مُقدمة

12.1K 478 218
                                    



[ "وجدتُ النقاء خلف ستائر فسادي، شظايا حُبٍ كان قد اكتمل ولكنه كُسر!"

اُعيدت الكلمات مجدداً في رأسي، وبصوته الذي كنت اشعر بالخوف يعتليني عند سماعه.. ثم بالذنب يحتويني عند رؤيته، ثم لا اعلم كيف اصبح القلق منه مصدر سكون..

سمعت ضحكاته، ايعقل؟

ربما عقلي يرفض ان يصدق ماآل اليه الحال... يرفض وينكر! يجعلني ارى اشياءً وردية حدثت قبل ايام من الان، قبل شهور من الان! قبل ساعاتٍ ربما لم اقدر بعضها حتى هذه اللحظة

"هاري!"

صوته مجدداً، رباه!

اغلقت عيناي واذناي، بقيت ادفن نفسي داخل نفسي حتى لا اسمعه! مرتجياً ومنادياً..

حتى لا اسمع اصواتهم وهم يطرقون الباب الخشبي المتهالك بشدة، حتى لا اسمع خطوات اقدامهم وهي تتراكض اعلى العشب الميت ذهاباً وعودة، حتى لا اسمع مطارقهم تُجر والغاز يسكب على الخشب الجائع لبعض النيران...

كل شيء يصبح بطيئاً في لحظات عندما لمست يديه ذراعي، يحاول جعلي اسمع جحيم حياتي المنتظر وخاتمها

فتحت عيناي لاجله، نظرت اليه، نظرت لبؤسي داخل مقلتيه.. نظرت لعجزه وألمي، نظرت لحبه وشغفي!

استطعت ان ابصر الاشياء الحُلوة ملطخة بالخوف ببشاعة وبدون ذنب

كل هذا يحدث لاجله، ولا ندم.

"سنكون بخير، هاري، الحُب الصادق لا يجب ان يختبئ."

صحيح، فهذه جريمة! ]





1947 March 16

احسنتُ اغلاق الحقيبة البُنية العتيقة خاصتي
حملتها بيدي اجرّها بصعوبة وبنفس ثقيلة! كنت كمن يُجرّ نحو قبره ...

"لا بأس هاري، بُني، هي مجرد اشهر قليلة! كُن مؤدباً حتى ذلك الوقت" ابي يخبرني، يجعلني انظر اليه كالقتيل ... قول ' مجرد اشهر ' مثل زيادة السُم على احتضاري

اريد الذهاب لغرفتي، حيث هناك مخطوطاتي المُفضلة وسريري الخشبي وارنبي الصغير، اثرثر معه بينما اعبث بأحد المخطوطات كما اعتدت حتى لو انني لا افهمها حقاً

تمنيت لو يقطع ابي نومي للذهاب للكنيسة، منزعجاً بوجه منتفخ كالعجين وشعرٍ ضربته عاصفة! سيكون ذلك اهون علي من الذهاب نحو محطة القطار، الى الجحيم

الى بلدة مورغنيت.

Holy Grail ✞ | Larryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن