعرس دا فرصتنا انا اكلم امها وهي تفاتح ترنيم بالموضوع وإذا وافقت خير وبركة طوالي نمشي نتقدم .......... احمد بنفاذ صبر : ياامي اصبري حبة خليني استقر رحمة بغضب : انت فاكرني غبية ولا ما بفهم انت مما استقريت ومسكت شغلك ليك اكتر من شهرين.... بس انت بتماطل وانا عارفة السبب .... شوف يا احمد قلتها ليك وبقولا ليك تاني يمكن في الاول ما فهمت .. انا البنت دي ما حتخش بيتي طووول ماانا عايشة ولو باقي عليها يبقى تشوف ليك ام غيري ...... مالم يعرفوه ان صبا وسما كانوا قادمين إلى ابرار زيارة وسمعوا كل ماقالته رحمة .... وعادوا ادراجهم دون أي صوت ..... ** بعد عودتهم دخلت صبا الغرفة وتبعتها سما ثم اتصلت على ابرار و اعتذرت منها واخبرتها بانه أصابها مغص مفاجئ ..... نظرت سما الى اختها بحزن : ليه ما قلتي ليها الحقيقة صبا وهي تمسك بطنها بيدها : ودي الحقيقة انا فعلا عندي مغص .... .اقتربت سما منها وجلست بقربها على السرير واضعة يدها خلف ظهر صبا وفي عينيها دموع : والله حيندمو .. صدقيني هما الخسرانين .... ابتسمت صبا وقالت ممازحة لكي تنسى قليلا ماألمّ بها : طبعا حتبكي بدالي...... يااااااه ماشاءالله عليكي ى عندك نوافير بتاع دموع مستعدة تبكي عن اي زول .... ضربتها سما على ظهرها بغضب قائلة : اصلو مابتستاهلي ... خلاص ما ح ابكي ... وفعلا اجهشت في البكاء وصبا في الضحك ... وبينما هم على هذه الحالة دخل غسان عليهم متفاجئا من منظرهم.... غسان بتعجب : شكو صاير !!؟؟...... تمتمت صبا بصوت هامس لم تسمعه سوى اختها : اها كملت ..... جونا ناس شكو وبكو ... ضحكت سما من بين دموعها وقالت ردا على سؤال أخيها: ما في حاجة ... نحنا بس بنعمل تدريب لمسرحية حنقدمها في المدرسة .... جحظت تلك عيناها وفغرت فاها للكذبة التي اخترعتها اختها وقالت : الله يكرم السامع .... وكمان بتكذبي ... قرصتها سما لكي تسكتها وقالت : ها غسان عايز حاجة .. ظل يتأملهم ل وقت ثم قال وهو يجلس على السرير المقابل لهم : من زمان وانا نفسي يكون عندي اخ او اخت ... احجي(احكي) لها همومي وتحجي (تحكي)لي همومها ....وفي يوم وليلة تحكك (تحقق ) حلمي ... وبكا (بقا) عندي ٣ اخوات... اني شكد فرحت ...واصريت على ابويا .. اني ارافكو (ارافقو) وين ما راح. كنت بدي اشوفكم واضمكم واحب رؤوسكم واقولكم اني خيكم ووكت ماتحتايوني تلاكوني معكم (ووقت ماتحتاجوني تلاقوني معاكم ).... بس الظاهر اني كنت صدمة ليكم ........ اخذت صبا نفسا عميقا وقالت : هو انت من ناحية صدمة فكنت صدمة فعلا ... لانو مااتوقعنا انو يكون عندنا اخ واكبر مننا كمان......وأضافت بإبتسامة . .. بس زي ماانت اتمنيت نحنا برضو اتمنيناك والظاهر انو دعواتنا استجابت وربنا حقق أمانينا... ابتسم غسان ووقف مقتربا منهم : طيب تسمحوا لي اضمكم ..... اول من احتضنته كانت سما .... فقالت صبا ممازحة: اسفين ... بس دي فاقدة حنان... ... خجلت سما وضحك غسان ضاما شقيقته الآخرى إليه..........
****************
على التلفون ...
تيم : وين انتي !؟ غلا بتوتر وقلق : في الشارع عايزة اركب يادووب ... تيم وهو يحاول أن يهدئها فهو يعرف مقدار ولعها وعشقها لهذا الطفل : طيب اهدي ان شاءالله ما فيهو حاجة ... انا ح اصل قبلك واشوفك في المستشفى ... غلا وهي تحاول ان تتماسك: إن شاااااءالله ... بس لينا كانت منهارة جدا ... تيم وقد أحس بضياعها : اكيد ح تكون منهارة دي امو ياغلا ... ... انتي ليه ماسقتي معاكي واحدة من اخواتك او ابوك او اخوك .. على الاقل كدا كنت حكون مطمن عليكي...(اتصلت عليه غلا من جوالها في نفس تلك الليلة التي عرفت فيها عن غسان وأخبرته بكل ماحدث لها وبأبيها واخيها ).... غلا : ما قدرت اصبر يا تيم... وبابا من الصباح مافيش قال عندو أصحاب هنا ح يلف عليهم .... تيم بقلق : خلاص خليكي واقفة انا بجيكي ... غلا بهلع : لا ما تجي.... واصلا هسي حتجي عربية وانا ح اركب طوالي ... تيم : طيب ... خلي بالك من نفسك .... وانا ح اتصل عليك كل شوية ... ولو لقيتك واقفة لسة بجيكي ... ولا لي دخل ب زول ... غلا بإستسلام .: خلاص تمام.... استودعتك الله ... ابتسم تيم لعفويتها في جملتها الاخيرة وقال : (آديو ميّا بيلا )...... (Addio Mia Bella ) ( استودعك الله يا جميلتي)
*******************
كانت غلا جالسة بجانب تيم غير بعيدين كثيرا عن لينا وأسرتها... .... غلا وهي تضرب برجلها على الأرض من التوتر : يااارب يارب ... هما ليه اتأخروا كدا ماقالو عملية ساهلة وبسيطة تيم وقد انتقلت إليه عدوى التوتر : غلا اهدي وترتيني معاك.... كلها دقائق وان شاء الله الدكتور يطلع ويطمنا ..... غلا وهي تدعوا ربها بينها وبين نفسها بان يخرج عزوز من غرفة العمليات بخير وعافية ....فقط من أجل امه ... وبعد دقائق خرج الدكتور ووجه لا يبشر بالخير ابدا .. من دون أن تشعر غلا امسكت ب تيم من يده بقوة وقالت: الله يستر الدكتور طلع وماظنيت الخبر بيسر ... وقبل أن يرد عليها تيم سمعوا صراخ لينا .... غلا وهي تبكي : تيم هو مامات صح !؟ لينا ليه بتبكي ... انا ما سمعت حاجة وانت زاتك ما سمعت صح ... عرف تيم مقدار صدمتها بهذا الخبر وتحاول بهذه الطريقة الهروب من الحقيقة المؤلمة ..قبض على يديها لكي يشعر بتركيزها عليه وقال : غلا...قولي انا لله وانا اليه راجعون لله ما اعطى ولله ما اخذ... وانتي ماشاءالله زولة مؤمنة وعارفة انو دا مصيرنا كلنا .... وعزو طير من طيور الجنة .... ان شاءالله شفيع لاهلو .... لازم تبقي قوية عشان لينا هي حاليا محتاجة ليك اكتر من حوجتك ل نفسك .... قالت غلا بتوهان ودموع لا تتوقف عن السيلان : لينا !!! تيم بقلق على حالها : غلا ارجوكي خليكي معاي ... قولي إنا لله وإنا اليه راجعون وبدأت تردد خلف تيم كل مايقوله لها وتبكي .... بعد ثواني سمعت صوت لينا وهي تناديها.... تركت تيم وذهبت إليها....وجدتها تحاول الفكاك من بين أحضان والدها .... لينا وهي تصرخ : فكوووني ... انا عايزة عزو ... خلوني امشي اخدو من ابوه ... وعندما رأت غلا أمامها واصلت قائلة : تعالي ياغلا تعالي وديني ل عزوزك ... هو اصلا ماكان عايز يمشي مع ابوه وانا غصبتو يروح معاهو ... بكت غلا ومعها والدها ووالدتها من حال لينا ..... احتضنتها غلا وهمست في اذنها : عزوز راح للي احن منك ومني... وماغالي على ربنا ... انتي قولي الحمدلله .... وربنا يجعلوا شفيع ليكي يوم القيامة ... لينا وهي تبكي بوجع : انا تاني منو الح يصحيني مع الفجر ويطلب شاي ... منو ال ح يتشاكل معاي في التلفزيون هو عايز يحضر اسبونج بوب وانا المسلسل ... قولي لي ياغلا انا ح اتسند على منو لامن اقع هو كان سندي وكل دنيتي... كان دواي في عز أوجاعي.. ولامن ابكي بجي يمسح دمعتي ويقول لي انا بمشي ادق الكلب عشان زعلك.. شفت فيهو كل احلامي وطموحاتي ياغلا ...عزووووووز امك بعدك ماتت ... عزوز ارجع ووالله اشتري ليك الاسبورت الاحمر الكنت عايزو.....بس انت تعال ... تعال في حضني يا حبيبي .. انا اشتقت ليك ... غلا وهي تبكي من حال صديقتها وفراق صغيرها : لا حولا ولا قوة الا بالله.... استغفري يالينا وقولي الحمدلله .... الفراق حاااار بس اطلبي من الله الصبر ... انما الصبر عند الصدمة الأولى... مرت الساعات والحزن يخيم على الأجواء...وبين أصوات الناس والتعازي .... ظلت لينا تائهة غائبة عن كل ماحولها الى ان نامت بعد عناء ومشقة .. ......... . عادت غلا إلى المنزل ف وجدت كل أفراد أسرتها ينتظرون حضورها .... ركضت نحوها سما واحتضنتها باكية : كلنا بنعرف حبك الشديد ل عزوز ... ربنا يرحمو ويصبر اهلو ويصبرك كمان ..... وتباعا لسما قام بتعزيتها والدهاوجدتها وغسان وصبا... وهم يتمنون له الرحمة ولاهله الصبر والسلوان غلا بكل حزن واسى ودموع على وشك السقوط : امييييين.... عزوز ماكان ولد صحبتي بس ولا ولد جيران عادي ... دا كان ولدي انا الماولدتو ... حبيتو بقدر
ماكنت ح احب ولدي المن بطني ...ربنا يرحمك يا عزو سبت فراغ كبير في حياتنا ..... *****************
وبعد اياااام ...... في الصالة .....ليلة زواج تمارا _ معاذ
... (تعريف عائلة معاذ..... منى : ٤٥ سنة متزوجة وعندها ٣ اولاد أكبرهم عمرو ٢٣ سنة ٢٠ و١٣ محمد : عمرو ٤٠ سنة متزوج و عندو أربعة بنتين وولدين ... أكبرهم عمرو ١٥ سنة .... مؤمن : عمرو٣٤ سنة ... متزوج وعندو٣ ولدين وبنت أكبرهم ٧ سنة .. معاذ ٢٩ سنة ... معيد في الجامعة ....طويل ... نحيف ... ووسيم ... لونو قمحي ..... ) ..... تيم وهو يتحدث بالجوال : يعني ما حتجي .... غلا : صعب ياتيم.... اولا بأي صفة احضر العرس ... ثانيا ما بقدر اسيب لينا براها .... اي نعم هي اليومين ديل احسن بس نفسياتها مازالت تعبانة ... تيم بصوت هادي وهامس: ب صفتك زوجتي المستقبلية .... ... طوط طوط طوط ضحك تيم بصوت عال ثم أعاد الاتصال بها ..... تيم بغضب تمثيلي: والله والله تاني تقفلي في وشي ما اتصل عليك ولا اتكلم معاك ... غلا بصوت قوي لكن منخفض : انت بطّل الكلام الجانبي دا .... وانا بكون معاك تمام ابتسم تيم : بس دا ماكلام جانبي انا فعلا قاصدو ... بس مستني العرس دا يخلص على خير وانا بجيكم في البيت ... الا كان انتي ماعايزاني ف دي حاجة تانية ... غلا واحساس الخوف من خسارته سيطر على تفكيرها فردت بسرعة : لا انا عايزاك ............ ....... عم صمت من الجانبين .... لا تسمع فيه سوى أصوات أنفاسهم... عرف تيم ان غلا في حالة احراج وخجل تام ولولا تهديده لأغلقت هاتفها في وجهه ... فقال ممازحا : لقد وقعنا في الفخ ....... قبل أن تجيبه ... اتاه معاذ وقال بغضب : ماشاءالله قاعد تحب لي بمزاج وانا مدروش هناك ....... حينها سمع الصوت الذي بدأ يكره أكثر من أي شئ في العالم ... طوط طوط طوط ...... وقال بغضب لمعاذ : ياخي عرسي ولا عرسك .... انا ما فاضي ليك... رد عليه معاذ بنفس نبرة صوته : عرس اختك وصاحبك يا معفن ...... يلا تعال خلينا نمشي الصالون وبعداك نمشي للعروس ..... وخلي الغراميات ل بعد العرس ... تيم وهو يتأفف : جاي في زمن غلط .... اصبر بحسسك بالعملتو دا بعد ما تمشي الفندق وتتقفلوا انت وعروستك في غرفة واحدة .... ضحك معاذ وقال : عارف خثتكم وندالتكم ... عشان كدا عامل احتياطاتي من بدري ... وطافش انا والعروس برة البلد ... نشوف حتعملوا شنو ..... وغير وصلنا بالسلامة تاني ماح تسمعوا مننا حاجة ..... تيم بدهشة لهذا الخبر : ياابن ال ......... شغال ب تحت تحت قلت لي ..... معاذ بضحكة خبث : انا عرييييس .... وماعايز متطفلين .... *********************
في منزل لينا بعد أن أغلقت جوالها ... تاهت في عالم آخر ... ايقظتها لينا من غفلتها قائلة : الله يهني سعيد ب سعيدة غلا وهي تضحك : انتي معاي .. لينا وهي تبحث حولها : ليه في زول غيرنا هنا ... غلا بخجل واضح : دا تيم لينا بابتسامة : والله عرفتو ... الإشارات كلها بتدل على انو تيم الكان معاكي والظاهر فجر قنبلة خلاكي بالحالة انتي فيها دي غلا بهمس خجول : قال حيجي البيت بعدما ينتهي من عرس اختو لينا بدهشة : والله ......... احلى خبر سمعتو ..... ثم احتضنت غلا وقالت والعبرة تسد حلقها : والله تستاهلي الفرح انتي وكل خير ... وربنا ح يجزيكي خير لأنك انسانة رائعة وطيبة ودايما بتدي دون مقابل ... الله يبسطك كمان وكمان ياصحبتي .... غلا وقد احست بغمامة الحزن تظلل عليهم بعد أن تناسوه قليلا : وانتي برضو بتستاهلي السعادة .... وكفاية حزن وغم..... عيشي يا قلبي ... ما ح اقوليكي انسي لانو صعب الزي عزوز يتنسي لكن كلما جاء في بالك ادعي ليهو انو ربنا يرحمو ويرحمنا جميعا ...وقصاد كل دمعة اتصدقي عشان تنفعك في الآخرة... ... ومامعروف الخير وين لكن اي شئ بحصل في حياتنا لحكمة ما يعلم بيها إلا رب الكون .... وأضافت باسمة : واكيد فرحتي ما حتكمل الا لو شوفتك مبسوطة .... ابتسمت لينا ابتسامة ضئيلة فهي تعلم ان ما قالته غلا صحيح .... وانها يجب أن تقاوم وان لا تُسلم مصيرها للحزن ... ستعيش بإذن الله فالأيام كفيلة بأن تنسيها الم الفقد ... ليصبح اسم عزوز ذكرى عندما ينطقونه يتبادلون الابتسامات بينهم دون دموع .....
****************
على التليفون :
ابرار : صبا ... نحنا مش اتفقنا نقرأ سوا ... صبا : خلاص تعالي عندنا .. ابرار : ما بقدر اخوكي وابوكي قاعدين صعب والله صبا : انتي كمان عندك اخو في البيت وكنا بنجيك عادي ابرار: بس احمد بطلع يوميا ومابجي الا المغرب وأيام كتيرة ببيت برا البيت . صبا : اسفة والله ياابرار .... بابا ما حيرضى ابرار وهي تعرف صديقتها جيدا : صبا قولي عذر غيرو لانو ماظنيت انو ابوكي الماحيرضى .... في حاجة حاصلة وانتي ماعايزة تكلميني بيها ...متغيرة ليكي فترة ... صبا بنفاذ صبر : برو .... ما في حاجة وماطلعي فيني حاجة غصب ...... ................ لا فيكي ومستعد احلف انو فيكي شئ متغيرة تفاجأت بصوته فهي فعلا من اليوم الذي سمعت فيه والدته تقول ذلك الكلام وهي تتجنب مقابلته ومقابلة أخته وحمدت ربها بأنها في اجازة لقرب امتحاناتهم النهائية ..... صبا بعد أن اخذت نفسا قويا قالت بهدوء : اهلا احمد ... كيفك احمد بنفس هدوئها : تمااام ... بس مشتااااق والله مشتاق ... ارحميني وتعالي ... صبا بتوتر : والله ما بقدر..... والأفضل إننا ننهي البينا ... صمت مهيب ...دام لثواني ..... لينفجر احمد بعدها بصوت مرعب وقوي : نعم !! انتي بتقولي شنو !!؟ بنلعب انحنا .... صبا وهي تتظاهر بالقوة ولكن داخلها يتزعزع: زي ما سمعت..... انساني وانسى كل شئ بيناتنا .... احمد وهو متفاجئ منها ومن تحولها الغريب : الحاصل شنو !؟ بالسهولة دي عايزاني انساكي ... للدرجة دي انا كنت رخيص عندك...ولا انا كنت وسيلة بس للتسلية ... اه ولا صحيح انا نسيت اني لامن حبيت حبيت مراهقة في لحظة ممكن تغير مشاعرها وتنسى ... صبا بتفسير : احمد انا ..... قاطعها غاضبا: اشششششش .... ماعايز اسمع منك حاجة وزي ما انتي نطقتيها بالسهولة دي .... انا كمان ما ح ازل نفسي اكتر ..... وحقول ليكي درب السلامة .... وانا اسف على وقتك الثمين اللي ضاع معاي ... واسف كمان لنفسي لأنها ادتك حجم أكبر من حجمك... وكنت في يوم كل احلامي .... مع سلامة ... طوط طوط طوط لم تستطع صبا الدفاع عن نفسها .... فكيف تقول له بانها سمعت كل ما يقال عنها ... وما هو موقف والدته منها ... كيف تدخلة في معارك مع انسانة هي أغلى ما عنده... كيف تكون سببا في حرمانه من امه ... كل ذلك كانت صبا تفكر فيه ... ولم تجرؤ ان تقول له ذلك علنا .....لقد أحببتك فأسرفت , والآن أدرك أنه ما كان علي أن أبقى وأن ابتعادي صامتاً أحفظ لكرامتي أنا , وأخف وطأة على جروحك أنت , ولكنني سأرحل ولن أعود بعدئذ أبداً , إننا نفترق إلى الأبد , لقد سئمت من أكون شاهداً على تمزقاتك النفسية , أحسب أنني لا أحسن التعبير الآن عما يعتلج في قلبي ويدور في خلدي , لقد تكلمتَ كثيراً فوداعاً وليس من حقك أن تؤاخذني وأن تحقدا علي , لأن العقاب الذي أناله أنا أقسى كثيراً من العقاب الذي تناله أنت , حسبي عقاباً أنني لن أراك بعد اليوم أبداً , وداعاً ..
أنت تقرأ
عديل الروح
Romanceفي الماضي (كانت تقف امام الباب وهي ممسكة بكلتا يديه وفي عينيها دموع تحكي خوفها وقلقها مما يحدث لها)... .........:_ وين ماشي وسايبنا لمين!؟... إنت وعدتني حتكون جنبي على طول.... نحنا محتاجين ليك.. بتك محتاجة ليك.. صمت قليلا وهو يرى دموعها تلمع ف...