صُـدَفْ

133 3 0
                                    

في أعماقه حكايات موجعة، مهما ضل يحكي ويروي سيبقى هو فقط من يشعر بها..

تُفكر ذاكرة ممتلئة، قلب صامت و عقل ملّ التفكير ..
كم من الاشواق تأسرنا، وأوجاع تصدمنا، كم من الأشياء كانت من نصيبنا لكنها ليست من إختياراتنا! أصعبها الخذلان..

الخذلان أصعب بكتير من الفراق، ربما يخطر بخيالك لحظة خوف من الفقدان، لكن الخذلان يأتي دون سابق إنذار يأتي ثقيل ومحمل بالبؤس والعذاب، يأتي فيمحي ببساطة أمل كنت قد إستجمعته بعد معارك ملحمية نجوت منها بأعجوبة، لكن!
الأشياء الجميلة لا تكتمل و إن إكتملت ستسأم منها، لا يمكنك إرجاع الزمن إلى الوراء و لو رجع لكنت فعلت نفس الاشياء، الحلقة لابد وأن تدور في نفس مسارها لتحدث نفس النتائج بنفس المسببات..

جميعهم يأخذ جانبًا منَّا ويرحل.. لكن الدموع التي سقطت على كتف لا سجادة هي حتمًا إستثمار خاسر لا طائل ولا حصيلة منه غير الألم..
جاء بعد كل هذا بريق أمل وحبل نجاة، لوجعها على هيئة يد تربتُ على كتفها، يد مطمئنة.. يقال إذا توالى عُسران حتمًا يليهما يسر،
أيها العُسران تبًا لكما..
كانت تكابد الحياة، تتأرجح بين الوجود والعدم، بين صفعة و قُبلة،ً بين نعم ولا! كانت كمقطوعة موسيقية راقصة تثاقل عزفها فجأة و توقفت، كمظلة لم تفتح عند الهبوط، كانت تلملم نفسها بعزلتها الراقية، بخار قهوتها، كتبها المبعثرة، هدوءها الفطري، إلى صلاتها..
يوم آخر كباقي الايام لكن كانت فيه مِسطرة تقيس الوقت بينها وبينه، بين موجوعة و مخذول، يوم إنقلبت فيه التفاصيل، يوم يجعلك تفرق، بين الزائف و الأصيل، هناك أشخاص مثل صخرة وسط بحيرة تساعدك في ان تنتقل من مكان لآخر، هكذا كان هو بالنسبة لها..

تدخّل في لحظات حرجة و أنقذها من مأزق الشعور، بدأت ترى الحياة بأعين طفلة، يبهجها الرقص و الألوان، الورد الأبيض! و الطبيعة، كطفلة تُقاتل و تستميت من أجل الدمية الخاصة بها لكنها تنساها من أجل غزل البنات، ترى الأشياء ببساطة.. هذه الطفلة هي أنا، لم أتوقع انني سأتصالح مع وحدتي لكنني فعلتُ عندما جُمعت مع وحدتك لتشكل فارقا لكلانا، إنني امرأة حاجتي الى العزلة كإعاجبك بعنوان كتاب وتبحث فقط عن فرصة تتسنى لك لقراءته، أسترجع نفسي الضائعة بالعزلة و كم تسعدني عزلتي الجديدة التي هي أنتَ.

بَصْمَـتِـيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن