Enjoy!
اخبرني احدهم مرةً عن الحُب، تلك الاسطورة الخيالية للأميرات البائسات في انتظار فارس احلامهن، او قد يكون الخبزة المتيبسة التي اعطيت لطفل حافي الاقدام حتى يتقاسمها مع اخوته الاربعة اسفل سماء مظلمة
الحُب، قد يحضرك عند انهائك لرسمة بشعة، قصيدة سخيفة، طهو وجبة على الاحرى طعمها يشابه اعمدة الشوارع! او خياطتك السيئة لشق في قميص او بنطال.. لكنك فالنهاية ستبتسم وتشعر بالدفء! ستعلم انه مهما كان عملك صادمًا فالشخص المناسب سيراه مذهلاً وسيعجبه
الحُب، هو مولد الحاضر وموت الماضِ، ارتجاف المستقبل، مرض الاوقات وداء الازمان، وبطريقة ما سيكون هو الدواء المناسب
الحُب، اكبر من ان اصفه فيه جملة صغيرة، سطر غريب، او شعور صغير كالدفء والحنان والعاطفة! اكبر من ان احصره في عدة امثلة، علاقات، احداث.. لكن مالبيد حيلة فهذا مااستطيع ان استحضره
كما قلت، كان الحُب شيئًا خياليًا في رأسه، ليس امرًا يمكن ان يحدث له حتى بعد مئة سنة، وربما ان حصل فهو سينتهي نهاية سيئة
كان من اولائك الاشخاص الذين لا يجهلون انفسهم وواقعهم، لا يستغبون ولا يغلقون اعينهم عن الحقيقة! فهو مزعج، صاخب، يمتلك الكثير من الحوائط المنيعة التي يستمر في بنيها كلما كبر للحظة، لديه افكار غريبة يفضل الاحتفاظ بها لنفسه! وكذلك لديه تلك النزعة الشديدة لبني جنسه، الرجال.. فكيف سيجد الحب؟
لصغر رؤيته وقتها، ظن ان الحب محصور بين الذكور والاناث، وان اردت ان تحب فأين هي فتاتك؟ او اين هو رجلكِ؟ لم يعلم ان كان سيستطيع الحصول على فتاة وهو يستنمي كل ظهيرة عندما ينام الجميع متخيلاً تحسسه لقضيب رجل او قبلة عميقة منه
كان في اشد مرضه، ولا يظن انه سيشفى يومًا! فهذا داء وابتلاء، مصيبة قد حلّت عليه خاطفةً كل الهواء..
وبيوم، هو اصبح واعيًا بالسنين! وبما يمكن ان تغيره وبما يمكن ان تجلب وتأخذ.. وقد علم ان بإمكانه ان يجد الحُب وليس بين ثنايا جسد انثى
وكم كان سعيدًا، كم كان منتشيًا! كم كان شعور الحُب مذهل وجديد على قلبه المبتدئ ليتحمله، كان منشغلاً بشهيته الكبيرة ليأخذ ويعطي وقد نسي كل مخاوفه، نسي كل الجدران التي تعب يبنيها ونسي كونه صاخب ومزعج ونزق! فكيف لا ينسى ومن يقبل فمه كل صباح يحب رؤية كل ذلك
الامان، كان ذلك وجه اخر للحب، ودرس جديد قد تعلمه ليصف به كل تلك المشاعر المتشابكة داخله
احبّ الامان الذي يشعر به معه، احبّ مايمكن ان يفعل ويقول ان شعر بذلك، الى اي حد يمكن ان تمتد يده للسماء حتى شعر انه لمسها عدة مرات
