زهرة الياسمين، عبق الريحان، عِطر الجنون، الانبهار باللمعان! قلبي ممتلئ، لطالما كان.. قلبي يحب! ذلك كانَ جريمة هذا المكان.
قلبي احبّ الشخص الصحيح تمامًا، بالمكان الخطأ تمامًا
- هل انا مذنب؟ لا، هل انا مديون؟ نعم
ظننت اننا نستطيع ان نحرك الجبال سويًا، ان نهدئ العواصف ونلطف الرياح، طننت.. لكن تلك كلمة اكبر من بقعتي التي اعيش بداخلها
قرأتُ مرةً في احد الكتب عبارة، كانت غريبة بالنسبة لي، مجهولة الهوية والمعنى! حتى فهمتها في احد الايام
' للجميع الحق بالحُب، للجميع الحق بالشعور بالسعادة والاستقرار.
اخذ ذلك ليس من الانسانية 'ظننته سطرًا مبهمًا من الكاتب، او ربما وضعه لتشتيتتنا، لسحب عواطفنا تجاهه.. لم افهمه تمامًا
في ذلك الصباح، عبرت نحو المكتبة اخبئ ابتسامتي، انظر حولي! لربما كان لوي في مكان ما حولي يحدق بي كما قبل البارحة، ربما هو في الجوار ينظر دونما ان اشعر، او افهم
وقفت امام باب المكتبة، وطللت بداخلها ابحث عن اي اثر لبشري او حياة، وبالفعل وجدت رجلاً يقوم بصف الكتب في الرفوف
ابتسمت بوسع، بدى ان هذه دفعته الاخيرة فالمكان مكتض بالأرفف والكتب! شعرت بروحي تحيا، ودونما تردد فتحت الباب وولجت مباشرة
يغلق الباب خلفي واشعر بالهدوء التام عوضًا عن ضجيج البلدة الصغير في هذه الظهيرة.. هذا منعش
نظرت للكتب حولي، المكتبة لطيفة بالنسبة لكونها مكتبة مرمية في بلدة عارية كهذه، لا اشجار لا زهور.. مجرد حجار ومسطحات بنية
الرفوف رقيقة اللون، الطاولات صغيرة ودائرية، تكفي لثلاثة اشخاص تقريبًا، وذلك كان بديهيًا من الثلاث مقاعد حول كل طاولة، ليس بالكثير حقًا! ربما خمس طاولات، لكن في الزوايا وضد الجدران كان هناك ارائك نحيلة ومريحة، الاضواء خافتة وهادئة.. وطاولة الاستقبال او امين المكتبة قرب الباب
التفت الرجل لي، فهناك جرس صغير اعلن عن دخولي، هو بقي يحدق، يرمش.. يلعق شفتيه ويقف بهدوء "زائر؟"
رفعت كتفاي وابتسمت "بالطبع.." لم اعلم حقًا بما اجيب سؤاله ذاك
ابتسم بخفة، لكن بحواجب مُشكِكة "هل انت من اهل البلدة؟"