وضعت مذكرتي جانبا و مددت عضلاتي و تأوهت بكسل كنت ألبس ثياب التخرج و مستعدة للخروج مع أمي و الذهاب إلى الثانوية بصحبتها سمعت منادتها لي قائلة:
"ساندييي هيا اهبطي الآن نكاد نتأخر"
هي سبب التأخر هذه المرة لست أنا قمت من مكاني و ذهبت إليها و بينما أنا نازلة على السلالم قلت :
"لما كل هذا الجمال أمي يبدو أنك انت من ستتخرجين اليوم"
قالت بنبرة حادة :"انزلي بدون أي كلام زائد ساندي
"حسنا أنا قادمة"
***********
منذ أن خرجتا من المنزل لم تقل صونيا أي شيء لابنتها لا عن مظهرها و لا عن أمر تخرجها ظلت ساندي تراقبها و تلقي إليها نظرات بين الحين و الآخر تنتظر أن تفتح فاهها بأي شيء ..أي كلمة تفي بالغرض المهم أن تتحدث في أمر التخرج حتى قاطعت الأم الصمت بينما قائلة : "ساندي أرجو أن تفترقا أنت و مارينو في الرحلة الجامعية "
ساندي: لا أظن أنه سيختار نفس تخصصي فهو مولع بالأدب و كتابة القصائد و القصص"
قالت ساندي و هي ترفع اكتافها باستهزاء
صونيا: أرجو ذلك فلنسرع قليلا "
و بدأت تسرع في خطواتها فهمست ساندي بينها و بين نفسها "وأخيرا قلتي شيئا يا لبرودك أمي أكاد لا أحس بأنك موجودة"
أسىرعت هي الأخرى لتلحق أمها و ماهي إلا دقائق ووصلتا إلى الثانوية كانت مليئة بالطلاب و آبائهم و أول ما رأت عينا ساندي هو مارينو و والدته فتقدما نحوها
ساندي: يا لتعاستي
قالتها بتذمر فأردفت امها قائلة : يجب أن تتفاهمي معه ولو ليوم واحد ساندي سأذهب مع أمه قليلا و أنتما ابقيا هنا ، التزمي الصمت الان فقد اقتربا منا كثيرا
ساندي: مرحبا سيدة هيلينا كيف حالك
هيلينا: في اتم سعادتي يا ابنتي لكن إن تفاهمتما ولو ليوم واحد سأكون ممتنة لكي و لابني العزيز
مارينو: لا أظن ذلك يمكن الذهاب مع السيدة صونيا أمي لقد أصبحت فتى صغيرا في نظر الآخرين اليوم بسببك
هيلينا: ستذهب الى المدينة 5 سنين بني يجب أن أشبع منك " و بدأت الدموع تتجمع في عينيها فأردف مارينو يقول :
"لا تذرفي دموعك الآن دعيها لوقت لاحق"
فأتته ضربة في كتفه كما اعتاد عليها من ساندي
ساندي: غبي هي تتألم لرحيلك و أنت لا تأبه لذلك
مارينو: لا تشمثيني بالغبي مرة أخرى ساندي
قالها بغضب
فتنهدت صونيا و هيلينا معا و قالتا في آن واحد :"قد بدأنا للتو"
نظرتا إلى بعضهمت البعض ثم اطلقتا ضحكة مزدوجة بينما ظلت ساندي تنظر إلى مارينو باستحقار و هو الآخر يبادلها ذلك
هيلينا: أرجو أن يتحقق حلمي
صونيا: ااه و الف اه من ذلك الحلم دعينا نذهب
مارينو: أي حلم أيتها السيدتان
ساندي: ليس من شأنك
صونيا: من قال هذا هههههه
هيلينا: ههههه هيا فلنذهب عزيزتي و أنتما كفا عن الشجار و تقدما نحو المنصة فقد بدأ الطلاب بالصعود عليها
ساندي: أمي ألن تقولي شيئا
صونيا: فلتتقدمي نحو المنصة لا تتأخري و ذهبت تاركة إياها بدموع منحصرة بين عينيها، لاحظ مارينو ذلك فحمحم قليلا ليستدرك الوضع فكر لبرهة من الزمن عن سبب انقلابها فجأة ، أول مرة يراها فيها مدمعة العينين
ساندي: فلنذهب أيها الكركدن
مارينو: هيا يا سليطة اللسان تبسمت له ابتسامة نابعة من قلب مجروع و هذا ما أحس به مارينو من خلال ابتسامتها فما سر هاته الفتاة ....
******* انتهى اليوم بتخرج كلا الطرفين بعلامات جيدة و كانت فرحة ساندي ناقصة بعض الشيء بسبب اللامبالاة التي تتصرف بها والدتها ،كان موت أبيها كالعاصفة التي زعزعت شرايين قلبها و هاهي الآن تعايش عاصفة أخرى من طرف أمها ظلت واقفة في المنصة بينما الجميع قد ذهب للاحتفال ..
مارينو: لما أنت هنا
ما إن سمعت الصوت حتى ألقت بناظريها نحوه
و كانت المفاجأة
هي المرة الأولى التي يرى فيها الدموع تهطل كالمطر الغزير في الوجنتين الورديتين ..هي المرة الأولى التي يرى الانكسار الذي داخلها كأن شخصا قد غرز في صدره سكينا عندما رأى منظرها ..و يوم تخرجها الذي كانت تنتظره بفارغ الصبر لتنتقل إلى الجامعة
ساندي: لما تنظر إلي هل اندهشت لمنظري يا مارينو ؟؟
ظل واقفا مكانه ، قد أتى للشجار معها بغية التسلية فصدمته بدموعها
مارينو: ساندي ما الذي يحل بك بحق السماء
ساندي: ربما أنت أبغض إنسان مازلت أبغضه بعد مرورو هذه السنوات لكنني سأخبرك أنني محطمة !! كنت أقول دائما أنه لايستطيع ..
قاطعها ليكمل :
"أحد أن يقارنني بنفسه فأنا إنسان من طين و ماء لكنني كبريائي وصل حد السماء و حطامي لن يجمعه أحد لأني لا أتحطم "
قد حفظتها يا ساندي
تبسمت لوهلة ثم أردفت:
" نعم قد حفظتها لكني الآن محطمة"
مارينو: لكني لا أرى حطامك ساندي الحقيني هيا ..
و تركها بين أمواجها تغوص مسحت دموعها و لحقت به رغم كل شيء هو لايزال يتصرف ببرود معها ...
كانت تمشي خلفه و تنظر إليه ربما هي تكرهه لكن شيئا ما يجذبها إليه حتى صرخت فجأة !!
ساندي: ماااريووووو
فزع لصراخها و نظر خلفه فوجدها متسمرة في مكانها ..صار يسرع في خطواته حتى وقف امامها مباشرة
مارينو: ماذا هناك نكاد نصل مكان الحفل هل وضعوك لإفساد كل شيء
ساندي: أصمت و قل لي الآن لما لحقتك كالبلهاء؟
تبسم قائلا : أخيرا استيقظت من غفلتك قد أجبت عن سؤالك في اخر كلمة من السؤال
ساندي: هل تقصد أنني بلهاء؟
مارينو: وهل هذا سؤال
ساندي: اوووف كف عن هذا سأسبقك اكره ان الحق اي أحد
تخطته و هو ظل مبتسما لتصرفاتها كان يمشي خلفها و لا يريد لحاقها
مارينو : لما أبتسم كالأبله؟
فجاءه الرد من ساندي :
ها قد اعترفت اذا كلانا أبله
مارينو: أم عشرة آذان
قالها بهمس و هو يبتسم ***
اكملت ساندي حفلتها مع صديقاتها و كانت ابتسامتها لا تفارق شفتيها و مارينو يعلم أنها ابتسامة مزيفة لا أكثر و هي تريد أن ترفه عن نفسها لا غير لتتناسا الأمر الذي يزعجها في هذه اللحظة
في جهة أخرى كانت تقف ليليان مع شلتها هي فتاة لئيمة لا تحب إلا نفسها تكون ابنة المحافظ و تعد نفسها أميرة على الجميع أما شلتها فهي تحب المظاهر مثلها تماما ،كانت تنظر لمارينو و تراقبه من بعيد فلو كانت نظراتها رصاصا لكان ملقى في الارض بين دمائه
يارا:(من شلة ليليان) لا اعلم لما يذهب اليها كل وقت و ينظر اليها في كل الاوقات
ليليان: الشيء الوحيد الذي استطيع القول انني متاكدة منه هو امر كرهه لها
ايمي: ما الأمر الذي يجعلك متأكدة هكذا ربما هنا يتشاجران كثيرا لكن لا تنسي الفترة الطويلة التي عاشاها معا يظلان اصدقاء الطفولة رغم ما يحيكه احدهما عن الاخر و يقال ان العلاقة التي تبدأ بالشجار ستنتهي بحب
ارتشفت ليليان القليل من كأسها ثم قالت :
"لكن مشاجراتهم ابدية يا ايمي!! قالتها بابتسامة ماكرة ثم اتجهت نحو مارينو لتعرض نفسها امامه كعادتها
كان ينظر إليها بين الحين و الآخر ، ينظر إليها و كأن قلبه قد أشفق عليها للحظة ، عقله و قلبه في صراع دائم و هذا الصراع قد ولد عاصفة قوية كثيرة النتائج .. كان شارد الذهن عقله يركز على اسم واحد و مخيلته ترسم صورة واحد " ساندي" نعم هي و فقط ... إلا أن قاطعت ليليان شروده بتقدمها نحوه
ليليان: مرحبا مارينو مبارك لك
ما إن سمع صوتها ازاح بنظره عن ساندي و التفت الى ليليان
مارينو: اهلا بك و مبارك لك ايضا
ابتسمت ابتسامة عريضة ثم أردفت:
" ترى أي كلية سيذهب إليها وسيم الثانوية؟"
مارينو: ههه شكرا لك لكني لست وسيما بهذا القدر
أنت تقرأ
" مَشاْعِر مُزيَّفَة "
Paranormalعندما يجتمع الماء و النار .. و تجتمع الأرض و السماء...ينبع حب مخبئ منذ وقت طويل ..هي تكرهه..و هو يكرهها..لكن الذي لا يعلمانه هو أن العشق قد استولى قلبيهما.. شجارهما لا ينتهي و حينما انتهى لمدة عاود الظهور من جديد جعلهما يفترقان عند ذهابه إلى باريس...