14 | إختِلال

5.2K 342 1.3K
                                    


ياللهول ماهذا! هل كتبت جزءً بعد قرن؟



كان اسمه يصدر صدىً مُرًا في اذني من شدة حلاوته، كان كالثلج اعلى النيران! لكنه لا يذوب ولا يطفئ النار اسفله.. متزنًا بشكل يجعلني اريد اغلاق قصته معي لكنها اشد حماسًا من ان لا اقرأ نهايتها

كان رجلاً ناضجًا، يعرف مايفعله، حذر! ذكي، عصبي احيانًا.. كان مثاليًا، تقريبًا، وكنت انا عيبه الوحيد

لم يتعرض لتشتيت يومًا من طلقات الرصاص، او من اشتعال النيران، شاهد دماءً تُرق امامه لكنها لم تستطع ان تخترق جدرانه الثخينة، ربما سقط من تلٍّ عالٍ وكسر به الكثير من العظام لكن جلده اشد من ان يتشقق

صُفع كثيرًا، وكان يجدر به البكاء لحظتها لكنه استمر بخطواته! لم يواجه اي عقبة تجعل قدمه تلوى ليهوي على وجهه، لم يواجه اي عقبة صغيرة سواي

لم اكن مدركًا لحجم الامور، او لخطورتها! كنت طوال حياتي في منزل صغير دافئ مع عائلة لطيفة والامور تمشي بسلاسة، اقصى مصائبنا هي وفاة نخشى ان تأتِ، فكيف لي ان افكر بكل ذلك؟

لم ادرك الى اي حد حياته تشبه النفق الصغير اسفل الارض، عليه ان يمشي للامام وللامام فقط مهما كانت الظروف، بينما ينتظر ان يصتدم به قطار في اي لحظة

"تستمتع برؤية الطيور كثيرًا" تمتمت وانا اقترب من خلفه، اراه شاردًا بالطيور امامه بينما يجلس براحة على كرسيه

يظهر لي ان عادته بالتدخين قاتلة! فالسيجارة بين يديه بدت جديدة بينما اخواتها على الارض منطفئات

"ليس هناك شي افضل لاشاهده" اجابني، لا يستنكر وجودي، جلست بجانبه على المقعد الاخر

لم ينظر الي حتى الان، بينما ان كنت افعل! انظر لوجهه.. اتذكر كل مااخبرني به كيڤ البارحة، ناجحًا بجعل قلبي يلين تمامًا للشاب قربي!

بينما اكملت تأملي به، لاحظت قدمه التي لاتزال ممتدة عكس الاخرى مستنتجًا انها لا تزال تؤلمه

زفرت وعقد اصابعي سويًا، امسح المكان بناظريّ بملل حتى نجد مايمكننا التحدث به! او على الاقل الى ان يعطيني انتباهه..

لمحت الكرسي الاحمر في الزاوية، وتردد صدى اسم سيلفر في اذني، قطعًا، لو كنت سيلفر لما استمتع بمشاهدة الطيور اكثر من التحدث معي..

يومها لم اكن اعي افكاري الخاطئة، الثائرة والغائرة كماء الارض.

زفرت انفاسي، وتنهدت، احسب الوقت! استطيع سماع الهواء والعصافير وصوت سيجارته تحترق لكن ليس صوته هو

Holy Grail ✞ | Larryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن